العدد : ١٧٢٤٦ - الأربعاء ١١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٦ - الأربعاء ١١ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

خيارات بنيامين نتنياهو في ظل إدارة ترامب

بقلم: د. رمزي بارود {

الاثنين ٠٩ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

بدا‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬وقتٍ‭ ‬ما‭ ‬وكأنه‭ ‬يملك‭ ‬كل‭ ‬الأوراق‭. ‬كانت‭ ‬السلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬أغلبها‭ ‬غير‭ ‬فاعلة،‭ ‬وكانت‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬المحتلة‭ ‬هادئةً‭ ‬نسبيًا،‭ ‬وكان‭ ‬النفوذ‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬يتوسع،‭ ‬وكانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تبدو‭ ‬مستعدةً‭ ‬للي‭ ‬عنق‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬لإرضاء‭ ‬رغبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬الكاملة‭ ‬على‭ ‬فلسطين‭.‬

كما‭ ‬نجح‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬تقديره‭ ‬الخاص،‭ ‬في‭ ‬إخضاع‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬ذلك‭ ‬القطاع‭ ‬المتمرد‭ ‬الذي‭ ‬ناضل‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬جدوى‭ ‬لكسر‭ ‬الحصار‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الخانق‭ ‬والجائر‭.‬

في‭ ‬إسرائيل،‭ ‬احتُفيَ‭ ‬بنتنياهو‭ ‬كأطول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬خدمةً‭ - ‬رجل‭ ‬لم‭ ‬يبشر‭ ‬بطول‭ ‬العمر‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬بتحقيق‭ ‬ازدهارٍ‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لدولة‭ ‬إسرائيل‭. ‬وللاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬الإنجاز،‭ ‬استخدم‭ ‬نتنياهو‭ ‬وسيلةً‭ ‬بصريةً‭: ‬خريطة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬أو‭ ‬كما‭ ‬وصفها‭ ‬بنفسه،‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‮»‬‭.‬

وبحسب‭ ‬نتنياهو،‭ ‬فإن‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬الجديد‭ ‬المتصور‭ ‬هو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬كتلة‭ ‬خضراء‭ ‬موحدة‭ ‬تمثل‭ ‬مستقبلاً‭ ‬مزدهرا‭ ‬من‭ ‬‮«‬البركات‭ ‬العظيمة‮»‬‭ ‬تحت‭ ‬القيادة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تحديدا‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬فلسطين‭ ‬بأكملها‭ ‬كانت‭ ‬غائبة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الخريطة‭ ‬ــ‭ ‬فلسطين‭ ‬التاريخية،‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬إسرائيل‭ ‬الآن،‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭.‬

كانت‭ ‬آخر‭ ‬مرة‭ ‬أبان‭ ‬فيها‭ ‬نتنياهو‭ ‬عن‭ ‬نواياه‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬سبتمبر‭ ‬2023‭. ‬ولم‭ ‬يشهد‭ ‬خطابه،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يُفترض‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬انتصارًا،‭ ‬إلا‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬وكان‭ ‬الحماس‭ ‬غائبًا‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬بين‭ ‬الحاضرين‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أي‭ ‬تأثير‭ ‬يُذكر‭ ‬على‭ ‬نتنياهو،‭ ‬أو‭ ‬ائتلافه‭ ‬من‭ ‬المتطرفين،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الجمهور‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬الأوسع‭.‬

ومن‭ ‬الناحية‭ ‬التاريخية،‭ ‬اعتمدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬عدد‭ ‬قليل‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المختارة‭ ‬التي‭ ‬اعتبرتها،‭ ‬في‭ ‬حساباتها‭ ‬الخاصة،‭ ‬ذات‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭: ‬تحديدا‭ ‬واشنطن‭ ‬وحفنة‭ ‬من‭ ‬العواصم‭ ‬الأوروبية‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬هجوم‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭. ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬استغلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الهجوم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لحشد‭ ‬الدعم‭ ‬الغربي‭ ‬والدولي،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬سياساتها‭ ‬القائمة‭ ‬وتبرير‭ ‬ردها‭ ‬المقصود‭.‬

ولكن‭ ‬هذا‭ ‬التعاطف‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تبدد‭ ‬عندما‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬رد‭ ‬إسرائيل‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬حملة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬وإبادة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬لسكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ومجتمعات‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

ومع‭ ‬ظهور‭ ‬صور‭ ‬ومقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬للمذبحة‭ ‬المروعة‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬تصاعدت‭ ‬المشاعر‭ ‬المعادية‭ ‬لإسرائيل‭. ‬حتى‭ ‬حلفاء‭ ‬إسرائيل‭ ‬واجهوا‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تبرير‭ ‬القتل‭ ‬المتعمد‭ ‬لعشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬المدنيين‭ ‬الأبرياء،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭.‬

فرضت‭ ‬دولٌ‭ ‬مثل‭ ‬بريطانيا‭ ‬حظرًا‭ ‬جزئيًا‭ ‬على‭ ‬توريد‭ ‬الأسلحة‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بينما‭ ‬حاولت‭ ‬فرنسا‭ ‬إيجاد‭ ‬توازن،‭ ‬داعيةً‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬بينما‭ ‬قمعت‭ ‬النشطاء‭ ‬المحليين‭ ‬الذين‭ ‬ينادون‭ ‬به‭. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الخطاب‭ ‬الغربي‭ ‬المؤيد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬متفككًا‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد،‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬حافظت‭ ‬واشنطن،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬على‭ ‬دعمها‭ ‬الثابت،‭ ‬وأيدت‭ ‬ضمناً‭ ‬هدف‭ ‬إسرائيل‭ - ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬وتشريد‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬حتى‭ ‬يخلو‭ ‬لها‭ ‬الأمر‭.‬

لكن‭ ‬مع‭ ‬فشل‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهدافها‭ ‬المزعومة،‭ ‬بدأ‭ ‬موقف‭ ‬بايدن‭ ‬العلني‭ ‬بالتغير‭. ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يُبدِ‭ ‬أي‭ ‬استعداد‭ ‬ملموس‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لفرض‭ ‬ذلك‭.‬

وقد‭ ‬استشهد‭ ‬الكثيرون‭ ‬بدعم‭ ‬الرئيس‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬القوي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬واعتبروه‭ ‬العامل‭ ‬المساهم‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬إلحاق‭ ‬خسائر‭ ‬مدوية‭ ‬بالحزب‭ ‬الديمقراطي‭ ‬في‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2024‭.‬

ثم‭ ‬جاء‭ ‬الرئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬الحالي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬حيث‭ ‬توقع‭ ‬نتنياهو‭ ‬وأنصاره،‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭ ‬وواشنطن،‭ ‬أن‭ ‬تتفق‭ ‬أفعال‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬فلسطين‭ ‬والمنطقة‭ ‬الأوسع‭ - ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وغيرهما‭ - ‬مع‭ ‬خطة‭ ‬استراتيجية‭ ‬أوسع‭.‬

اعتقدوا‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬ستكون‭ ‬مستعدة‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬التصعيد،‭ ‬وتصوروا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬سيشمل‭ ‬عملاً‭ ‬عسكرياً‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬وتهجير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة،‭ ‬وتقسيم‭ ‬سوريا،‭ ‬وإضعاف‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تنازلات‭ ‬تُذكر‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬أبدى‭ ‬ترامب‭ ‬استعداده‭ ‬لمواصلة‭ ‬هذه‭ ‬الأجندة‭: ‬نشر‭ ‬قنابل‭ ‬أثقل،‭ ‬وإصدار‭ ‬تهديدات‭ ‬مباشرة‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬وتكثيف‭ ‬العمليات‭ ‬ضد‭ ‬الحوثيين،‭ ‬والتعبير‭ ‬عن‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالسيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وتشريد‭ ‬سكانها‭.‬

لكن‭ ‬توقعات‭ ‬نتنياهو‭ ‬لم‭ ‬تُسفر‭ ‬إلا‭ ‬عن‭ ‬وعودٍ‭ ‬لم‭ ‬تُحقق‭. ‬وهذا‭ ‬يُثير‭ ‬التساؤل‭: ‬هل‭ ‬تعمد‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬تضليل‭ ‬نتنياهو،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الظروف‭ ‬المتغيرة‭ ‬استدعت‭ ‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬خططه‭ ‬الأولية؟

يبدو‭ ‬التفسير‭ ‬الأخير‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬منطقية‭. ‬فالجهود‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬ترهيب‭ ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬تحقق‭ ‬هدفها‭ ‬الكامل،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬سلسلة‭ ‬من‭ ‬اللقاءات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬بين‭ ‬طهران‭ ‬وواشنطن،‭ ‬أولًا‭ ‬في‭ ‬عُمان،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬روما‭.‬

قلصت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يوم‭ ‬6‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬حملاتها‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬اليمن،‭ ‬وتحديدًا‭ ‬عملية‭ ‬‮«‬الفارس‭ ‬الخشن‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬يوم‭ ‬16‭ ‬من‭ ‬ذات‭ ‬الشهر،‭ ‬أعلن‭ ‬مسؤول‭ ‬أمريكي‭ ‬انسحاب‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬هاري‭ ‬إس‭. ‬ترومان‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭.‬

ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬12‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الشهر،‭ ‬أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭ ‬وواشنطن‭ ‬عن‭ ‬اتفاق‭ ‬منفصل،‭ ‬مستقل‭ ‬عن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬لإطلاق‭ ‬سراح‭ ‬الأسير‭ ‬الأمريكي‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬عيدان‭ ‬ألكسندر‭.‬

وبلغت‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬ذروتها‭ ‬في‭ ‬14‭ ‬مايو،‭ ‬عندما‭ ‬ألقى‭ ‬ترامب‭ ‬خطابا‭ ‬في‭ ‬منتدى‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأمريكي‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬دعا‭ ‬فيه‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والازدهار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬سوريا،‭ ‬وتأكيد‭ ‬الحل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭.‬

وكان‭ ‬الغائب‭ ‬الواضح‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬التحولات‭ ‬الإقليمية‭ ‬هو‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬و«رؤيته‮»‬‭ ‬الاستراتيجية‭.‬

ورد‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬التطورات‭ ‬بتكثيف‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬ضد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬مستهدفاً‭ ‬المرضى‭ ‬داخل‭ ‬مستشفى‭ ‬ناصر‭ ‬والمستشفى‭ ‬الأوروبي‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬تفسير‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬العنيف‭ ‬الذي‭ ‬استهدف‭ ‬الفئات‭ ‬الأكثر‭ ‬ضعفاً‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬رسالة‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬واشنطن‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬أهدافه‭ ‬ظلت‭ ‬ثابتة،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬العواقب‭.‬

تُعدّ‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المكثفة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬محاولةً‭ ‬من‭ ‬نتنياهو‭ ‬لاستعراض‭ ‬قوته‭ ‬في‭ ‬ظلّ‭ ‬ما‭ ‬ينظر‭ ‬إليه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬هشاشة‭ ‬سياسية‭. ‬وقد‭ ‬أدّى‭ ‬هذا‭ ‬التصعيد‭ ‬إلى‭ ‬زيادة‭ ‬حادة‭ ‬في‭ ‬أعداد‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وتفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬نقص‭ ‬الغذاء،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مجاعةً‭ ‬مُطلقة،‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مليوني‭ ‬شخص‭.‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المؤكد‭ ‬مدة‭ ‬بقاء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬لكن‭ ‬مكانته‭ ‬السياسية‭ ‬تدهورت‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬يواجه‭ ‬معارضة‭ ‬داخلية‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭ ‬وإدانة‭ ‬دولية‭.‬

وحتى‭ ‬حليفته‭ ‬الرئيسية،‭ ‬أي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أبدت‭ ‬تحوّلاً‭ ‬في‭ ‬نهجها‭. ‬قد‭ ‬تُمثّل‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬بداية‭ ‬النهاية‭ ‬لمسيرة‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬السياسية،‭ ‬وربما‭ ‬للسياسات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بحكومته‭ ‬المروّعة‭ ‬والعنيفة‭.‬

 

{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا