يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
الغرب الصهيوني والمهام القذرة
تحدثت قبل أيام عن تصريحات المستشار الألماني عن العدوان الإسرائيلي على إيران وقوله ان «إسرائيل تقوم حاليا بـ«العمل القذر» نيابة عن الغرب بأكمله»، وما يعنيه ذلك وما أثارته التصريحات من تعليقات وانتقادات.
بالطبع، «الأعمال القذرة» التي تقوم بها اسرائيل نيابة عن الغرب ليست مقصورة على العدوان على إيران. حرب الإبادة الوحشية لغزة وأهلها الممتدة منذ أكثر من عام ونصف من أكبر الأعمال القذرة نيابة عن الغرب. إسرائيل تقول هذا، والدول الغربية نفسها تقول هذا. ونفس الأمر ينطبق على كل الاعتداءات التي شنتها اسرائيل في لبنان وسوريا واليمن.
كما قال المستشار الألماني، الدول الغربية تعتبر ان هذه الأعمال ليست دفاعا عن إسرائيل وحدها وانما دفاع عن الغرب كله.
لهذا السبب، يهب الغرب كله فزعا في أي مرة يشعر فيها ان إسرائيل في خطر، ويضع كل قواه وامكانياته تحت تصرفها.
نتذكر ما حدث عندما وقع هجوم السابع من اكتوبر الذي شنته حماس على إسرائيل. كل الدول الغربية أصيبت بالجنون خوفا على إسرائيل ودفاعا عنها. وعلى امتداد الأشهر الطويلة الماضية شاركت الدول الغربية عمليا في حرب الإبادة لغزة وأهلها بالسلاح والدعم السياسي وكل السبل. الغرب يعتبر ان الحاق أي اذى بإسرائيل او اضعاف لموقفها هو اذى له واضعاف له.
ما قاله المستشار الألماني عن اعمال اسرائيل القذرة نيابة عن الغرب، يعيدنا الى حقائق جوهرية عن قيام إسرائيل والصراع العربي الصهيوني كدنا ننساها في الوطن العربي، بل يسخر منها بعض العرب.
أكبر هذه الحقائق ان المشروع الصهيوني في المنطقة العربية هو في الأساس مشروع غربي.
إسرائيل نشأت أصلا بإرادة غربية، وخصوصا بريطانيا، والغرب تبنى الأهداف الكبرى للصهيونية.
بعبارة أخرى، الغرب اعتبر ان اسرائيل منذ قيامها أداة كبرى لتحقيق الأهداف الاستراتيجية الكبرى للغرب في المنطقة العربية.
هذه الأهداف معروفة، وتتلخص في تمزيق المنطقة العربية، والحيلولة دون قيام أي قوة عربية موحدة قادرة، والعمل على منع أي تهديد للمصالح الغربية في المنطقة.
علينا ان نلاحظ مثلا ان أكبر ابعاد الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة، مبدأ ينص على «ضمان التفوق النوعي لإسرائيل على كل الدول العربية مجتمعة». هذا مبدأ تتبناه كل الادارات الأمريكية المتعاقبة منذ عقود سواء كانت جمهورية او ديمقراطية.
وما يعنيه هذا المبدأ في التطبيق العملي واضح.. انه ليس مسموحا لأي دولة عربية منفردة، ولا لأي قوة جماعية عربية، ان تمتلك من وسائل القوة ما يتيح لها ان تتفوق على إسرائيل او تتحداها.
بعبارة أخرى هذا المبدأ الأمريكي، والمبادئ الغربية العامة المتعارف عليها في الموقف من إسرائيل والدول العربية، تعني ان الغرب يضع على رأس أهدافه الاستراتيجية تمكين إسرائيل من الهيمنة على مقدرات المنطقة ويعتبر هذه مصلحة غربية استراتيجية.
في سبيل ذلك، لا يتردد الغرب لحظة في الدفاع عن عدوان اسرائيل على أي دولة في المنطقة، كما فعل في العدوان على إيران، وفي الدفاع عن أي جرائم ترتكبها إسرائيل مهما بلغت شناعتها كما يفعل في حرب إبادة غزة.
وفي سبيل ذلك يدوس الغرب على القانون الدولي وعلى أي قيمة انسانية في العالم. ولا يجد بأسا من ان يسقط الاف او حتى الملايين ضحايا لجرائم إسرائيل، ولا ان يتقوض امن واستقرار كل دول المنطقة.
سيظل هذا هو الحال ولن يتغير الى ان تتمكن الدول العربية من بناء قوة رادعة لإسرائيل أولا، وقادرة على جعل الغرب يوقن بأن مصالحه سوف تتضرر في المنطقة طالما ظل هذا هو موقفه وهذه هي استراتيجيته.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك