العدد : ١٧٢٤٦ - الأربعاء ١١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٦ - الأربعاء ١١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مخاطر الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات الغذائية في غزة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ١٠ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

‭=‬بعد‭ ‬تسعة‭ ‬عشر‭ ‬شهرًا‭ ‬على‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬على‭ ‬غزة؛‭ ‬كشف‭ ‬‮«‬الصليب‭ ‬الأحمر‭ ‬البريطاني‮»‬‭ -‬في‭ ‬أحدث‭ ‬تقاريره‭- ‬عن‭ ‬أبعاد‭ ‬الكارثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المتفاقمة‭ ‬في‭ ‬القطاع،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬مدني‭ ‬فلسطيني،‭ ‬يواجهون‭ ‬‮«‬خطر‭ ‬المجاعة‮»‬،‭ ‬فيما‭ ‬يتهدد‭ ‬‮«‬الموت‭ ‬جوعًا‮»‬،‭ ‬نحو‭ ‬نصف‭ ‬مليون‭ ‬منهم‭ ‬بشكل‭ ‬وشيك‭. ‬ومع‭ ‬تهجير‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬قسرًا‭ ‬من‭ ‬منازلهم،‭ ‬وتعرض‭ ‬جميع‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬المرافق‭ ‬الصحية،‭ ‬للتدمير‭ ‬أو‭ ‬الضرر‭ ‬البالغ؛‭ ‬أسهم‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المشدد‭ ‬منذ‭ ‬2‭ ‬مارس‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬تعميق‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الإنساني‭ ‬الكارثي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬موافقة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬دخول‭ ‬كمية‭ ‬‮«‬محدودة‮»‬‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬غزة،‭ ‬بعد‭ ‬الضغوط‭ ‬الدولية‭ ‬المتزايدة،‭ ‬بالتوازي‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الهجمات‭ ‬الجوية‭ ‬والبرية‭ ‬العشوائية‭ ‬التي‭ ‬يشنها‭ ‬جيشها؛‭ ‬بهدف‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬القطاع؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬دخلت‭ ‬عبر‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ووكالاتها‭ ‬لا‭ ‬يرقى‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الهائلة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬للغذاء؛‭ ‬لكن‭ ‬أيضًا‭ ‬للإمدادات‭ ‬الطبية‭ ‬لعلاج‭ ‬الإصابات‭ ‬والأمراض‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭. ‬

ومع‭ ‬مواصلة‭ ‬إسرائيل‭ -‬بدعم‭ ‬من‭ ‬واشنطن‭- ‬تعطيل‭ ‬جهود‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬العاجلة‭ ‬لملايين‭ ‬الفلسطينيين؛‭ ‬طُرحت‭ ‬خطة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬تقضي‭ ‬بإيصال‭ ‬الغذاء‭ ‬إلى‭ ‬السكان‭ ‬عبر‭ ‬متعاقدين‭ ‬أمنيين‭ ‬مسلحين‭ ‬يعملون‭ ‬داخل‭ ‬مجمعات‭ ‬تخضع‭ ‬لحراسة‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬والتي‭ ‬قوبلت‭ ‬بإدانة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإنساني‭ ‬والخبراء‭. ‬وحذّرت‭ ‬‮«‬زيزيت‭ ‬دركزلي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬‮«‬تفكيك‭ ‬نظام‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الدولي‭ ‬القائم‭ ‬فعليًّا‮»‬‭. ‬كما‭ ‬نبّه‭ ‬‮«‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬لا‭ ‬تفتقر‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الجدوى‭ ‬العملية،‭ ‬وتتعارض‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬بل‭ ‬تُشكل‭ ‬أيضًا‭ ‬‮«‬مخاطر‭ ‬أمنية‭ ‬جسيمة‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬تحقق‭ ‬هذا‭ ‬التحذير‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬مايو،‭ ‬كما‭ ‬كشفت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬أفادت‭ ‬بأن‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬خطة‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬اتسم‭ ‬بـ«الفوضى‭ ‬والارتباك‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬التوزيع‭ ‬الأولي‭ ‬للمساعدات‭ ‬على‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬رفح،‭ ‬تدفقت‭ ‬حشود‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬التوزيع؛‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الانفلات،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬استشهاد‭ ‬مدني‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وإصابة‭ ‬48‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬هجمات‭ ‬نفذها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬أمجد‭ ‬الشوا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬شبكة‭ ‬المنظمات‭ ‬غير‭ ‬الأهلية‭ ‬الفلسطينية‮»‬،‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬فشل‭ ‬كبير‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬وكالات‭ ‬الإغاثة‮»‬،‭ ‬و‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬قد‭ ‬حذّرت‭ ‬منه‭ ‬مسبقًا،‭ ‬معتبرًا‭ ‬ما‭ ‬جرى‭ ‬‮«‬دليلاً‭ ‬ملموسًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬الآلية‭ ‬وخطورتها‭.‬

ومنذ‭ ‬إعلان‭ ‬هذه‭ ‬الخطة،‭ ‬قوبلت‭ ‬بإدانات‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬التي‭ ‬وصفتها‭ ‬بـ«المهزلة‮»‬،‭ ‬معتبرةً‭ ‬أنها‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إضفاء‭ ‬شرعية‭ ‬على‭ ‬تدخل‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬محدودة‭. ‬ورغم‭ ‬ادعاء‭ ‬المؤسسة‭ -‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬جنيف‭- ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬300‭ ‬مليون‭ ‬وجبة‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬90‭ ‬يومًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و‮«‬وكالات‭ ‬الإغاثة‮»‬،‭ ‬شككت‭ ‬بشدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الرقم،‭ ‬مشيرةً‭ ‬إلى‭ ‬افتقارها‭ ‬لأي‭ ‬سجل‭ ‬سابق‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬العمليات‭ ‬اللوجستية‭ ‬المعقدة‭ ‬اللازمة‭ ‬لإطعام‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬الجوع‭ ‬الحاد،‭ ‬وسوء‭ ‬التغذية‭ ‬والمجاعة‭.‬

ومع‭ ‬ادعاء‭ ‬الخطة‭ ‬أن‭ ‬هدفها‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬إلى‭ ‬مليون‭ ‬فلسطيني‭ (‬أقل‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬إجمالي‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬المحتاجين‭ ‬للمساعدة‭)‬،‭ ‬قيّمت‭ ‬‮«‬بشرى‭ ‬الخالدي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬أوكسفام‭ ‬الخيرية‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬الظروف،‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬شركة‭ ‬لوجستية‭ ‬يمكنها‭ ‬إطعام‭ ‬2‭.‬1‭ ‬مليون‭ ‬شخص‭ ‬بين‭ ‬عشية‭ ‬وضحاها‮»‬،‭ ‬مضيفةً‭ ‬أن‭ ‬‮«‬العمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬المواد‭ ‬الغذائية‭ ‬لإطعام‭ ‬الجوعى؛‭ ‬بل‭ ‬يشمل‭ ‬ضمان‭ ‬حصول‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬البقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة‮»‬‭.‬

من‭ ‬جانبها،‭ ‬رفضت‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ووكالات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الرئيسية،‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الخطة،‭ ‬معترفةً‭ ‬بأنها‭ ‬وسيلة‭ ‬لحكومة‭ ‬نتنياهو‭ ‬لتُسيطر‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬للفلسطينيين‭. ‬وكما‭ ‬أوضحت‭ ‬‮«‬شاينا‭ ‬لو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬النرويجي‭ ‬للاجئين‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬منظمتها‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬‮«‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬ينتهك‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ويخاطر‭ ‬بتوريطنا‭ ‬في‭ ‬انتهاكات‭ ‬خطيرة‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‮»‬‭. ‬

ونظرا‭ ‬لهذا‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬التخطيط‭ ‬والإعداد،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬من‭ ‬المفاجئ،‭ ‬كما‭ ‬ذكرت‭ ‬‮«‬إيما‭ ‬هاريسون‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬فقدت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬توزيع‭ ‬مساعداتها‭ ‬خلال‭ ‬يومها‭ ‬الثاني‭ ‬فقط،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الجموع‭ ‬الهائلة‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬ينشدون‭ ‬المساعدة،‭ ‬ومع‭ ‬عدم‭ ‬كفاية‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بقواتها‭ ‬الأمنية؛‭ ‬اضُطر‭ ‬موظفوها‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬دورهم‮»‬‭.‬

وردًا‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وصف‭ ‬‮«‬فيليب‭ ‬لازاريني‮»‬،‭ ‬المفوض‭ ‬العام‭ ‬لوكالة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لإغاثة‭ ‬وتشغيل‭ ‬اللاجئين‭ ‬الفلسطينيين‭ (‬الأونروا‭)‬،‭ ‬هذه‭ ‬الأحداث‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مهينة‮»‬،‭ ‬و‮«‬غير‭ ‬آمنة‮»‬،‭ ‬لمئات‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬ستيفان‭ ‬دوجاريك‮»‬،‭ ‬المتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬مفجعة‮»‬،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬وأن‭ ‬لدى‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وشركائها‭ ‬بالفعل‭ ‬‮«‬خطة‭ ‬مفصلة‭ ‬وسليمة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬العملية‮»‬،‭ ‬لتقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التي‭ ‬عرقلتها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتجاهلتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬لازاريني‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬مخطط‭ ‬‮«‬مؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية‮»‬،‭ ‬برمته‭ ‬هو‭ ‬‮«‬إهدار‭ ‬للموارد،‭ ‬وصرف‭ ‬للانتباه‭ ‬عن‭ ‬الفظائع‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬اقترافها‭ ‬بشكل‭ ‬يومي،‭ ‬مجددا‭ ‬تأكيده‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأونروا‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬وكالات‭ ‬الإغاثة‭ ‬الأخرى،‭ ‬مستعدة‭ ‬‮«‬لتوزيع‭ ‬مساعدات‭ ‬ذات‭ ‬جودة‭ ‬عالية؛‭ ‬حالما‭ ‬يُسمح‭ ‬لها‭ ‬بذلك‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬انتشار‭ ‬التقارير‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية‭ ‬حول‭ ‬إطلاق‭ ‬إسرائيل‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬أثناء‭ ‬محاولتهم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المساعدات؛‭ ‬نفت‭ ‬قوات‭ ‬الاحتلال‭ ‬ذلك،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬جنودها‭ ‬أطلقوا‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬طلقات‭ ‬تحذيرية»؛‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬فرض‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الوضع‮»‬‭. ‬غير‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أجيث‭ ‬سونغاي‮»‬،‭ ‬رئيس‭ ‬مكتب‭ ‬المفوض‭ ‬السامي‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة؛‭ ‬وثّق‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬الموقع‭ ‬‮«‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬طلقات‭ ‬نارية‮»‬‭. ‬كما‭ ‬أظهرت‭ ‬الأدلة‭ ‬المصورة‭ ‬التي‭ ‬تحققت‭ ‬منها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬واشنطن‭ ‬بوست‮»‬،‭ ‬بالفعل‭ ‬مدنيين‭ ‬يفرّون‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬الطلقات‭ ‬والانفجارات‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الفشل‭ ‬الذريع‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬آلية‭ ‬آمنة‭ ‬وفعالة‭ ‬لتوزيع‭ ‬المساعدات،‭ ‬تثير‭ ‬القيمة‭ ‬الغذائية‭ ‬للطعام‭ ‬الموزع‭ ‬شكوكًا‭ ‬واسعة‭ ‬حول‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تلبية‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬احتياجات‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬ومع‭ ‬ترويج‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية‭ ‬العالمي‮»‬،‭ ‬لافتتاح‭ ‬أول‭ ‬مركز‭ ‬توزيع‭ ‬له‭ -‬حيث‭ ‬قُدِّم‭ ‬8000‭ ‬صندوق‭ ‬غذائي‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬يكفي‭ ‬كلٌّ‭ ‬منها‭ ‬لإطعام‭ ‬5‭.‬5‭ ‬أشخاص‭ ‬مدة‭ ‬3‭.‬5‭ ‬أيام‭- ‬فإن‭ ‬‮«‬هاريسون‮»‬،‭ ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الكمية‭ ‬لا‭ ‬تغطي‭ ‬سوى‭ ‬نحو‭ ‬2%‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭. ‬والأسوأ‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬محتوى‭ ‬الوجبة‭ ‬اليومية‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬1750‭ ‬سعرة‭ ‬حرارية،‭ ‬وهو‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬البالغ‭ ‬2100‭ ‬سعرة‭ ‬حرارية‭ ‬يوميًا‭ ‬الذي‭ ‬توصي‭ ‬به‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬و«برنامج‭ ‬الأغذية‭ ‬العالمي‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬غياب‭ ‬مواقع‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غزة،‭ ‬يُضطر‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬النازحين‭ ‬إلى‭ ‬التنقل‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بحثًا‭ ‬عن‭ ‬المساعدة‭. ‬وأدان‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬كريكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للطفولة‮»‬،‭) ‬اليونيسف‭) ‬هذا‭ ‬التوجه،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬المخطط‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعاناة‭ ‬المستمرة‭ ‬للأطفال‭ ‬والأسر‮»‬،‭ ‬ويضع‭ ‬‮«‬الأشخاص‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفًا‭ -‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬وذوو‭ ‬الإعاقة‭ ‬والمرضى‭ ‬والجرحى‭ ‬والأيتام‮»‬‭ -‬أمام‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭. ‬وأقرّ‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬البريطاني‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬لامي‮»‬،‭ ‬بهذه‭ ‬الإشكاليات،‭ ‬معترفًا‭ ‬بأن‭ ‬المخطط‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬دفع‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬للنزوح‭ ‬جنوبًا،‭ ‬ومنحهم‭ ‬‮«‬جزءًا‭ ‬ضئيلًا‮»‬،‭ ‬من‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬يحتاجونها‮»‬‭.‬

وتزداد‭ ‬حدة‭ ‬هذه‭ ‬العيوب‭ ‬اللوجستية‭ ‬والتنظيمية‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬روابط‭ ‬واضحة‭ ‬بين‭ ‬نيات‭ ‬الحكومة‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وفرضها‭ ‬قيودًا‭ ‬صارمة‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬باتريك‭ ‬كينغسلي‮»‬،‭ ‬و«رونين‭ ‬بيرغمان‮»‬،‭ ‬و«ناتان‭ ‬أودنهايمر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬‮«‬صيغت‭ ‬وطُوِّرت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الإسرائيليين‮»‬،‭ ‬منذ‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأولى‭ ‬للحرب‭ ‬على‭ ‬غزة؛‭ ‬بهدف‭ ‬‮«‬التحايل‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ووضع‭ ‬عملية‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬‮«‬تحت‭ ‬سيطرتها‭ ‬العسكرية‭ ‬بالكامل‮»‬‭.‬

وتزداد‭ ‬هذه‭ ‬المخاوف‭ ‬مع‭ ‬افتقار‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنساني‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬للشفافية،‭ ‬بشأن‭ ‬مصادر‭ ‬تمويله‭ ‬وداعميه‭ ‬السياسيين،‭ ‬حيث‭ ‬امتنعت‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«إسرائيل‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬الإفصاح‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬تورطهما‭ ‬في‭ ‬المشروع،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬لم‭ ‬يُعلَن‭ ‬سوى‭ ‬مساهمة‭ ‬مالية‭ ‬واحدة‭ ‬تتجاوز‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬قدّمها‭ ‬طرف‭ ‬لم‭ ‬يُكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬كتبت‭ ‬‮«‬دركزلي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إسناد‭ ‬مهمة‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬متعاقدين‭ ‬عسكريين‭ ‬خاصين،‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬قوات‭ ‬مسلحة‭ ‬متهمة‭ ‬بارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬يُعدّ‭ ‬‮«‬سابقة‭ ‬خطيرة‮»‬،‭ ‬تهدد‭ ‬مستقبل‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني،‭ ‬حيث‭ ‬‮«‬تطمس‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬الإغاثة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬والقوة‭ ‬العسكرية‮»‬،‭ ‬مما‭ ‬‮«‬يعرِّض‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الإنساني‭ ‬للخطر‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‮»‬‭.‬

وقد‭ ‬أدرك‭ ‬‮«‬جيك‭ ‬وود‮»‬،‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لمؤسسة‭ ‬غزة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬السابقة؛‭ ‬فاستقال‭ ‬عشية‭ ‬إطلاق‭ ‬عمليات‭ ‬المؤسسة،‭ ‬مُقرًا‭ ‬بعدم‭ ‬إمكانية‭ ‬إيصال‭ ‬مساعدات‭ ‬كافية‭ ‬إلى‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬المدنيين‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬دون‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬‮«‬الإنسانية،‭ ‬والحياد،‭ ‬والنزاهة،‭ ‬والاستقلال‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬مبادئ،‭ ‬أعلن‭ ‬رفضه‭ ‬التنازل‭ ‬عنها‭. ‬وبعد‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬استقالته،‭ ‬تبعه‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬كبير‭ ‬مسؤولي‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬المؤسسة،‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬بيرك‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إدراك‭ ‬قادة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭ ‬استحالة‭ ‬إيصال‭ ‬المساعدات،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الخضوع‭ ‬لإملاءات‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يحتل‭ ‬غزة،‭ ‬ويقصفها‭ ‬بشكل‭ ‬عشوائي،‭ ‬تواصل‭ ‬‮«‬الولايات‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬تمسكها‭ ‬بموقفها،‭ ‬كما‭ ‬عبّرت‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬المتحدثة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬‮«‬تامي‭ ‬بروس‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬رفضت‭ ‬التعليق‭ ‬على‭ ‬المأساة‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬مركز‭ ‬توزيع‭ ‬رفح،‭ ‬وتجاهلت‭ ‬مخاوف‭ ‬المنظمات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الشرعية،‭ ‬مصرّة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬القصة‭ ‬الحقيقية‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬المساعدات‭ ‬تصل‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬وجود‭ ‬‮«‬بعض‭ ‬المشاكل‮»‬‭ ‬في‭ ‬إيصالها‭ ‬إلى‭ ‬آلاف‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المحتاجين‭ ‬ليس‭ ‬بالأمر‭ ‬المستغرب‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬استقالة‭ ‬المدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬للصندوق‭ ‬قبل‭ ‬بدء‭ ‬عملياته،‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬اعترافه‭ ‬بعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الالتزام‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية؛‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬دليلاً‭ ‬دامغًا‮»‬،‭ ‬على‭ ‬التناقضات‭ ‬الجوهرية،‭ ‬التي‭ ‬تحيط‭ ‬بهذا‭ ‬المخطط،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬باتت‭ ‬تعترف‭ ‬به‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الغربية،‭ ‬ومنظمات‭ ‬الإغاثة‭ ‬القائمة،‭ ‬والأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بوصفه‭ ‬مجرد‭ ‬واجهة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬تستخدمها‭ ‬لتسليح‭ ‬المساعدات،‭ ‬وفرض‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬توزيعها‭.‬

وفضلا‭ ‬عن‭ ‬أن‭ ‬أوجه‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬المخطط‭ ‬واضحة‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬اللوجستية؛‭ ‬يؤكد‭ ‬‮«‬الخالدي‮»‬،‭ ‬أنه‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬الصندوق‭ ‬يعمل‭ ‬أم‭ ‬لا،‭ ‬فإننا‭ ‬نعلم‭ ‬من‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الخبرة،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬الشائنة‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬عسكرة‭ ‬المساعدات‭ ‬لن‭ ‬تنجح‭. ‬وأشارت‭ ‬‮«‬دركزلي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تكاليف‭ ‬الأمن‭ ‬واللوجستيات‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬الجديد‭ ‬وغير‭ ‬الضروري‭ ‬ستتجاوز‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬توزيعها‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬سبق،‭ ‬يبدو‭ ‬واضحًا‭ ‬أن‭ ‬خطة‭ ‬توزيع‭ ‬المساعدات‭ ‬المدعومة‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬لا‭ ‬ترقى‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬من‭ ‬المعايير‭ ‬الإنسانية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬بل‭ ‬تُعد‭ ‬تكريسًا‭ ‬لمعاناة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬التخفيف‭ ‬منها‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬الآليات‭ ‬الآمنة‭ ‬والعادلة‭ ‬لتوزيع‭ ‬الإغاثة،‭ ‬وافتقار‭ ‬الخطة‭ ‬للشفافية‭ ‬والكفاءة،‭ ‬واستمرار‭ ‬الحصار،‭ ‬وتقييد‭ ‬وصول‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني؛‭ ‬تتعاظم‭ ‬المخاوف‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬مشاهد‭ ‬الفوضى‭ ‬والمأساة،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬رفح‭. ‬

وبذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النموذج،‭ ‬لا‭ ‬يسهم‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬إدامة‭ ‬الأزمة،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تؤكد‭ ‬فيه‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬استعدادها‭ ‬لتوفير‭ ‬الدعم‭ ‬الشامل‭ ‬والفعال‭. ‬وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬المأساة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لا‭ ‬تعود‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬قسوة‭ ‬الحصار،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬القرارات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬الحلول‭ ‬الحقيقية،‭ ‬وتُبقي‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬رهائن‭ ‬للجوع‭ ‬والخوف‭ ‬والمعاناة‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا