العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٣ - الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٢ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أي مستقبل لأطفال الحرب في قطاع غزة؟

بقلم: د. جيمس زغبي {

الأحد ٠٨ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ستكون‭ ‬لها‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مؤكد‭.‬

يصعب‭ ‬استيعاب‭ ‬الألم‭ ‬المبرح‭ ‬الذي‭ ‬يعانيه‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬يشمل‭ ‬هذا‭ ‬الدمار‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬القتلى‭ ‬في‭ ‬القصف‭ ‬الجوي،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬مئة‭ ‬ألف‭ ‬مصاب‭ ‬بجروح‭ ‬خطيرة،‭ ‬وهدم‭ ‬معظم‭ ‬المنازل،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬المجاعة‭ ‬الجماعية‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬ونصف‭ ‬المليون‭ ‬شخص‭ ‬نتيجةً‭ ‬للحصار‭ ‬الإسرائيلي‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬تدمير‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس،‭ ‬وتم‭ ‬إنهاء‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية‭ ‬الخاصة‭ ‬بالولادات،‭ ‬والأمراض،‭ ‬والوفيات،‭ ‬والحزن،‭ ‬وعلاج‭ ‬الجروح‭ ‬النفسية‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬الحرب‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬

معظم‭ ‬القتلى‭ ‬والجرحى‭ ‬في‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬هم‭ ‬مدنيون،‭ ‬غالبيتهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال،‭ ‬وقد‭ ‬فقد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أربعة‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬أطرافهم،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬عديدا‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬الجرحى‭ ‬هم‭ ‬الناجون‭ ‬الوحيدون‭ ‬من‭ ‬عائلاتهم‭.‬

لقد‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬وقلت‭ ‬إنه‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المقبول‭ ‬التركيز‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‮«‬اليوم‭ ‬التالي‮»‬‭ ‬حصريا‭ ‬على‭ ‬الحكم‭ ‬أو‭ ‬البناء‭ ‬الفعلي‭ ‬بينما‭ ‬يتم‭ ‬تجاهل‭ ‬البعد‭ ‬الإنساني‭ ‬للصراع‭ ‬والعواقب‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭.‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الحكم‭ ‬وإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬أمران‭ ‬مهمان،‭ ‬وكذلك‭ ‬أوراق‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬تُعدّ‭ ‬لمعالجتهما‭. ‬ولكن‭ ‬يجب‭ ‬أيضًا‭ ‬الاهتمام‭ ‬بمعالجة‭ ‬الجروح‭ ‬الجسدية‭ ‬والنفسية‭ ‬التي‭ ‬خلَّفتها‭ ‬هذه‭ ‬الحرب‭ ‬ومعالجتها‭.‬

لنتأمل‭ ‬الجروح‭ ‬النفسية‭ ‬الغائرة‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها‭ ‬الأطفال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭. ‬نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أن‭ ‬الخسائر‭ ‬الكبيرة‭ ‬تُسبب‭ ‬صدمة‭ ‬نفسية‭. ‬ففقدان‭ ‬أحد‭ ‬الوالدين‭ ‬أو‭ ‬أحد‭ ‬الأشقاء‭ ‬أو‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬مجرد‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬حي‭ ‬جديد،‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬أمرًا‭ ‬مُقلقًا‭ ‬ويؤثر‭ ‬في‭ ‬سلوكهم‭ ‬واستقرارهم‭ ‬النفسي‭.‬

نحن‭ ‬نعلم‭ ‬أيضًا‭ ‬أن‭ ‬شدة‭ ‬الصدمة‭ ‬يمكن‭ ‬تخفيفها‭ ‬بعوامل‭ ‬أخرى‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يمكن‭ ‬لعائلة‭ ‬داعمة‭ ‬أن‭ ‬تخفف‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬الانزعاج‭ ‬الذي‭ ‬يشعر‭ ‬به‭ ‬الطفل‭ ‬عند‭ ‬انتقال‭ ‬عائلته‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬جديدة،‭ ‬وعند‭ ‬فقدانه‭ ‬أصدقاء‭ ‬وفقدان‭ ‬بيئة‭ ‬ألف‭ ‬العيش‭ ‬فيها‭.‬

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬فقدت‭ ‬عائلتك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أحبائها‭ (‬الوالدين‭ ‬والأطفال‭ ‬وأفراد‭ ‬العائلة‭ ‬المقربين‭)‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬واضطرت‭ ‬إلى‭ ‬الانتقال‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬وأصبحت‭ ‬تعيش‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬بلا‭ ‬طعام‭ ‬أو‭ ‬ماء؟

وبعد‭ ‬ذلك،‭ ‬تخيلوا‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الأخير،‭ ‬انضم‭ ‬الأطفال،‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬صدمة‭ ‬الخسارة‭ ‬ومرارة‭ ‬الفقدان،‭ ‬إلى‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بالرحلة‭ ‬الطويلة‭ ‬شمالاً‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬القديمة‭.‬

عندما‭ ‬يصلون‭ ‬إلى‭ ‬هناك‭ ‬يقفون‭ ‬على‭ ‬الواقع‭ ‬المر‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬منزلهم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬حيّهم‭ ‬بأكمله،‭ ‬قد‭ ‬أصبح‭ ‬ركامًا‭ ‬وبات‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬التعرف‭ ‬عليه،‭ ‬ليجدوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بالتالي‭ ‬مجبرين‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬الجوع‭ ‬والإهانة‭ ‬لرؤية‭ ‬والديهم‭ ‬يتوسّلون‭ ‬الطعام‭.‬

نعلم‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬كبرنا‭ ‬وتقدمنا‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬تُنظّم‭ ‬أدمغتنا‭ ‬تجاربنا‭ ‬الحياتية‭ ‬بحيث‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬الراسخة‭ ‬في‭ ‬ذاكراتنا‭ ‬ذات‭ ‬معنى‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا،‭ ‬وهكذا‭ ‬تتكون‭ ‬لدينا‭ ‬خريطة‭ ‬ذهنية‭ ‬لعلاقاتنا‭ ‬ومكانتنا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭.‬

ولكن‭ ‬ماذا‭ ‬لو‭ ‬عاد‭ ‬طفل‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬12‭ ‬عاماً‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬غزة‭ ‬ووجد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬منزل،‭ ‬وأن‭ ‬الطريق‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة،‭ ‬أو‭ ‬المتجر‭ ‬المجاور،‭ ‬أو‭ ‬منزل‭ ‬صديق،‭ ‬أو‭ ‬المسجد‭ ‬أو‭ ‬المدرسة،‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬محوها‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.‬

إن‭ ‬تراكم‭ ‬الخسائر‭ ‬المتعددة‭ ‬والتشرد‭ ‬الشديد‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬إلا‭ ‬صدمةً‭ ‬عميقة‭. ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬يستحيل‭ ‬تقدير‭ ‬مدى‭ ‬شدة‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬هذا‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬نموه‭ ‬المستقبلي‭. ‬ماذا‭ ‬سيحل‭ ‬به‭ ‬وبإخوته‭ ‬الأكبر‭ ‬سنًا‭ ‬ووالديه؟‭ ‬كيف‭ ‬ستستوعب‭ ‬أدمغتهم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الخسائر‭ ‬وتتكيف‭ ‬معها؟

ونظرا‭ ‬لخطورة‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬فقد‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬لإعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬وممارسة‭ ‬الحكم،‭ ‬بل‭ ‬وأيضا‭ ‬وضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬لمعالجة‭ ‬الاحتياجات‭ ‬النفسية‭ ‬والتنموية‭.‬

تُركز‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬معالجة‭ ‬صدمة‭ ‬الشباب‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬المحتجزين‭ ‬كرهائن‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وهذا‭ ‬أمرٌ‭ ‬ضروريٌّ‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬لكن‭ ‬مدى‭ ‬تجاهل‭ ‬الكثيرين،‭ ‬وخاصةً‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬للصدمة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬أمرٌ‭ ‬مُقلق،‭ ‬بل‭ ‬ومحزن‭.‬

لماذا‭ ‬يحدث‭ ‬هذا؟‭ ‬يعزى‭ ‬ذلك‭ ‬باختصار‭ ‬إلى‭ ‬آفة‭ ‬العنصرية‭. ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬الكثيرين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬داخل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬لا‭ ‬ينظرون‭ ‬إلى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬كبشر‭ ‬كاملين،‭ ‬ولذلك‭ ‬يعجزون‭ ‬عن‭ ‬فهم‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬تدمير‭ ‬حياتهم،‭ ‬وحرمانهم‭ ‬من‭ ‬حاضر‭ ‬طبيعي‭ ‬ومستقبل‭ ‬واعد،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تشوهات‭ ‬في‭ ‬شعورهم‭ ‬بذواتهم‭.‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬يظهر‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬التعاطف‭ ‬المطلوب‭ ‬والتضامن‭ ‬المنتظر‭ ‬ويتبنى‭ ‬نهجا‭ ‬شاملا‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬واستعادة‭ ‬الشعور‭ ‬بالسلام‭ ‬لشعبها،‭ ‬فإنني‭ ‬أخشى‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يخبئه‭ ‬المستقبل‭.‬

حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لم‭ ‬تُبدِ‭ ‬إسرائيل‭ ‬ولا‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬بمعالجة‭ ‬إنسانية‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬تقدم‭ ‬إسرائيل‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬خططاً‭ ‬تُحوّل‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬المُثقل‭ ‬بالأعباء‭ ‬والمثخن‭ ‬بالجراح‭ ‬والآلام‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬بيادق‭ ‬تُحرّكها‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهدافها‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يأتي‭ ‬الحل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬اتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬قوي‭ ‬وموحد‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمعاقبة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬جرائمها،‭ ‬وإجبارها‭ ‬على‭ ‬إخلاء‭ ‬غزة‭ ‬وإنهاء‭ ‬احتلالها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭.‬

وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬فقط،‭ ‬وبناء‭ ‬على‭ ‬تفويض‭ ‬دولي‭ ‬يتم‭ ‬استصداره،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تبدأ‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬التي‭ ‬ستعيد‭ ‬بناء‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬وتساعد‭ ‬في‭ ‬شفاء‭ ‬جراح‭ ‬الضحايا‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬لهذه‭ ‬الحرب‭.‬

وإذا‭ ‬لم‭ ‬يتخذ‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬هذا‭ ‬المسار،‭ ‬فإن‭ ‬البذور‭ ‬المريرة‭ ‬التي‭ ‬تُزرع‭ ‬اليوم‭ ‬سوف‭ ‬تؤتي‭ ‬ثمارها‭ ‬في‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة‭.‬

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا