العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

بصمات نسائية

أصعب تحد واجهته كوني امرأة في مجال ذكوري

أجرت الحوار: هالة كمال الدين

الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يقول‭ ‬الأديب‭ ‬الروماني‭ ‬الشهير‭ ‬هوراس‭: ‬‮«‬احتفظ‭ ‬لخططك‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬بقدر‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬المرونة‭ ‬يسمح‭ ‬لك‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الظروف‭ ‬والمتغيرات‮»‬‭.‬

هذا‭ ‬بالفعل‭ ‬ما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬أمريكية‭ ‬أكدت‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬الشخصية‭ ‬المرنة‭ ‬الذين‭ ‬يحسنون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الصعبة‭ ‬يتعافون‭ ‬بسرعة‭ ‬بعد‭ ‬التعرض‭ ‬لأي‭ ‬نكسة،‭ ‬كما‭ ‬يزداد‭ ‬لديهم‭ ‬احتمال‭ ‬الاستفادة‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أثبتته‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬تجربة‭ ‬هذه‭ ‬المرأة‭.‬

أمل‭ ‬يوسف‭ ‬أبو‭ ‬الفتح،‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تتقلد‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬قسم‭ ‬تراخيص‭ ‬المزارع‭ ‬السمكية‭ ‬بالثروة‭ ‬البحرية‭ ‬بالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة،‭ ‬تتمتع‭ ‬بقدرة‭ ‬فائقة‭ ‬على‭ ‬الإيمان‭ ‬بنفسها‭ ‬والثقة‭ ‬في‭ ‬قراراتها‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تغييرات‭ ‬قد‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬النكسات‭ ‬قد‭ ‬تطرأ‭ ‬على‭ ‬حياتها‭. ‬

هي‭ ‬امرأة‭ ‬من‭ ‬طراز‭ ‬خاص‭ ‬تتحلى‭ ‬بطاقة‭ ‬خارقة‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مواكبة‭ ‬التغيير،‭ ‬ومن‭ ‬توليد‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬ممكن‭ ‬من‭ ‬الأفكار‭ ‬بشأن‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬فيه،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬قناعتها‭ ‬بأن‭ ‬التجارب‭ ‬الإنسانية‭ ‬ليست‭ ‬للندم‭ ‬بل‭ ‬للتعلم‭ ‬والاستفادة‭ ‬وبأنها‭ ‬المصدر‭ ‬لاكتساب‭ ‬المهارات‭ ‬والأدوات‭ ‬التي‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬مواجهة‭ ‬صراعات‭ ‬الحياة‭ ‬والانتصار‭ ‬عليها‭.‬

بصمات‭ ‬نسائية‭ ‬توقفت‭ ‬عند‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬المتميزة‭ ‬والمتفردة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬التالي‭:‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬نشأتك؟

‭- ‬لقد‭ ‬نشأت‭ ‬في‭ ‬عائلة‭ ‬تقطن‭ ‬محافظة‭ ‬المحرق‭ ‬العريقة،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أثر‭ ‬في‭ ‬شخصيتي‭ ‬كثيرا،‭ ‬وكنت‭ ‬متفوقة‭ ‬ومتميزة‭ ‬في‭ ‬الدراسة،‭ ‬أما‭ ‬هواياتي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬فتمثلت‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الرسم‭ ‬الذي‭ ‬شاركت‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمسابقات‭ ‬التي‭ ‬حققت‭ ‬فيها‭ ‬التألق،‭ ‬وأذكر‭ ‬أن‭ ‬أول‭ ‬فوز‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭ ‬وكان‭ ‬عمري‭ ‬حينئذ‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬حيث‭ ‬شاركت‭ ‬بلوحة‭ ‬عن‭ ‬الألعاب‭ ‬الشعبية‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬تعلقي‭ ‬بالتراث‭ ‬وبالبيوت‭ ‬القديمة‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أهوى‭ ‬زيارتها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هواية‭ ‬أخرى‭ ‬أسهمت‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬صقل‭ ‬شخصيتي‭.‬

وما‭ ‬هذه‭ ‬الهواية؟

‭- ‬كنت‭ ‬طفلة‭ ‬نهمة‭ ‬بشدة‭ ‬للقراءة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الأدب‭ ‬والتاريخ،‭ ‬ويرجع‭ ‬الفضل‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬والدتي‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬قارئة‭ ‬جيدة‭ ‬وتحرص‭ ‬دوما‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تشاركني‭ ‬في‭ ‬قراءاتها‭ ‬المتنوعة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تلخص‭ ‬لي‭ ‬ما‭ ‬تقرأ‭ ‬وبأسلوب‭ ‬شيق‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬تطلع‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬الوثيقة‭ ‬الشهرية‭ ‬وجريدة‭ ‬‮«‬أخبار‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إنها‭ ‬لعبت‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬مسيرتي‭ ‬وتشكيل‭ ‬شخصيتي‭ ‬وتفوقي‭ ‬العلمي‭ ‬وثقافتي‭ ‬وفي‭ ‬ثقتي‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬نفسي‭.‬

ماذا‭ ‬عن‭ ‬ميولك‭ ‬العلمية؟

‭- ‬أنا‭ ‬عاشقة‭ ‬للتخصص‭ ‬الأدبي‭ ‬منذ‭ ‬الصغر‭ ‬وكنت‭ ‬في‭ ‬طفولتي‭ ‬صديقة‭ ‬نفسي‭ ‬وأدون‭ ‬مذكراتي‭ ‬وأعبر‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬بالكتابة‭ ‬والرسم،‭ ‬كما‭ ‬كنت‭ ‬أتميز‭ ‬بالمرونة‭ ‬الشديدة‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬أو‭ ‬ظرف،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬عند‭ ‬انتقالنا‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬البسيتين‭ ‬في‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬الإعدادي،‭ ‬فهنا‭ ‬تأكدت‭ ‬من‭ ‬شجاعتي‭ ‬ومن‭ ‬تكيفي‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬بيئة‭ ‬وذلك‭ ‬رغم‭ ‬تخوفي‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وفجأة‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أتحول‭ ‬إلى‭ ‬المسار‭ ‬العلمي‭ ‬نظرا‭ ‬إلى‭ ‬تفوقي‭ ‬الأكاديمي،‭ ‬وقررت‭ ‬دراسة‭ ‬الطب‭ ‬البشري،‭ ‬ثم‭ ‬حدث‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬بعثة‭ ‬لدراسة‭ ‬الهندسة‭ ‬المعمارية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬وكان‭ ‬لي‭ ‬مشاركات‭ ‬عديدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأنشطة‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬والدراسة‭ ‬الجامعية‭.‬

مثل‭ ‬ماذا؟

‭- ‬في‭ ‬مرحلتي‭ ‬الثانوي‭ ‬والجامعة‭ ‬كانت‭ ‬لي‭ ‬مشاركات‭ ‬متنوعة‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬الشبابية،‭ ‬فقد‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬ملتقى‭ ‬الشباب،‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬مشروع‭ ‬ميثاق‭ ‬العمل‭ ‬الوطني،‭ ‬والذي‭ ‬مثل‭ ‬لنا‭ ‬مرحلة‭ ‬بداية‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬المجتمعي‭ ‬وخاصة‭ ‬فئة‭ ‬الشباب‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬بداخله‭ ‬طاقات‭ ‬مميزة‭ ‬بل‭ ‬وجبارة،‭ ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬إقامة‭ ‬علاقات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واسعة‭ ‬وتولدت‭ ‬بداخلي‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬وأثر‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬من‭ ‬حولي‭ ‬كما‭ ‬انضممت‭ ‬إلى‭ ‬جمعية‭ ‬المهندسين‭ ‬البحرينية‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭. ‬

وبعد‭ ‬التخرج؟

‭- ‬قبل‭ ‬التخرج‭ ‬بعام‭ ‬تقريبا‭ ‬تم‭ ‬زواجي،‭ ‬وكانت‭ ‬أول‭ ‬محطة‭ ‬عملية‭ ‬لي‭ ‬بعد‭ ‬التخرج‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البلديات،‭ ‬وقد‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬دراساتي‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬تخصص‭ ‬علوم‭ ‬الإدارة‭ ‬الهندسية‭ ‬بجامعة‭ ‬البحرين،‭ ‬ثم‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬النزاعات‭ ‬في‭ ‬المشاريع‭ ‬الإنشائية‭ ‬العامة‮»‬،‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬قدم‭ ‬اقتراح‭ ‬إجراءات‭ ‬استباقية‭ ‬قبل‭ ‬حدوث‭ ‬النزاع‭ ‬لتجنب‭ ‬وقوعه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تفادي‭ ‬تعطيل‭ ‬أي‭ ‬مشروع‭ ‬إنشائي‭.‬

حدثينا‭ ‬عن‭ ‬تجربة‭ ‬الزواج‭ ‬المبكر؟

‭- ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬زواجي‭ ‬خلال‭ ‬آخر‭ ‬عام‭ ‬دراسي‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬مخاطرة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحقيق‭ ‬مستقبلي‭ ‬العلمي‭ ‬والعملي‭ ‬لأنه‭ ‬تم‭ ‬مبكرا‭ ‬نسبيا،‭ ‬وخاصة‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬متفوقة‭ ‬أكاديميا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬أستاذا‭ ‬مساعدا‭ ‬بالجامعة‭ ‬ولكن‭ ‬بسبب‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬الأسرية‭ ‬لم‭ ‬أتمكن‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬رسالة‭ ‬الماجستير‭ ‬قد‭ ‬تأخر‭ ‬كذلك،‭ ‬ولكني‭ ‬عزمت‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬أهدافي‭ ‬وحدثت‭ ‬النقلة‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬مساري‭ ‬حين‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬مهنة‭ ‬أستاذة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬إلى‭ ‬وظيفة‭ ‬مهندسة‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البلديات،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬تراخيص‭ ‬الخدمات‭ ‬البلدية‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬أول‭ ‬مهندسة‭ ‬بحرينية‭ ‬تعمل‭ ‬مهندس‭ ‬متابعة‭ ‬شؤون‭ ‬النظافة‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2013‭.‬

أصعب‭ ‬تحد؟

أصعب‭ ‬تحد‭ ‬واجهته‭ ‬كان‭ ‬لكوني‭ ‬امرأة‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬ذكوري‭ ‬في‭ ‬مبنى‭ ‬البلديات‭ ‬بمنطقة‭ ‬الحد،‭ ‬ولكني‭ ‬تعلمت‭ ‬من‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬انتشار‭ ‬ثقافة‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬آنذاك،‭ ‬ثم‭ ‬أصبحت‭ ‬مهندس‭ ‬أول‭ ‬في‭ ‬الرقابة‭ ‬الفنية‭ ‬التابع‭ ‬لمكتب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬وجاء‭ ‬ذلك‭ ‬تتويجا‭ ‬لجهودي‭ ‬السابقة،‭ ‬بعدها‭ ‬توليت‭ ‬منصب‭ ‬رئيس‭ ‬الأملاك‭ ‬والأسواق‭ ‬ببلدية‭ ‬المحرق،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬اكتسبت‭ ‬مهارات‭ ‬متنوعة‭ ‬وخبرات‭ ‬واسعة‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬مجالي‭ ‬كان‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقطاع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المجال‭ ‬الخدمي‭ ‬ثم‭ ‬جاء‭ ‬إنجاز‭ ‬آخر‭ ‬مهم‭.‬

وما‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز؟

‭- ‬لقد‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬مسابقة‭ ‬الإبداع‭ ‬البلدي‭ ‬بمقترح‭ ‬عن‭ ‬‮«‬فرصتك‭ ‬للانتفاع‭ ‬بالأملاك‭ ‬البلدية‮»‬‭ ‬ونلت‭ ‬عنه‭ ‬جائزة‭ ‬الإبداع‭ ‬البلدي،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬مصدر‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭ ‬لي‭ ‬كبيرين،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬زادت‭ ‬ثقتي‭ ‬في‭ ‬نفسي،‭ ‬وارتفع‭ ‬سقف‭ ‬طموحي،‭ ‬وشعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أحمل‭ ‬بداخلي‭ ‬طاقة‭ ‬وقوة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬ذي‭ ‬قبل،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬تعييني‭ ‬كأول‭ ‬امرأة‭ ‬أمين‭ ‬سر‭ ‬في‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭ ‬محسور‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العنصر‭ ‬الرجالي،‭ ‬بعدها‭ ‬انتقلت‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التراخيص‭ ‬والخدمات‭ ‬الحكومية‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬البلديات‭ ‬إلى‭ ‬قطاع‭ ‬الاستزراع‭ ‬البحري،‭ ‬وهو‭ ‬عملي‭ ‬الحالي‭ ‬وكنت‭ ‬أول‭ ‬بحرينية‭ ‬تحتل‭ ‬هذا‭ ‬المنصب،‭ ‬ولعل‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬أتمتع‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬الرؤية‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأي‭ ‬خدمة‭ ‬أقدمها‭ ‬لوطني‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬وراء‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬اليوم‭.‬

أهم‭ ‬إنجاز؟

‭- ‬لعل‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬هو‭ ‬التأقلم‭ ‬الشديد‭ ‬وبمنتهي‭ ‬المرونة‭ ‬على‭ ‬التغيير‭ ‬الوظيفي‭ ‬عبر‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬موقع‭ ‬وتحت‭ ‬أي‭ ‬ظرف،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تطور‭ ‬طموحاتي‭ ‬وأهدافي،‭ ‬حتى‭ ‬حين‭ ‬أصبحت‭ ‬زوجة‭ ‬وأما‭ ‬وجدت‭ ‬نفسي‭ ‬أبذل‭ ‬جهودا‭ ‬مضاعفة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الموازنة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬مسؤولياتي‭ ‬المتشعبة‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬بالطبع‭ ‬أمرا‭ ‬هينا،‭ ‬ومررت‭ ‬بفترات‭ ‬غاية‭ ‬في‭ ‬الصعوبة‭ ‬ولكن‭ ‬بفضل‭ ‬شخصيتي‭ ‬المرنة‭ ‬عبرت‭ ‬كل‭ ‬العثرات‭ ‬بسلام‭ ‬وأمان‭ ‬وبأقل‭ ‬الخسائر‭ ‬الممكنة‭. ‬

كيف‭ ‬تواجهين‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح؟

‭- ‬سلاحي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬عموما‭ ‬هو‭ ‬التعلم‭ ‬المستمر‭ ‬والتطوير‭ ‬الذاتي‭ ‬والمواصلة‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬التميز،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬للمرأة‭ ‬البحرينية،‭ ‬وكم‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬أحتل‭ ‬منصبا‭ ‬قياديا‭ ‬أحقق‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬النساء‭ ‬البحرينيات‭ ‬بصفة‭ ‬خاصة‭ ‬والمجتمع‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

خطتك‭ ‬الحالية؟

‭- ‬أعكف‭ ‬حاليا‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬التمكين‭ ‬التكنولوجي‭ ‬وتأهيل‭ ‬نفسي‭ ‬جيدا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطور‭ ‬التقني‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أوجه‭ ‬الحياة،‭ ‬وذلك‭ ‬لإعداد‭ ‬نفسي‭ ‬لأي‭ ‬مسؤولية‭ ‬قيادية‭ ‬يمكنني‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬رد‭ ‬الجميل‭ ‬لوطني‭  ‬وأعترف‭ ‬بأنني‭ ‬وقعت‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬العمل‭ ‬الحكومي‭ ‬وأشعر‭ ‬بأنه‭ ‬مازال‭ ‬بجعبتي‭ ‬الكثير‭ ‬لأقدمه،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإرشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬الذي‭ ‬عملت‭ ‬به‭ ‬فترة‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الموهوبين‭ ‬ولكني‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬أواصل‭ ‬مسيرتي‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه،‭ ‬وعموما‭ ‬أرى‭ ‬مجالي‭ ‬الحالي‭ ‬واعدا‭ ‬ويمثل‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬للانطلاق‭ ‬والتعلم‭ ‬وخاصة‭ ‬أنه‭ ‬مجال‭ ‬جديد‭ ‬يرتبط‭ ‬باستدامة‭ ‬الغذاء‭ ‬العضوي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭.‬

كلمة‭ ‬أخيرة؟

‭- ‬لقد‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأستاذة‭ ‬لمياء‭ ‬تلفت‭ ‬صاحبة‭ ‬التجربة‭ ‬الثرية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الإنساني‭ ‬والعملي،‭ ‬وخاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأسلوب‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬المسؤولين‭ ‬ومع‭ ‬من‭ ‬حولها،‭ ‬والتي‭ ‬تشرفت‭ ‬بالعمل‭ ‬تحت‭ ‬إدارتها،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أسير‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬خطاها،‭ ‬وكم‭ ‬أنا‭ ‬فخورة‭ ‬بما‭ ‬حققته‭ ‬وما‭ ‬سوف‭ ‬أنجزه‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الثروة‭ ‬البحرية‭ ‬بعد‭ ‬انتقالها‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للبيئة‭ ‬بالمرسوم‭ ‬رقم‭ ‬15‭ ‬لعام‭ ‬2024‭ ‬وهي‭ ‬خطوة‭ ‬شجاعة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إليّ‭ ‬لم‭ ‬أتخوف‭ ‬منها‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬لعشقي‭ ‬للتجديد‭ ‬والتطوير‭ ‬ولخدمة‭ ‬وطني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مجال‭ ‬كان‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا