على مدار يومين وتحت رعاية رئيس جمهورية كازاخستان الرئيس قاسم جومارت توكاييف وبحضور عدد من القادة العالمين وصانعي السياسات ومديري الشركات وممثلي المنظمات الدولية ومتحدثين بارزين وممثلي القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وإعلاميين احتضنت مدينة أستانا عاصمة جمهورية كازاخستان منتدى أستانا الدولي 2025 تحت شعار «تواصل العقول ورسم ملامح المستقبل»، حيث شكل المنتدى منبرا للحوارات عبر الحدود لتبادل وجهات النظر حول القضايا الملحة التي تشكل تهديدا وتحديا للعالم أجمع حيث ركز المنتدى على عدد من القضايا الآنية التي تشغل بال العام قادة وشعوبا وتشكل تهديدا مباشرا للبشرية جمعاء التي تعيش على هذه المعمورة مثل تغير المناخ والطاقة والأمن فضلا عن الاقتصاد والاستثمار والتداعيات الجيوسياسية وتأثيرها في العلاقات بين الدول.
وقد تناول الرئيس الكازاخستاني في كلمته التي افتتح بها فعاليات المنتدى التحديات والتهديدات التي تواجهه العالم اليوم وجهود كازاخستان خلال السنوات الماضية في مجال الإصلاحات الاقتصادية وعزمها على بناء اقتصاد أكثر قوة وتنوعا وشمولا للسير بالبلاد نحو مستقبل اقتصادي مستقر تسوده العدالة والمساواة وجهود جمهورية كازاخستان في مواجهة التحديات وسعيها لتكريس قيم الحوار عبر الحدود وتعزيز التعاون في منطقة آسيا الوسطى.
ومن بين المتحدثين في المنتدى كانت جورجيا بيلوني رئيسة وزراء إيطاليا وسيباستيان كورنرا المستشار السابق للنمسا وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة السابق وشو دونيو المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة أكدوا أهمية تعزيز التعاون الاستراتيجي في مجالات الطاقة والبنية التحتية ومواجهة تحديات تغير المناخ وتأمين الغذاء على المستوى العالمي وأشادوا بانتهاج جمهورية كازاخستان سياسة متوازنة بين الصين وروسيا الاتحادية والدول الغربية هذه السياسة التي يمكن الاستفادة منها في بناء علاقات متوازنة بين الدول بعيدا عن الخلافات والصراعات الإقليمية والدولية التي ترهق الدول والشعوب وتسخير الإمكانيات لمواجهة الأزمات التي تواجه العالم ومنها الأزمات المالية وتغير المناخ حيث لا يمكن لأي دولة مواجهتها وحدها منفردة مهما كانت قوتها.
منتدى أستانا الدولي 2025 الذي انطلقت نسخته الأولى في عام 2008 تحت مسمى «منتدى أستانا الاقتصادي» كان بمثابة منصة جمعت النخب السياسية والاقتصادية والباحثين وأكثر من 5000 مشارك ناقشوا على مدار يومين كما أسلفنا قضايا ملحة مرتبطة بمصير البشرية جمعاء، حيث نجحت جمهورية كازاخستان هذه الجمهورية السوفيتية السابقة الواقعة في آسيا الوسطى في تنظيم هذا المنتدى الذي احتضن هذا العدد الكبير من المشاركين الذين يمثلون قطاعات مختلفة للتباحث والتشاور لإعادة إحياء الحوارات العالمية عبر الحدود بين مختلف المكونات العالمية لإيجاد حلول للقضايا الملحة للتعامل مع التحديات التي يواجهها العالم ضمن أهداف كازاخستان الاستراتيجية لتعزيز التعاون الدولي عبر استضافة ممثلين من مختلف دول العالم لتعزيز مكانتها كمركز للوساطة والدبلوماسية المعتدلة ليكون لها دور مهم وأكبر في منطقة آسيا الوسطى بفضل موقعها الاستراتيجي ومشاركتها الدولية الفعالة في التجمعات الدولية والإقليمية لتكون حلقة وصل بين الشرق والغرب وذلك بفضل جهود الشباب الكازاخستاني بنين وبنات الذين عملوا بكل جهد وإخلاص على مدار أيام المنتدى حيث شكل المنتدى بوابة طرحت من خلالها المشاريع الاستراتيجية والاستثمارية في ظل الفراغ الذي تعاني منه منطقة آسيا الوسطى لتعزيز علاقات كازاخستان مع دول العالم وبناء علاقات اقتصادية خاصة قائمة على المصالح المشتركة وخصوصا أن كازاخستان من أكبر 9 دول في العالم وتحتاج إلى الاستثمارات المشتركة لتوظيفها في تعزيز اقتصادها وزيادة الأراضي الزراعية في إطار التزامها بتحقيق الأمن الغذائي على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وقد أقيمت جلسات فردية وحلقات نقاشية موسعة على هامش المنتدى مع خبراء وباحثين لتبادل الآراء ووجهات النظر حول قضايا الطاقة والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والحاجة إلى تعاون دولي لوضع حلول فعالة وجادة لمواجهة هذه التحديات وتداعياتها على العالم.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك