العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٧ - الاثنين ٠٢ يونيو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

وصفة الحب! (1)

عندي‭ ‬لكم‭ ‬اليوم‭ ‬بشارة‭ ‬كبرى،‭ ‬تتعلق‭ ‬بصحتكم‭ ‬النفسية‭ ‬والجسدية،‭ ‬وذلك‭ ‬استنادا‭ ‬الى‭ ‬دراسة‭ ‬أعدها‭ ‬باحث‭ ‬طبي‭ ‬عربي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬أمراض‭ ‬القلب‭ ‬والكلى‭ ‬والباطنية،‭ ‬تقول‭ ‬ان‭ ‬المحبين‭ ‬اقل‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬بأمراض‭ ‬القلب‭ ‬وتصلب‭ ‬الشرايين،‭ ‬وارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭ ‬والكولسترول،‭ ‬والجلطة،‭ ‬والسكتة‭ ‬الدماغية‭ ‬وآلام‭ ‬المفاصل‭ ‬والمعدة‭ ‬والضعف‭ ‬الناتج‭ ‬عن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬يعني‭ ‬الحب‭ ‬يمنع‭ ‬حدوث‭ ‬تلك‭ ‬الأمراض،‭ ‬أو‭ ‬يمنع‭ ‬تعقيداتها‭. ‬يا‭ ‬لسعادتكم‭ ‬أيها‭ ‬التعساء‭ ‬بالوراثة‭ ‬والميلاد‭! ‬ولن‭ ‬أذكر‭ ‬اسم‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬لأن‭ ‬المفاوضات‭ ‬بيني‭ ‬وبينه‭ ‬لم‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬نتيجة‭ ‬بشأن‭ ‬عمولتي‭ ‬من‭ ‬الترويج‭ ‬لنتائج‭ ‬دراسته‭ ‬تلك،‭ ‬ولذا‭ ‬سأكتفي‭ ‬اليوم‭ ‬بإبانة‭ ‬أهمية‭ ‬الدراسة‭ ‬وآفاق‭ ‬التداوي‭ ‬بالحب،‭ ‬كبادرة‭ ‬حسن‭ ‬نية‭ ‬حتى‭ ‬يقتنع‭ ‬سيادة‭ ‬الدكتور‭ ‬العبقري‭ ‬بقدراتي‭ ‬التسويقية‭ ‬ويمنحني‭ ‬توكيلا‭ ‬يخول‭ ‬لي‭ ‬إصدار‭ ‬وصفات‭ ‬الحبحبة،‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬الحب‭ ‬المكثف،‭ ‬بجرعات‭ ‬علاجية‭: ‬هب‭ ‬ان‭ ‬زميلك‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬سقط‭ ‬مجندلا‭ ‬لأن‭ ‬أحد‭ ‬شرايينه‭ ‬أضرب‭ ‬عن‭ ‬العمل‭: ‬لا‭ ‬تطلب‭ ‬سيارة‭ ‬الإسعاف،‭ ‬ولا‭ ‬تلجأ‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬التي‭ ‬يعطيك‭ ‬القائمون‭ ‬على‭ ‬أمورها‭ ‬الانطباع‭ ‬بأنك‭ ‬تطلب‭ ‬عافيتك‭ ‬بالخصم‭ ‬من‭ ‬عافيتهم‭! ‬فقط‭ ‬احصل‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬من‭ ‬مجلة‭ ‬بلاي‭ ‬بوي،‭ ‬او‭ ‬أدخل‭ ‬أحد‭ ‬مواقع‭ ‬الانترنت‭ ‬للفجور‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬لتحصل‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬حسناء‭ ‬جمالها‭ ‬يذهب‭ ‬بأنصاف‭ ‬العقول،‭ ‬وتضع‭ ‬الصورة‭ ‬على‭ ‬انف‭ ‬صاحبك‭ ‬المريض‭ ‬وما‭ ‬ان‭ ‬يشمها‭ ‬حتى‭ ‬يستأنف‭ ‬شريانه‭ ‬الضخ،‭ ‬حتى‭ ‬يندفع‭ ‬الفائض‭ ‬من‭ ‬دمه‭ ‬عبر‭ ‬أذنيه‭! ‬وهب‭ ‬أنك‭ ‬في‭ ‬السبعين‭ ‬أو‭ ‬الثمانين‭ ‬ووجدت‭ ‬صعوبة‭ ‬في‭ ‬تحريك‭ ‬ساقيك‭ ‬للذهاب‭ ‬مثلا‭ ‬إلى‭ ‬الحمام‭ ‬في‭ ‬الصباح‭. ‬هنا‭ ‬عليك‭ ‬طلب‭ ‬الإسعاف،‭ ‬لينقلك‭ ‬إلى‭ ‬أقرب‭ ‬سوق‭ ‬لتبحث‭ ‬عن‭ ‬واحدة‭ ‬‮«‬دفعتك‮»‬‭ ‬وتعاكسها‭ ‬باسم‭ ‬الحب‭ ‬عبر‭ ‬نافذة‭ ‬الإسعاف،‭ ‬‮«‬ثواني‭ ‬ورجلك‭ ‬تصير‭ ‬أولمبية‭ ‬بزوال‭ ‬الشلل‮»‬‭ ‬أي‭ ‬تصبح‭ ‬ساقك‭ ‬مثل‭ ‬ساق‭ ‬جونسون،‭ ‬ذلك‭ ‬العداء‭ ‬الكندي‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬استعان‭ ‬به‭ ‬امبراطور‭ ‬ليبيا‭ ‬الهالك‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬بتوصية‭ ‬من‭ ‬ابنه‭ ‬الساعدي‭ ‬لرفع‭ ‬اللياقة‭ ‬البدنية‭ ‬لأفراد‭ ‬منتخبها‭ ‬لكرة‭ ‬القدم،‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬تأكد‭ ‬علميا‭ ‬ان‭ ‬الجنس‭ ‬الأسود‭ ‬هو‭ ‬‮«‬اللي‭ ‬فيه‭ ‬الزبدة‭ ‬والخير‭ ‬والبركة‮»‬‭ ‬ولو‭ ‬كره‭ ‬الكارهون‭. ‬مع‭ ‬أن‭ ‬جونسون‭ ‬هذا‭ ‬أوقف‭ ‬عن‭ ‬ممارسة‭ ‬النشاط‭ ‬الرياضي‭ ‬نهائيا‭ ‬بعد‭ ‬اكتشاف‭ ‬انه‭ ‬فاز‭ ‬في‭ ‬احدى‭ ‬الدورات‭ ‬الأولمبية‭ ‬بالأوانطة‭ ‬لأنه‭ ‬كان‭ ‬يتعاطى‭ ‬المنشطات‭ ‬بكميات‭ ‬تجارية‭.‬

يعني‭ ‬الطبيب‭ ‬الهمام‭ ‬صاحب‭ ‬الاقتراح‭ ‬العبقري‭ ‬قد‭ ‬يخرج‭ ‬علينا‭ ‬بعد‭ ‬فترة‭ ‬بالمزيد‭ ‬من‭ ‬النصائح‭: ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬السكري‭ ‬عليك‭ ‬ان‭ ‬تحب‭ ‬واحدة‭ ‬سمراء‭ ‬لأن‭ ‬السكر‭ ‬الأبيض‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬البلاوي،‭ ‬أما‭ ‬إذا‭ ‬أصبت‭ ‬بارتفاع‭ ‬ضغط‭ ‬الدم‭ ‬مع‭ ‬السكري‭ ‬فعليك‭ ‬بحبيبة‭ ‬حنطاوية‭. ‬بعبارة‭ ‬أخرى‭ ‬لابد‭ ‬لكل‭ ‬مرض‭ ‬من‭ ‬حبيب‭ ‬أو‭ ‬حبيبة‭. ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الطبيب‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬مؤهلا‭ ‬حتى‭ ‬لمعالجة‭ ‬التهاب‭ ‬الشَعر،‭ ‬فهو‭ ‬يقول‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬أن‭ ‬الزواج‭ ‬عديم‭ ‬الفائدة‭ ‬لأن‭ ‬معظم‭ ‬الناس‭ ‬يحبون‭ ‬أزواجهم‭ (‬من‭ ‬هذا‭ ‬الجنس‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭) ‬ومع‭ ‬هذا‭ ‬يمرضون‭ ‬ويموتون‭ ‬بسبب‭ ‬الأمراض‭. ‬ولو‭ ‬كنت‭ ‬مريضا‭ ‬ولا‭ ‬تحب‭ ‬شريك‭ ‬حياتك‭ ‬فعليك‭ ‬بالخلع‭ ‬او‭ ‬الطلاق‭ ‬لتصطاد‭ ‬المحبوب‭ ‬الذي‭ ‬سيكون‭ ‬سبب‭ ‬الشفاء‭ (‬لاحظ‭ ‬أن‭ ‬الفرق‭ ‬بين‭ ‬الشفاء‭ ‬والشقاء‭ ‬نقطة‭ ‬واحدة‭).‬

ويشكو‭ ‬ابنك‭ ‬مع‭ ‬أول‭ ‬الصباح‭ ‬من‭ ‬إسهال‭ ‬حاد،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتهمه‭ ‬بافتعال‭ ‬المرض‭ ‬للتهرب‭ ‬من‭ ‬المدرسة،‭ ‬عليك‭ ‬باصطحابه‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬تسوق‭ ‬محترم‭ (‬مول‭) ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الذي‭ ‬تؤمه‭ ‬المراهقات‭ ‬والمراهقون‭ ‬على‭ ‬أمل‭ ‬ان‭ ‬التسكع‭ ‬في‭ ‬محلات‭ ‬ذات‭ ‬أسماء‭ ‬غربية‭ ‬سيعطيهم‭ ‬طفرة‭ ‬حضارية،‭ ‬وتشجعه‭ ‬على‭ ‬الحب‭ ‬‮«‬من‭ ‬طرف‮»‬،‭ ‬وستكتشف‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬ساعة‭ ‬أن‭ ‬الإسهال‭ ‬عنده‭ ‬تحول‭ ‬الى‭ ‬إمساك،‭ ‬وعليك‭ ‬التسلح‭ ‬بوصفة‭ ‬طبية‭ (‬روشتة‭) ‬تفاديا‭ ‬للكمش‭ ‬البوليسي‭: ‬غمزة‭ ‬عين‭ ‬على‭ ‬الريق‭.. ‬بصبصة‭ ‬أرض‭-‬جو‭ (‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬المستهدفة‭ ‬بالمغازلة‭ ‬في‭ ‬الطابق‭ ‬العلوي‭ ‬بينما‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬طابق‭ ‬أدنى‭).. ‬قبل‭ ‬العشاء‭..‬آي‭ ‬لف‭ ‬يو‭.. ‬يا‭ ‬حبي‭.. ‬يا‭ ‬بعد‭ ‬عمري‭.. ‬عند‭ ‬اللزوم،‭ ‬ولن‭ ‬يتجاسر‭ ‬شرطي‭ ‬على‭ ‬التصدي‭ ‬لك‭!! ‬وغدا‭ ‬نواصل‭.‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا