حاصلة على أول رسالة ماجستير من نوعها في الإعلام المالي العالمي من بريطانيا وعلى جائزة هيل آند نولتون ستراتيجيز للتميز.. صاحبة خبرة 15 عاما في مجال الإعلام المؤسسي.. أفراح عبدالرحمن فرج لـ«أخبار الخليج»:
يقول المؤلف والمحاضر الأمريكي ديل كارنيجي: «لا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به»!
هي بالفعل أحبت المجال الإعلامي حتى درجة العشق، لذلك كانت من المبدعات في هذا العالم واللاتي تركن بصمة خاصة بهن فيه، وقد اختارت الإعلام المالي العالمي ليكون موضوع أطروحتها للماجستير والتي تعد الأولى من نوعها في المملكة، فضلا عن الخبرة الواسعة التي اكتسبتها لدى عملها في هيل آند نولتون ستراجيز والتي تعد أول وكالة إعلامية أجنبية بالمنطقة في حقبة التسعينيات.
أفراح عبدالرحمن فرج، كان لدراستها وعملها التطوعي في الخارج أبلغ الأثر في صقل شخصيتها وفي تمتعها بخبرات واسعة ومتنوعة مكنتها من النجاح في قطاع الإعلام المالي، إلى جانب تركيزها على تطوير ذاتها ومهاراتها انطلاقا من قناعتها بأنه عندما تصل إلى عمق معنى كلمة النجاح تجد أنها ببساطة تعني الإصرار والمواصلة بكل إيجابية، فبالإرادة يمكن صنع المعجزات.
مبدأها في الحياة نابع من مقولة النجاح يجذب النجاح، فهذا هو القانون الكوني العظيم في رأيها، فالسير نحوه رحلة لا نهاية لها، لذلك مازال في جعبتها الكثير من الأحلام والطموحات التي تستوجب استكمال المسيرة وعدم التعثر حتى لو صادفت الكثير من الحجارة في طريقها لأنها ببساطة سوف تصنع منها سلما تصعد به نحو القمة.
حول هذه التجربة كان الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
كان لوالدتي وهي من أصل مصري أبلغ الأثر في تشكيل وصقل شخصيتي وفي حرصي الشديد على تحقيق الاستقلالية والتعليم المستمر والتركيز على تطوير الذات، حيث حرصت على تحقيق طموحها من خلالي خاصة وأنها لم تكمل تعليمها، وقد كنت من المتفوقين دائما ومن المهتمين بتنمية مهاراتي المتنوعة حتى حصلت على بعثة لدراسة علم النفس في بريطانيا بعد التخرج في الثانوية العامة بتفوق، الأمر الذي أشبع رغبتي في إكمال دراستي في الخارج والعمل هناك أيضا.
كيف كانت تجربة الدراسة والعمل في الخارج؟
- تجربة الدراسة في الخارج كانت ممتعة وثرية للغاية، وأذكر أنني عملت جزئيا في مجال التطوع وكان عمري حينئذ 18 عاما، وكنت نموذجا يمكن الاقتداء به للطلاب الذين تعاملت معهم من طلبة المدارس هناك وكانوا من بيئة غير سوية خلفت بداخلهم بعض المشاكل السلوكية وذلك ضمن برنامج بريطاني تطوعي حيث ساهمت في إعداد عدد من البرامج والأنشطة، كما عملت كمساعد مدرس في فترة الصيف للمرحلة الابتدائية، وذلك لحرصي على استغلال الوقت وتحقيق الاستقلالية والتعلم واكتساب خبرات متنوعة.
بعد التخرج؟
- بعد التخرج عدت إلى البحرين وعملت لدى وزارة التربية والتعليم في مجال الصحة المدرسية كمدرس منتدب، ثم قررت خوض مجال الإعلام المؤسسي فالتحقت بشركة هيل اند نولتون استراتيجيز مدة خمس سنوات تقريبا، وهي شركة عالمية اختارت البحرين مقرا لها للوجود في منطقة الخليج، كما كنت أحد مؤسسي قسم الإعلام في وزارة الأشغال، وقد أرسلتني الشركة وقت الأحداث السياسية بالمملكة للعمل لدى فرعها في قطر مع مكتبهم هناك مدة عام تقريبا، ثم رجعت البحرين وواصلت مع الشركة نفسها إلى أن انتقلت للعمل لدى مطار البحرين في نفس المجال مدة ثلاث سنوات، وكان لي شرف المشاركة في عديد من المحافل داخل البحرين وخارجها، وفي التسويق للمطار.
البداية مع الإعلام المالي العالمي؟
- لقد عملت بعد ذلك في شركة كي بي إم جي فخرو للمحاسبات مدة تسع سنوات في مجال الإعلام والتسويق ومع الوقت أدركت أهمية تطوير مهاراتي واكتساب خبرات جديدة فقررت خوض قطاع الإعلام المالي العالمي، وكنت أول بحرينية تحصل على رسالة الماجستير في هذا المجال وهو إعلام متخصص في الشؤون المالية ويعنى بالاقتصاديات، الأمر الذي ساهم في توسيع مداركي والخروج من إطار الإعلام المؤسساتي، وأتوجه هنا بالشكر والامتنان إلى صاحب الشركة الأستاذ جمال فخرو على دعمه المتواصل لي طوال فترة عملي علما بأنه أثناء دراستي قمت بزيارة سنغافورة ونيويورك وكانت فرصة للتعرف على أكبر الاقتصاديات والمؤسسات الإعلامية في العالم.
تقييمك للمشهد الإعلامي المالي البحريني الحالي؟
- لا شك أن الإعلام المالي يمثل قوة ناعمة، ولكنه للأسف لم يأخذ حقه من الأهمية حتى الآن من حيث الطرح والمضمون، وهذا هو اهتمامي الشخصي، حيث أجد متعة شديدة في متابعة كل ما يخصه ويتعلق به، وأتمنى أن أرى المشهد الإعلامي البحريني بشكل عام أكثر تطورا وأن أسهم في ذلك من خلال دراستي وخبرتي في هذا المجال، وأن تمنح الكوادر الوطنية الفرصة والأولوية عند التوظيف والترقية.
أهم التحديات عبر مشوارك؟
-أهم تحدٍ واجهني كان أثناء دراسة رسالة الماجستير، نظرا إلى كثافة البرنامج حيث تم إنجازها خلال عشرة أشهر تقريبا، فضلا عن مشكلة أخرى صادفتها وتمثلت في الحصول على مصادر المعلومات التي كنت بحاجة إليها وخاصة أنه مجال جديد، ولكن بفضل مهاراتي الشخصية وعلاقاتي العامة تغلبت على هذه الصعوبة إلى حد كبير، هذا إلى جانب مشكلة الغربة في حد ذاتها وما أكثرها والتي تم تذليلها من قبل السفارة البحرينية والملحق الثقافي هناك، ولا يفوتني هنا توجيه الشكر والامتنان إلى والدتي التي أدين لها بالكثير فهي وراء ما حققته اليوم.
أصعب محنة ومرحلة؟
- من أقسى التجارب التي مرت بي كانت محنة فقدان مدير لي فجأة عند عمر صغير ودون أي مقدمات، وهو الذى قدم لي كل الدعم والمساندة والاحتضان وتعلمت منه الكثير، وذلك أثناء ممارسته الرياضة في أحد المراكز وكانت صدمة شديدة بالنسبة إلى العاملين معه جميعا، أما أصعب مرحلة فكانت ما بعد حصولي على رسالة الماجستير، حيث كان عليّ بذل جهود مضاعفة لإثبات وجودي وكفاءتي في مجالي من خلال تطبيق ما درسته بشكل عملي على أرض الواقع، وأن أفيد وأستفيد من خبراتي المهنية والعلمية، بما يخدم وطني، وبالطبع واجهت الكثير من الحروب ولكني بالتسلح بالإيمان برب العالمين، وبمقولة إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا تجاوزت كل العثرات، ففي ديرتنا ولله الحمد لا تضيع حقوق أي مواطن.
أهم الإنجازات؟
- من أهم الإنجازات التي حققتها وأعتز بها كثيرا هو حصولي على جائزة هيل آند نولتون للتميز في يناير 2010 ضمن فريق عمل، وذلك عن أفضل حملة علاقات عامة في السوق الموحدة لمشروع تزيد قيمته على 100 ألف دولار أمريكي سنويا وكان بتنظيم من وزارة الأشغال البحرينية.
رؤيتك لمستقبل المرأة البحرينية؟
- المرأة البحرينية حققت الكثير من المزايا والمكتسبات وحصلت على عديد من الحقوق، ولكنها مازالت بحاجة إلى المزيد من تقلد المناصب القيادية بصورة موازية للرجل، فالبحرين عامرة بالكوادر الوطنية النسائية المتميزات والمؤهلات لاحتلال كل المراكز المتقدمة، وفي مختلف المجالات، ومن ثم يجب استغلال هذه الطاقات واستقطابها وعدم السماح بهروبها إلى خارج البلاد من أجل الحصول على فرص عمل تواكب قدراتهن وطموحاتهن.
في رأيك متي تفشل المرأة؟
- المرأة في المجتمعات العربية قد تعاني من استمرار وجود منطق الذكورية لدى البعض وهو أمر تتفاوت نسبته من مجتمع إلى آخر، بل يمكن القول إنه لا يمثل ظاهرة اليوم بل مجرد قناعات فردية، ولكنها في كل الأحوال تتمتع بالإرادة والقوة والقدرة على إثبات نفسها في كل المجالات، ولا شك أن أوضاعها باتت أكثر تطورا وتحضرا من ذي قبل، خاصة في ظل التشريعات الموجودة الكفيلة بحمايتها وبالحفاظ على حقوقها.
حلمك القادم؟
- أعترف هنا بأن التركيز على المسيرة المهنية سرقني من ممارسة وتنمية الكثير من الهوايات أهمها على سبيل المثال لا الحصر هواية الفن التشكيلي، وكنت قد أقمت معرضا مصغرا لي عام 2021، وبشكل عام يمكن القول إنه ولله الحمد تمكنت من تحقيق الكثير من الأحلام والطموحات، ولكن يظل الانسان يحلم طالما كان حيا، وكل ما أتمناه أن أسهم بدور كبير في المجال الإعلامي بالمملكة، وأن أترك بصمة خاصة بي في هذا القطاع المهم والذي أعشقه بشدة وذلك تحت قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء الذي يشجع الطاقات الشبابية ويدعمها إلى أبعد الحدود.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك