يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
30 يونيو.. أكبر ثورات مصر
تحتفل مصر هذه الأيام بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو عام 2013 التي أنهت حكم الإخوان المسلمين.
هذه الثورة أكبر وأهم الثورات في تاريخ مصر الحديث والمعاصر من حيث توقيتها، وأهدافها، وما حققته بالفعل من نتائج فعلية، وموقعها في التاريخ المصري.
في تاريخ مصر الحديث والمعاصر، اندلعت خمس ثورات كبرى.
الثورة العرابية التي قادها أحمد عرابي في عام 1881.
وثورة 919
وثورة 23 يوليو عام 1952.
وثورة 25 يناير عام 2011.
وثورة يونيو عام 2013.
ثورة عرابي اندلعت احتجاجا على الامتيازات الأجنبية وللمطالبة بحكومة وطنية وبالحياة النيابية. ولم تكن الثورة كما يتصور كثيرون مجرد حركة احتجاج للجيش بقيادة عرابي بل شاركت فيها كل قوى المجتمع المصري.
وثورة 1919 اندلعت للمطالبة بالاستقلال الكامل من الاحتلال الإنجليزي. وكانت من أبرز الثورات الشعبية في تاريخ مصر.
وثورة 23 يوليو قام بها الضباط الأحرار بقيادة جمال عبدالناصر لتحقيق أهداف وطنية كبرى حددها بيان الضباط وتتلخص في بناء دولة جديدة حديثة.
وثورة 25 يناير اندلعت كما هو معروف في إطار ما سمي بـ«الربيع العربي» في ذلك الوقت. ومع أن الثورة شارك فيها الشعب المصري احتجاجا على الأوضاع القائمة والمطالبة بالتغيير، فقد اتضح بعد ذلك كما بات معروفا أن الأحداث التي شهدتها الدول العربية في ذلك الوقت عام 2011 كان وراءها مخطط غربي كبير لإسقاط نظم الحكم وإغراق الوطن العربي كله في الفوضى والخراب.
وقادت تطورات ما بعد ثورة 25 يناير إلى تمكين الإخوان المسلمين من حكم مصر بضغوط هائلة مارستها أمريكا.
وجاءت ثورة 30 يونيو لتنهي حكم الإخوان.
الأمر اللافت تاريخيا هنا أن ثورة 30 يونيو هي أسرع ثورة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
في الثورات السابقة منذ ثورة عرابي كان الأمر يستغرق نحو ثلاثين عاما أو أكثر قبل أن تندلع ثورة تالية.
احتاج الأمر عامين فقط بعد ثورة 25 يناير كي تندلع ثورة 30 يونيو.
لم يحدث هذا عبثا أو عن طريق المصادفة.
الثورات السابقة كانت تندلع بشكل عام من أجل الاستقلال الوطني والتغيير والإصلاح وبناء دولة حديثة.
مع حكم الإخوان وثورة 30 يونيو كان وجود الدولة المصرية نفسه في خطر.
مؤسسات الدولة كان ينتظرها التدمير.. هوية مصر الحضارية الوطنية كانت في خطر.. المجتمع المصري كان مهددا بالانقسام والتناحر وحتى اندلاع حرب أهلية.. وهكذا.
الشعب المصري استشعر إذن الخطر الداهم الذي يهدد الدولة المصرية إذا استمر حكم الإخوان. هذا هو الذي يفسر حقيقة أن الثورة هي أسرع ثورة في تاريخ مصر.
وثورة 30 يونيو لم تكن فقط ثورة الملايين الذين خرجوا إلى الشوارع في كل مناطق مصر في ذلك اليوم.
حقيقة الأمر إنه على امتداد العام من حكم الإخوان، شاركت كل قوى المجتمع المصري في تحركات رفض ومقاومة لهذا الحكم ومطالبة بإسقاطه وإنقاذ مصر.. شارك في ذلك القوى السياسية، والمثقفون، والفنانون، والنقابات.. وهكذا.
وجاء يوم 30 يونيو ليمثل ذروة هذه الثورة.
وكما هو معروف ما كان لنجاح الثورة أن يكون لولا أن جيش مصر الوطني تبنى مطالب الشعب وتدخل لإنقاذ البلاد واتخذ الخطوات والإجراءات المعروفة.
على ضوء هذا نستطيع أن ندرك لماذا تعدُّ ثورة 30 يونيو كما ذكرت أهم وأكبر الثورات في تاريخ مصر الحديث والمعاصر.
لم تكن ثورة من أجل مجرد إصلاح أو تغيير أو تحقيق مطالب معينة.. كانت ثورة أنقذت الدولة المصرية من الضياع.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك