يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
أمن البحرين والرهان الوطني
الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية ألقى كلمة لها أهمية كبرى في اللقاء السنوي برؤساء ومسؤولي المآتم بالمحافظات بمناسبة تنظيم فعاليات موسم عاشوراء.
الكلمة لها أهمية كبرى من حيث التوقيت، ومن حيث ما تضمنته من أفكار وتوجيهات.
أما من حيث التوقيت فهي أتت في وقت تشهد فيه المنطقة كلها ما نعرفه جميعا من تطورات وأوضاع خطيرة تؤثر على كل دول المنطقة، وتستدعي أقصى درجات الاستعداد الأمني واليقظة المجتمعية.
وأما من حيث ما تضمنته الكلمة، فقد جاءت مزيجا من التنبيه الى خطورة الأوضاع في المنطقة وما تتطلبه، ومن الاعتزاز بالهوية البحرينية والوطنية الجامعة والرهان عليها، ومن التحذير في الوقت نفسه من أي تجاوزات.
وزير الداخلية حرص قبل كل شيء على أن ينبه إلى الأوضاع الحالية في المنطقة ووصفها بأنها «غير عادية»، وتحمل بالطبع انعكاسات امنية توجب الحذر.
هذه الأوضاع في المنطقة تستدعي بداهة أقصى درجات الاستعداد والعمل سواء من جانب أجهزة الدولة أو المجامع.
الوزير حرص على التأكيد هنا إلى جانبين اساسيين لهما أهمية حاسمة في ظل هذه الأوضاع:
1 - أهمية الوعي الوطني ومساهمة الجميع في تحمل مسؤولية المحافظة على الالتزام والانضباط والنظام العام.
2 - المزيد من التماسك، وعدم ترك أي مجال لمن يحاول العبث بوحدتنا الوطنية.
إذن، الكل يجب أن يتحلى بأقصى درجات الوعي، والكل يجب أن يعتبر نفسه مسؤولا عن أمن الوطن، والتماسك المجتمعي والوحدة الوطنية اليوم فريضة وطنية.
الأمر المؤكد أن في البحرين قاعدة من الوطنية والوعي كي يقوم الجميع بدوره على النحو الذي تحدث عنه الوزير.
وزير الداخلية كان حريصا على تأكيد هذا حين خاطب الحضور قائلا: «إني أراهن على إخلاصكم وانتمائكم وثقافتكم الوطنية بعدم الالتفات لمثل تلك المساعي التحريضية، وإن البحرين ليست وطن الغالب والمغلوب بل وطن العيش المشترك والمجتمع الواحد. وإننا نملك قواسم مشتركة، يصعب تجاهلها وهي الشعور بالانتماء والاعتزاز بالهوية البحرينية والإيمان بوحدة المصير».
باختصار كانت رسالة الوزير واضحة في أننا نريد عاشوراء في الظروف الحالية «فرصة لإظهار صدق الالتزام وعمق المسؤولية». وكان حريصا في نفس الوقت على تأكيد أنه لن يكون هناك مجال «لمن يسعى إلى الخروج على النظام والقانون».
وقد كانت إشارة لها مغزى كبير حين قال وزير الداخلية: «إن المآتم في البحرين، موجودة منذ مئات السنين، حتى قبل وجودها في إيران».
نعم.. البحرين تاريخها عريق، ولها خصوصيتها الحضارية وهويتها الوطنية، وإرثها الطويل من التسامح والتعايش، والتعدد والحريات الدينية.
من المعيب جدا أن ينجر أي أحد وراء أي دعوات تحريضية من الخارج، ويسعى إلى الإساءة إلى أمن البلاد واستقرارها وسلامها الاجتماعي بأي شكل.
الحقيقة أنه من المفروض أن يكون كل مواطن ومقيم على أرض البحرين ليس بحاجة الى تنبيه من وزير الداخلية كي يدرك خطورة الأوضاع التي تمر بها المنطقة وانعكاساتها على البحرين وكل دول المنطقة، وأن يعي ما يستدعيه ذلك من أقصى درجات الإحساس بالمسؤولية الوطنية والالتزام الوطني، وكي يدرك انه ليس مقبولا أبدا تسييس أي مناسبة دينية أو استغلالها لأي شيء خارج اطارها الديني.
وعموما، كما قال وزر الداخلية، فإن الرهان الوطني الأكبر في حفظ أمن واستقرار البلاد اليوم، هو على الوعي الوطني والولاء الوطني لكل أبناء البحرين.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك