لم يكن فوز مملكة البحرين بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة مستغربا، ولم تكن هذه المرة الأولى التي تفوز فيها مملكة البحرين بعضوية غير دائمة بمجلس الأمن، فقد سبق وأن فازت بعضوية مجلس الأمن خلال الفترة من يناير 1998 حتى ديسمبر 1999، ولذلك فإن هذا الفوز الجديد لمملكة البحرين هو تأكيد إضافي لاحترام المجتمع الدولي لسياسة البحرين الخارجية ونهجها القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. فهذا الفوز البحريني الجديد لعضوية أعلى هيئة تنفيذية بمنظمة الأمم المتحدة عن مجموعة دول آسيا وبلدان المحيط الهادئ بمثابة تقدير من قبل أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة لدور البحرين الفاعل على المستوى الدولي توج بحصول بلادنا على 186 صوتا من أصل 187 شاركوا في التصويت وبنسبة تجاوزت 99.5% -في حين كان يتعين على كل مرشح الحصول على ثلثي أصوات الأعضاء الحاضرين حتى ينتخب أي 125 صوتا- خلال الجلسة السرية التي عقدت لانتخاب خمسة أعضاء جدد للمقاعد غير الدائمة بمجلس الأمن خلفا للأعضاء التي انتهت فترة عضويتهم بمجلس الأمن.
انتخاب البحرين يجسد مكانتها المرموقة على المستويين الإقليمي والدولي وجهودها في دعم الأمن والسلم الدوليين ومشاركتها الفعالة في حل الخلافات الإقليمية والدولية ودورها في محاربة الإرهاب ومساهمتها في البرامج الإنسانية والتنموية على المستوى العالمي، ويعد نجاحا للدبلوماسية الخارجية البحرينية التي تتبناها في ظل الرؤية الثاقبة والنهج الحكيم لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم، أيده الله، بدعم ومساندة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، لدعم السلام والتسامح والحوار وترسيخ مفاهيم وقيم التعايش السلمي والتعاون ونبذ الخلافات.
ولا شك أن النهج البحريني المستند على الانفتاح على العالم جعل الدبلوماسية البحرينية دبلوماسية متوازنة يقودها الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية وتستند على قيم السلم والتعاون والحوار وتعكس التزام مملكة البحرين بمبادئ الأمم المتحدة وميثاقها واحترامها للقانون الدولي وقيامها بمسؤولياتها تجاه المجتمع الدولي وتكريس حقوق الإنسان.
إن فوز البحرين بعضوية مجلس الأمن الدولي يؤكد الدور المؤثر الذي تضطلع به لتمثيل الدول العربية، خصوصا دول الخليج على الساحة الدولية خلال السنوات الماضية وجهودها الكبيرة في حل الخلافات والصراعات بين الدول من خلال احتضانها للمفاوضات والحوارات التي جمعت أطراف الخلاف وانتهت بنتائج إيجابية، ولذلك فإن البحرين خلال عضويتها في مجلس الأمن وعلاقاتها مع بقية أعضاء مجلس الأمن الدولي سوف تواصل الجهود العربية والخليجية في المحافظة على الأمن والسلم الدوليين وسيكون صوت البحرين صوتا عربيا حاضرا لدعم قضايانا العربية ومصالحنا في هذه الهيئة الدولية الرفيعة، وخصوصا قضية العرب الأولى القضية الفلسطينية من خلال السعي لتنفيذ القرارات الأممية المتعلقة بحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني ووضع حد للأعمال الوحشية التي تقوم بها القوات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة، وسوف تمثل البحرين المجموعة العربية خير تمثيل.
إن انتخاب البحرين جاء في مرحلة حساسة بالغة الدقة يمر بها العالم اليوم في ظل الصراعات والخلافات والنزاعات التي تشهدها العديد من مناطق العالم وتهدد الأمن والاستقرار العالميين وتشكل تحديا سياسيا واقتصاديا وإنسانيا، مما يتطلب العمل الجماعي الجاد وتضافر الجهود لإيجاد حل لكل هذه الأزمات والتحديات التي يواجهها العالم.
فألف مبروك لمملكة البحرين ملكا وحكومة وشعبا هذا الفوز وهذا الإنجاز الذي تحقق بفضل السياسة الخارجية التي تنتهجها البحرين كما أسلفنا في علاقاتها الخارجية ودورها المؤثر والفاعل في دعم الجهود الدولية للمحافظة على الأمن والاستقرار في العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك