أول بحرينية تحصل على المرتبة الأولي في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان وعلى درجة 99% في التربية العملية.. تم تكريمها تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن الملحقية الثقافية بالقاهرة ضمن أوائل الوافدين.. طاهرة محمد عبد العزيز لأخبار الخليج:
قال الله تعالي عن تحقيق الهدف : “من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون « !
نعم ، فإن لم يكن لك حلم في الحياة ، فاجعل لنفسك هدفا ، حتي لا تكون كأن لم تكن ، والقلم الذي تكتب من خلاله طموحك ليس القلم الأفضل علي الاطلاق بل الذي توثق به لحظة نجاحك.
لقد وضعت أمامها هدف من أول يوم دراسة في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان ، وهو أن تحتل المرتبة الأولي علي دفعتها ، وكان لها ما أرادت ، لتثبت أن الهدف النهائي للحياة هو تحقيق السعادة والرضا النفسي وهو ما يمكن بلوغه عن طريق العمل الجاد والتعلم والتطور الذاتي ومن ثم تصبح فعالا في مجتمعك .
طاهرة محمد عبد العزيز ، لم يأت التحاقها بكلية الاقتصاد المنزلي صدفة ، بل تماشيا مع هواياتها وميولها منذ الطفولة ، وهو ما اكتشفته والدتها حيث شجعتها علي دراسة هذا المجال والتعمق فيه ، ومن خلال جهدها وعلمها تركت بصمة واضحة ومميزة في كليتها بجامعة حلوان بجمهورية مصر العربية ، ثم عادت إلي وطنها لتطبق ما درسته علي أرض الواقع ولتحلم بفرصة عمل تواصل من خلالها دورها واكمال مسيرتها.
هي تري بأن هناك مفهوم مغلوط لمادة الاقتصاد المنزلي في مجتمعاتنا ، ولذلك لم يأخذ حقه من الاهتمام والمكانة وذلك رغم ارتباطه بالكثير من العادات الصحية والغذائية التي تنعكس علي سلامة الفرد والمجتمع ، ومن هنا وضعت لنفسها هدف تصحيح ذلك المفهوم، وكل أملها أن تسهم في إنشاء كلية لهذا التخصص بوطنها تترك من خلالها علامة خاصة بها.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي :
ما هو أقصر طريق نحو التميز؟
أقصر طريق نحو التميز هو أن يضع المرء هدف محدد أمامه ويسعي إلي تحقيقه وبكل قوة وتصميم رغم أي صعوبات أو عثرات قد تواجهه ، وهذا ما حدث معي شخصيا ، حيث دونت في ورقة طموحي في أن أحتل المرتبة الأولي علي مستوي الكلية ، وكنت أنظر إلي تلك الورقة طوال الوقت ، وبذلت كل ما بوسعي لبلوغ ما أتمني ، وكان لي ما أردت.
حدثينا عن تجربة الغربة؟
لا شك أن تجربة الغربة بالنسبة لي كانت ممتعة وثرية للغاية وفي نفس الوقت مليئة بالتحديات التي لم تحل بيني وبين تحقيق الكثير من النجاحات والإنجازات ، ويمكن القول بأنها هي من شكلت وصنعت شخصيتي ، ومن دفعتني إلي تحقيق طموحي حيث كنت أول بحرينية تحصل علي الترتيب الأول علي مستوي كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان ، وتحصد درجة 99% في التربية العملي ، ولذلك تم تكريمي ضمن أوائل الوافدين تحت رعاية الرئيس السيسي من قبل وزير التعليم العالي ، وبحضور رئيس الوزراء المصري .
لماذا الاقتصاد المنزلي؟
هذا التخصص كان يواكب ميولي واهتماماتي منذ ان كنت طفلة ، وهو ما استشعرته والدتي في سن مبكر، ولذلك كانت أول من شجعني علي دراسته ، ولم يكن هذا التخصص موجودا بالبحرين رغم الحاجة إليه في السوق البحريني ، خاصة وأنه يربط بين الحياة والعلم والواقع الذي نعيشه جميعا ، وللأسف هناك مفهوم شائع خاطئ عنه في مجتمعاتنا.
لماذا؟
المفهوم المغلوط لهذا التخصص الهام جاء نتيجة اعتقاد الغالبية بأنه ينحصر في الطبخ والخياطة ، مع إنه من التخصصات التي تحقق الموازنة في الحياة بشكل عام وصحي ، فالمقررات التي ندرسها من خلاله تتناول الطعام الصحي والعادات الغذائية الخاطئة ، والسلوكيات التي تؤثر سلبا علي صحتنا من خلال الأدوات المستخدمة عند طهي المأكولات ، وهي أمور ترتبط بأمراض خطيرة للأسف نجدها منتشرة بشكل كبير اليوم.
أهم ما تتضمنه تلك المقررات ؟
هناك مقررات تتحدث عن إدارة الموارد ، وصناعة الأطعمة الجاهزة والأضرار من وراء تناولها ، هذا فضلا عن مناهج تتطرق إلي ملوثات البيئة ، وأنواع النباتات ، وخطورة المبيدات المستخدمة في زراعتها ، وغيرها من الأمور التي تجعل من هذا التخصص ليس مجرد تخصص علمي وانما أسلوب للحياة الصحية المتوازنة.
كيف أثرت دراستك علي أسلوب حياتك؟
من الأشياء المهمة التي يجب أن نؤكد عليها هو استفادة أي شخص من دراسته علي أرض الواقع عبر ممارسته للحياة اليومية ، وهذا ما حدث معي بالفعل عند دراستي للاقتصاد المنزلي ، حيث أثر ذلك كثيرا علي أسلوب حياتي أنا ومن حولي من الأهل والمعارف والأصدقاء ، والذين أحرص دائما علي تقديم نصائحي لهم جميعا ، وخاصة والدتي التي تسترشد بآرائي في كثير من الأشياء والممارسات عند الطهي والتي لم تكن تعلم عنها ، مثل أسلوب الطبخ والاختيار الصحيح للأواني وللمواد الغذائية وغيرها من الأمور الهامة التي تؤثر علي الصحة بشكل عام.
أصعب تحدي؟
للأسف الاقتصاد المنزلي يعتبر مقرر غير أساسي في مدارس جمهورية مصر العربية والعكس صحيح بالبحرين ، لذلك وجدت هناك نجد عدم اهتمام به من قبل الطالبات ، ومثل هذا بالنسبة لي تحدي كبير أثناء تدريسه في احدي المدارس لطالبات الاعدادي ضمن التدريب العملي ، هذا فضلا عن مشكلة تحقيق الموازنة بين الدراسة النظرية والعملية.
وكيف تغلبتي علي ذلك؟
لقد كان لزاما علي أن أبحث عن أسلوب مبتكر لتدريس هذه المادة يمكنني من خلاله ترغيب الطالبات فيه وعدم الاستهتار به أو التسرب منه ، وهذا ما واجهته علي أرض الواقع حتي أحصل علي أعلي درجات التدريب العملي ، وبالفعل تمكنت ولله الحمد من التعرف علي الطالبات والاقتراب منهن وكسب ودهن ، والوقوف علي ميولهن ، حتي أن حصتي باتت خلال فترة قصيرة تجذبهن بشدة ، بل وتمتعهن ، حيث قمت بربط المنهج بأشياء يحبونها منها سبيل المثال الجمال والصحة والمظهر الخارجي إلي جانب أساليب أخري.
مثل ماذا ؟
كان استخدامي لوسائل تفاعلية تعليمية جديدة وجذابة أبلغ الأثر علي جذب الطالبات للمادة وانبهارهن حتي أصبحن ينتظرن حصتي بكل شوق وشغف ، وقد نظمت معرض لتقديم تلك الوسائل إلي جانب ملف التحضير الخاص بي ، وتعرف الجميع علي كيفية نجاحي في مواجهة هذا التحدي الكبير الذي واجهني وانتصرت عليه بالابتكار ، ولله الحمد تركت بصمة واضحة في تلك المدرسة ، و تم تكريمي من قبل مديرة المدرسة التي أدهشتها انجازي والذي نلت عنه درجة 99 % في التربية العملي ، وعن جدارة من وجهة نظرها ، وهو معدل لم تحصل عليه أي طالبة سابقا.
وبعد التخرج؟
بعد التخرج في جامعة حلوان عدت إلي مملكة البحرين ، ولازلت في مرحلة البحث عن فرصة عمل لدي وزارة التربية والتعليم ، حيث تمثل الخيار أمامي ، وكم أتمني أن أمارس عملي وأحقق رسالتي وأترك اثرا في وطني من خلال تخصصي تماما كما فعلت في مصر وبنفس الطاقة والشغف.
مبدأ تسيرين عليه؟
مبدأي الذي أسير عليه عبر مشواري بشكل عام هو مساعدة الغير ، وهذا ما حدث معي أيام دراستي في الكلية ، حيث كنت حريصة دوما علي تقديم فيديوهات تعليمية لزميلاتي الأمر الذي كان يسعدهن كثيرا ، وأذكر أن البعض كان ينصحني بعدم منح جهدي لغيري والاستفادة منه لنفسي فقط حتي اضمن علي الحصول علي التفوق الذي وضعته كهدف لي ، ولكني لم استمع إلي تلك النصيحة ، ومددت يد العون للجميع بكل اريحية ، لأنني علي قناعة بأن الخير يرد لصاحبه ، وهو ما دفعني إلي العمل التطوعي في تفسير القران لأطفال قريتي منذ سنوات طوال.
من وراء نجاحك؟
أكبر داعم لي عبر مسيرتي وفي كل خطواتي هما الوالدين اللذين أدين لهما بالكثير ، وكذلك الأهل والأصدقاء ، وأخص بالذكر هنا صديقتي زينب كما أتوجه بالشكر والامتنان إلي الملحقية الثقافية البحرينية في القاهرة والتي تقدم كل المساندة والتشجيع للدارسين في الخارج من أبناء المملكة.
حلمك القادم؟
لا زال الكثير من الأحلام والطموحات في جعبتي ، وسأسعي جاهدة لتحقيق كل احلامي بمشيئة الرحمن ، ولعل أقربها لي في المرحلة الحالية هو أن يحصل هذا التخصص الدراسي علي حقه بين التخصصات العلمية الأخرى ، وأن أواصل دراساتي العليا وأنال رسالتي الماجستير والدكتوراه في هذا المجال ، وأن أسهم بشكل أو بآخر في نشر ثقافته في وطني وكذلك تصحيح المفاهيم الخاطئة عنه ، وأن أكون أحد مؤسسي كلية الاقتصاد المنزلي في البحرين في المستقبل القريب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك