يوميات سياسية

السيـــــــد زهـــــــره
المستشار الألماني.. صراحة ووحشية
قبل أيام، أدلى المستشار الألماني فريدريش ميرتس بتصريحات تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على إيران أثارت عاصفة من التعليقات داخل ألمانيا وخارجها.
المستشار الألماني دافع بحرارة عن العدوان الإسرائيلي على إيران وقال بالنص: «إن إسرائيل تقوم حاليا بـ«العمل القذر» نيابة عن الغرب بأكمله»
وأعرب عن امتنانه لما تفعله إسرائيل ضد إيران. وقال: «لا يسعني إلا أن أُعبر عن أكبر قدر من الاحترام تجاه الجيش الإسرائيلي والقيادة الإسرائيلية لشجاعتهما في القيام بذلك.. لولا ذلك، ربما كنا سنشهد رعب هذا النظام شهورا وسنوات، وربما بعد ذلك مع وجود سلاح نووي بين أيديهم». وأعرب عن تأييده للتدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني ومساعدة أمريكا لإسرائيل لتحقيق هذا الهدف.
قبل كل شيء يجب أن نقدر الصراحة الشديدة التي تحدث بها المستشار الألماني، وأنه لم يسع إلى تجميل أو إخفاء حقيقة موقفه وقناعاته.
لكن، ماذا تعني هذه التصريحات بالضبط؟
تعني بداية اعترافا من المستشار الألماني بأن ما تقوم به إسرائيل هو «عمل قذر». وهو بالفعل كذلك بالمعنى السياسي والأخلاقي والقانوني، فهذا عدوان سافر عل سيادة واستقلال إيران. لكن هذا العدوان القذر بالنسبة إليه مقبول تماما ويستحق الإشادة ويمثل إرادة الغرب كله كما قال.
وتعني أن المستشار الألماني يكن احتقارا للقانون الدولي الذي يجرم مثل هذا العدوان الغاشم.
في داخل ألمانيا، انبرى كثيرون فورا بإدانة هذه التصريحات واعتبروها فظة وتعبر عن موقف وحشي. وكان لافتا أنه حتى بعض القوى المؤيدة تقليديا لإسرائيل أدانتها.
على سبيل المثال، زعيمة حزب اليسار الألماني، التي تتبنى غالبا مواقف مؤيدة لإسرائيل، إينيس شفيردتنر اعتبرت أن تصريحات المستشار «ازدراء صريح للقانون الدولي، وازدراء أيضا لضحايا الحرب». وقالت: لا ينبغي لهذا الرجل إجراء محادثات دبلوماسية.
وقدم نحو 20 شخصية في ألمانيا من بينهم فنانون وكتاب ونواب، شكوى جنائية إلى المدعي العام الاتحادي ومكتب المدعي العام في برلين، ضد المستشار الألماني بسبب تصريحاته، واعتبروا في بيان أصدروه أنها تخالف الدستور الألماني. وقالوا في البيان: «إن تمجيد المستشار لهجمات إسرائيل يعدُّ انتهاكا صريحا لميثاق الأمم المتحدة وأنه لا ينتهك فقط القوانين الوطنية والدولية، بل ينطوي أيضًا على استخدام لمصطلحات نازية».
الأمر المهم الذي يجب أن نلاحظه أن كل الدول الغربية تتبنى عمليا رأي وموقف المستشار الألماني من أن إسرائيل تقود بالعمل القذر نيابة عنهم، وإن كانوا بالطبع لا يعبرون عن ذلك بمثل هذه الفظاظة والوحشية.
الدليل على ذلك أنه بمجرد أن بدأت إسرائيل شن عدوانها على إيران، سارعت كل الدول الغربية على الفور ورددت جميعها مقولة: إن «إسرائيل من حقها أن تدافع عن نفسها». وهي مقولة إجرامية وحشية تعبر عن منتهى الاحتقار للقانون الدولي والقيم الإنسانية وسيادة واستقلال الدول والشعوب، وتبيح لإسرائيل وحدها أن ترتكب أي جرائم تحت زعم «الدفاع عن نفسها».
ولم تكتف الدول الغربية بهذا، بل سارعت كلها تقريبا إلى إعلان إرسال قوات لها إلى المنطقة كي تكون بالطبع على أهبة الاستعداد للتدخل لمساعدة إسرائيل في عدوانها على إيران.
هكذا إذن عبر المستشار الألماني بصراحة وصدق عن جوهر وحقيقة الموقف الغربي.
يبقى أن تصريحات المستشار الألماني لها معنى أكبر وأعمق من كل هذا.
للحديث بقية بإذن الله.
إقرأ أيضا لـ"السيـــــــد زهـــــــره"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك