العدد : ١٧٢٥٧ - الأحد ٢٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥٧ - الأحد ٢٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

السلطة أخذت شلوت وفتافيت

وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬يتعرض‭ ‬لهجمات‭ ‬فاجرة،‭ ‬وأهله‭ ‬يتعرضون‭ ‬لإبادة‭ ‬منهجية،‭ ‬يتضح‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬نجمت‭ ‬عن‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭- ‬مدريد،‭ ‬سلطة‭ ‬‮«‬افتراضية‮»‬،‭ ‬ويحمل‭ ‬أقطابها‭ ‬مسميات‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬قبيل‭:‬

ألقاب‭ ‬مملكة‭ ‬في‭ ‬غير‭ ‬موضعها

كالهر‭ ‬يحكي‭ ‬انتفاخا‭ ‬صولة‭ ‬الأسد

ولتعرف‭ ‬وتدرك‭ ‬نوع‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والدولة‭ ‬العبرية‭ ‬عليك‭ ‬بقراءة‭ ‬الحكاية‭ ‬التالية‭: ‬نجح‭ ‬صياد‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬إسقاط‭ ‬بطة‭ ‬طائرة‭ ‬بطلق‭ ‬ناري،‭ ‬ولكن‭ ‬البطة‭ ‬السخيفة‭ ‬هوت‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬يملكها‭ ‬مستوطن‭ ‬يهودي،‭ ‬ولما‭ ‬ذهب‭ ‬الصياد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لأخذ‭ ‬البطة‭ ‬بمنطق‭ ‬أنه‭ ‬قام‭ ‬برميها‭ ‬وإسقاطها،‭ ‬رفض‭ ‬اليهودي‭ ‬تسليمها‭ ‬إياه‭ ‬زاعما‭ ‬أنها‭ ‬ملكه‭ ‬لأنها‭ ‬سقطت‭ ‬على‭ ‬أرضه،‭ ‬واحتدم‭ ‬الجدل‭ ‬بين‭ ‬الرجلين‭ ‬الجارين،‭ ‬ولكن‭ ‬اليهودي‭ ‬ركب‭ ‬رأسه‭ ‬ورفض‭ ‬تسليم‭ ‬البطة‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطيني‭ ‬فاضطر‭ ‬الأخير‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬بيته،‭ ‬مقررا‭ ‬الانتقام،‭ ‬وبدأ‭ ‬هو‭ ‬وأطفاله‭ ‬يرشقون‭ ‬اليهودي‭ ‬بالحجارة‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والاخر‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬اليهودي‭ ‬إلى‭ ‬عرض‭ ‬اقتراح‭ ‬يحسم‭ ‬ملكية‭ ‬أيلولة‭ ‬البطة،‭ ‬وكانت‭ ‬خلاصته‭ ‬كما‭ ‬يلي‭: ‬يضرب‭ ‬كل‭ ‬منا‭ ‬الآخر‭ ‬بقوة‭ ‬بقدمه‭ ‬بين‭ ‬الفخذين‭ ‬ومن‭ ‬يثبت‭ ‬قدرة‭ ‬عالية‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الألم‭ ‬يفوز‭ ‬بالبطة،‭ ‬ولأنني‭ ‬صاحب‭ ‬الاقتراح‭ ‬فإنني‭ ‬سأبدأ‭ ‬الضرب،‭ ‬وهكذا‭ ‬ضرب‭ ‬اليهودي‭ ‬جاره‭ ‬الفلسطيني‭ ‬‮«‬شلوتا‮»‬‭ ‬قويا‭ ‬جعله‭ ‬يتلوى‭ ‬من‭ ‬الألم‭ ‬عدة‭ ‬ساعات،‭ ‬نهض‭ ‬بعدها‭ ‬مترنحا‭ ‬ليقوم‭ ‬بتوجيه‭ ‬الضربة‭ ‬لليهودي،‭ ‬ولكن‭ ‬الملعون‭ ‬نظر‭ ‬اليه‭ ‬مبتسما‭ ‬وقال‭: ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للضرب،‭ ‬خذ‭ ‬البطة‭ ‬حلال‭ ‬عليك‭!! ‬ولأنني‭ ‬لا‭ ‬أحترم‭ ‬ذكاء‭ ‬القراء‭ ‬فإنني‭ ‬أوضح‭ ‬ان‭ ‬البطة‭ ‬هي‭ ‬تناتيف‭ ‬الأراضي‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬عليها‭ ‬السلطة‭ ‬بثمن‭ ‬مرتفع،‭ ‬ومؤلم‭ ‬وبعد‭ ‬فوات‭ ‬‮«‬الأوان‮»‬too‭ ‬little‭ ‬too‭ ‬late‭  ‬رغم‭ ‬انها‭ ‬مالكتها‭ ‬الأصلية‭.‬

أما‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬تتعامل‭ ‬بها‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬مع‭ ‬رعاياها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬ادعاء‭ ‬بعد‭ ‬النظر‭ ‬واستشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬و«ضعوا‭ ‬ثقتكم‭ ‬فينا‭ ‬وحطوا‭ ‬في‭ ‬بطونكم‭ ‬بطيخة‭ ‬صيفية‭ ‬وشماما‭ ‬شتويا‮»‬‭ ‬فتذكرني‭ ‬بحكاية‭ ‬شعبية‭ ‬صومالية‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬رجلا‭ ‬فقد‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الإبصار‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬بعيد،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬يعاند‭ ‬ويزعم‭ ‬أنه‭ ‬مبصر،‭ ‬وكان‭ ‬يحب‭ ‬فتاة‭ ‬من‭ ‬قريته‭ ‬فيزيده‭ ‬هذا‭ ‬ادعاء‭ ‬بأنه‭ ‬أزرق‭ ‬اليمامة،‭ ‬فيتغزل‭ ‬بمحاسنها‭ ‬وألوان‭ ‬ملابسها‭ ‬وهو‭ ‬في‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬قادرا‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬رؤية‭ ‬تفاصيل‭ ‬وجهها،‭ ‬وكي‭ ‬يقنع‭ ‬فتاته‭ ‬بأنه‭ ‬مبصر‭ ‬اختار‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬شجرة‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬الفتاة‭ ‬عادة‭ ‬وهي‭ ‬تسوق‭ ‬أغنامها‭ ‬إلى‭ ‬القرية‭ ‬وغرس‭ ‬في‭ ‬ساق‭ ‬الشجرة‭ ‬إبرة‭ ‬ثم‭ ‬جلس‭ ‬تحت‭ ‬شجرة‭ ‬مقابلة،‭ ‬وما‭ ‬ان‭ ‬مرت‭ ‬به‭ ‬فتاة‭ ‬الأحلام‭ ‬حتى‭ ‬دعاها‭ ‬إلى‭ ‬الجلوس‭ ‬إلى‭ ‬جواره،‭ ‬ففعلت‭ ‬وبعد‭ ‬تبادل‭ ‬بعض‭ ‬العبارات‭ ‬التقليدية‭ ‬حدق‭ ‬النظر‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬الشجرة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وقال‭: ‬هل‭ ‬ذاك‭ ‬الشيء‭ ‬المغروس‭ ‬في‭ ‬ساق‭ ‬تلك‭ ‬الشجرة‭ ‬إبرة؟‭ ‬وأمعنت‭ ‬الفتاة‭ ‬النظر‭ ‬ولكنها‭ ‬وهي‭ ‬المبصرة‭ ‬تماما‭ ‬لم‭ ‬تر‭ ‬الإبرة،‭ ‬بسبب‭ ‬بعد‭ ‬المسافة‭ ‬ولأنه‭ ‬كما‭ ‬نعرف‭ ‬جميعا‭ ‬تصعب‭ ‬رؤية‭ ‬الإبرة‭ ‬حتى‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬بعد‭ ‬متر‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الناظر،‭ ‬وليثبت‭ ‬العاشق‭ ‬المستهام‭ ‬أن‭ ‬الحبيبة‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬النظر‭ ‬وأن‭ ‬بصره‭ ‬حديد‭ ‬نهض‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬أنا‭ ‬متأكد‭ ‬أنها‭ ‬إبرة‭ ‬وتوجه‭ ‬نحو‭ ‬الشجرة‭ ‬المقابلة‭ ‬ولسوء‭ ‬حظه‭ ‬كان‭ ‬جمل‭ ‬عبيط‭ ‬قد‭ ‬أناخ‭ ‬أمامها‭ ‬فاصطدم‭ ‬به‭ ‬الرجل‭ ‬وسقط‭ ‬أرضا‭. ‬وطارت‭ ‬الإبرة‭ ‬ومعها‭ ‬عروس‭ ‬الأحلام‭!!‬

ومن‭ ‬الأمثال‭ ‬العربية‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬قال‭ ‬لك‭ ‬شخصان‭ ‬إن‭ ‬رقبتك‭ ‬معوجة‭ ‬فعليك‭ ‬بتحسسها،‭ ‬وإذا‭ ‬قالت‭ ‬الملايين‭ ‬للسلطويين‭ ‬ان‭ ‬نتنياهو‭ ‬امتداد‭ ‬لهيرزل‭ ‬وبن‭ ‬غوريون‭ ‬وغولدا‭ ‬مائير‭ ‬فعليهم‭ ‬ان‭ ‬يصدقوها،‭ ‬وإذا‭ ‬كانوا‭ ‬نصف‭ ‬جادّين‭ ‬في‭ ‬محو‭ ‬آثار‭ ‬وعد‭ ‬بلفور‭ ‬فعليهم‭ ‬ان‭ ‬يتمسكوا‭ ‬بـ«وعد‭ ‬جعفور‮»‬‭ ‬الإخشيدي‭ ‬العبسي‭ ‬وخلاصته‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬الشعر‭ ‬القائل‭:‬

فما‭ ‬ضاع‭ ‬حق‭ ‬لم‭ ‬ينم‭ ‬عنه‭ ‬أهله‭ ‬

ولا‭ ‬ناله‭ ‬في‭ ‬العالمين‭ ‬مُقصِّرُ‭ ‬

قالها‭ ‬أحمد‭ ‬فؤاد‭ ‬نجم‭ ‬بصيغة‭ ‬أخرى‭ ‬للرئيس‭ ‬المصري‭ ‬الراحل‭ ‬أنور‭ ‬السادات‭:‬

يا‭ ‬تجهزوا‭ ‬جيش‭ ‬الخلاص

يا‭ ‬تقولوا‭ ‬ع‭ ‬العالم‭ ‬خلاص

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا