يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
جلالة الملك.. حديث استثنائي.. ورسائل وطنية عاجلة
جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ترأس جلسة استثنائية لمجلس الوزراء.
بطبيعة الحال، يأتي حرص جلالته على ترؤس الجلسة على ضوء الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة في الوقت الحاضر، وتأثيراتها على البحرين كما على كل دول المنطقة، ولتحديد الملامح الأساسية للعمل الوطني في هذه الظروف والتنبيه إلى جوانب كبرى يجب ان يأخذها الكل في الاعتبار.
∗∗∗
جلالة الملك تطرق في حديثه المطول في الجلسة الاستثنائية إلى قضايا كثيرة تحمل في طياتها رسائل وطنية عاجلة أراد جلالته ان تصل الى كل المواطنين والمقيمين في البحرين.
من أكبر الجوانب التي تطرق اليها جلالته التوقف بكثير من الاعجاب والتقدير عند الإنجازات التي تحققت في الفترة القليلة الماضية، في الداخل وفي التحرك الخارجي.
تطرق جلالة الملك الى زيارة سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء لبريطانيا والنتائج الإيجابية التي أسفرت عنها، والى الحكومة وأجهزة الدولة المختلفة ودورها في حفظ الأمن والاستقرار. كما أشاد جلالته بنتائج اجتماع سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مع الرئيس الروسي بوتين والمشاركة في منتدى سان بطرسبرغ. وأشاد جلالته بتحقيق منتخب البحرين الوطني للكرة الطائرة لقب بطولة كاس الأمم الآسيوية.
وحرص جلالة الملك على التعبير عن الاعتزاز بفوز البحرين بعضوية مجلس الأمن الدولي، ووجه جلالته بالاستعداد الكامل لاستضافة قمة مجلس التعاون في ديسمبر القادم.
حرص جلالة الملك على الحديث بالتفصيل عن هذه الإنجازات في الفترة القليلة الماضية وراءه معنى عميق يتمثل في ان البحرين في أصعب الظروف والمواقف، وفي ظل الأزمة التي شهدتها المنطقة تمضي في مسيرتها بثقة وهي قادرة على تحقيق الإنجازات على مختلف المستويات.
الجانب الكبير الثاني الذي تطرق اليه جلالة الملك في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء تأكيد مواقف البحرين الخارجية العروبية، وجهودها من اجل السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
في هذا السياق أعاد جلالة الملك تأكيد موقف البحرين بالتضامن الكامل مع دولة قطر الشقيقة، وإدانة الهجوم الذي شنه الحرس الثوري الإيراني والذي استهدف سيادة قطر ويمثل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، واعتبر جلالته ان هذا الموقف المتضامن مع قطر «تحتمه روابط الأخوة والدم».
ورحب جلالة الملك بالتوصل الى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران واسرائيل.
كما أعاد جلالته تأكيد موقف البحرين الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وحرية وكرامة.
كما أكد جلال الملك الأهمية الكبرى لتعزيز العمل الخليجي المشترك ووحدة الصف الخليجي، ووجه جلالته بتوفير كل الظروف والإمكانيات لإنجاح القمة الخليجية القادمة في البحرين.
∗∗∗
حرص جلالة الملك على ترؤس الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء، والجوانب التي تطرق اليها جلالته في حديثه، يحمل رسائل وطنية عاجلة الى الكل في البحرين.. الى الشعب، والمقيمين، وكل العاملين في أجهزة الدولة.
اول هذه الرسائل رسالة طمأنة الى الكل في البحرين.. الى كل أبناء البحرين والمقيمين على أرضها.
ليس خافيا ان الظروف والتطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة أثارت قلق الكل في البحرين، وفي كل دول المنطقة.
حديث جلالة الملك على نحو ما أشرنا يحمل معنى واضحا محددا.. ان البحرين في كل وفي أصعب الظروف آمنة مستقرة قوية واثقة من نفسها.
هذه الثقة في النفس في الظروف الصعبة لا تأتي من فراغ. كما أشار جلالة الملك وراء ذلك أجهزة الدولة كلها التي أثبتت انها على أعلى درجة من الجاهزية للتعامل مع أي أوضاع طارئة، وفق خطة استباقية في كل المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية.
وجلالة الملك بحديثه في الجلسة الاستثنائية حرص على تأكيد انه الى جانب الأوضاع الداخلية وجاهزية الأجهزة للتعامل مع أي طارئ، تقوم بدورها العربي والعالمي والانساني بثبات وفق ثوابت وطنية وعربية وعالمية وانسانية ترسخت عبر سنين طويلة، ولا تتغير مع أي تغيرات في الأوضاع الإقليمية والعالمية.
ومن أهم الرسائل الوطنية التي يحملها حديث جلالة الملك رسالة فخر وتقدير واعتزاز بإنجازات البحرين، وبقدرتها على مواصلة الإنجاز والعمل ولعب دورها العربي والعالمي في أصعب الظروف وفي ظل أي أزمة.
هي رسالة تقدير واعتزاز بجهد وعمل كل العاملين في كل مجال لالتزامهم ومواصلة تحقيق الإنجازات في هذه الظروف.
ورسالة اعتزاز وتقدير لشعب البحرين وإحساسه بالمسؤولية الوطنية في هذه الظروف.
∗∗∗
وأكبر الرسائل التي يحملها حديث جلالة الملك رسالة تنبيه الى المصادر الأساسية لقوة البحرين بشكل عام، وفي الظروف الطارئة بالذات.
القراءة الدقيقة لحديث جلالة الملك تكشف ان هناك مصادر ثلاثة كبرى لقوة البحرين:
المصدر الأول: القيادات التي تقود دفة العمل العام في كل مجال وفق خطط مدروسة، وكل العاملين الذي يحرصون على مواصلة الجهد والعمل في كل مجال في أي ظرف مهما كان صعبا.
المصدر الثاني: شعب البحرين الذي أثبت كما قال جلالة الملك تحليه بالوعي الوطني المسؤول واعتزازه بوحدة وتلاحم المجتمع البحريني وحرصه على المكتسبات الوطنية خلال الأوضاع الراهنة.
المصدر الثالث: الثوابت البحرينية سواء في العمل الوطني في الداخل، او في المواقف والسياسات الخارجية. وهي ثوابت أرسي أسسها جلالة الملك.
في الداخل، أكبر هذه الثوابت ان مصلحة المواطنين تأتي أولا، والحفاظ على أمن واستقرار البلاد ووحدة المجتمع أولوية كبرى. ومواقف وسياسات البحرين الخارجية إنسانية تنشد السلام والأمن والاستقرار وتعمل على ذلك.
هذه الثوابت لا تتغير، بل تزداد رسوخا مع أي تطورات.
المسألة المهمة هنا أن الوعي بمصادر قوة البحرين على هذا النحو -كما نستشفها من حديث جلالة الملك- يعني انه في الفترة الحالية وفي المستقبل، يجب ان يعمل الكل على الحفاظ عليها وترسيخها.
ويعني هذا أمورا كثيرة، في مقدمتها الوعي بأن الحفاظ على مكتسبات البحرين وترسيخ أمنها واستقرارها ليست مسؤولية الدولة وحدها، وانما مسؤولية الكل في المجتمع بلا استثناء. ويعني الوعي بهذه الحقيقة إدراك ان الظروف الحالية تتطلب من الكل العمل الجاد المتواصل وبذل مزيد من الجهد.
كما يعني هذا أن صلابة الجبهة الداخلية في البحرين هدف وطني له أولوية استثنائية في الظروف الحالية.
وصلابة الجبهة الداخلية تعني اول ما تعني تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي والالتزام الوطني المسؤول من الكل بلا استثناء. وتعني التصدي لأي محاولة من أي نوع لتعكير الأمن الداخلي او اثارة أي من الفتن الداخلية.
∗∗∗
الكل يعلم ان الظروف والأوضاع الصعبة في المنطقة سوف تستمر فترة طويلة، ولا أحد يعلم بالضبط ما الذي يمكن ان يحدث مستقبلا وأي تأثيرات سوف يحملها بالنسبة للبحرين وكل دول المنطقة.
على ضوء هذا يجب اعتبار الحديث الاستثنائي لجلالة الملك في الجلسة الاستثنائية لمجلس الوزراء بمثابة تنبيه وإرشاد للمستقبل فيما يتعلق بجوهر العمل الوطني الآن ومستقبلا. وجوهره ان الكل بلا استثناء يجب ان يتحمل مسؤوليته للحفاظ على المكتسبات الوطنية، ولحفظ أمن البلاد، ووحدة الشعب وصلابة الجبهة الداخلية.
هذا كي تبقى البحرين دوما، كما قال جلالة الملك في حديثه «واحة استقرار ورخاء وسلام وتطور وإنجاز».
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك