في قلب الخليج العربي، وعلى تراب البحرين الطاهر، تقف وزارة الداخلية شامخةً، كالسدّ المنيع، وكالجبل الأشم تؤدي رسالتها في حفظ الأمن وصون الأرواح والممتلكات، بوحيٍ من ولاءٍ مطلقٍ للقيادة الحكيمة، وبروحٍ متقدةٍ بالمواطنة والانضباط والمسؤولية.
ليست وزارة الداخلية مجرّد مؤسسة تنفيذية، بل هي خلية عمل دؤوب تسري في شرايين الوطن، تسهر لتحرس أحلام الناس، وتحمل على عاتقها عبءَ أمنٍ لا يعرف التهاون، وعدلاً لا يقبل التراخي. وفي ظلّ التوجيهات السديدة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وبدعمٍ مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تمضي وزارة الداخلية في نهجٍ حضاريّ يعانق الحداثة دون أن يفرِّط في الثوابت.
قيادة حكيمة ونهج إنساني
ومنذ تولّي الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة حقيبة وزارة الداخلية، شهدت المنظومة الأمنية تطورًا استراتيجيًا شاملاً، ارتكز على مبدأ الأمن المجتمعي، والوقاية قبل المواجهة، والعدل قبل الحزم. فالأمن في البحرين لا يُمارَس بالعنف، بل يُبنى على الثقة المتبادلة بين المواطن ورجل الأمن، وعلى الشراكة المجتمعية الفاعلة.
ويُشهد لمعالي الوزير بحنكته الأمنية وبعد نظره في التصدي للتهديدات المستجدة، من الإرهاب الإلكتروني إلى الجرائم المنظمة، وحرصه على الاستثمار في الإنسان البحريني، تدريبًا وتأهيلاً ورفعًا للكفاءة، لتظل وزارة الداخلية عنوانًا للكفاءة والانضباط
أمن داخلي يرتقي بمعايير عالمية
لقد حققت وزارة الداخلية خطواتٍ واسعة في مجالات الأمن العام، والسلامة المرورية، ومكافحة المخدرات، والهجرة والجوازات، والإصلاح والتأهيل. وأصبحت البحرين مضرب المثل في سرعة الاستجابة، وتكامل الأجهزة الأمنية، وحسن استخدام التكنولوجيا الحديثة – من كاميرات المراقبة الذكية، إلى أنظمة التحليل الجنائي، وصولاً إلى التطبيقات الإلكترونية التي قرّبت الخدمات الأمنية من المواطن والمقيم في كل أرجاء البحرين.
وفي أوقات الأزمات، أثبت رجال الداخلية أنهم أبناءُ الوطن في الميدان، كما في كل ميادين الشرف وأداء الواجب. فقد كان لهم دورٌ ريادي خلال جائحة كورونا، في تنظيم الحظر، وضبط التنقل، وتيسير وصول الخدمات، ومؤازرة جهود الدولة في الرعاية الصحية وتأمين سلامة المواطنين والمقيمين.
ولعلّ من أبرز ما يُحسب لوزارة الداخلية، التزامها الصارم بحقوق الإنسان، وفق معايير دولية معترف بها، جعلت من البحرين نموذجًا في التوازن بين فرض الأمن وصون الكرامة الإنسانية. وقد نالت البحرين إشادات دولية متعددة، بفضل الممارسات الأمنية الرشيدة التي تحترم القانون، وتراعي العدالة، وتقدّر الخصوصية.
إشادة ملكية وتوجيهات سامية
لطالما أولى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وزارة الداخلية أهمية قصوى في إطار رؤيته الشاملة للأمن الوطني المستدام. فقد وجّه جلالته إلى ضرورة «ترسيخ مبادئ العدالة والشفافية في العمل الأمني، وتعزيز علاقة الثقة المتبادلة بين المواطن ورجل الأمن»، مؤكداً في أكثر من مناسبة أن «الداخلية ليست فقط حامية للأمن، بل شريكة في البناء الوطني والتنموي».
كما شدد جلالته على أهمية الاستثمار في العنصر البشري، حين قال: «نؤمن بأن الإنسان البحريني هو أساس النهضة، ولذا فإن تأهيل رجال الأمن علميًا وعمليًا هو أولوية استراتيجية لا تقبل التراخي»، وهي توجيهات سامية تُرجمت إلى برامج تدريب وتطوير متقدمة، جعلت من رجل الأمن البحريني نموذجًا في الوعي والانضباط والاحترافية في أداء المهام الأمنية في كل الظروف.
وقد دعا جلالته باستمرار إلى توسيع مظلة الأمن المجتمعي، وتشجيع مبادرات التواصل مع المواطنين، إيمانًا من جلالته بأن «تحقيق الأمن لا يتم بالعصا، بل بالعقل والحكمة والتعاون». وهي كلمات ملكية وضعت الأساس لفلسفة الأمن في البحرين: أمنٌ يُصغي، ويحتوي، ويعمل من أجل الجميع.
لقد عبّر جلالة الملك المفدى عن فخره برجال وزارة الداخلية قائلا :«إن رجال الأمن هم موضع فخرنا واعتزازنا، فهم الساهرون على أمن الوطن واستقراره، يقدمون التضحيات بكل إخلاص، ويضربون أروع الأمثلة في الشجاعة والانتماء».
إنها كلمات ملكية سامية، اختزلت في حروفها كل التقدير، وأكدت أن رجال الأمن ليسوا مجرد حماة لأمن الوطن، بل هم رموزٌ للوطنية في أنبل معانيها.
إن وزارة الداخلية في مملكة البحرين ليست مجرد جهةٍ أمنية، بل هي بيتُ كل بحريني وبحرينية، سندٌ للمحتاج، وعدلٌ للمظلوم، وحزمٌ على من أراد السوء. هي القلب الذي ينبض بالأمن، والعين التي لا تغفو، واليد التي تصون وتحمي.
فطوبى للبحرين برجالها، وطوبى لقيادتها الحكيمة، وطوبى لكل يدٍ بيضاء، تشيّد وتكرس الأمن لهذا الوطن الغالي وتضيئه بهالات من النور.
{ أكاديمي متخصص في العلوم
الشرعية وتنمية الموارد البشرية
Dr.MohamedFaris@yahoo.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك