العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

البحـرين وعضـويـة مجلـس الأمـن الدولي

بقلم: عبدالهادي الخلاقي

الأحد ٠١ يونيو ٢٠٢٥ - 02:00

تسعى‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬للترشح‭ ‬لنيل‭ ‬عضوية‭ ‬غير‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2027،‭ ‬وذلك‭ ‬بعد‭ ‬موافقة‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬القرار،‭ ‬ومن‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬تُجرى‭ ‬انتخابات‭ ‬العضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يونيو‭ ‬2025م‭.‬

تهدف‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الترشح‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬دورها‭ ‬كشريك‭ ‬دولي‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬ترسيخ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬العالمي،‭ ‬ودعم‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة،‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭ ‬وتقليل‭ ‬حدة‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬لصاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭ ‬وبدعم‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

إن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬شغلت‭ ‬مقعداً‭ ‬غير‭ ‬دائم‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬1998حتى1999م،‭ ‬وهذا‭ ‬الترشح‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬البحرين‭ ‬بتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين،‭ ‬ويعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬على‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية،‭ ‬فالبحرين‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬صغر‭ ‬مساحتها‭ ‬الجغرافية‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬تأثيرا‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬الدوليين‭ ‬وتؤمن‭ ‬بأن‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬حق‭ ‬أصيل‭ ‬لكل‭ ‬شعوب‭ ‬العالم،‭ ‬هذا‭ ‬المبدأ‭ ‬الأصيل‭ ‬الذي‭ ‬انتهجته‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محفل‭ ‬دولي‭ ‬تشارك‭ ‬فيه،‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬حل‭ ‬النزاعات‭ ‬سلمياً‭ ‬واحترام‭ ‬السيادة‭ ‬الوطنية‭ ‬ونبذ‭ ‬العنف‭ ‬والتطرف‭ ‬بكل‭ ‬صوره‭ ‬ودعم‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭ ‬والأديان‭ ‬ومد‭ ‬جسور‭ ‬التواصل‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬وستبقى‭ ‬شريكا‭ ‬فاعلا‭ ‬في‭ ‬حفظ‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬العالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التزامها‭ ‬بالأمن‭ ‬البحري‭ ‬ومكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬وتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬والخليج‭ ‬العربي،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬التحالفات‭ ‬الدولية‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭ ‬مثل‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬داعش‭.‬

لقد‭ ‬استضافت‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المؤتمرات‭ ‬بشأن‭ ‬حوار‭ ‬الأديان‭ ‬والتسامح،‭ ‬وتنظيم‭ ‬حوار‭ ‬المنامة‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬الحوكمة‭ ‬والتحول‭ ‬الرقمي‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والأمن‭ ‬السيبراني،‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬وغيرها‭ ‬كما‭ ‬تُعد‭ ‬البحرين‭ ‬مركزاً‭ ‬حيوياً‭ ‬لهذه‭ ‬المؤتمرات‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭ ‬والخبراء‭ ‬لمناقشة‭ ‬كل‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة‭.‬

إن‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬موقف‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬هو‭ ‬استقرارها‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬وتمتعها‭ ‬بمجتمع‭ ‬متنوع‭ ‬ومتسامح‭ ‬دينياً‭ ‬وعرقياً،‭ ‬وهذا‭ ‬عامل‭ ‬قوي‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬كذلك‭ ‬النشاط‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬المتميز‭ ‬لوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ومشاركتها‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬ودعم‭ ‬اتفاقيات‭ ‬السلام‭ ‬الدولية‭ ‬وما‭ ‬تحظى‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬علاقات‭ ‬طيبة‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬الأطراف‭ ‬الدوليين،‭ ‬ودعم‭ ‬أي‭ ‬مبادرة‭ ‬دولية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬والأمن‭ ‬والحوار‭ ‬والتسامح‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬وهذا‭ ‬يعزز‭ ‬سمعتها‭ ‬واحترامها‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬

إن‭ ‬سعي‭ ‬البحرين‭ ‬لتولي‭ ‬مقعد‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬شرفا‭ ‬دبلوماسيا‭ ‬تسعى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقه،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬وسيلة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العمل‭ ‬لدفع‭ ‬عجلة‭ ‬السلام‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬الأمام‭ ‬وحافز‭ ‬لفتح‭ ‬قنوات‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الحضارات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لتحقيق‭ ‬التنمية‭ ‬والاستدامة‭ ‬والسلم‭ ‬الدوليين‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف‭ ‬والعداء،‭ ‬وهذا‭ ‬كله‭ ‬يعزز‭ ‬دور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كلاعب‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام‭ ‬العالمي‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬التصويت‭ ‬في‭ ‬مقر‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لاختيار‭ ‬البحرين‭ ‬لشغل‭ ‬هذا‭ ‬المقعد،‭ ‬فإنه‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬البحرين‭ ‬جديرة‭ ‬بهذا‭ ‬المقعد‭ ‬فالبحرين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وهذا‭ ‬شرف‭ ‬كبير‭ ‬وثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬مجموعة‭ ‬إقليمية‭ ‬تتفق‭ ‬على‭ ‬مرشحها،‭ ‬أضف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬المجموعة‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الدورة‭ ‬مجمعة‭ ‬على‭ ‬ترشيح‭ ‬البحرين‭ ‬لهذا‭ ‬المقعد‭.‬

وخلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الماضية‭ ‬استطاعت‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬البحرينية‭ ‬عقد‭ ‬اجتماعات‭ ‬مع‭ ‬مندوبين‭ ‬دائمين‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬وأمريكا‭ ‬اللاتينية‭ ‬واستطاعت‭ ‬أن‭ ‬تعزز‭ ‬علاقاتها‭ ‬الثنائية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬جداً‭ ‬بهدف‭ ‬دعم‭ ‬ترشحها‭ ‬لهذه‭ ‬العضوية،‭ ‬ومما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الفخر‭ ‬أن‭ ‬السمعة‭ ‬الدولية‭ ‬الطيبة‭ ‬التي‭ ‬تحظى‭ ‬بها‭ ‬البحرين‭ ‬بقيادتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬ومبادراتها‭ ‬الإنسانية‭ ‬وبحيادتها‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقضايا‭ ‬الدولية‭ ‬ومواقفها‭ ‬الداعمة‭ ‬للسلام‭ ‬والحوار‭ ‬قد‭ ‬منحها‭ ‬ثقة‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬ودعم‭ ‬التصويت‭ ‬لصالحها‭ ‬كخيار‭ ‬آمن‭ ‬عند‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭.‬

إن‭ ‬البحرين‭ ‬حالياً‭ ‬هي‭ ‬المرشح‭ ‬الوحيد‭ ‬المعلن‭ ‬بوضوح‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬آسيا‭ ‬والمحيط‭ ‬الهادئ‭ ‬وهذا‭ ‬يمنح‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬فرصة‭ ‬قوية‭ ‬للفوز‭ ‬بالتزكية‭ ‬أو‭ ‬بأغلبية‭ ‬مريحة‭ ‬للعضوية‭ ‬غير‭ ‬الدائمة‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬الأمن‭ ‬التابع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬للفترة‭ ‬2026‭-‬2027،‭ ‬والفوز‭ ‬يتم‭ ‬عبر‭ ‬تصويت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬المكونة‭ ‬من‭ ‬193‭ ‬دولة‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬حصول‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬ثلثي‭ ‬الأصوات‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬128‭ ‬صوتا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا