زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
لنا طُرق ولكُن طرق
تحسب النساء أن الرجال خصّوا أنفسهم بأمور طيبات، جعلوها حراما عليهن، ومن ثم فإن بعض النساء مولعات بتقليد الرجال في أمور كثيرة، وربما كان مرد ذلك عقدة الذكورية التي تحدث عنها عمنا فرويد، أو إحساس النساء بأن كل ما يفعله الرجل ينم عن استمتاعه بحقوق حُرمت منها المرأة، ويفسر ذلك الزيادة المطردة في عدد النساء اللواتي يدخنّ التبغ، فبينما يقل عدد الرجال المدخنين فوق سن الأربعين بمعدلات عالية ومطردة، فإن عدد النساء المدخنات والمحششات في ارتفاع مطرد، وفي شرقنا العربي أصبح استخدام النساء للشيشة ينتشر وبائيا، مما يعزز وجهة النظر الفرويدية!! فالشيشة هي مظهر الفحولة والمرجلة لجأ إليها الرجال للتنفيس عن غيظهم المكبوت لبؤس حالهم، فمع كل شفطة يقوم الماء المخزون في الإبريق السفلي من الشيشة بمحاكاة حركة وصوت الغليان، ثم ينفث أبو شوارب الدخان وهو يقول «أُف وبف». وفي مدينة خليجية رأيت شابات يجلسن داخل سيارات بالقرب من مقاهي الشيشة وينزلن الدريشة (الشباك/ النافذة) فيأتي الجرسون حاملا عدة الشيشة فتتسلم كل واحدة المبسم وتجلس داخل السيارة وهي تحس بأنها زبيدة حرم المرحوم هارون الرشيد ولسان حالها يقول: طز في بريجيت اللي صفعت زوجها الرئيس الفرنسي ماكرون وما طلقها. (لا أريد لكلمة طز أن تموت بوفاة معمر القذافي ومن ثم أستخدمها بين الحين والآخر إحياء لذكراه حتى يتسنى للقراء أن يدعوا الله ألا يبتليهم بواحد مثله).
ولكن احتمالات الإصابة بسرطان الرئة عند النساء ضعف احتمالات الإصابة عند الرجال، للاختلاف البيولوجي بين الجنسين وخاصة في أنسجة الرئة، وبسبب وجود هرمون الأنوثة اوستروجين عند النساء، وقد اتضح أن جسم الأنثى لا يستطيع مجاراة جسم الرجل في التعامل مع نحو خمسين عنصرا أو أكثر مسببة للسرطان في التبغ، وتلك العناصر تسمى بالكارسينوجينات وهي عند الرجال ولحكمة يعلمها الله تفقد سميتها ويتم إفرازها مع البول، بينما تتحول عند النساء إلى مواد كارسينوجينية أخرى تسبب تشوهات في الجينات المقاومة للسرطان أو تؤدي إلى ما يوصف بانتحار تلك الجينات، وبما أن شهادتي في كل ما يتعلق بالنساء مجروحة بسبب «تحاملي» المعروف على النساء، فلابد من إيضاح أن الحقائق أعلاها منقولة بالمسطرة عن تقرير صدر عن مركز سلون كيترنج لأبحاث السرطان في نيويورك، يحمل توقيع «وليّة» اسمها ديان ستوفر. وبالمناسبة فإن كل مدمني الشيشة كذابون لأنهم يزعمون أنهم لا يدعون الدخان يدخل رئاتهم/ صدورهم. بل هو يدخل أبو رئاتهم وشفطة الشيشة الواحدة (النَفَسْ) الواحد بأربع سيجارات من التبغ الركيك.
ولا أفهم لماذا تحرص النساء على تقليد الرجال في كل شيء. لماذا أصبح البنطلون الرجالي زيا نسائيا مفضلا رغم أن تشكيلة الأزياء النسائية تبلغ مئة ضعف التشكيلة الرجالية؟ وهنا لابد أن أوجه التحية إلى أولئك الشبان الغيورين على مكاسب الرجل والذين عبروا عن استيائهم من تقليد النساء للرجال فردوا لهن الصاع صاعين بأن صاروا يلبسون الأقراط في آذانهم والسلاسل في أعناقهم ويطيلون أظافرهم استعدادا للنزال ضد العدو (المرأة)، ثم جاءت موضة البنطلون الرجالي الذي لا يستر الجزء العلوي من الأرداف!! وتلك فقط البداية فإن لم ترعو النساء فإن شبابنا البواسل سيطلون شفاههم بالأحمر ويستخدمون المسكارا حتى يصبحون «مسخارا»، وقد بدأت بعض العواصم العربية في تنظيم مسابقات الجمال الرجالية في مؤشر خطير للتصعيد. فانج سعد فقد هلك سعيد! في فبراير المنصرم مثل أربعة شبان أمام قاض في نيويورك فوجدوا لافتة في صدر المحكمة تقول: لا أحد يريد النظر في مؤخراتكم ثم أرغمهم على «رفع» بنطلوناتهم وربطها بالأحزمة حتى تقوم بواجبها الأصلي وهو «الستر»
كان أستاذنا العلّامة عبد الله الطيب عميدا لكلية الآداب بجامعة الخرطوم عندما لفت انتباهه فتاة تجلس على كنبة واضعة رجلا فوق رجل وهي ترتدي تنورة قصيرة فسأل طالبا: في أي كلية تدرس هذه الفتاة فقال له: في الآداب، فركض أستاذنا مبتعدا وهو يقول: انج بنفسك يا عبد الله.
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك