العدد : ١٧٢٦٣ - السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ محرّم ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٦٣ - السبت ٢٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ محرّم ١٤٤٧هـ

يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره

جلالة الملك.. حديث استثنائي.. ورسائل وطنية عاجلة

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ترأس‭ ‬جلسة‭ ‬استثنائية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭.‬

‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬يأتي‭ ‬حرص‭ ‬جلالته‭ ‬على‭ ‬ترؤس‭ ‬الجلسة‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر،‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة،‭ ‬ولتحديد‭ ‬الملامح‭ ‬الأساسية‭ ‬للعمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والتنبيه‭ ‬إلى‭ ‬جوانب‭ ‬كبرى‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يأخذها‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭.‬

∗∗∗

جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تطرق‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬المطول‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬إلى‭ ‬قضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬رسائل‭ ‬وطنية‭ ‬عاجلة‭ ‬أراد‭ ‬جلالته‭ ‬ان‭ ‬تصل‭ ‬الى‭ ‬كل‭ ‬المواطنين‭ ‬والمقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الجوانب‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬جلالته‭ ‬التوقف‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الاعجاب‭ ‬والتقدير‭ ‬عند‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية،‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬وفي‭ ‬التحرك‭ ‬الخارجي‭.‬

‭ ‬تطرق‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الى‭ ‬زيارة‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬لبريطانيا‭ ‬والنتائج‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها،‭ ‬والى‭ ‬الحكومة‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬المختلفة‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭. ‬كما‭ ‬أشاد‭ ‬جلالته‭ ‬بنتائج‭ ‬اجتماع‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ ‬بوتين‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬سان‭ ‬بطرسبرغ‭. ‬وأشاد‭ ‬جلالته‭ ‬بتحقيق‭ ‬منتخب‭ ‬البحرين‭ ‬الوطني‭ ‬للكرة‭ ‬الطائرة‭ ‬لقب‭ ‬بطولة‭ ‬كاس‭ ‬الأمم‭ ‬الآسيوية‭.‬

وحرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بفوز‭ ‬البحرين‭ ‬بعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي،‭ ‬ووجه‭ ‬جلالته‭ ‬بالاستعداد‭ ‬الكامل‭ ‬لاستضافة‭ ‬قمة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬القادم‭.‬

حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬الحديث‭ ‬بالتفصيل‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬وراءه‭ ‬معنى‭ ‬عميق‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬والمواقف،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الأزمة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬تمضي‭ ‬في‭ ‬مسيرتها‭ ‬بثقة‭ ‬وهي‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬المستويات‭.‬

‭ ‬الجانب‭ ‬الكبير‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬تطرق‭ ‬اليه‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬تأكيد‭ ‬مواقف‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬العروبية،‭ ‬وجهودها‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أعاد‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تأكيد‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬بالتضامن‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬دولة‭ ‬قطر‭ ‬الشقيقة،‭ ‬وإدانة‭ ‬الهجوم‭ ‬الذي‭ ‬شنه‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬والذي‭ ‬استهدف‭ ‬سيادة‭ ‬قطر‭ ‬ويمثل‭ ‬انتهاكا‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وميثاق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬واعتبر‭ ‬جلالته‭ ‬ان‭ ‬هذا‭ ‬الموقف‭ ‬المتضامن‭ ‬مع‭ ‬قطر‭ ‬‮«‬تحتمه‭ ‬روابط‭ ‬الأخوة‭ ‬والدم‮»‬‭.‬

ورحب‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بالتوصل‭ ‬الى‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬بين‭ ‬إيران‭ ‬واسرائيل‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أعاد‭ ‬جلالته‭ ‬تأكيد‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬الثابت‭ ‬بدعم‭ ‬حقوق‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭ ‬وحرية‭ ‬وكرامة‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬جلال‭ ‬الملك‭ ‬الأهمية‭ ‬الكبرى‭ ‬لتعزيز‭ ‬العمل‭ ‬الخليجي‭ ‬المشترك‭ ‬ووحدة‭ ‬الصف‭ ‬الخليجي،‭ ‬ووجه‭ ‬جلالته‭ ‬بتوفير‭ ‬كل‭ ‬الظروف‭ ‬والإمكانيات‭ ‬لإنجاح‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.‬

∗∗∗

حرص‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬ترؤس‭ ‬الجلسة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬والجوانب‭ ‬التي‭ ‬تطرق‭ ‬اليها‭ ‬جلالته‭ ‬في‭ ‬حديثه،‭ ‬يحمل‭ ‬رسائل‭ ‬وطنية‭ ‬عاجلة‭ ‬الى‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬الى‭ ‬الشعب،‭ ‬والمقيمين،‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭.‬

‭ ‬اول‭ ‬هذه‭ ‬الرسائل‭ ‬رسالة‭ ‬طمأنة‭ ‬الى‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬البحرين‭.. ‬الى‭ ‬كل‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬والمقيمين‭ ‬على‭ ‬أرضها‭.‬

‭ ‬ليس‭ ‬خافيا‭ ‬ان‭ ‬الظروف‭ ‬والتطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬أثارت‭ ‬قلق‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬حديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬ما‭ ‬أشرنا‭ ‬يحمل‭ ‬معنى‭ ‬واضحا‭ ‬محددا‭.. ‬ان‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬وفي‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬آمنة‭ ‬مستقرة‭ ‬قوية‭ ‬واثقة‭ ‬من‭ ‬نفسها‭.‬

‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬النفس‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬فراغ‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬كلها‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬انها‭ ‬على‭ ‬أعلى‭ ‬درجة‭ ‬من‭ ‬الجاهزية‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬أوضاع‭ ‬طارئة،‭ ‬وفق‭ ‬خطة‭ ‬استباقية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

‭ ‬وجلالة‭ ‬الملك‭ ‬بحديثه‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬حرص‭ ‬على‭ ‬تأكيد‭ ‬انه‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬الأوضاع‭ ‬الداخلية‭ ‬وجاهزية‭ ‬الأجهزة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬طارئ،‭ ‬تقوم‭ ‬بدورها‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭ ‬والانساني‭ ‬بثبات‭ ‬وفق‭ ‬ثوابت‭ ‬وطنية‭ ‬وعربية‭ ‬وعالمية‭ ‬وانسانية‭ ‬ترسخت‭ ‬عبر‭ ‬سنين‭ ‬طويلة،‭ ‬ولا‭ ‬تتغير‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تغيرات‭ ‬في‭ ‬الأوضاع‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الرسائل‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬حديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬رسالة‭ ‬فخر‭ ‬وتقدير‭ ‬واعتزاز‭ ‬بإنجازات‭ ‬البحرين،‭ ‬وبقدرتها‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الإنجاز‭ ‬والعمل‭ ‬ولعب‭ ‬دورها‭ ‬العربي‭ ‬والعالمي‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬الظروف‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬أي‭ ‬أزمة‭.‬

‭ ‬هي‭ ‬رسالة‭ ‬تقدير‭ ‬واعتزاز‭ ‬بجهد‭ ‬وعمل‭ ‬كل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬لالتزامهم‭ ‬ومواصلة‭ ‬تحقيق‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.‬

‭ ‬ورسالة‭ ‬اعتزاز‭ ‬وتقدير‭ ‬لشعب‭ ‬البحرين‭ ‬وإحساسه‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭.‬

∗∗∗

‭ ‬وأكبر‭ ‬الرسائل‭ ‬التي‭ ‬يحملها‭ ‬حديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬رسالة‭ ‬تنبيه‭ ‬الى‭ ‬المصادر‭ ‬الأساسية‭ ‬لقوة‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وفي‭ ‬الظروف‭ ‬الطارئة‭ ‬بالذات‭.‬

‭ ‬القراءة‭ ‬الدقيقة‭ ‬لحديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تكشف‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬مصادر‭ ‬ثلاثة‭ ‬كبرى‭ ‬لقوة‭ ‬البحرين‭:‬

المصدر‭ ‬الأول‭: ‬القيادات‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬دفة‭ ‬العمل‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬مدروسة،‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬الذي‭ ‬يحرصون‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬الجهد‭ ‬والعمل‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬ظرف‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬صعبا‭.‬

المصدر‭ ‬الثاني‭: ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬أثبت‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬تحليه‭ ‬بالوعي‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬واعتزازه‭ ‬بوحدة‭ ‬وتلاحم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬وحرصه‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية‭ ‬خلال‭ ‬الأوضاع‭ ‬الراهنة‭.‬

المصدر‭ ‬الثالث‭: ‬الثوابت‭ ‬البحرينية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬او‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬والسياسات‭ ‬الخارجية‭. ‬وهي‭ ‬ثوابت‭ ‬أرسي‭ ‬أسسها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭.‬

‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬أكبر‭ ‬هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬ان‭ ‬مصلحة‭ ‬المواطنين‭ ‬تأتي‭ ‬أولا،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬البلاد‭ ‬ووحدة‭ ‬المجتمع‭ ‬أولوية‭ ‬كبرى‭. ‬ومواقف‭ ‬وسياسات‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬إنسانية‭ ‬تنشد‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭.‬

هذه‭ ‬الثوابت‭ ‬لا‭ ‬تتغير،‭ ‬بل‭ ‬تزداد‭ ‬رسوخا‭ ‬مع‭ ‬أي‭ ‬تطورات‭. ‬

المسألة‭ ‬المهمة‭ ‬هنا‭ ‬أن‭ ‬الوعي‭ ‬بمصادر‭ ‬قوة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو‭ -‬كما‭ ‬نستشفها‭ ‬من‭ ‬حديث‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭- ‬يعني‭ ‬انه‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬وفي‭ ‬المستقبل،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يعمل‭ ‬الكل‭ ‬على‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬وترسيخها‭.‬

‭ ‬ويعني‭ ‬هذا‭ ‬أمورا‭ ‬كثيرة،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الوعي‭ ‬بأن‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬مكتسبات‭ ‬البحرين‭ ‬وترسيخ‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭ ‬ليست‭ ‬مسؤولية‭ ‬الدولة‭ ‬وحدها،‭ ‬وانما‭ ‬مسؤولية‭ ‬الكل‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭. ‬ويعني‭ ‬الوعي‭ ‬بهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬إدراك‭ ‬ان‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭ ‬تتطلب‭ ‬من‭ ‬الكل‭ ‬العمل‭ ‬الجاد‭ ‬المتواصل‭ ‬وبذل‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الجهد‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬صلابة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هدف‭ ‬وطني‭ ‬له‭ ‬أولوية‭ ‬استثنائية‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الحالية‭.‬

‭ ‬وصلابة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭ ‬تعني‭ ‬اول‭ ‬ما‭ ‬تعني‭ ‬تعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتماسك‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والالتزام‭ ‬الوطني‭ ‬المسؤول‭ ‬من‭ ‬الكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭. ‬وتعني‭ ‬التصدي‭ ‬لأي‭ ‬محاولة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬لتعكير‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬او‭ ‬اثارة‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الفتن‭ ‬الداخلية‭.‬

∗∗∗

الكل‭ ‬يعلم‭ ‬ان‭ ‬الظروف‭ ‬والأوضاع‭ ‬الصعبة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬سوف‭ ‬تستمر‭ ‬فترة‭ ‬طويلة،‭ ‬ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬بالضبط‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬يحدث‭ ‬مستقبلا‭ ‬وأي‭ ‬تأثيرات‭ ‬سوف‭ ‬يحملها‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبحرين‭ ‬وكل‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬

‭ ‬على‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬يجب‭ ‬اعتبار‭ ‬الحديث‭ ‬الاستثنائي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬الجلسة‭ ‬الاستثنائية‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬بمثابة‭ ‬تنبيه‭ ‬وإرشاد‭ ‬للمستقبل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بجوهر‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬الآن‭ ‬ومستقبلا‭. ‬وجوهره‭ ‬ان‭ ‬الكل‭ ‬بلا‭ ‬استثناء‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬يتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬الوطنية،‭ ‬ولحفظ‭ ‬أمن‭ ‬البلاد،‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعب‭ ‬وصلابة‭ ‬الجبهة‭ ‬الداخلية‭.‬

‭ ‬هذا‭ ‬كي‭ ‬تبقى‭ ‬البحرين‭ ‬دوما،‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬في‭ ‬حديثه‭ ‬‮«‬واحة‭ ‬استقرار‭ ‬ورخاء‭ ‬وسلام‭ ‬وتطور‭ ‬وإنجاز‮»‬‭.‬

إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا