العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٤٢ - السبت ٠٧ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

لنا طُرق ولكُن طرق

تحسب‭ ‬النساء‭ ‬أن‭ ‬الرجال‭ ‬خصّوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأمور‭ ‬طيبات،‭ ‬جعلوها‭ ‬حراما‭ ‬عليهن،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬مولعات‭ ‬بتقليد‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬كثيرة،‭ ‬وربما‭ ‬كان‭ ‬مرد‭ ‬ذلك‭ ‬عقدة‭ ‬الذكورية‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬عنها‭ ‬عمنا‭ ‬فرويد،‭ ‬أو‭ ‬إحساس‭ ‬النساء‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يفعله‭ ‬الرجل‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬استمتاعه‭ ‬بحقوق‭ ‬حُرمت‭ ‬منها‭ ‬المرأة،‭ ‬ويفسر‭ ‬ذلك‭ ‬الزيادة‭ ‬المطردة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬اللواتي‭ ‬يدخنّ‭ ‬التبغ،‭ ‬فبينما‭ ‬يقل‭ ‬عدد‭ ‬الرجال‭ ‬المدخنين‭ ‬فوق‭ ‬سن‭ ‬الأربعين‭ ‬بمعدلات‭ ‬عالية‭ ‬ومطردة،‭ ‬فإن‭ ‬عدد‭ ‬النساء‭ ‬المدخنات‭ ‬والمحششات‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مطرد،‭ ‬وفي‭ ‬شرقنا‭ ‬العربي‭ ‬أصبح‭ ‬استخدام‭ ‬النساء‭ ‬للشيشة‭ ‬ينتشر‭ ‬وبائيا،‭ ‬مما‭ ‬يعزز‭ ‬وجهة‭ ‬النظر‭ ‬الفرويدية‭!! ‬فالشيشة‭ ‬هي‭ ‬مظهر‭ ‬الفحولة‭ ‬والمرجلة‭ ‬لجأ‭ ‬إليها‭ ‬الرجال‭ ‬للتنفيس‭ ‬عن‭ ‬غيظهم‭ ‬المكبوت‭ ‬لبؤس‭ ‬حالهم،‭ ‬فمع‭ ‬كل‭ ‬شفطة‭ ‬يقوم‭ ‬الماء‭ ‬المخزون‭ ‬في‭ ‬الإبريق‭ ‬السفلي‭ ‬من‭ ‬الشيشة‭ ‬بمحاكاة‭ ‬حركة‭ ‬وصوت‭ ‬الغليان،‭ ‬ثم‭ ‬ينفث‭ ‬أبو‭ ‬شوارب‭ ‬الدخان‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬‮«‬أُف‭ ‬وبف‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬مدينة‭ ‬خليجية‭ ‬رأيت‭ ‬شابات‭ ‬يجلسن‭ ‬داخل‭ ‬سيارات‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مقاهي‭ ‬الشيشة‭ ‬وينزلن‭ ‬الدريشة‭ (‬الشباك‭/ ‬النافذة‭) ‬فيأتي‭ ‬الجرسون‭ ‬حاملا‭ ‬عدة‭ ‬الشيشة‭ ‬فتتسلم‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬المبسم‭ ‬وتجلس‭ ‬داخل‭ ‬السيارة‭ ‬وهي‭ ‬تحس‭ ‬بأنها‭ ‬زبيدة‭ ‬حرم‭ ‬المرحوم‭ ‬هارون‭ ‬الرشيد‭ ‬ولسان‭ ‬حالها‭ ‬يقول‭: ‬طز‭ ‬في‭ ‬بريجيت‭ ‬اللي‭ ‬صفعت‭ ‬زوجها‭ ‬الرئيس‭ ‬الفرنسي‭ ‬ماكرون‭ ‬وما‭ ‬طلقها‭. (‬لا‭ ‬أريد‭ ‬لكلمة‭ ‬طز‭ ‬أن‭ ‬تموت‭ ‬بوفاة‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬أستخدمها‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬إحياء‭ ‬لذكراه‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬للقراء‭ ‬أن‭ ‬يدعوا‭ ‬الله‭ ‬ألا‭ ‬يبتليهم‭ ‬بواحد‭ ‬مثله‭).‬

ولكن‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬ضعف‭ ‬احتمالات‭ ‬الإصابة‭ ‬عند‭ ‬الرجال،‭ ‬للاختلاف‭ ‬البيولوجي‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أنسجة‭ ‬الرئة،‭ ‬وبسبب‭ ‬وجود‭ ‬هرمون‭ ‬الأنوثة‭ ‬اوستروجين‭ ‬عند‭ ‬النساء،‭ ‬وقد‭ ‬اتضح‭ ‬أن‭ ‬جسم‭ ‬الأنثى‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬مجاراة‭ ‬جسم‭ ‬الرجل‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬نحو‭ ‬خمسين‭ ‬عنصرا‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬مسببة‭ ‬للسرطان‭ ‬في‭ ‬التبغ،‭ ‬وتلك‭ ‬العناصر‭ ‬تسمى‭ ‬بالكارسينوجينات‭ ‬وهي‭ ‬عند‭ ‬الرجال‭ ‬ولحكمة‭ ‬يعلمها‭ ‬الله‭ ‬تفقد‭ ‬سميتها‭ ‬ويتم‭ ‬إفرازها‭ ‬مع‭ ‬البول،‭ ‬بينما‭ ‬تتحول‭ ‬عند‭ ‬النساء‭ ‬إلى‭ ‬مواد‭ ‬كارسينوجينية‭ ‬أخرى‭ ‬تسبب‭ ‬تشوهات‭ ‬في‭ ‬الجينات‭ ‬المقاومة‭ ‬للسرطان‭ ‬أو‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يوصف‭ ‬بانتحار‭ ‬تلك‭ ‬الجينات،‭ ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬شهادتي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالنساء‭ ‬مجروحة‭ ‬بسبب‭ ‬‮«‬تحاملي‮»‬‭ ‬المعروف‭ ‬على‭ ‬النساء،‭ ‬فلابد‭ ‬من‭ ‬إيضاح‭ ‬أن‭ ‬الحقائق‭ ‬أعلاها‭ ‬منقولة‭ ‬بالمسطرة‭ ‬عن‭ ‬تقرير‭ ‬صدر‭ ‬عن‭ ‬مركز‭ ‬سلون‭ ‬كيترنج‭ ‬لأبحاث‭ ‬السرطان‭ ‬في‭ ‬نيويورك،‭ ‬يحمل‭ ‬توقيع‭ ‬‮«‬وليّة‮»‬‭ ‬اسمها‭ ‬ديان‭ ‬ستوفر‭. ‬وبالمناسبة‭ ‬فإن‭ ‬كل‭ ‬مدمني‭ ‬الشيشة‭ ‬كذابون‭ ‬لأنهم‭ ‬يزعمون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يدعون‭ ‬الدخان‭ ‬يدخل‭ ‬رئاتهم‭/ ‬صدورهم‭. ‬بل‭ ‬هو‭ ‬يدخل‭ ‬أبو‭ ‬رئاتهم‭ ‬وشفطة‭ ‬الشيشة‭ ‬الواحدة‭ (‬النَفَسْ‭) ‬الواحد‭ ‬بأربع‭ ‬سيجارات‭ ‬من‭ ‬التبغ‭ ‬الركيك‭.‬

ولا‭ ‬أفهم‭ ‬لماذا‭ ‬تحرص‭ ‬النساء‭ ‬على‭ ‬تقليد‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭. ‬لماذا‭ ‬أصبح‭ ‬البنطلون‭ ‬الرجالي‭ ‬زيا‭ ‬نسائيا‭ ‬مفضلا‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬تشكيلة‭ ‬الأزياء‭ ‬النسائية‭ ‬تبلغ‭ ‬مئة‭ ‬ضعف‭ ‬التشكيلة‭ ‬الرجالية؟‭ ‬وهنا‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬أوجه‭ ‬التحية‭ ‬إلى‭ ‬أولئك‭ ‬الشبان‭ ‬الغيورين‭ ‬على‭ ‬مكاسب‭ ‬الرجل‭ ‬والذين‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬استيائهم‭ ‬من‭ ‬تقليد‭ ‬النساء‭ ‬للرجال‭ ‬فردوا‭ ‬لهن‭ ‬الصاع‭ ‬صاعين‭ ‬بأن‭ ‬صاروا‭ ‬يلبسون‭ ‬الأقراط‭ ‬في‭ ‬آذانهم‭ ‬والسلاسل‭ ‬في‭ ‬أعناقهم‭ ‬ويطيلون‭ ‬أظافرهم‭ ‬استعدادا‭ ‬للنزال‭ ‬ضد‭ ‬العدو‭ (‬المرأة‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬جاءت‭ ‬موضة‭ ‬البنطلون‭ ‬الرجالي‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يستر‭ ‬الجزء‭ ‬العلوي‭ ‬من‭ ‬الأرداف‭!! ‬وتلك‭ ‬فقط‭ ‬البداية‭ ‬فإن‭ ‬لم‭ ‬ترعو‭ ‬النساء‭ ‬فإن‭ ‬شبابنا‭ ‬البواسل‭ ‬سيطلون‭ ‬شفاههم‭ ‬بالأحمر‭ ‬ويستخدمون‭ ‬المسكارا‭ ‬حتى‭ ‬يصبحون‭ ‬‮«‬مسخارا‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬بدأت‭ ‬بعض‭ ‬العواصم‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬مسابقات‭ ‬الجمال‭ ‬الرجالية‭ ‬في‭ ‬مؤشر‭ ‬خطير‭ ‬للتصعيد‭. ‬فانج‭ ‬سعد‭ ‬فقد‭ ‬هلك‭ ‬سعيد‭! ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬المنصرم‭ ‬مثل‭ ‬أربعة‭ ‬شبان‭ ‬أمام‭ ‬قاض‭ ‬في‭ ‬نيويورك‭ ‬فوجدوا‭ ‬لافتة‭ ‬في‭ ‬صدر‭ ‬المحكمة‭ ‬تقول‭: ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يريد‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬مؤخراتكم‭ ‬ثم‭ ‬أرغمهم‭ ‬على‭ ‬‮«‬رفع‮»‬‭ ‬بنطلوناتهم‭ ‬وربطها‭ ‬بالأحزمة‭ ‬حتى‭ ‬تقوم‭ ‬بواجبها‭ ‬الأصلي‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬الستر‮»‬

كان‭ ‬أستاذنا‭ ‬العلّامة‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الطيب‭ ‬عميدا‭ ‬لكلية‭ ‬الآداب‭ ‬بجامعة‭ ‬الخرطوم‭ ‬عندما‭ ‬لفت‭ ‬انتباهه‭ ‬فتاة‭ ‬تجلس‭ ‬على‭ ‬كنبة‭ ‬واضعة‭ ‬رجلا‭ ‬فوق‭ ‬رجل‭ ‬وهي‭ ‬ترتدي‭ ‬تنورة‭ ‬قصيرة‭ ‬فسأل‭ ‬طالبا‭: ‬في‭ ‬أي‭ ‬كلية‭ ‬تدرس‭ ‬هذه‭ ‬الفتاة‭ ‬فقال‭ ‬له‭: ‬في‭ ‬الآداب،‭ ‬فركض‭ ‬أستاذنا‭ ‬مبتعدا‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭: ‬انج‭ ‬بنفسك‭ ‬يا‭ ‬عبد‭ ‬الله‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا