العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

إنجاز دبلوماسي بحـريني يـعزز دور الشباب

بقلم: ريان الصافي محمد {

الجمعة ٠٦ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خطوة‭ ‬تؤكد‭ ‬مكانة‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬حققت‭ ‬المملكة‭ ‬إنجازًا‭ ‬دبلوماسيًا‭ ‬جديدًا‭ ‬بفوزها‭ ‬بعضوية‭ ‬غير‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2027،‭ ‬مستندة‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬ناجحة‭ ‬سابقة‭ ‬خلال‭ ‬عضويتها‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬1998‭-‬1999،‭ ‬ورؤية‭ ‬وطنية‭ ‬طموحة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬التعاون‭ ‬والسلام‭ ‬الدوليين‭.‬

وقد‭ ‬جاء‭ ‬هذا‭ ‬الفوز‭ ‬بعد‭ ‬حصول‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬186‭ ‬صوتًا‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬187‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬في‭ ‬تأكيد‭ ‬دولي‭ ‬واسع‭ ‬للثقة‭ ‬بمواقفها‭ ‬المتزنة‭ ‬ودبلوماسيتها‭ ‬الفاعلة‭.‬

ويعكس‭ ‬هذا‭ ‬التأييد‭ ‬العالمي‭ ‬حجم‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬بذلها‭ ‬الفريق‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬البحريني،‭ ‬الذي‭ ‬رسّخ‭ ‬صورة‭ ‬المملكة‭ ‬كدولة‭ ‬تنادي‭ ‬بالحوار‭ ‬والتعايش‭ ‬والسلام‭.‬

وتنطلق‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬عضويتها‭ ‬الجديدة‭ ‬بأربع‭ ‬أولويات‭ ‬رئيسية‭: ‬ترسيخ‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬مواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التقليدية‭ ‬والناشئة،‭ ‬تعزيز‭ ‬التعددية،‭ ‬وضمان‭ ‬الشمولية‭ ‬والمشاركة،‭ ‬بما‭ ‬يشمل‭ ‬تمكين‭ ‬المرأة‭ ‬والشباب‭.‬

هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬المتكاملة‭ ‬تعكس‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بالاضطلاع‭ ‬بدورٍ‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬العالمية،‭ ‬والمساهمة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬مستقبل‭ ‬أكثر‭ ‬أمنًا‭ ‬واستقرارًا‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تولي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا‭ ‬بتمكين‭ ‬الشباب‭ ‬وتأهيلهم‭ ‬للمشاركة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬وصناعة‭ ‬القرار‭. ‬وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تنمية‭ ‬القدرات‭ ‬الشبابية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوعي‭ ‬السياسي‭ ‬والدولي‭ ‬لديهم‭.‬

وتجسد‭ ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬السيدة‭ ‬روان‭ ‬بنت‭ ‬نجيب‭ ‬توفيقي‭ ‬وزيرة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تواصلها‭ ‬المباشر‭ ‬والدائم‭ ‬مع‭ ‬الشباب،‭ ‬ودعمها‭ ‬المتواصل‭ ‬للمبادرات‭ ‬النوعية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬انخراط‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬العام،‭ ‬وتغرس‭ ‬فيهم‭ ‬روح‭ ‬المبادرة‭ ‬والانتماء‭.‬

ومن‭ ‬أبرز‭ ‬النماذج‭ ‬الوطنية‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال،‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬مختبر‭ ‬تمكين‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬نُفذ‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬2030‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب،‭ ‬وقد‭ ‬كان‭ ‬شرف‭ ‬المساهمة‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬تصميمه‭ ‬وتنفيذه،‭ ‬حيث‭ ‬تحول‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬فكرة‭ ‬طموحة‭ ‬إلى‭ ‬مشروع‭ ‬عملي‭ ‬خرّج‭ ‬30‭ ‬شابًا‭ ‬وشابة،‭ ‬اكتسبوا‭ ‬مهارات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬وقانونية‭ ‬وقيادية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجربة‭ ‬محاكاة‭ ‬حقيقية‭ ‬لجلسات‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬تناولت‭ ‬أزمة‭ ‬شح‭ ‬المياه،‭ ‬ما‭ ‬عزز‭ ‬فهمهم‭ ‬لآليات‭ ‬العمل‭ ‬الدولي،‭ ‬وصقل‭ ‬قدراتهم‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬وصياغة‭ ‬المواقف‭.‬

كما‭ ‬شمل‭ ‬البرنامج‭ ‬زيارات‭ ‬ميدانية‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الوطنية‭ ‬مثل‭ ‬مجلس‭ ‬الشورى‭ ‬ومعهد‭ ‬البحرين‭ ‬للتنمية‭ ‬السياسية،‭ ‬بهدف‭ ‬تقريب‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬مراكز‭ ‬صنع‭ ‬القرار،‭ ‬وربط‭ ‬الجانب‭ ‬النظري‭ ‬بالتطبيق‭ ‬العملي،‭ ‬بما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬شعورهم‭ ‬بالمسؤولية‭ ‬والانتماء‭ ‬الوطني‭.‬

إن‭ ‬مبادرة‭ ‬‮«‬مختبر‭ ‬تمكين‭ ‬الشاب‭ ‬البحريني‮»‬‭ ‬ليست‭ ‬إلا‭ ‬مثالًا‭ ‬واحدًا‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬البحرين‭ ‬العميق‭ ‬بأن‭ ‬الشباب‭ ‬ليسوا‭ ‬مجرد‭ ‬صناع‭ ‬للمستقبل،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬عماد‭ ‬الحاضر‭ ‬وقوته‭ ‬الدافعة‭. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬هذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬النوعي‭ ‬في‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية،‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬لا‭ ‬تكتفي‭ ‬بوجودها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬القرار‭ ‬الدولي،‭ ‬بل‭ ‬تؤهل‭ ‬جيلًا‭ ‬واعيًا‭ ‬قادرًا‭ ‬على‭ ‬صناعة‭ ‬التأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬المستدام‭.‬

هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬هو‭ ‬رسالة‭ ‬ملهمة‭ ‬لكل‭ ‬شاب‭ ‬بحريني،‭ ‬تؤكد‭ ‬أننا‭ ‬شركاء‭ ‬حقيقيون‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الحاضر‭ ‬وصياغة‭ ‬المستقبل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رؤية‭ ‬وطنية‭ ‬تؤمن‭ ‬بقدراتنا‭ ‬وتدفعنا‭ ‬الى‭ ‬المشاركة‭ ‬الفاعلة‭. ‬لقد‭ ‬أصبح‭ ‬الطريق‭ ‬ممهّدًا‭ ‬أمامنا‭ ‬لنبادر‭ ‬ونقود‭ ‬ونُحدث‭ ‬فرقًا‭. ‬فالمستقبل‭ ‬ليس‭ ‬حلمًا‭ ‬ننتظره،‭ ‬بل‭ ‬مسؤولية‭ ‬نحملها‭ ‬بكل‭ ‬وعي‭ ‬وثقة‭ ‬وفخر‭.‬

{‭ ‬باحثة‭ ‬قانونية‭ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا