العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٨ - الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ محرّم ١٤٤٧هـ

قضايا و آراء

من التعليم إلى السياحة: الجامعات البحرينية ومسارات الانفتاح العالمي

بقلم: د. فاطمة ناصر العالي

الخميس ٠٣ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

تُعد‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬الاتجاهات‭ ‬الحديثة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬السياحة،‭ ‬وقد‭ ‬لاقت‭ ‬اهتمامًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم؛‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬بتبني‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬كنموذج‭ ‬تنموي‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬قيمة‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬جديدة‭. ‬وتأتي‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬النمط‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الترفيه‭ ‬فقط،‭ ‬بل‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬وتهيئة‭ ‬المتعلمين‭ ‬لاكتساب‭ ‬منظور‭ ‬مستدام‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬وإكسابهم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المعارف‭ ‬والقدرات‭ ‬التواصلية‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الشعوب،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬الإقبال‭ ‬العالمي‭ ‬عليها،‭ ‬بدأت‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬نطاق‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬مواردها‭ ‬البشرية‭ ‬والطبيعية‭ ‬والتقنية،‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬ميزة‭ ‬تنافسية‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬محددة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الطلبة،‭ ‬وقد‭ ‬شهد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬طفرة‭ ‬نوعية‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬تنوّع‭ ‬التخصصات‭ ‬الجامعية‭ ‬التي‭ ‬تتوافق‭ ‬ومتطلبات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬العالمي،‭ ‬مما‭ ‬يظهر‭ ‬تحوّل‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬إلى‭ ‬رافد‭ ‬استراتيجي‭ ‬للتنمية‭ ‬الاقتصادية‭.‬

ترتبط‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬الحيوية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬التعليم‭ ‬والسياحة،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬أداة‭ ‬فعّالة‭ ‬لدعم‭ ‬اقتصادنا‭ ‬الوطني‭ ‬وتحقيق‭ ‬عائدات‭ ‬مالية‭ ‬مستدامة‭. ‬إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تتميز‭ ‬بتنوع‭ ‬أنماطها‭ ‬السياحية،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية‭ ‬والثقافية‭ ‬والرياضية‭ ‬وصوًلا‭ ‬الى‭ ‬السياحة‭ ‬العلاجية‭ ‬التي‭ ‬ستزدهر‭ ‬وفقًا‭ ‬للرؤية‭ ‬الوطنية‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬تنميتها‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬ردم‭ ‬الفجوات‭ ‬وتجهيز‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬لذلك‭. ‬وبالطبع‭ ‬فإن‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬الأنماط‭ ‬السالفة‭ ‬الذكر‭ ‬تمثل‭ ‬بيئة‭ ‬داعمة‭ ‬لنمو‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬وتعزيزها‭. ‬إن‭ ‬ما‭ ‬تملكه‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬بشرية‭ ‬وأكاديمية‭ ‬متقدمة‭ ‬خاصة‭ ‬يجعل‭ ‬منها‭ ‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬لتطور‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬كذلك‭ ‬بدوره‭ ‬بنية‭ ‬متكاملة‭ ‬تشمل‭ ‬سهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المناطق‭ ‬التعليمية‭ ‬والسياحية‭. ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفر‭ ‬بنى‭ ‬تحتية‭ ‬عالية‭ ‬الكفاءة،‭ ‬كذلك‭ ‬فإن‭ ‬المرافق‭ ‬العامة‭ ‬وخدمات‭ ‬الصحة‭ ‬والأمن‭ ‬السياحي‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬وشبكات‭ ‬الاتصال‭ ‬والمياه‭ ‬والكهرباء‭ ‬وخدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وحماية‭ ‬الموارد‭ ‬البيئية‭ ‬والإبقاء‭ ‬على‭ ‬مقدراتها‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬شأنه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬شأن‭ ‬مؤسسات‭ ‬الإيواء‭ ‬والمنتجعات‭ ‬التي‭ ‬تحتضنها‭ ‬البحرين‭ ‬وتشكل‭ ‬جزءًا‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬منظومتها‭ ‬السياحية‭ ‬المتقدمة‭.‬

وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬المرسومة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع،‭ ‬تّعد‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬من‭ ‬الأنماط‭ ‬ذات‭ ‬الجدوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالية،‭ ‬حيث‭ ‬يجمع‭ ‬الطالب‭ ‬بين‭ ‬التعليم‭ ‬والترفيه‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يكتفي‭ ‬المتعلم‭ ‬باستهلاك‭ ‬منتج‭ ‬تعلمي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬معايير‭ ‬أكاديمية‭ ‬وتدريبية،‭ ‬بل‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬بلاده‭ ‬حامًلا‭ ‬المعارف‭ ‬والمهارات‭ ‬والقيم‭ ‬المستمدة‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬زارها‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة‭ ‬بعدًا‭ ‬اجتماعيًا‭ ‬وثقافيًا‭ ‬يظهر‭ ‬أهمية‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والانفتاح‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأخرى‭. ‬وكذلك‭ ‬فإن‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬تفتح‭ ‬المجال‭ ‬لتفعيل‭ ‬أنماط‭ ‬سياحية‭ ‬أخرى‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬التجارب‭ ‬السياحية،‭ ‬فمثًلا‭ ‬يمكننا‭ ‬تحويل‭ ‬السياحة‭ ‬الرياضية‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬تدريبية‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬كالفروسية،‭ ‬والجولف،‭ ‬والغوص،‭ ‬والتنس،‭ ‬ورياضة‭ ‬الغوص‭ ‬وركوب‭ ‬الأمواج،‭ ‬وسباقات‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬‮«‬حلبَة‭ ‬الفورميلا‮»‬‭ ‬وذلك‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مدربين‭ ‬محترفين‭. ‬ويمكن‭ ‬تطبيق‭ ‬هذا‭ ‬التصور‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬السياحة‭ ‬التراثية،‭ ‬والعلاجية،‭ ‬والثقافية،‭ ‬والبيئية،‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬توظيفها‭ ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬تعليمية‭ ‬مبتكرة‭. ‬ومادامت‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬حقيقية‭ ‬وعمل‭ ‬تكاملي،‭ ‬فإن‭ ‬تحويل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬مستدام‭ ‬ليس‭ ‬مستحيًلا‭.‬

وبحسب‭ ‬دراسة‭ ‬تم‭ ‬إجراؤها‭ ‬مؤخرًا‭ ‬حول‭ ‬مستقبل‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسبل‭ ‬استدامتها،‭ ‬فقد‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬معطيات‭ ‬مشجعة‭ ‬تؤكد‭ ‬امتلاك‭ ‬المملكة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تؤهلها‭ ‬لتكون‭ ‬وجهة‭ ‬إقليمية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭. ‬وقد‭ ‬تناولت‭ ‬عدة‭ ‬محاور‭ ‬أبرزها‭ ‬نقاط‭ ‬القوة‭ ‬التي‭ ‬تميزت‭ ‬بها‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭. ‬والمعوقات‭ ‬التي‭ ‬تحد‭ ‬من‭ ‬نمو‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الفرص‭ ‬المتاحة‭ ‬لتطوير‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬والثقافية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬واستثمارها‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رصد‭ ‬المخاطر‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬التنموي،‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬تزخر‭ ‬بثروات‭ ‬طبيعية‭ ‬وموروث‭ ‬حضاري،‭ ‬ونسيج‭ ‬اجتماعي‭ ‬منفتح،‭ ‬يجعلها‭ ‬مرشحة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬لتبوء‭ ‬مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬خريطة‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المنطقة‭. ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الاهتمام‭ ‬والاستثمار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬الواعد،‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬بشكل‭ ‬فعّال‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬العائدات‭ ‬المالية،‭ ‬وخفض‭ ‬معدل‭ ‬البطالة‭ ‬عبر‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬مستدامة‭.‬

لقد‭ ‬شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬تزايدًا‭ ‬في‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬مؤسساتها‭ ‬الجامعية،‭ ‬الحكومية‭ ‬والخاصة‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬بفضل‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬تعليمية‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى،‭ ‬انعكست‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬النهائية‭ ‬لهيئة‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬والتدريب‭. ‬وتعد‭ ‬الشهادات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجامعات‭ ‬البحرينية‭ ‬معترفًا‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الصعيدين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬وجهة‭ ‬أكاديمية‭ ‬مفضلة‭ ‬لدى‭ ‬الطلبة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها؛‭ ‬لذا‭ ‬ُتعدّ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تمتلك‭ ‬جميع‭ ‬المقومات‭ ‬الأساسية‭ ‬لتطوير‭ ‬مختلف‭ ‬أنواع‭ ‬السياحة،‭ ‬بفضل‭ ‬موقعها‭ ‬الجغرافي‭ ‬الاستراتيجي،‭ ‬واستقرارها‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني،‭ ‬وتاريخها‭ ‬العريق‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحضارة‭ ‬والتراث‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسياحة‭ ‬التعليمية،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬تبرز‭ ‬كبيئة‭ ‬مثالية‭ ‬لهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬السياحة،‭ ‬نظرًا‭ ‬الى‭ ‬ما‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬سمعة‭ ‬أكاديمية‭ ‬متميزة‭ ‬لمؤسساتها‭ ‬الجامعية،‭ ‬وجودة‭ ‬عالية‭ ‬في‭ ‬منظومتها‭ ‬التعليمية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التقدم‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والقيادة‭ ‬الإدارية‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬تطلعات‭ ‬الدارسين،‭ ‬ويأتي‭ ‬هذا‭ ‬التوسع‭ ‬الأكاديمي‭ ‬انسجامًا‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬للتعليم‭ ‬العالي،‭ ‬ويجسد‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬تعليمية‭ ‬حديثة،‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬كوجهة‭ ‬تعليمية‭ ‬وسياحية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬يأتي‭ ‬هذا‭ ‬التميز‭ ‬نتاج‭ ‬استثمار‭ ‬الجامعات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬متطورة‭ ‬وحديثة،‭ ‬وخدمات‭ ‬جامعية‭ ‬متكاملة،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬التخصصات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬من‭ ‬البكالوريوس‭ ‬إلى‭ ‬الماجستير‭ ‬والدكتوراه،‭ ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬المحلي‭ ‬والإقليمي‭ ‬والعالمي‭. ‬كما‭ ‬تسهم‭ ‬الكوادر‭ ‬التعليمية‭ ‬المؤهلة،‭ ‬ذات‭ ‬الخبرات‭ ‬المتراكمة‭ ‬والاطلاع‭ ‬الواسع‭ ‬على‭ ‬المستجدات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ورفع‭ ‬جودة‭ ‬المخرجات‭ ‬التعليمية‭ ‬وتعزيز‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬للطلبة‭. ‬ولا‭ ‬تقتصر‭ ‬مقومات‭ ‬التميز‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬إنما‭ ‬تشمل‭ ‬أيضا‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬والثقافي‭ ‬لكافة‭ ‬أطياف‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭. ‬إذ‭ ‬تمتاز‭ ‬بشعبها‭ ‬المضياف،‭ ‬وبيئتها‭ ‬الداعمة‭ ‬للتعايش‭ ‬والانفتاح،‭ ‬مما‭ ‬سيوفر‭ ‬بالتأكيد‭ ‬بيئة‭ ‬تعليمية‭ ‬وسياحية‭ ‬متكاملة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والاحترام‭ ‬في‭ ‬الاختلافات‭ ‬بجميع‭ ‬أنماطها،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬فإن‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬ذكر‭ ‬من‭ ‬مقومات‭ ‬سوف‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬بيئة‭ ‬مثالية‭ ‬لنمو‭ ‬وتطور‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية‭ ‬بشكل‭ ‬أوسع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭.‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤية‭ ‬السديدة‭ ‬والتوجيهات‭ ‬الحكيمة‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وسُمُوّ‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬تمضي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بثبات‭ ‬نحو‭ ‬ترسيخ‭ ‬مكانتها‭ ‬كمركز‭ ‬تعليمي‭ ‬وسياحي‭ ‬جاذب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬وانطلاقًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬تعمل‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بقيادة‭ ‬وطنية‭ ‬واعية‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مبارك‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬ورئيس‭ ‬مجلس‭ ‬أمناء‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬وبدعم‭ ‬مشترك‭ ‬من‭ ‬وزارات‭ ‬الدولة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬ووزارة‭ ‬السياحة،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬والمعاهد‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬الحكومي‭ ‬والخاص،‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬حملات‭ ‬تسويقية‭ ‬واسعة‭ ‬ذات‭ ‬أهداف‭ ‬مدروسة‭ ‬لتعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬تعليمية‭ ‬وسياحية‭ ‬متكاملة‭. ‬وقد‭ ‬شملت‭ ‬هذه‭ ‬الجهود‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬المبادرات،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تسهيل‭ ‬إجراءات‭ ‬التأشيرات‭ ‬والإقامة،‭ ‬وتفعيل‭ ‬دور‭ ‬الملحقيات‭ ‬الثقافية‭ ‬البحرينية‭ ‬بالخارج‭ ‬ضمن‭ ‬خُطَّة‭ ‬متكاملة‭ ‬للترويج‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬وتنظيم‭ ‬معارض‭ ‬تعليمية‭ ‬دولية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬التعريف‭ ‬بالمؤسسات‭ ‬التعليمية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وبرامجها‭ ‬الحديثة‭ ‬والنادرة‭. ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المبادرات‭ ‬التعليمية‭ ‬والاستشارية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬مشروعات‭ ‬السياحة‭ ‬التعليمية،‭ ‬ومن‭ ‬هنا،‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬تحويل‭ ‬جامعات‭ ‬ومعاهد‭ ‬المملكة‭ ‬إلى‭ ‬منصات‭ ‬محلية‭ ‬ودولية‭ ‬لترويج‭ ‬التعليم‭ ‬النوعي،‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬جاذبية‭ ‬البحرين‭ ‬كوجهة‭ ‬تعليمية‭ ‬وسياحية‭ ‬رائدة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا