العدد : ١٧٢٣٨ - الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٨ - الثلاثاء ٠٣ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

وصفة الحب (2)

حدثتكم‭ ‬بالأمس‭ ‬عن‭ ‬أمر‭ ‬يبعث‭ ‬السرور‭ ‬والحبور،‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الكثيرين،‭ ‬فبموجب‭ ‬الاكتشاف‭ ‬العبقري‭ ‬لطبيب‭ ‬عربي‭ ‬بأن‭ ‬الحب‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭ ‬فيه‭ ‬الشفاء‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬داء،‭ ‬أو‭ ‬معظم‭ ‬الأدواء،‭ ‬وخاصة‭ ‬المستعصي‭ ‬منها،‭ ‬فإن‭ ‬وصفته‭ ‬السحرية‭ ‬ستجعل‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬أبناء‭ ‬جيلي‭ ‬ممارسة‭ ‬أنشطة‭ ‬كانت‭ ‬محرمة‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬شبابهم‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬مثل‭ ‬الإلقاء‭ ‬بأرقام‭ ‬الهواتف‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬أنثى‭ ‬نمرّ‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬ان‭ ‬‮«‬تشبك‮»‬‭ ‬إحداهن،‭ ‬وما‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬زهير‭ ‬بن‭ ‬ابي‭ ‬سلمى‭ ‬قال‭:‬

وان‭ ‬سفاه‭ ‬الشيخ‭ ‬لا‭ ‬حلم‭ ‬بعده

ولكن‭ ‬الفتى‭ ‬بعد‭ ‬السفاهة‭ ‬يحلُم‭. ‬*

ومن‭ ‬حقنا‭ ‬أن‭ ‬نطنش‭ ‬كلام‭ ‬زهير‭ ‬الحاقد‭ ‬هذا‭ ‬لأنه‭ ‬شاعر‭ ‬‮«‬جاهلي‮»‬‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يملك‭ ‬آيفون‭ ‬أو‭ ‬لابتوب‭ ‬كما‭ ‬كاتب‭ ‬هذه‭ ‬السطور‭ (‬قولوا‭ ‬ما‭ ‬شاء‭ ‬الله‭). ‬المهم‭ ‬أنه‭ ‬لحسن‭ ‬حظ‭ ‬المرضى‭ ‬العرب‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أدوية‭ ‬عاطفية‭ ‬شائعة‭ ‬تنفع‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الأمراض‭: ‬عندك‭ ‬ليلى‭ ‬علوي‭ ‬تقوم‭ ‬مقام‭ ‬المضاد‭ ‬الحيوي‭ ‬ذي‭ ‬الطيف‭ ‬الواسع‭ ‬broad‭ ‬spectrum‭ ‬ويطلق‭ ‬عليها‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التطبيب‭ ‬الحبحبي‭ ‬وخاصة‭ ‬للموديلات‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬Antilovetic‭ ‬ولحسن‭ ‬الحظ‭ ‬فإن‭ ‬بنت‭ ‬علوي‭ ‬أصبحت‭ ‬في‭ ‬وزن‭ ‬نبيل‭ ‬شعيل،‭ ‬وتكفي‭ ‬أمة‭ ‬بحالها،‭ ‬أما‭ ‬مضادات‭ ‬الهستامين‭ ‬فيمكن‭ ‬الاستعاضة‭ ‬عنها‭ ‬بالـantishahine‭ ‬المستخرج‭ ‬من‭ ‬إلهام‭ ‬شاهين،‭ ‬اما‭ ‬اذا‭ ‬اردت‭ ‬عقارا‭ ‬يعطيك‭ ‬المناعة‭ ‬ضد‭ ‬معظم‭ ‬الأمراض‭ ‬فعليك‭ ‬بنبيلة‭ ‬عبيد‭ ‬التي‭ ‬تحتوي‭ ‬على‭ ‬فيتامين‭ ‬ايه‭ ‬وبي‭ ‬وسي‭ ‬ودي‭ ‬واف‭ ‬وجي‭ ‬واتش،‭.. ‬وكيو‭ ‬يو،‭ ‬دبليو،‭ ‬اكس،‭ ‬واي،‭ ‬زد،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬غنية‭ ‬بالحديد‭ ‬والزنك‭ ‬والمغنيسيوم‭ ‬والبلوتونيوم‭ ‬المخصب‭ ‬المشع،‭ ‬واسأل‭ ‬‮«‬مجرب‮»‬‭ ‬فهي‭ ‬التي‭ ‬قال‭ ‬فيها‭ ‬الشاعر‭ ‬ابوقراط‭ ‬الاقرباذي‭:‬

بيضاء‭ ‬لا‭ ‬تنزل‭ ‬الأحزان‭ ‬ساحتها

لو‭ ‬مسها‭ ‬جعفرٌ‭ ‬مسته‭ ‬سراء‭!‬

مساكين‭ ‬أبناء‭ ‬جيلي‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الحب‭ ‬على‭ ‬أيامنا‭ ‬عيبا،‭ ‬ولهذا‭ ‬ضاعت‭ ‬علي‭ ‬فرصة‭ ‬الاقتران‭ ‬بسعاد‭ ‬حسني،‭ ‬لأنني‭ ‬كنت‭ ‬أخشى‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬لوالدي‭ ‬إنني‭ ‬‮«‬أحبها‮»‬،‭ ‬بينما‭ ‬الحب‭ ‬في‭ ‬نظره‭ ‬هو‭ ‬الخطوة‭ ‬الأخيرة‭ ‬قبل‭ ‬الرذيلة،‭ ‬وهكذا‭ ‬حتى‭ ‬عندما‭ ‬يبلغ‭ ‬أحدنا‭ ‬ذويه‭ ‬باعتزامه‭ ‬الزواج،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يستطع‭ ‬ان‭ ‬يبرر‭ ‬اختياره‭ ‬للعروس‭ ‬بالحب،‭ ‬وإلا‭ ‬اتهموه‭ ‬وهي‭ ‬معه‭ ‬بالفسوق‭ ‬والتفسخ‭ (‬ولهذا‭ ‬لا‭ ‬أقرب‭ ‬الفسيخ‭ ‬ولا‭ ‬أجالس‭ ‬آكله‭)‬،‭.. ‬لكي‭ ‬تقنع‭ ‬أهلك‭ ‬بحسن‭ ‬اختيارك‭ ‬كان‭ ‬عليك‭ ‬ان‭ ‬تقول‭: ‬إنها‭ ‬بنت‭ ‬ناس‭ ‬ومؤدبة‭ ‬وخلوقة‭!.. ‬فيأتيك‭ ‬الرد‭ ‬جاهز‭ ‬التعليب‭: ‬بنات‭ ‬الناس‭ ‬المؤدبات‭ ‬الخلوقات‭ ‬بالكوم،‭ ‬مالها‭ ‬بنت‭ ‬عمك؟‭ ‬فتقول‭ ‬لهم‭ ‬إن‭ ‬أنفها‭ ‬بفتحة‭ ‬واحدة‭ ‬وإنها‭ ‬عندها‭ ‬شنب‭! ‬طيب‭ ‬بلاش‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬عمك‭.. ‬عندك‭ ‬بنت‭ ‬خالك‭ ‬خلبوص؟‭ ‬يا‭ ‬جماعة‭ ‬هذه‭ ‬البنت‭ ‬أكبر‭ ‬مني‭ ‬بسنتين،‭ ‬ثم‭ ‬انني‭ ‬مقتنع‭ ‬بالفتاة‭ ‬التي‭ ‬اخترتها‭! ‬وماذا‭ ‬يميزها‭ ‬عن‭ ‬بنات‭ ‬العائلة‭ ‬وكلهن‭ ‬ذوات‭ ‬أدب‭ ‬وخلق؟‭ ‬هنا‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬ذكيا‭ ‬وملحلحا‭ ‬تستخدم‭ ‬سلاح‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬للترويج‭ ‬لمن‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬الاقتران‭ ‬بها‭: ‬أبوها‭ ‬غني‭!.. ‬ماذا‭ ‬عنده؟‭ ‬أربع‭ ‬بيوت‭ ‬ملك‭ ‬حر‭! ‬وأحد‭ ‬البيوت‭ ‬مسجل‭ ‬باسم‭ ‬العروس‭ ‬المرتقبة‭ ‬ثم‭ ‬ماذا؟‭ ‬عنده‭ ‬ثلاثة‭ ‬دكاكين‭ ‬لبيع‭ ‬البيض‭ ‬ومشتقاته؟‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬ولكن‮…‬‭! ‬عنده‭ ‬سرطان‭ ‬بروستات‭!.. ‬نِعم‭ ‬النسب‭ ‬ونعم‭ ‬الاختيار‭..! ‬وارتفاع‭ ‬في‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭ ‬وسكري‭! ‬على‭ ‬بركة‭ ‬الله‭ ‬يا‭ ‬ولد‭!.. ‬أما‭ ‬الآن‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬الطب‭ ‬ان‭ ‬الحب‭ ‬هو‭ ‬العلاج‭ ‬الناجع‭ ‬للأمراض‭ ‬القاتلة‭ -‬وهي‭ ‬تصيب‭ ‬عادة‭ ‬المتقدمين‭ ‬في‭ ‬العمر‭- ‬فلا‭ ‬حرج‭ ‬عليك‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬عجوزا‭ ‬مكعكعا‭ ‬في‭ ‬ممارسة‭ ‬ما‭ ‬يسميه‭ ‬الرجال‭ ‬‮«‬تجديد‭ ‬الشباب‮»‬‭. ‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬العبارة‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬الرجل‭ ‬فقط‭ ‬تجديد‭ ‬شبابه‭.. ‬ما‭ ‬علينا‭ ‬بل‭ ‬عليك‭ ‬بالآتي‭: ‬تمارض‭ ‬أمام‭ ‬زوجتك‭ ‬وازعم‭ ‬ان‭ ‬نصفك‭ ‬الأيسر‭ ‬مشلول‭ ‬بسبب‭ ‬جلطة‭ ‬وراثية،‭ ‬مستفيدا‭ ‬من‭ ‬حقيقة‭ ‬ان‭ ‬الحب‭ ‬يزيل‭ ‬الجلطات،‭ ‬وقل‭ ‬لها‭ ‬ان‭ ‬العلاج‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬زواجك‭ ‬بثانية‭ ‬او‭ ‬ثالثة‭ -‬حسب‭ ‬مقتضى‭ ‬الحال‭- ‬فإذا‭ ‬كانت‭ ‬زوجتك‭ ‬ذات‭ ‬تفكير‭ ‬علمي‭ ‬عصري‭ ‬وتحبك‭ ‬فعلا‭ ‬فإنها‭ ‬ستنهض‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬لتخطب‭ ‬لك‭ ‬من‭ ‬يهواها‭ ‬فؤادك،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬متخلفة‭ ‬مثل‭ ‬زوجتي‭ ‬فـ«الدوام‭ ‬لله‮»‬‭ ‬وأبشر‭ ‬لان‭ ‬الجلطة‭ ‬الوهمية‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬حقيقة،‭ ‬أو‭ ‬تتحول‭ ‬الى‭ ‬إعاقة‭ ‬مستديمة‭ ‬على‭ ‬يديها‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا