الحج ركن من أركان الإسلام الخمسة وفريضة فرضها الله على كل مسلم ومسلمة لمن استطاع إليه سبيلا تؤدى مرة واحدة في العمر ومنذ السنة التاسعة للهجرة التي تم فيها فرض الحج يتوافد المسلمون على الديار المقدسة بمكة المكرمة كل عام لأداء هذه الفريضة وفق شعائر وتعاليم معينة.
والمملكة العربية السعودية الشقيقة شرفها الله سبحانه وتعالى باحتضان الأماكن الإٍسلامية المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة فهي مهد الإسلام والحضارة الإسلامية ومنها بدأت المسيرة الإسلامية المباركة على يد الرسول الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، ولذلك أخذت على عاتقها هذا الشرف بكل مسؤولية وأمانة فعملت على توفير كل سبل الراحة لضيوف الرحمن الذين يأتون من كل فج عميق من مشارق الأرض ومغاربها رجالا ونساء سواء لأداء هذا الركن من الإسلام في موسم الحج أو لأداء العمرة على مدار العام وفي مواسم معينة يفضل فيها المسلمون أداء العمرة تقربا إلى الله وطمعا في رحمته.
وقد انتهى موسم هذا العام كما في الأعوام السابقة بسلام وهدوء وغادر ضيوف الرحمن الديار المقدسة عائدين إلى بلدانهم بعد أن أدوا فريضة الحج غانمين سالمين بكل سهولة ويسر وذلك بفضل التسهيلات والترتيبات وحسن التنظيم الذي أشرف عليه شخصيا خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء للاطمئنان على راحة ضيوف الرحمن من الحجيج.
لقد عملت المملكة العربية السعودية وانطلاقا من مسؤوليتها الدينية والروحية تجاه حجاج بيت الله الحرام على مدار السنوات الماضية على توسعة الحرم المكي الشريف لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الحجاج والمعتمرين فإن كان المسجد الحرام يتسع إلى 50 ألف مصل قبل قرن من الزمان فإنه اليوم يتسع إلى ثلاثة ملايين مصل دفعة واحدة بإمكانات تستوعب هذه الأعداد الكبيرة التي تتوافد على مكة المكرمة.
واستعدادا لموسم الحج وفرت حكومة خادم الحرمين الشريفين وكعادتها كل عام الآلاف من رجال الأمن لتنظيم عملية سير هذه الأفواج الكبيرة من الحجاج والذين تجاوز عددهم هذا العام أكثر من مليون وستمائة ألف حاج أتوا من أكثر من 150 دولة حسب إعلان الهيئة العامة السعودية للإحصاء أغلبهم من الدول العربية والآسيوية وتم تقديم المساعدة اللازمة لهم وتنظيم أداء مناسك الحج وسير الحجيج وتقديم الإرشادات اللازمة المتعلقة بالتعليمات والتوجيهات والإجراءات اللازمة ليتمكنوا من أداء فريضتهم بكل سهولة ويسر، كما وفرت المملكة العربية السعودية متطلبات الرعاية الصحية اللازمة من مستشفيات مجهزة بأحدث المعدات الطبية والأدوية لرعاية ضيوف الرحمن وأطقم صحية من أطباء وممرضين ومسعفين يعملون على مدار الساعة جاهزين لاستقبال الحالات الطارئة والعادية أو مواجهة أي طارئ صحي قد يظهر بين الحجاج، وتركيب المظلات وأنابيب رشح المياه بمنطقة منى وعرفات لحماية الحجيج من حرارة الشمس أثناء تأديتهم شعائرهم وهم على صعيد عرفات الطاهر.
إن نجاح المملكة العربية السعودية في تنظيم موسم حج هذا العام كما في الأعوام السابقة هو تأكيد إضافي على قدرة المملكة وجاهزيتها على تنظيم هذا الحدث الديني السنوي الكبير وقادرة على استيعاب هذه الأفواج من الحجاج التي تتزايد أعدادها عاما بعد عام وذلك بفضل التوسيعات التي أجرتها المملكة سواء بالنسبة إلى المسجد الحرام كما أسلفنا أو إعادة تأهيل الطرق والشوارع التي يسلكها ضيوف الرحمن خلال أدائهم مناسك الحج وتوفير المزيد من الحافلات والقطارات ووسائل النقل المختلفة.
فكل الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية ولولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على هذه الرعاية لضيوف الرحمن وهذه التسهيلات المستمرة التي تقدمها المملكة العربية السعودية للحجاج والشكر موصول لرجال الأمن والأطقم الصحية ولكل من أسهم في خدمة هذه الجموع الغفيرة التي أدت فريضة الحج بكل سهولة ويسر والحمد لله.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك