العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مؤتمر العقوبات البديلة.. استـعراض لتجربة بحـرينية ناجحة

بقلم: د. نبيل العسومي

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

مع‭ ‬دخول‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬خطت‭ ‬البحرين‭ ‬خطوات‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬المعظم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سن‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬مفاهيم‭ ‬وقيم‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬قانون‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الصادر‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬للذين‭ ‬ارتكبوا‭ ‬أعمالا‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬وصدرت‭ ‬بحقهم‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬بالسجن‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيلهم‭ ‬واندماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أعمال‭ ‬تأهيلية‭ ‬يؤدونها‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الإنسانية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬وتوجه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬نحو‭ ‬أفق‭ ‬إنساني‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬المخالفين‭ ‬للأنظمة‭ ‬والقوانين‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬تنظيم‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬للمؤتمر‭ ‬الأول‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬الذي‭ ‬افتتحه‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬ومشاركة‭ ‬نخبة‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والخبراء‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬والجنائية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭ ‬يأتي‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬لاستعراض‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬البحرينية‭ ‬الناجحة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬المتميزة‭ ‬لتطوير‭ ‬عمل‭ ‬المراكز‭ ‬الإصلاحية‭ ‬لتتناسب‭ ‬مع‭ ‬التطورات‭ ‬التي‭ ‬حدثت‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ودعم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬لإصلاح‭ ‬من‭ ‬زلت‭ ‬بهم‭ ‬القدم‭ ‬وقاموا‭ ‬بارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬مخالفة‭ ‬للقانون‭ ‬دخلوا‭ ‬على‭ ‬أثرها‭ ‬السجن‭ ‬مددا‭ ‬معينة‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬أحكام‭ ‬قضائية‭ ‬صدرت‭ ‬ضدهم‭.‬

وخلال‭ ‬افتتاحه‭ ‬المؤتمر‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬المهمة،‭ ‬منها‭:‬

أولا‭: ‬أن‭ ‬مؤتمر‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬والتشريعات‭ ‬الناظمة‭ ‬مع‭ ‬الأفكار‭ ‬والتجارب‭ ‬والخبرات‭ ‬وترجمتها‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رفع‭ ‬شأن‭ ‬الفرد‭ ‬وتهيئة‭ ‬السبل‭ ‬لإدماجه‭ ‬في‭ ‬محيطه‭ ‬المجتمعي‭.‬

ثانيا‭: ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭ ‬هي‭ ‬حبل‭ ‬النجاة‭ ‬لمن‭ ‬أدرك‭ ‬خطأه‭ ‬واختار‭ ‬مسار‭ ‬الصواب‭ ‬واقتنع‭ ‬بحياة‭ ‬المشاركة‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليته‭ ‬الوطنية‭.‬

ثالثا‭: ‬تأكيد‭ ‬استمرارية‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الحضاري‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬مشهودة‭.‬

رابعا‭: ‬إعلان‭ ‬توجه‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬لإنشاء‭ (‬مركز‭ ‬التميز‭ ‬للعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والسجون‭ ‬المفتوحة‭) ‬ليكون‭ ‬مركزا‭ ‬متخصصا‭ ‬في‭ ‬تأهيل‭ ‬وتدريب‭ ‬الكوادر‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬العقوبة‭ ‬البديلة‭.‬

وخلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬عقدت‭ ‬ثلاث‭ ‬جلسات؛‭ ‬الأولى‭ ‬حول‭ ‬دور‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬النهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬ومنظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬تحدث‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬والنائب‭ ‬العام‭ ‬ومدير‭ ‬عام‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬أحكام‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وسفيري‭ ‬بريطانيا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أكدوا‭ ‬فيها‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬ترسيخ‭ ‬النهج‭ ‬الإصلاحي‭ ‬واستعراض‭ ‬تجربة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬أول‭ ‬قانون‭ ‬في‭ ‬الوطن‭ ‬العربي‭ ‬ينظم‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وبرنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬تبادل‭ ‬الخبرات‭ ‬والتجارب‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التشريعيات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬كما‭ ‬تحدث‭ ‬خلال‭ ‬المؤتمر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬والمختصين‭ ‬وخبراء‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها،‭ ‬أكدوا‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬القيم‭ ‬الأخلاقية‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬لمواكبة‭ ‬أحدث‭ ‬النظم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والسياسات‭ ‬العقابية‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬المحكومين‭ ‬تمهيدا‭ ‬لاندماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وممارسة‭ ‬حياتهم‭ ‬الطبيعية‭ ‬والمساهمة‭ ‬بإيجابية‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الوطن‭ ‬التنموية،‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬والتحديات‭ ‬المستقبلية‭ ‬وتطبيق‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التطور‭ ‬الإصلاحي،‭ ‬وعرض‭ ‬فيلم‭ ‬حول‭ ‬آفاق‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬والفكر‭ ‬النير‭ ‬والإنساني‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬ودور‭ ‬مشروع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وبرنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬للذين‭ ‬تحولوا‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬وإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬من‭ ‬شملهم‭ ‬برنامج‭ ‬السجون‭ ‬المفتوحة‭ ‬والعقوبات‭ ‬البديلة،‭ ‬وإقامة‭ ‬معرض‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المؤتمر‭ ‬حول‭ ‬أهداف‭ ‬مشروع‭ ‬العقوبات‭ ‬البديلة‭ ‬وما‭ ‬تم‭ ‬تحقيقه‭ ‬من‭ ‬نجاحات‭ ‬في‭ ‬إصلاح‭ ‬المشمولين‭ ‬بهذا‭ ‬المشروع‭ ‬ودور‭ ‬الجهات‭ ‬التأهيلية‭ ‬والتدريبية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬المشروع‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا