العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

مجلس التعاون.. اثنان وأربعون عاما من تحقيق التوازن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬الخامس‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2025م،‭ ‬حلّت‭ ‬الذكرى‭ ‬الثانية‭ ‬والأربعون‭ ‬لتأسيس‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬1981م؛‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة‭ ‬الإقليمية‭ ‬التي‭ ‬تأسست‭ ‬تحت‭ ‬ظروفٍ‭ ‬إقليمية‭ ‬أوجدت‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬هائلة‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬بدءًا‭ ‬بالثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬عام‭ ‬1979م،‭ ‬مروراً‭ ‬باندلاع‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭-‬الإيرانية‭ ‬1980‭-‬1988م‭ ‬واحتدام‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة،‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬انعكاس‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬التحديات،‭ ‬تمثل‭ ‬الفكر‭ ‬الجماعي‭ ‬الخليجي‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬إطار‭ ‬خليجي‭ ‬موحد‭ ‬لمواجهتها،‭ ‬وكان‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬معبراً‭ ‬عن‭ ‬هوية‭ ‬أمنية‭ ‬مشتركة‭ ‬لدوله،‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬جامعاً؛‭ ‬أي‭ ‬يضم‭ ‬دولاً‭ ‬تتشابه‭ ‬في‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬والثقافية؛‭ ‬ومانعاً؛‭ ‬أي‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬انضمام‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنظومة‭. ‬وقد‭ ‬نصت‭ ‬ديباجة‭ ‬ميثاق‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬والمادة‭ ‬الرابعة‭ ‬منه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬التنسيق‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬هو‭ ‬غاية‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس،‭ ‬وهو‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬وجد‭ ‬سبيله‭ ‬بالفعل‭ ‬نحو‭ ‬التحقيق‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬لذكرها،‭ ‬لكن‭ ‬مجمل‭ ‬القول‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬حرص‭ ‬بالغ‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬المجلس‭ ‬وتطويره‭ ‬ليكون‭ ‬الإطار‭ ‬الجامع‭ ‬للجهود‭ ‬الخليجية‭ ‬المشتركة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬الأساس‭ ‬لاستقرار‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬رؤية‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إعلانها‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬مارس‭ ‬2024م‭.‬

وبمتابعة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التحليلات‭ ‬التي‭ ‬تناولت‭ ‬تجربة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون،‭ ‬وخاصةً‭ ‬الغربية‭ ‬منها،‭ ‬نجد‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬منصفة‭ ‬في‭ ‬تقييم‭ ‬تجربة‭ ‬المجلس،‭ ‬سواء‭ ‬فيما‭ ‬يرتبط‭ ‬بفكرة‭ ‬الدور‭ ‬الأمني‭ ‬أو‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬مضامين‭ ‬الميثاق‭ ‬والنتائج،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬مردود‭ ‬عليه‭ ‬بأن‭ ‬المجلس‭ ‬تمكّن‭ ‬بالفعل‭ ‬من‭ ‬تجسيد‭ ‬مقولة‭ ‬‮«‬إن‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كلٌّ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‮»‬‭. ‬وكان‭ ‬المجلس‭ ‬بالفعل‭ ‬ركيزةً‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عبر‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬أربعة‭ ‬عقود،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭. ‬

كانت‭ ‬الثورة‭ ‬الإيرانية‭ ‬هي‭ ‬التحدي‭ ‬الأول‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬مبادئها‭ ‬ومجالات‭ ‬عملها،‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أول‭ ‬مجالات‭ ‬اختبارها‭ ‬بتأكيد‭ ‬أنصارها،‭ ‬وكانت‭ ‬السياسات‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬حائط‭ ‬صد‭ ‬أمام‭ ‬تمدد‭ ‬تلك‭ ‬الثورة‭. ‬ثم‭ ‬اندلعت‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭-‬الإيرانية،‭ ‬وكان‭ ‬التحدي‭ ‬الأكبر‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬الطرفين‭ ‬المتحاربين‭ ‬لتغيير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬القائم،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬حدا‭ ‬بدول‭ ‬المجلس‭ ‬إلى‭ ‬تأسيس‭ ‬بديل‭ ‬للأمن‭ ‬الذاتي‭ ‬تمثّل‭ ‬في‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬عام‭ ‬1982م،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المساعي‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬لوقف‭ ‬الحرب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قرار‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬تشكيل‭ ‬لجنة‭ ‬من‭ ‬7‭ ‬دول‭ ‬كانت‭ ‬مهمتها‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬الحرب،‭ ‬ونجاح‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬استصدار‭ ‬بعض‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬بشأن‭ ‬تهديدات‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991م،‭ ‬التي‭ ‬تجلّت‭ ‬فيها‭ ‬القدرات‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭ ‬العسكرية‭ ‬والدبلوماسية‭. ‬فرغم‭ ‬الطابع‭ ‬المفاجئ‭ ‬للغزو‭ ‬العراقي‭ ‬لدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990م،‭ ‬فإن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬استطاع‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬معه‭ ‬بمسارات‭ ‬عسكرية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬جهود‭ ‬قوات‭ ‬درع‭ ‬الجزيرة‭ ‬لعرقلة‭ ‬تقدم‭ ‬القوات‭ ‬العراقية‭ ‬نحو‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية،‭ ‬وحماية‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬تأسيس‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لتحرير‭ ‬الكويت‭ ‬بقيادة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بيانات‭ ‬القمم‭ ‬الخليجية‭ ‬والاجتماعات‭ ‬الوزارية‭ ‬التي‭ ‬عكست‭ ‬واقع‭ ‬التضامن‭ ‬الخليجي،‭ ‬والتحرك‭ ‬الفاعل‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬الخليجية‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬لدعم‭ ‬جهود‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن،‭ ‬الذي‭ ‬انعقد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬وأصدر‭ ‬خلالها‭ ‬12‭ ‬قراراً‭ ‬وفقاً‭ ‬للفصل‭ ‬السابع‭. ‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬بأقل‭ ‬خطورة‭ ‬من‭ ‬الأزمات‭ ‬المشار‭ ‬إليها؛‭ ‬فكان‭ ‬الموقف‭ ‬الخليجي‭ ‬الجماعي‭ ‬لدعم‭ ‬أمن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وتوافق‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬الاقتصادي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬تجسيداً‭ ‬لوحدة‭ ‬المصير‭ ‬الخليجي‭. ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬اهتمام‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون؛‭ ‬فكان‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرة‭ ‬شاملة‭ ‬لحل‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬عام‭ ‬2011م‭ ‬واستمرار‭ ‬الدعم‭ ‬الإنساني‭ ‬لليمن‭ ‬لتخفيف‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬جراء‭ ‬الصراع‭ ‬الممتد‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربع‭ ‬عشرة‭ ‬سنة‭. ‬

فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تطور‭ ‬علاقات‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬العراق،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬عكسته‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬والتأكيد‭ ‬الخليجي‭ ‬الجماعي‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬العراق،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬المجلس‭ ‬تجاه‭ ‬سوريا‭ ‬الذي‭ ‬تجسد‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2024م‭ ‬ضم‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬البديوي‭ ‬أمين‭ ‬عام‭ ‬المجلس،‭ ‬والسيد‭ ‬عبدالله‭ ‬اليحيا‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الكويتي‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬الخليجي‭ ‬آنذاك،‭ ‬تنفيذاً‭ ‬لتوصيات‭ ‬المجلس‭ ‬الوزاري‭ ‬وتعبيرًا‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تمسك‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بالمبادئ‭ ‬الأساسية‭ ‬التي‭ ‬تضمن‭ ‬سيادة‭ ‬سوريا‭ ‬واستقلالها‭ ‬ووحدة‭ ‬أراضيها،‭ ‬ورسالة‭ ‬مساندة‭ ‬لإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬السوري‭ ‬الشقيق‮»‬،‭ ‬وفق‭ ‬البيان‭ ‬الرسمي‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬بهذا‭ ‬الشأن‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬أن‭ ‬تقييم‭ ‬أداء‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬بالنظر‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬التنموية‭ ‬والأمنية‭ ‬والسياسية،‭ ‬وإنما‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إدارته‭ ‬للأزمات‭ ‬الأمنية،‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أي‭ ‬تجمع‭ ‬للأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافه‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬لدوله؛‭ ‬فالمسألة‭ ‬لا‭ ‬تنحصر‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬التنموية‭ ‬فحسب،‭ ‬وإنما‭ ‬تمتد‭ ‬إلى‭ ‬كيفية‭ ‬جعل‭ ‬المنظومة‭ ‬حائط‭ ‬صدٍّ‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬تهديداتٍ‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭. ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬إن‭ ‬بقاء‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬ذاته‭ -‬في‭ ‬ظل‭ ‬تجميد‭ ‬عمل‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬المماثلة‭ ‬أو‭ ‬تفكك‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭- ‬يُعد‭ ‬دليلاً‭ ‬دامغاً‭ ‬على‭ ‬صلابته‭ ‬وعزم‭ ‬دوله‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬استمراره‭ ‬وتطويره‭.‬

ومما‭ ‬يسترعي‭ ‬الانتباه‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬تقديم‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لأولوية‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬الدولية‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحوارات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬والتكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الفاعلة،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الرؤية‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬الأطراف،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يحقق‭ ‬القيمة‭ ‬المضافة‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬ويجسد‭ ‬المصلحة‭ ‬الخليجية‭ ‬الموحدة‭.‬

وفي‭ ‬ظل‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭ ‬الراهن،‭ ‬الذي‭ ‬يُظهر‭ ‬استهداف‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لمفهوم‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬الموحدة،‭ ‬مستهدفا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬للخليج‭ ‬العربي،‭ ‬يبقى‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬مسؤولاً‭ ‬عن‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬البديل‭ ‬الذاتي‭ ‬لأمنه‭ ‬الإقليمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية‭ ‬الموحدة‭ ‬لدوله،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬ذاته،‭ ‬واحتدام‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬ونجاح‭ ‬الجماعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬لتهديد‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭.‬

أخيراً‭ ‬وليس‭ ‬آخراً،‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬المشروعات‭ ‬العسكرية‭ ‬المشتركة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬للمجلس‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬يبقى‭ ‬استمرار‭ ‬حرص‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬مبدأ‭ ‬التضامن‭ ‬البيني‭ ‬هو‭ ‬الركيزة‭ ‬الأساسية‭ ‬لبقاء‭ ‬وتطور‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭. ‬

 

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا