العدد : ١٧٢٥١ - الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥١ - الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

السعودية والنجاح في تنظيم موسم الحج

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

الحج‭ ‬ركن‭ ‬من‭ ‬أركان‭ ‬الإسلام‭ ‬الخمسة‭ ‬وفريضة‭ ‬فرضها‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مسلم‭ ‬ومسلمة‭ ‬لمن‭ ‬استطاع‭ ‬إليه‭ ‬سبيلا‭ ‬تؤدى‭ ‬مرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬ومنذ‭ ‬السنة‭ ‬التاسعة‭ ‬للهجرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬فرض‭ ‬الحج‭ ‬يتوافد‭ ‬المسلمون‭ ‬على‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة‭ ‬بمكة‭ ‬المكرمة‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬لأداء‭ ‬هذه‭ ‬الفريضة‭ ‬وفق‭ ‬شعائر‭ ‬وتعاليم‭ ‬معينة‭.‬

والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬شرفها‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬باحتضان‭ ‬الأماكن‭ ‬الإٍسلامية‭ ‬المقدسة‭ ‬في‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭ ‬والمدينة‭ ‬المنورة‭ ‬فهي‭ ‬مهد‭ ‬الإسلام‭ ‬والحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬ومنها‭  ‬بدأت‭ ‬المسيرة‭ ‬الإسلامية‭ ‬المباركة‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الرسول‭ ‬الأعظم‭  ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬ولذلك‭ ‬أخذت‭ ‬على‭ ‬عاتقها‭ ‬هذا‭ ‬الشرف‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬وأمانة‭ ‬فعملت‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬سبل‭ ‬الراحة‭ ‬لضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬الذين‭ ‬يأتون‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬فج‭ ‬عميق‭ ‬من‭ ‬مشارق‭ ‬الأرض‭ ‬ومغاربها‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء‭ ‬سواء‭ ‬لأداء‭ ‬هذا‭ ‬الركن‭ ‬من‭ ‬الإسلام‭ ‬في‭ ‬موسم‭ ‬الحج‭ ‬أو‭ ‬لأداء‭ ‬العمرة‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬العام‭ ‬وفي‭ ‬مواسم‭ ‬معينة‭ ‬يفضل‭ ‬فيها‭ ‬المسلمون‭ ‬أداء‭ ‬العمرة‭ ‬تقربا‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬وطمعا‭ ‬في‭ ‬رحمته‭.‬

وقد‭ ‬انتهى‭ ‬موسم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة‭ ‬بسلام‭ ‬وهدوء‭ ‬وغادر‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬الديار‭ ‬المقدسة‭ ‬عائدين‭ ‬إلى‭ ‬بلدانهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أدوا‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬غانمين‭ ‬سالمين‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬التسهيلات‭ ‬والترتيبات‭ ‬وحسن‭ ‬التنظيم‭ ‬الذي‭ ‬أشرف‭ ‬عليه‭ ‬شخصيا‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشرفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ومتابعة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬راحة‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬من‭ ‬الحجيج‭.‬

لقد‭ ‬عملت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وانطلاقا‭ ‬من‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬الدينية‭ ‬والروحية‭ ‬تجاه‭ ‬حجاج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬توسعة‭ ‬الحرم‭ ‬المكي‭ ‬الشريف‭ ‬لاستيعاب‭ ‬الأعداد‭ ‬المتزايدة‭ ‬من‭ ‬الحجاج‭ ‬والمعتمرين‭ ‬فإن‭ ‬كان‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬يتسع‭ ‬إلى‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬مصل‭ ‬قبل‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬فإنه‭ ‬اليوم‭ ‬يتسع‭ ‬إلى‭ ‬ثلاثة‭ ‬ملايين‭ ‬مصل‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬بإمكانات‭ ‬تستوعب‭ ‬هذه‭ ‬الأعداد‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬تتوافد‭ ‬على‭ ‬مكة‭ ‬المكرمة‭. ‬

واستعدادا‭ ‬لموسم‭ ‬الحج‭ ‬وفرت‭ ‬حكومة‭ ‬خادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬وكعادتها‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬لتنظيم‭ ‬عملية‭ ‬سير‭ ‬هذه‭ ‬الأفواج‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬الحجاج‭ ‬والذين‭ ‬تجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬وستمائة‭ ‬ألف‭ ‬حاج‭ ‬أتوا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬150‭ ‬دولة‭  ‬حسب‭ ‬إعلان‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬السعودية‭ ‬للإحصاء‭ ‬أغلبهم‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والآسيوية‭ ‬وتم‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬اللازمة‭ ‬لهم‭ ‬وتنظيم‭ ‬أداء‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬وسير‭ ‬الحجيج‭ ‬وتقديم‭ ‬الإرشادات‭ ‬اللازمة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالتعليمات‭ ‬والتوجيهات‭ ‬والإجراءات‭ ‬اللازمة‭ ‬ليتمكنوا‭  ‬من‭ ‬أداء‭ ‬فريضتهم‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر،‭ ‬كما‭ ‬وفرت‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬متطلبات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬اللازمة‭ ‬من‭ ‬مستشفيات‭ ‬مجهزة‭ ‬بأحدث‭ ‬المعدات‭ ‬الطبية‭ ‬والأدوية‭ ‬لرعاية‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬وأطقم‭ ‬صحية‭ ‬من‭ ‬أطباء‭ ‬وممرضين‭ ‬ومسعفين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬جاهزين‭ ‬لاستقبال‭ ‬الحالات‭ ‬الطارئة‭ ‬والعادية‭ ‬أو‭ ‬مواجهة‭ ‬أي‭ ‬طارئ‭ ‬صحي‭ ‬قد‭ ‬يظهر‭ ‬بين‭ ‬الحجاج،‭ ‬وتركيب‭ ‬المظلات‭ ‬وأنابيب‭ ‬رشح‭ ‬المياه‭ ‬بمنطقة‭ ‬منى‭ ‬وعرفات‭ ‬لحماية‭ ‬الحجيج‭ ‬من‭ ‬حرارة‭ ‬الشمس‭ ‬أثناء‭ ‬تأديتهم‭ ‬شعائرهم‭ ‬وهم‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬عرفات‭ ‬الطاهر‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬موسم‭ ‬حج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬الأعوام‭ ‬السابقة‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬المملكة‭ ‬وجاهزيتها‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭ ‬الديني‭ ‬السنوي‭ ‬الكبير‭ ‬وقادرة‭ ‬على‭ ‬استيعاب‭ ‬هذه‭ ‬الأفواج‭ ‬من‭ ‬الحجاج‭ ‬التي‭ ‬تتزايد‭ ‬أعدادها‭ ‬عاما‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬وذلك‭ ‬بفضل‭ ‬التوسيعات‭ ‬التي‭ ‬أجرتها‭ ‬المملكة‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬المسجد‭ ‬الحرام‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬أو‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الطرق‭ ‬والشوارع‭ ‬التي‭ ‬يسلكها‭ ‬ضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬خلال‭ ‬أدائهم‭ ‬مناسك‭ ‬الحج‭ ‬وتوفير‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الحافلات‭ ‬والقطارات‭ ‬ووسائل‭ ‬النقل‭ ‬المختلفة‭.‬

فكل‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير‭ ‬لخادم‭ ‬الحرمين‭ ‬الشريفين‭ ‬الملك‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ولولي‭ ‬عهده‭  ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الرعاية‭ ‬لضيوف‭ ‬الرحمن‭ ‬وهذه‭ ‬التسهيلات‭ ‬المستمرة‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬للحجاج‭ ‬والشكر‭ ‬موصول‭ ‬لرجال‭ ‬الأمن‭ ‬والأطقم‭ ‬الصحية‭ ‬ولكل‭ ‬من‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬هذه‭ ‬الجموع‭ ‬الغفيرة‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬فريضة‭ ‬الحج‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا