العدد : ١٧٢٥١ - الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٥١ - الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٠ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تشكيل وإعادة بناء إدارة الموارد البشرية

بقلم: د. زكريا خنجي

الاثنين ١٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬التجارب‭ ‬الممتعة‭ ‬التي‭ ‬استمتعت‭ ‬وأنا‭ ‬أقوم‭ ‬بها،‭ ‬وغيَّرت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬مفاهيمي‭ ‬ومهاراتي،‭ ‬تجربة‭ ‬إعادة‭ ‬وبناء‭ ‬إدارة‭ ‬المواد‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬صديقة،‭ ‬فقد‭ ‬اتصل‭ ‬بي‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الدولة،‭ ‬الذي‭ ‬عين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬كمسؤول‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أحيل‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬السابق‭ ‬للتقاعد‭. ‬فقال‭ ‬لي‭: ‬أنت‭ ‬تتحدث‭ ‬دائمًا‭ ‬عن‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬والذكاء‭ ‬الإداري‭ ‬وتضع‭ ‬أدلة‭ ‬للراغبين‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬فهل‭ ‬يمكنك‭ ‬مساعدتي‭ ‬في‭ ‬مهمتي‭ ‬الجديدة‭.‬

وبعد‭ ‬أن‭ ‬فهمت‭ ‬الموضوع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬محادثة‭ ‬بالهاتف‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬حوالي‭ ‬ساعة،‭ ‬وافقت‭ ‬على‭ ‬الفكرة،‭ ‬وبعد‭ ‬أسبوع‭ ‬حملت‭ ‬حقيبتي،‭ ‬وسافرت‭ ‬إليه،‭ ‬وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬وضعت‭ ‬بعض‭ ‬الخطط‭ ‬وبرامج‭ ‬عمل‭ ‬والمفاهيم‭ ‬وبعض‭ ‬المهارات‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المحادثة‭ ‬الهاتفية‭.‬

في‭ ‬اليوم‭ ‬الأول،‭ ‬اجتمعت‭ ‬مع‭ ‬الأخ‭ ‬الصديق،‭ ‬طوال‭ ‬النهار،‭ ‬أصغيت‭ ‬إليه‭ ‬بحرفية‭ ‬وكنت‭ ‬أكتب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬من‭ ‬حوارات‭ ‬في‭ ‬الاجتماع،‭ ‬وكأني‭ ‬كاتب‭ ‬محضر‭ ‬الاجتماع،‭ ‬ثم‭ ‬طلبت‭ ‬منه‭ ‬الاجتماع‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا،‭ ‬والموظفين‭ ‬التابعين‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وخلال‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الاجتماعات‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أتحدث‭ ‬كثيرًا،‭ ‬ولكني‭ ‬كنت‭ ‬بالفعل‭ ‬أطرح‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تختلف‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬المستويات‭ ‬التي‭ ‬اجتمعت‭ ‬معها،‭ ‬فالأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الأسئلة‭ ‬التي‭ ‬تطرح‭ ‬على‭ ‬الموظفين‭. ‬وبعد‭ ‬يومين‭ ‬أصبحت‭ ‬الصورة‭ ‬واضحة‭ ‬لدي،‭ ‬وعرفت‭ ‬الفكرة‭ ‬والهدف‭ ‬والتغييرات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬التغيير‭ ‬وخاصة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭.‬

وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الرابع‭ ‬لم‭ ‬أذهب‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وإنما‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬غرفتي‭ ‬في‭ ‬الفندق‭ ‬أكتب‭ ‬طوال‭ ‬اليوم‭ ‬وأضع‭ ‬خطة‭ ‬متكاملة‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬فأنا‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يؤمنون‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬إجراءات‭ ‬إدارية‭ ‬متعلقة‭ ‬بالغياب‭ ‬والحوافز‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬بل‭ ‬استثمار‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬المؤسسة‭ ‬واستدامتها‭.‬

وفي‭ ‬الصباح‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬عرضت‭ ‬الفكرة‭ ‬والخطة‭ ‬على‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬في‭ ‬اجتماع‭ ‬حضره‭ ‬جمع‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭. ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬ساعات‭ ‬من‭ ‬الحوار‭ ‬والنقاش‭ ‬تمت‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬الخطة‭ ‬مع‭ ‬إضافة‭ ‬بعض‭ ‬التغيرات‭ ‬وبعض‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬الإدارة‭ ‬أنها‭ ‬ضرورية‭.‬

وإليكم‭ ‬دليل‭ ‬عملي‭ ‬للمؤسسات‭ ‬لكيفية‭ ‬تشكيل‭ ‬وإعادة‭ ‬بناء‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬وهي‭ ‬كالتالي‭:     ‬

أولاً‭: ‬تحليل‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للموارد‭ ‬البشرية؛‭ ‬والهدف‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬التحليل‭ ‬هو‭ ‬معرفة‭ ‬نقاط‭ ‬البداية‭ ‬ونقاط‭ ‬الضعف‭ ‬والقوة‭ ‬وتحديد‭ ‬الفجوات‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬سواء‭ ‬الحالية‭ ‬أو‭ ‬المستقبلية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نقع‭ ‬فيها‭ ‬مستقبلا‭.‬

من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نستعين‭ ‬ببعض‭ ‬البرنامج‭ ‬أو‭ ‬طرق‭ ‬التحليل‭ ‬النموذجية‭ ‬الموجودة‭ ‬أصلاً،‭ ‬مثل‭ ‬تحليل‭ ‬الرباعي‭ (‬سوات‭) ‬أو‭ ‬غيرها،‭ ‬بهدف‭ ‬تقييم‭ ‬أو‭ ‬استكشاف‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬للإدارة،‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬تحديدًا‭ ‬نحتاج‭ ‬فيها‭ ‬إلى‭ ‬شفافية‭ ‬تامة،‭ ‬فمن‭ ‬غيرها‭ ‬فإننا‭ ‬سنكون‭ ‬نحاول‭ ‬أن‭ ‬نخدع‭ ‬أنفسنا‭ ‬ونخفي‭ ‬الحقائق‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحتاج‭ ‬إليها‭. ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬فإنه‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬نطرح‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الأسئلة،‭ ‬مثل‭: ‬ماذا‭ ‬نفعل‭ ‬حاليًا؟‭ ‬ما‭ ‬الموجود‭ ‬من‭ ‬سياسات‭ ‬مُعدة؟‭ ‬هل‭ ‬توجد‭ ‬سجلات‭ ‬للموظفين؟‭ ‬ما‭ ‬لدينا‭ ‬من‭ ‬أدوات‭ ‬للتقييم‭ ‬أو‭ ‬للإدارة،‭ ‬وما‭ ‬الأدوات‭ ‬المتوفرة؟

ثانيًا‭: ‬تنظيم‭ ‬ملفات‭ ‬الموظفين‭ ‬وإنشاء‭ ‬نظام‭ ‬حفظ‭ ‬السجلات؛‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬ضمان‭ ‬الامتثال‭ ‬للقوانين‭ ‬وسهولة‭ ‬إدارة‭ ‬البيانات‭. ‬ولكن‭ ‬كيف؟

أجرينا‭ ‬تقييمًا‭ ‬للملفات‭ ‬والسجلات‭ ‬الموجودة‭ ‬حاليًا،‭ ‬فوجدنا‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الضعف‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬المعلومات‭ ‬وعدم‭ ‬تحديثها‭ ‬باستمرار،‭ ‬وبعض‭ ‬الأمور‭ ‬الأخرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بهذا‭ ‬الجانب‭. ‬وعندما‭ ‬تدارسنا‭ ‬الأمر‭ ‬مع‭ ‬الأخوة‭ ‬والأخوات‭ ‬الموظفين‭ ‬وجدنا‭ ‬أنه‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬نستشير‭ ‬إدارة‭ ‬تقنية‭ ‬المعلومات‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬وبالفعل‭ ‬حصل‭ ‬ذلك،‭ ‬قام‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬بشرح‭ ‬الفكرة‭ ‬للأخ‭ ‬المسؤول‭ ‬التقني‭ ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬جلسات‭ ‬وزمن‭ ‬عرض‭ ‬علينا‭ ‬طريقة‭ ‬جميلة‭ ‬لتسجيل‭ ‬وتنظيم‭ ‬ملفات‭ ‬الموظفين،‭ ‬تتمتع‭ ‬بسهولة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومة‭ ‬المراد‭ ‬الحصول‭ ‬عليها‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬السرية‭ ‬التامة‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات‭ ‬وكانت‭ ‬تتمتع‭ ‬بخصوصية‭ ‬منقطة‭ ‬النظير،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يملك‭ ‬الأرقام‭ ‬السرية‭ ‬إلا‭ ‬فئة‭ ‬قليلة‭ ‬من‭ ‬الموظفين،‭ ‬وتتغير‭ ‬الأرقام‭ ‬بين‭ ‬الفنية‭ ‬والأخرى‭. ‬

ثالثًا‭: ‬مراجعة‭ ‬السياسات‭ ‬الرسمية‭ ‬وتحديثها؛‭ ‬مع‭ ‬التحديث‭ ‬والتغيير‭ ‬المستدام‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬حتمًا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سياساتها‭ ‬الداخلية،‭ ‬ونحن‭ ‬هنا‭ ‬لا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬السياسات‭ ‬العامة‭ ‬للدولة‭ ‬والحكومة‭ ‬وإنما‭ ‬الذي‭ ‬نقصده‭ ‬هو‭ ‬السياسات‭ ‬الداخلية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتنظيم‭ ‬العمل‭ ‬الداخلي،‭ ‬مثل‭ ‬الإجازات،‭ ‬وساعات‭ ‬العمل،‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬العمل،‭ ‬والإجراءات‭ ‬التأديبية‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

لذلك‭ ‬قمنا‭ ‬مع‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬المشكل‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الإدارات‭ ‬بمراجعة‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬السياسات،‭ ‬وإعادة‭ ‬تقييمها،‭ ‬فوجد‭ ‬الفريق‭ ‬أنه‭ ‬بالفعل‭ ‬توجد‭ ‬بعض‭ ‬السياسات‭ ‬البالية‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحديث،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السنوات‭ ‬السريعة‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالتقنية‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أن‭ ‬نعامل‭ ‬الأفراد‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬العشرين‭.‬

رابعًا‭: ‬تأسيس‭ ‬عمليات‭ ‬التوظيف‭ ‬والاستقبال،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬موجودة‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬إعادة‭ ‬قراءتها؛‭ ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬التوظيف‭ ‬مهمة‭ ‬أصيلة‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬الحديثة‭ ‬فإن‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الكفاءات‭ ‬ودمجهم‭ ‬بسلاسة‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬يعد‭ ‬في‭ ‬حد‭ ‬ذاته‭ ‬عملاً‭ ‬مهماً‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬نكرانه،‭ ‬فالمؤسسات‭ ‬التي‭ ‬تجد‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المناسب‭ ‬تطوير‭ ‬أعمالها‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬رغبات‭ ‬العميل،‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الكفاءات‭ ‬وتجذبهم‭ ‬بأفضل‭ ‬العروض‭.‬

لذلك‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بمراجعة‭ ‬كل‭ ‬الأوصاف‭ ‬الوظيفية‭ ‬بصورة‭ ‬دقيقة،‭ ‬وتقييمها‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬استراتيجية‭ ‬المؤسسة،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬إعادة‭ ‬كتابتها،‭ ‬وكذلك‭ ‬وضع‭ ‬الفريق‭ ‬دليلاً‭ ‬لطرق‭ ‬مقابلات‭ ‬العمل‭ ‬والتوظيف‭ ‬والاختبارات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬إجراؤها‭ ‬وطرق‭ ‬الاستقبال،‭ ‬وكيفية‭ ‬شرح‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة‭ ‬واستراتيجيتها،‭ ‬وأساليب‭ ‬الترقية‭ ‬والحوافز‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

خامسًا‭: ‬دراسة‭ ‬نظام‭ ‬التعويضات‭ ‬والمزايا‭ ‬والمكافآت‭ ‬والبدلات‭ ‬المختلفة؛‭ ‬تم‭ ‬تكليف‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بعمل‭ ‬دراسة‭ ‬مسحية‭ ‬للسوق‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬بهدف‭ ‬دراسة‭ ‬أنظمة‭ ‬المكافآت‭ ‬والتعويضات‭ ‬والبدلات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات،‭ ‬فوجدنا‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬يستحق‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬الموجود‭ ‬حاليًا،‭ ‬وبالفعل‭ ‬قام‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬الإدارة‭ ‬بعمل‭ ‬مجهود‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬التعديل‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الميزانية‭ ‬المتاحة،‭ ‬والسبب‭ ‬أن‭ ‬الذي‭ ‬يحدد‭ ‬السير‭ ‬قدمًا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الطريق‭ ‬هي‭ ‬الميزانية‭ ‬المتاحة،‭ ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬تجاوزها‭ ‬وتجاهلها،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬النتيجة‭ ‬مقبولة‭.‬

سادسًا‭: ‬مراجعة‭ ‬التقنيات‭ ‬المتوفرة‭ ‬وتحديد‭ ‬وتقييم‭ ‬الاحتياجات؛‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬قمنا‭ ‬بالاجتماع‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬تقنيات‭ ‬المعلومات،‭ ‬وذلك‭ ‬بهدف‭ ‬دراسة‭ ‬وتقييم‭ ‬وتحديث‭ ‬الأدوات‭ ‬والأجهزة‭ ‬مثل‭ ‬الحواسيب‭ ‬وشبكة‭ ‬الإنترنت‭ ‬الداخلية‭ ‬وكيفية‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬بصورة‭ ‬عامة‭.‬

قام‭ ‬الفريق‭ ‬بعمل‭ ‬دراسة‭ ‬مسحية‭ ‬وجرد‭ ‬لكل‭ ‬الأجهزة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬المكاتب‭ ‬أو‭ ‬بين‭ ‬يدّي‭ ‬العاملين‭ ‬التي‭ ‬يستخدمونها‭ ‬في‭ ‬عملهم‭ ‬خارج‭ ‬المكاتب،‭ ‬وبعد‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬رفعوا‭ ‬تقريرًا‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬والمستقبلي‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬التحديث‭ ‬المطلوب‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬وجيزة‭. ‬وكذلك‭ ‬رفعوا‭ ‬قائمة‭ ‬بكل‭ ‬المواد‭ ‬المطلوبة‭ ‬وكيفية‭ ‬تحديثها‭ ‬بأقل‭ ‬تكلفة‭ ‬ممكنة‭. ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬العليا‭ ‬لدراستها‭ ‬ووضع‭ ‬الميزانية‭ ‬المناسبة‭ ‬لذلك‭. ‬

سابعًا‭: ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬الامتثال‭ ‬للقوانين‭ ‬العامة؛‭ ‬بمساعدة‭ ‬المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬للمؤسسة‭ ‬قمنا‭ ‬بدراسة‭ ‬كل‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مخالفات‭ ‬قانونية،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬أو‭ ‬المكافآت‭ ‬والتأمينات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وأنظمة‭ ‬التقاعد،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭ ‬واضحة‭ ‬وشفافة‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬إليها‭ ‬الموظف‭ ‬كلما‭ ‬رغب،‭ ‬فهي‭ ‬ليست‭ ‬أنظمة‭ ‬سرية‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتداول‭.  ‬

فقام‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بالتعامل‭ ‬مع‭ ‬المستشار‭ ‬القانوني‭ ‬بمراجعة‭ ‬قوانين‭ ‬العمل‭ ‬المحلية،‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬الضرائب،‭ ‬والرسوم،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك،‭ ‬ووضع‭ ‬دليل‭ ‬واضح‭ ‬للعاملين‭ ‬في‭ ‬المؤسسة‭ ‬وذلك‭ ‬لمن‭ ‬رغب‭.‬

ثامنًا‭: ‬إعداد‭ ‬دليل‭ ‬الموظف؛‭ ‬عندما‭ ‬طرحنا‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬كان‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحتويه‭ ‬الدليل؟‭ ‬وبعد‭ ‬طول‭ ‬حوار‭ ‬ونقاش‭ ‬وجدنا‭ ‬أن‭ ‬الدليل‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬يحوي‭ ‬سياسات‭ ‬المؤسسة‭ ‬واستراتيجيتها‭ ‬وآفاقها‭ ‬المستقبلية‭ ‬المستدامة،‭ ‬الإجراءات،‭ ‬ثقافة‭ ‬المؤسسة،‭ ‬حقوق‭ ‬وواجبات‭ ‬الموظفين،‭ ‬والهياكل‭ ‬التنظيمية‭ ‬وأنظمة‭ ‬الجودة‭ ‬والتقييم‭ ‬وطرق‭ ‬الرقابة‭ ‬والمراجعة‭ ‬والتقييم‭ ‬السنوي‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬يحتاجها‭ ‬كل‭ ‬الموظفين‭ ‬الجدد‭ ‬والقدامى‭.‬

تاسعًا‭: ‬وضع‭ ‬خطط‭ ‬التعلم‭ ‬والتدريب‭ ‬والتطوير؛‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعزيز‭ ‬الكفاءة‭ ‬ودعم‭ ‬أهداف‭ ‬العمل‭ ‬المستدام‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬فإن‭ ‬التعلم‭ ‬الذاتي‭ ‬والتدريب‭ ‬يعدان‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلاً‭ ‬من‭ ‬مهام‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية،‭ ‬ولكن‭ ‬للأسف‭ ‬فإن‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬تهمل‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الإداري‭ ‬التدريبي،‭ ‬ربما‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬الموارد‭ ‬المالية‭ ‬والميزانيات‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬لعدم‭ ‬اهتمام‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬يعرفون‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬لذلك‭ ‬وجهنا‭ ‬اهتمامنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬لمعرفة‭ ‬برنامج‭ ‬التعلم‭ ‬الذاتي‭ ‬والتدريب‭ ‬لدى‭ ‬المؤسسة‭.‬

قمنا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى‭ ‬بدراسة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬التدريبية‭ ‬لجميع‭ ‬الموظفين‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬منصب‭ ‬إلى‭ ‬أقل‭ ‬منصب،‭ ‬ليس‭ ‬ذلك‭ ‬فحسب‭ ‬وعملنا‭ ‬تقييم‭ ‬مهارات‭ ‬ومعلومات‭ ‬لجميع‭ ‬الموظفين،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬المؤسسة‭ ‬ونطاق‭ ‬عملها‭ ‬واستراتيجيتها‭.  ‬

قمنا‭ ‬بتصنيف‭ ‬الموظفين‭ ‬حسب‭ ‬ميولهم‭ ‬واهتماماتهم‭ ‬وقدراتهم،‭ ‬ثم‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬المعاهد‭ ‬التدريبية‭ ‬لوضع‭ ‬برامج‭ ‬تدريبية‭ ‬لكل‭ ‬تلك‭ ‬الفئات‭ ‬والتصنيفات‭.‬

عاشرًا‭: ‬وضع‭ ‬استراتيجية‭ ‬خاصة‭ ‬بإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية؛‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬للمؤسسة‭ ‬استراتيجية‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬فهذا‭ ‬أمر‭ ‬حتمي،‭ ‬لا‭ ‬مجال‭ ‬لمناقشته،‭ ‬ولكن‭ ‬وجدنا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لإدارة‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬خطة‭ ‬خاصة‭ ‬بها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬ربط‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬باستراتيجية‭ ‬المؤسسة‭ ‬نفسها‭.‬

تشمل‭ ‬الخطة‭ ‬كل‭ ‬النقاط‭ ‬السابقة‭ ‬التي‭ ‬تحدثنا‭ ‬عنها،‭ ‬كالتدريب‭ ‬وتقييم‭ ‬الأداء،‭ ‬والتعويضات‭ ‬وثقافة‭ ‬المؤسسة‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

حادي‭ ‬عشر‭: ‬وضع‭ ‬برنامج‭ ‬وخطة‭ ‬للتقييم‭ ‬والمتابعة؛‭ ‬نؤمن‭ ‬بالمبدأ‭ ‬الذي‭ ‬يقول‭: ‬‮«‬من‭ ‬لا‭ ‬يعمل‭ ‬بالمنهجية‭ ‬فإنه‭ ‬حتمًا‭ ‬يعمل‭ ‬بهمجية‭ ‬أو‭ ‬عشوائية‮»‬،‭ ‬ونحن‭ ‬هناك‭ ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نترك‭ ‬عملنا‭ ‬بكل‭ ‬هذه‭ ‬المحطات‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬متابعة‭ ‬ومراجعة‭ ‬وتقييم،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأساس‭ ‬وضعنا‭ ‬منظومة‭ ‬للتقييم‭ ‬والمتابعة،‭ ‬وكلفنا‭ ‬بها‭ ‬المسؤول‭ ‬الإداري‭ ‬القائد‭ ‬وفريق‭ ‬عمل‭ ‬خاص،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يقوم‭ ‬هذا‭ ‬الفريق‭ ‬بكتابة‭ ‬تقرير‭ ‬نصف‭ ‬سنوي‭ ‬لتوضيح‭ ‬الإنجازات‭ ‬والإخفاقات‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

وبعد‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية،‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تصلني‭ ‬تقارير‭ ‬التقييم‭ ‬النصف‭ ‬سنوية،‭ ‬بهدف‭ ‬المتابعة‭ ‬والتقييم‭ ‬والمراجعة،‭ ‬وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬المؤسسة‭ ‬تتطور‭ ‬بصورة‭ ‬مذهلة،‭ ‬ومرة‭ ‬أخرى‭ ‬نقول،‭ ‬إن‭ ‬الموارد‭ ‬البشرية‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬إجراءات‭ ‬إدارية،‭ ‬بل‭ ‬استثمار‭ ‬استراتيجي‭ ‬في‭ ‬نجاح‭ ‬المؤسسة‭ ‬واستدامتها‭.‬

 

Zkhunji@hotmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا