العدد : ١٧٢٧٧ - السبت ١٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٧٧ - السبت ١٢ يوليو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ محرّم ١٤٤٧هـ

بصمات نسائية

تكريس القوة الأنثوية والاستقلالية لدى النساء أضرت بهن

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٠٢ يوليو ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬المهاتما‭ ‬غاندي‭: ‬‮«‬الصحة‭ ‬هي‭ ‬الثروة‭ ‬الحقيقية‭ ‬وليس‭ ‬قطعة‭ ‬من‭ ‬الذهب‭ ‬والفضة‮»‬‭!‬

من‭ ‬هنا‭ ‬جاءت‭ ‬فكرة‭ ‬وأهمية‭ ‬علم‭ ‬الميتاهيلث،‭ ‬وهو‭ ‬نهج‭ ‬علمي‭ ‬حديث‭ ‬نسبيا‭ ‬تم‭ ‬اكتشافه‭ ‬في‭ ‬أواخر‭ ‬سبعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬فهم‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحالة‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية،‭ ‬وكيف‭ ‬تؤثر‭ ‬مشاعر‭ ‬بعينها‭ ‬في‭ ‬صحة‭ ‬الأفراد،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬مساعدتهم‭ ‬على‭ ‬التعافي‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬العضوية‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بالأفكار‭ ‬اللا‭ ‬واعية‭ ‬والعوطف‭.‬

شيماء‭ ‬يعقوب‭ ‬البلوشي‭ ‬مدربة‭ ‬مهارات‭ ‬الحياة،‭ ‬هاجرت‭ ‬إلى‭ ‬كندا‭ ‬منذ‭ ‬14‭ ‬عاما،‭ ‬وبعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الغربة‭ ‬قررت‭ ‬دراسة‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬والتخصص‭ ‬فيه‭ ‬فكانت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تلتحق‭ ‬بالمنظمة‭ ‬الدولية‭ ‬للطب‭ ‬الشعوري‭ ‬الذي‭ ‬تراه‭ ‬الملاذ‭ ‬لحل‭ ‬لغز‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬حيرت‭ ‬العلماء‭ ‬والذي‭ ‬اكتشفه‭ ‬الطبيب‭ ‬الألماني‭ ‬غريت‭ ‬هامر‭ ‬بعد‭ ‬تعرض‭ ‬ابنه‭ ‬لحادث‭ ‬أودى‭ ‬بحياته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1978‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬إصابته‭ ‬بمرض‭ ‬السرطان‭ ‬هو‭ ‬وزوجته‭ ‬بسبب‭ ‬تعرضهما‭ ‬لضغوطات‭ ‬نفسية‭ ‬شديدة‭.‬

حول‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬كان‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭ ‬الذي‭ ‬استعرضنا‭ ‬خلاله‭ ‬أهم‭ ‬محطات‭ ‬الهجرة‭ ‬والغربة‭ ‬والكفاح‭ ‬والنجاح‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬طفولتك؟

‭- ‬أنا‭ ‬أنتمي‭ ‬إلى‭ ‬الطبقة‭ ‬المتوسطة،‭ ‬وحين‭ ‬وعيت‭ ‬على‭ ‬الدنيا‭ ‬وجدت‭ ‬أمي‭ ‬تعمل‭ ‬وتتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬أبنائها‭ ‬الخمسة،‭ ‬واتخذت‭ ‬منها‭ ‬قدوة‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬حيث‭ ‬كنت‭ ‬أراها‭ ‬دائما‭ ‬العمود‭ ‬الفقري‭ ‬لأسرتنا‭ ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬مرضها،‭ ‬هذا‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬نشاطها‭ ‬التطوعي‭ ‬البارز،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لأخي‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬وتطوير‭ ‬شغفي‭ ‬بالقراءة‭ ‬منذ‭ ‬المرحلة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬لدينا‭ ‬مكتبة‭ ‬ضخمة‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬تضم‭ ‬أمهات‭ ‬الكتب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنواع‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭.‬

كيف‭ ‬تطور‭ ‬شغفك‭ ‬بالقراءة؟

‭- ‬لقد‭ ‬غرس‭ ‬أخي‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬داخلي‭ ‬حب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال،‭ ‬فحين‭ ‬كنت‭ ‬أسأله‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬معلومة‭ ‬كان‭ ‬يحفزني‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬بنفسي،‭ ‬وهذا‭ ‬صقل‭ ‬من‭ ‬شخصيتي‭ ‬وجعلني‭ ‬دائمة‭ ‬اللهث‭ ‬وراء‭ ‬المعرفة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬سهلت‭ ‬علينا‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وكان‭ ‬شغفي‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تاريخ‭ ‬الحضارات‭ ‬وعلم‭ ‬الآثار‭ ‬حتى‭ ‬أنني‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬عالمة‭ ‬آثار‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬التخصص‭ ‬متوفرا‭ ‬بالبحرين،‭ ‬فأقبلت‭ ‬على‭ ‬دراسة‭ ‬إدارة‭ ‬الأعمال‭ ‬بمعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتدريب،‭ ‬وكنت‭ ‬ضمن‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬تخرجت‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬المقررات،‭ ‬ولذلك‭ ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬الثانوي‭ ‬من‭ ‬أصعب‭ ‬المراحل‭.‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭- ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬عملت‭ ‬لدى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ثم‭ ‬تزوجت‭ ‬وتفرغت‭ ‬لأسرتي،‭ ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬قدمت‭ ‬أنا‭ ‬وزوجي‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬جنسية‭ ‬غير‭ ‬بحرينية‭ ‬على‭ ‬الهجرة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬سافرنا‭ ‬إلى‭ ‬كندا،‭ ‬وبدأنا‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬تحت‭ ‬الصفر،‭ ‬وكافحنا‭ ‬سنوات‭ ‬طوال‭ ‬حتى‭ ‬استقرت‭ ‬أوضاعنا،‭ ‬وظللت‭ ‬حوالي‭ ‬ستة‭ ‬أعوام‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬عمل،‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬مشواري‭ ‬المهني‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بلغ‭ ‬عمر‭ ‬ابني‭ ‬الصغير‭ ‬حوالي‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬بينما‭ ‬كانت‭ ‬ابنتي‭ ‬قاربت‭ ‬على‭ ‬الثلاثة‭ ‬أعوام‭. ‬

متى‭ ‬بدأت‭ ‬علاقتك‭ ‬بالطب؟

‭- ‬في‭ ‬البداية‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬رغبة‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬تخصص‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬أعشقه‭ ‬ولكن‭ ‬نظرا‭ ‬لصعوبة‭ ‬التحاقي‭ ‬بالجامعات‭ ‬هناك‭ ‬وكذلك‭ ‬المناهج‭ ‬نصحني‭ ‬زوجي‭ ‬بالبحث‭ ‬عن‭ ‬تخصص‭ ‬آخر،‭ ‬فقررت‭ ‬خوض‭ ‬مجال‭ ‬الإدارة‭ ‬الطبية،‭ ‬ودخلت‭ ‬عالم‭ ‬الطب،‭ ‬وكان‭ ‬شيئا‭ ‬جديدا‭ ‬تماما‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي،‭ ‬وبعد‭ ‬عام‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دبلوم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وبحثت‭ ‬عن‭ ‬فرصة‭ ‬عمل‭ ‬به‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬التدريب‭ ‬وكذلك‭ ‬التطوع‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬كلية‭ ‬البنات‭ ‬الجامعية‭ ‬مدة‭ ‬عام،‭ ‬وبالطبع‭ ‬اكتسبت‭ ‬خبرات‭ ‬متنوعة‭ ‬ثم‭ ‬التحقت‭ ‬للعمل‭ ‬كمحاسبة‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الشركات‭ ‬وحتى‭ ‬الآن،‭ ‬ثم‭ ‬شعرت‭ ‬بأهمية‭ ‬التعمق‭ ‬فيما‭ ‬يسمى‭ ‬بالطب‭ ‬الشعوري‭.‬

لماذا‭ ‬الطب‭ ‬الشعوري؟

‭- ‬الطب‭ ‬الشعوري‭ ‬يفسر‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الحالة‭ ‬الصحية‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬وهو‭ ‬يفسر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسرار‭ ‬وراء‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬ومنها‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بكدمات‭ ‬الحزن‭ ‬والتي‭ ‬تظهر‭ ‬بشكل‭ ‬تلقائي‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للتوتر‭ ‬الشديد‭ ‬والصدمات‭ ‬العاطفية‭ ‬علي‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وهو‭ ‬مجال‭ ‬حديث‭ ‬نسبيا‭ ‬وجاءت‭ ‬فكرته‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬رغبتي‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬ذاتي‭ ‬ومهاراتي،‭ ‬وقد‭ ‬جذبتني‭ ‬فكرة‭ ‬أنه‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الروح‭ ‬والعقل‭ ‬والجسد‭ ‬وعن‭ ‬طريقه‭ ‬يمكن‭ ‬تشخيص‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬المشاعر‭ ‬السلبية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬الأسباب‭ ‬الشعورية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬أمراض‭ ‬عضوية،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬ثقافتنا‭ ‬كعرب،‭ ‬وفي‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بدأ‭ ‬الوعي‭ ‬به‭ ‬ينتشر‭ ‬لدينا‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬حيث‭ ‬يوجد‭ ‬بها‭ ‬مركز‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التخصص،‭ ‬كما‭ ‬التحقت‭ ‬بالمنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للطب‭ ‬الشعوري‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬متخصصة‭ ‬ثم‭ ‬بدأت‭ ‬مدربة‭ ‬لمهارات‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الدراسة‭.‬

كيفية‭ ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الشعوري؟

‭- ‬العلاج‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬الشعوري‭ ‬ليس‭ ‬دوائيا‭ ‬بل‭ ‬سلوكيا،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يتوقف‭ ‬حسب‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬ومعتقداتها‭ ‬وثقافتها،‭ ‬ومؤخرا‭ ‬دخلت‭ ‬عالم‭ ‬العلاج‭ ‬بالألوان‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬اختبار‭ ‬لوشر‭ ‬التشخيصي‭ ‬وعن‭ ‬طريقه‭ ‬يتم‭ ‬أخذ‭ ‬أشعة‭ ‬مقطعية‭ ‬للمشاعر‭ ‬وذلك‭ ‬عبر‭ ‬تسعة‭ ‬أسئلة،‭ ‬ثمانية‭ ‬منها‭ ‬عن‭ ‬الألوان،‭ ‬والتاسع‭ ‬عن‭ ‬الأشكال،‭ ‬وحاليا‭ ‬بصدد‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الشهادة‭ ‬من‭ ‬سويسرا‭ ‬وهي‭ ‬مقر‭ ‬معهد‭ ‬لوشر‭ ‬للألوان‭ ‬وباللغة‭ ‬العربية‭.‬

إلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬تؤمن‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬العلاجات؟

‭- ‬واقعيا‭ ‬مازال‭ ‬هناك‭ ‬تشكك‭ ‬في‭ ‬فعالية‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العلاجات‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما،‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مجتمع‭ ‬مثل‭ ‬كندا‭ ‬الذي‭ ‬يضم‭ ‬ثقافات‭ ‬ومعتقدات‭ ‬متنوعة‭ ‬نجد‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يتقبلها‭ ‬وآخرين‭ ‬يرفضونها،‭ ‬والأمر‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬يختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬بحسب‭ ‬قناعاته‭ ‬والقيم‭ ‬والمبادئ‭ ‬التي‭ ‬تربى‭ ‬ونشأ‭ ‬عليها‭. ‬

أصعب‭ ‬تحدٍ؟

‭- ‬أصعب‭ ‬تحدٍ‭ ‬واجهته‭ ‬كان‭ ‬بعد‭ ‬الهجرة‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الأهل‭ ‬والشعور‭ ‬بالاستقلالية‭ ‬التامة،‭ ‬وقد‭ ‬تعلمت‭ ‬خلال‭ ‬14‭ ‬عاما‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬وطني‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يستطيع‭ ‬فعل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬طالما‭ ‬توفرت‭ ‬لديه‭ ‬الإرادة،‭ ‬صحيح‭ ‬أننا‭ ‬خلال‭ ‬الثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬الأولى‭ ‬واجهنا‭ ‬صعوبات‭ ‬ومشاكل‭ ‬كثيرة‭ ‬مادية‭ ‬وثقافية‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬تأقلمنا‭ ‬على‭ ‬حياتنا‭ ‬الجديدة‭ ‬ولله‭ ‬الحمد‭ ‬استطعنا‭ ‬أن‭ ‬نربي‭ ‬أبناءنا‭ ‬على‭ ‬الطريقة‭ ‬الشرقية‭ ‬وحرصنا‭ ‬على‭ ‬تعليمهم‭ ‬اللغة‭ ‬العربية‭ ‬وصنعنا‭ ‬منهم‭ ‬أشخاصا‭ ‬أسوياء،‭ ‬وقد‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬بالطبع‭ ‬بالشراكة‭ ‬بيني‭ ‬وبين‭ ‬زوجي،‭ ‬وبالإرادة‭ ‬تخطينا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحواجز‭ ‬وعبرناها‭ ‬بسلام‭.‬

من‭ ‬ماذا‭ ‬حرمتك‭ ‬الهجرة‭ ‬وماذا‭ ‬منحتك؟

‭- ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الهجرة‭ ‬حرمتني‭ ‬من‭ ‬الوجود‭ ‬مع‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬ومن‭ ‬مشاركتهم‭ ‬الأفراح‭ ‬والأتراح،‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬صعب‭ ‬بالتأكيد،‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬منحتني‭ ‬الحرية‭ ‬والتطور‭ ‬والمعرفة‭ ‬والعلم‭ ‬والاستقلالية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬ضريبة‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬ندفعها‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬الثمن‭ ‬غاليا،‭ ‬ولكني‭ ‬أجزم‭ ‬بأنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬تجربة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬تعاش،‭ ‬فالحياة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬تجارب،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نتعلم‭ ‬منها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العبر‭ ‬والدروس‭ ‬التي‭ ‬نستفيد‭ ‬ونفيد‭ ‬الآخرين‭ ‬منها‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتنا‭.‬

حلم‭ ‬ضائع؟

‭- ‬حلمي‭ ‬الضائع‭ ‬كان‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬عالمة‭ ‬آثار‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬فكم‭ ‬تمنيت‭ ‬أن‭ ‬يتحقق‭ ‬هذا‭ ‬الطموح‭ ‬الذي‭ ‬يتماشى‭ ‬كثيرا‭ ‬مع‭ ‬ميولي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر،‭ ‬ولكن‭ ‬علينا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نستسلم‭ ‬لأقدارنا‭ ‬ونرضى‭ ‬بها‭ ‬ونتعايش‭ ‬معها،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬قدوتي‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬المصري‭ ‬الشهير‭ ‬دكتور‭ ‬زاهي‭ ‬حواس‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي‭ ‬نموذجا‭ ‬يقتدى‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬علمه‭ ‬وثقافته‭.‬

طموحك‭ ‬القادم؟

‭- ‬أنا‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬أعطي‭ ‬وأنجز‭ ‬الكثير‭ ‬وهو‭ ‬شيء‭ ‬أفخر‭ ‬به،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬أتمناه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أكون‭ ‬مؤثرة‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬وفي‭ ‬البحرين‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة،‭ ‬وأطمح‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬مراكز‭ ‬للتدريب‭ ‬على‭ ‬الطب‭ ‬الشعوري‭ ‬لمساعدة‭ ‬الآخرين‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬مشاعرهم‭ ‬وأجسادهم،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنساء‭ ‬الحوامل‭ ‬وتهيئتهن‭ ‬لتنشئة‭ ‬جيل‭ ‬صحي‭ ‬قادر‭ ‬علي‭ ‬مواجهة‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬حاليا‭ ‬من‭ ‬تآمر‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬عبر‭ ‬البرمجيات‭ ‬والأفكار‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إخراج‭ ‬الناس‭ ‬عن‭ ‬فطرتهم‭ ‬التي‭ ‬خلقوا‭ ‬عليها‭ ‬والأمثلة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬كثيرة‭.‬

مثل‭ ‬ماذا؟

‭- ‬أقرب‭ ‬مثال‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬تكريس‭ ‬فكرة‭ ‬القوة‭ ‬الأنثوية‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬وتحقيق‭ ‬المرأة‭ ‬للاستقلالية‭ ‬بصورة‭ ‬متطرفة،‭ ‬والتي‭ ‬أراها‭ ‬قد‭ ‬أضرت‭ ‬بها‭ ‬وساهمت‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬بعض‭ ‬الأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬كالتوحد‭ ‬وفرط‭ ‬الحركة‭ ‬وتشتت‭ ‬الانتباه‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحياة‭ ‬العصرية‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬اليوم‭.‬

هل‭ ‬تؤيدين‭ ‬المساواة‭ ‬المطلقة؟

‭- ‬شخصيا‭ ‬أنا‭ ‬ضد‭ ‬تبادل‭ ‬الأدوار‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬والمساواة‭ ‬التامة‭ ‬بينهما،‭ ‬فلكل‭ ‬منهما‭ ‬طبيعته‭ ‬وفطرته‭ ‬التي‭ ‬خلق‭ ‬عليها‭ ‬ومسؤولياته‭ ‬التي‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬نوعه،‭ ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬أؤيد‭ ‬وبشدة‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬بينهما،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬نعترف‭ ‬هنا‭ ‬بأن‭ ‬صناعة‭ ‬الرجال‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬التربية‭ ‬التي‭ ‬تتم‭ ‬بالشراكة‭ ‬بين‭ ‬الزوجين‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ننشر‭ ‬الوعي‭ ‬به‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬المقبل‭ ‬على‭ ‬الزواج‭ ‬اليوم‭ ‬ولو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬تؤهلهم‭ ‬لخوض‭ ‬تجربة‭ ‬زواجية‭ ‬ناجحة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نلحظ‭ ‬تحقيقه‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الأخيرة‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬محدود‭.  ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا