العدد : ١٧٢٤٧ - الخميس ١٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٧ - الخميس ١٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

فوز البحرين بعضوية مجلس الأمن.. المعاني والدلالات

بقلم: د. نبيل العسومي

الأربعاء ١١ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

لم‭ ‬يكن‭ ‬فوز‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعضوية‭ ‬غير‭ ‬دائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬مستغربا،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تفوز‭ ‬فيها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بعضوية‭ ‬غير‭ ‬دائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬فقد‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬فازت‭ ‬بعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬1998‭ ‬حتى‭ ‬ديسمبر‭ ‬1999،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬الجديد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬هو‭ ‬تأكيد‭ ‬إضافي‭ ‬لاحترام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لسياسة‭ ‬البحرين‭ ‬الخارجية‭ ‬ونهجها‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬وعدم‭ ‬التدخل‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الداخلية‭. ‬فهذا‭ ‬الفوز‭ ‬البحريني‭ ‬الجديد‭ ‬لعضوية‭ ‬أعلى‭ ‬هيئة‭ ‬تنفيذية‭ ‬بمنظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عن‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬وبلدان‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬بمثابة‭ ‬تقدير‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أعضاء‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لدور‭ ‬البحرين‭ ‬الفاعل‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬توج‭ ‬بحصول‭ ‬بلادنا‭ ‬على‭ ‬186‭ ‬صوتا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬187‭ ‬شاركوا‭ ‬في‭ ‬التصويت‭ ‬وبنسبة‭ ‬تجاوزت‭ ‬99‭.‬5%‭ -‬في‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مرشح‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬ثلثي‭ ‬أصوات‭ ‬الأعضاء‭ ‬الحاضرين‭ ‬حتى‭ ‬ينتخب‭ ‬أي‭ ‬125‭ ‬صوتا‭- ‬خلال‭ ‬الجلسة‭ ‬السرية‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬لانتخاب‭ ‬خمسة‭ ‬أعضاء‭ ‬جدد‭ ‬للمقاعد‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭ ‬خلفا‭ ‬للأعضاء‭ ‬التي‭ ‬انتهت‭ ‬فترة‭ ‬عضويتهم‭ ‬بمجلس‭ ‬الأمن‭.‬

انتخاب‭ ‬البحرين‭ ‬يجسد‭ ‬مكانتها‭ ‬المرموقة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والدولي‭ ‬وجهودها‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬ومشاركتها‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬ومساهمتها‭ ‬في‭ ‬البرامج‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتنموية‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي،‭ ‬ويعد‭ ‬نجاحا‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الخارجية‭ ‬البحرينية‭ ‬التي‭ ‬تتبناها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الرؤية‭ ‬الثاقبة‭ ‬والنهج‭ ‬الحكيم‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم،‭ ‬أيده‭ ‬الله،‭ ‬بدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬لدعم‭ ‬السلام‭ ‬والتسامح‭ ‬والحوار‭ ‬وترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬والتعاون‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلافات‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬البحريني‭ ‬المستند‭ ‬على‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬جعل‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬دبلوماسية‭ ‬متوازنة‭ ‬يقودها‭ ‬الدكتور‭ ‬عبداللطيف‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬الزياني‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬وتستند‭ ‬على‭ ‬قيم‭ ‬السلم‭ ‬والتعاون‭ ‬والحوار‭ ‬وتعكس‭ ‬التزام‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمبادئ‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وميثاقها‭ ‬واحترامها‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وقيامها‭ ‬بمسؤولياتها‭ ‬تجاه‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وتكريس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.‬

إن‭ ‬فوز‭ ‬البحرين‭ ‬بعضوية‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬يؤكد‭ ‬الدور‭ ‬المؤثر‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬لتمثيل‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬خصوصا‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬وجهودها‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬حل‭ ‬الخلافات‭ ‬والصراعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬احتضانها‭ ‬للمفاوضات‭ ‬والحوارات‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬أطراف‭ ‬الخلاف‭ ‬وانتهت‭ ‬بنتائج‭ ‬إيجابية،‭ ‬ولذلك‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬وعلاقاتها‭ ‬مع‭ ‬بقية‭ ‬أعضاء‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬الدولي‭ ‬سوف‭ ‬تواصل‭ ‬الجهود‭ ‬العربية‭ ‬والخليجية‭ ‬في‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬وسيكون‭ ‬صوت‭ ‬البحرين‭ ‬صوتا‭ ‬عربيا‭ ‬حاضرا‭ ‬لدعم‭ ‬قضايانا‭ ‬العربية‭ ‬ومصالحنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬الدولية‭ ‬الرفيعة،‭ ‬وخصوصا‭ ‬قضية‭ ‬العرب‭ ‬الأولى‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السعي‭ ‬لتنفيذ‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحل‭ ‬النزاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الفلسطيني‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬للأعمال‭ ‬الوحشية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بها‭ ‬القوات‭ ‬الصهيونية‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الأعزل‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬وسوف‭ ‬تمثل‭ ‬البحرين‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬خير‭ ‬تمثيل‭.‬

إن‭ ‬انتخاب‭ ‬البحرين‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬حساسة‭ ‬بالغة‭ ‬الدقة‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصراعات‭ ‬والخلافات‭ ‬والنزاعات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬وتهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬العالميين‭ ‬وتشكل‭ ‬تحديا‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وإنسانيا،‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬الجاد‭ ‬وتضافر‭ ‬الجهود‭ ‬لإيجاد‭ ‬حل‭ ‬لكل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمات‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬العالم‭.‬

فألف‭ ‬مبروك‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ملكا‭ ‬وحكومة‭ ‬وشعبا‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬وهذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬بفضل‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬تنتهجها‭ ‬البحرين‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الخارجية‭ ‬ودورها‭ ‬المؤثر‭ ‬والفاعل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬الجهود‭ ‬الدولية‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا