في خطوة تؤكد مكانة مملكة البحرين على الساحة الدولية، حققت المملكة إنجازًا دبلوماسيًا جديدًا بفوزها بعضوية غير دائمة في مجلس الأمن للفترة 2026-2027، مستندة إلى تجربة ناجحة سابقة خلال عضويتها في الفترة 1998-1999، ورؤية وطنية طموحة ترتكز على مبادئ التعاون والسلام الدوليين.
وقد جاء هذا الفوز بعد حصول البحرين على 186 صوتًا من أصل 187 في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في تأكيد دولي واسع للثقة بمواقفها المتزنة ودبلوماسيتها الفاعلة.
ويعكس هذا التأييد العالمي حجم الجهود التي بذلها الفريق الدبلوماسي البحريني، الذي رسّخ صورة المملكة كدولة تنادي بالحوار والتعايش والسلام.
وتنطلق البحرين في عضويتها الجديدة بأربع أولويات رئيسية: ترسيخ السلام والاستقرار، مواجهة التهديدات الأمنية التقليدية والناشئة، تعزيز التعددية، وضمان الشمولية والمشاركة، بما يشمل تمكين المرأة والشباب.
هذه الرؤية المتكاملة تعكس التزام البحرين بالاضطلاع بدورٍ فاعل في مواجهة التحديات العالمية، والمساهمة في صناعة مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا.
وفي هذا السياق، تولي مملكة البحرين اهتمامًا بالغًا بتمكين الشباب وتأهيلهم للمشاركة الفعالة في الحقل الدبلوماسي وصناعة القرار. وقد أطلقت العديد من المبادرات الوطنية التي تهدف إلى تنمية القدرات الشبابية وتعزيز الوعي السياسي والدولي لديهم.
وتجسد هذا التوجه السيدة روان بنت نجيب توفيقي وزيرة شؤون الشباب، من خلال تواصلها المباشر والدائم مع الشباب، ودعمها المتواصل للمبادرات النوعية التي تعزز من انخراط الشباب في الشأن العام، وتغرس فيهم روح المبادرة والانتماء.
ومن أبرز النماذج الوطنية الرائدة في هذا المجال، برنامج «مختبر تمكين الشاب البحريني»، الذي نُفذ في مدينة الشباب 2030 بدعم من وزارة شؤون الشباب، وقد كان شرف المساهمة الشخصية في تصميمه وتنفيذه، حيث تحول البرنامج من فكرة طموحة إلى مشروع عملي خرّج 30 شابًا وشابة، اكتسبوا مهارات دبلوماسية وقانونية وقيادية، من خلال تجربة محاكاة حقيقية لجلسات مجلس الأمن تناولت أزمة شح المياه، ما عزز فهمهم لآليات العمل الدولي، وصقل قدراتهم في الحوار والتفاوض وصياغة المواقف.
كما شمل البرنامج زيارات ميدانية لعدد من المؤسسات الوطنية مثل مجلس الشورى ومعهد البحرين للتنمية السياسية، بهدف تقريب الشباب من مراكز صنع القرار، وربط الجانب النظري بالتطبيق العملي، بما أسهم في تعزيز شعورهم بالمسؤولية والانتماء الوطني.
إن مبادرة «مختبر تمكين الشاب البحريني» ليست إلا مثالًا واحدًا على إيمان البحرين العميق بأن الشباب ليسوا مجرد صناع للمستقبل، بل هم عماد الحاضر وقوته الدافعة. ومع استمرار هذا الاستثمار النوعي في الطاقات الشبابية، فإن البحرين لا تكتفي بوجودها على طاولة القرار الدولي، بل تؤهل جيلًا واعيًا قادرًا على صناعة التأثير الإيجابي المستدام.
هذا الإنجاز الدبلوماسي هو رسالة ملهمة لكل شاب بحريني، تؤكد أننا شركاء حقيقيون في بناء الحاضر وصياغة المستقبل، في ظل رؤية وطنية تؤمن بقدراتنا وتدفعنا الى المشاركة الفاعلة. لقد أصبح الطريق ممهّدًا أمامنا لنبادر ونقود ونُحدث فرقًا. فالمستقبل ليس حلمًا ننتظره، بل مسؤولية نحملها بكل وعي وثقة وفخر.
{ باحثة قانونية
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك