تسعى الدبلوماسية البحرينية للترشح لنيل عضوية غير دائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026-2027، وذلك بعد موافقة مجلس الوزراء على هذا القرار، ومن المقرر أن تُجرى انتخابات العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 يونيو 2025م.
تهدف البحرين من خلال هذا الترشح إلى تعزيز دورها كشريك دولي فاعل في ترسيخ الأمن والسلام العالمي، ودعم أهداف التنمية المستدامة، وخدمة الإنسانية، وتحقيق الاستقرار والتنمية وتقليل حدة التوتر في الشرق الأوسط وباقي دول العالم وذلك في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبدعم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.
إن مملكة البحرين، سبق وأن شغلت مقعداً غير دائم في مجلس الأمن في الفترة من 1998حتى1999م، وهذا الترشح يعكس التزام البحرين بتعزيز السلام والأمن الدوليين، ويعزز مكانتها على الساحة الدولية، فالبحرين على الرغم من صغر مساحتها الجغرافية إلا أن لها تأثيرا كبيرا في دعم السلام والأمن الدوليين وتؤمن بأن السلام والأمن حق أصيل لكل شعوب العالم، هذا المبدأ الأصيل الذي انتهجته البحرين بقيادتها الحكيمة في كل محفل دولي تشارك فيه، وتحرص على الدعوة إلى حل النزاعات سلمياً واحترام السيادة الوطنية ونبذ العنف والتطرف بكل صوره ودعم الحوار بين الحضارات والأديان ومد جسور التواصل بين الشعوب.
إن البحرين كانت وستبقى شريكا فاعلا في حفظ الأمن والسلم العالمي من خلال التزامها بالأمن البحري ومكافحة القرصنة وتأمين الملاحة الدولية في مضيق هرمز والخليج العربي، كما كان لها دور فاعل في دعم التحالفات الدولية ضد الإرهاب مثل التحالف الدولي ضد داعش.
لقد استضافت البحرين العديد من المؤتمرات بشأن حوار الأديان والتسامح، وتنظيم حوار المنامة ومؤتمرات الحوكمة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، والمؤتمرات الاقتصادية والتجارية ومؤتمرات الرعاية الصحية وغيرها كما تُعد البحرين مركزاً حيوياً لهذه المؤتمرات الدولية التي تجمع بين صناع القرار والخبراء لمناقشة كل القضايا المهمة.
إن ما يعزز موقف البحرين في هذا الملف هو استقرارها السياسي والأمني وتمتعها بمجتمع متنوع ومتسامح دينياً وعرقياً، وهذا عامل قوي في العلاقات الدولية، كذلك النشاط الدبلوماسي المتميز لوزارة الخارجية ومشاركتها في اجتماعات الأمم المتحدة ومؤتمرات القمة الخليجية والعربية والإسلامية ودعم اتفاقيات السلام الدولية وما تحظى به من علاقات طيبة مع مختلف الأطراف الدوليين، ودعم أي مبادرة دولية تهدف إلى تحقيق السلام والأمن والحوار والتسامح بين شعوب العالم وهذا يعزز سمعتها واحترامها بين دول العالم.
إن سعي البحرين لتولي مقعد في مجلس الأمن ليس فقط شرفا دبلوماسيا تسعى دول العالم إلى تحقيقه، إنما هو وسيلة من أجل العمل لدفع عجلة السلام الدولي إلى الأمام وحافز لفتح قنوات حوار بين كل الحضارات الإنسانية لتحقيق التنمية والاستدامة والسلم الدوليين ونبذ التطرف والعداء، وهذا كله يعزز دور مملكة البحرين كلاعب فاعل في تحقيق الأمن والسلام العالمي.
ومع اقتراب التصويت في مقر الأمم المتحدة لاختيار البحرين لشغل هذا المقعد، فإنه بلا شك البحرين جديرة بهذا المقعد فالبحرين بعد أن حصلت على دعم كامل من المجموعة العربية في الأمم المتحدة، وهذا شرف كبير وثقة كبيرة تحظى بها الدبلوماسية البحرينية حيث إن كل مجموعة إقليمية تتفق على مرشحها، أضف إلى ذلك أن المجموعة العربية في هذه الدورة مجمعة على ترشيح البحرين لهذا المقعد.
وخلال الأشهر الماضية استطاعت الدبلوماسية البحرينية عقد اجتماعات مع مندوبين دائمين والتواصل مع دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية واستطاعت أن تعزز علاقاتها الثنائية مع دول كثيرة جداً بهدف دعم ترشحها لهذه العضوية، ومما يدعو إلى الفخر أن السمعة الدولية الطيبة التي تحظى بها البحرين بقيادتها الحكيمة ومبادراتها الإنسانية وبحيادتها فيما يتعلق بالقضايا الدولية ومواقفها الداعمة للسلام والحوار قد منحها ثقة الدول الأعضاء ودعم التصويت لصالحها كخيار آمن عند كثير من الدول.
إن البحرين حالياً هي المرشح الوحيد المعلن بوضوح من مجموعة آسيا والمحيط الهادئ وهذا يمنح مملكة البحرين فرصة قوية للفوز بالتزكية أو بأغلبية مريحة للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026-2027، والفوز يتم عبر تصويت الجمعية العامة المكونة من 193 دولة ولا بد من حصول البحرين على ثلثي الأصوات أي ما يقارب 128 صوتا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك