العدد : ١٧٢٣٢ - الأربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣٢ - الأربعاء ٢٨ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠١ ذو الحجة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الآمال والفرص في اتفاقية الـتـجـارة الـحـرة الـبريطـانـيـة الخليجـيـة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬خروج‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي،‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬على‭ ‬الحكومات‭ ‬البريطانية‭ ‬المتعاقبة‭ ‬التفاوض‭ ‬على‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬وتكتلات‭ ‬اقتصادية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬لهذه‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬كانت‭ ‬مخيبة‭ ‬للآمال،‭ ‬إذ‭ ‬تعرضت‭ ‬لانتقادات‭ ‬بسبب‭ ‬محدودية‭ ‬نطاقها،‭ ‬وعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬يحتاجها‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البريطاني‭.‬

وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬آلت‭ ‬مهمة‭ ‬صياغة‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارية‭ ‬جديدة‭ ‬إلى‭ ‬الحكومة‭ ‬العمالية‭ ‬برئاسة‭ ‬السير‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬تسلمت‭ ‬السلطة‭. ‬وبحلول‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬وصف‭ ‬الاقتصاديين‭ ‬سياسات‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬قلبت‭ ‬عقودًا‭ ‬من‭ ‬معايير‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب»؛‭ ‬نجحت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬سريعًا‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬ثلاث‭ ‬اتفاقيات‭ ‬مهمة‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬والهند،‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبي‭.‬

وعقب‭ ‬إبرامها‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬مع‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬القوى‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية؛‭ ‬أكدت‭ ‬‮«‬راشيل‭ ‬ريفز‮»‬،‭ ‬وزيرة‭ ‬الخزانة‭ ‬البريطانية،‭ ‬أن‭ ‬تركيز‭ ‬حكومتها‭ ‬الجديد‭ ‬ينصب‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارة‭ ‬حرة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬مع‭ ‬السعي‭ ‬لإنهاء‭ ‬عملية‭ ‬التفاوض‭ ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬أول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬2022‭.‬

وسجل‭ ‬‮«‬آدم‭ ‬بوتلين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬كلية‭ ‬لندن‭ ‬للاقتصاد‮»‬،‭ ‬كيف‭ ‬انهمكت‭ ‬الحكومة‭ ‬البريطانية‭ ‬خلال‭ ‬الأسابيع‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬‮«‬جولة‭ ‬من‭ ‬الصفقات‭ ‬التجارية‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬الحكومة‭ ‬نفسها‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تاريخية‭ ‬وبارزة‮»‬‭. ‬وردًا‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬لتعريفة‭ ‬جمركية‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الصادرات‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ (‬كجزء‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬العالمي‭ ‬الأوسع‭ ‬الذي‭ ‬طبقته‭ ‬واشنطن‭ ‬أوائل‭ ‬أبريل‭)‬؛‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬حكومة‭ ‬أجنبية‭ ‬يلتقي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي؛‭ ‬للتفاوض‭ ‬على‭ ‬شروط‭ ‬تعريفة‭ ‬جمركية‭ ‬جديدة،‭ ‬حيث‭ ‬وافق‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬على‭ ‬خفض‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬واردات‭ ‬السيارات‭ ‬بريطانية‭ ‬الصنع،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬الصادرات‭ ‬البريطانية‭ ‬من‭ ‬الصلب‭ ‬والألمنيوم‭.‬

وأعقب‭ ‬ذلك،‭ ‬إعلان‭ ‬بريطانيا‭ ‬رسميًا‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬الهند،‭ ‬والتي‭ ‬خُفضت‭ ‬بموجبها‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬المنتجات‭ ‬البريطانية‭ ‬إلى‭ ‬الهند،‭ ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬زيادة‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بمقدار‭ ‬34‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭. ‬وفي‭ ‬19‭ ‬مايو‭ -‬بعد‭ ‬ستة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬المفاوضات‭- ‬تم‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬تُخفف‭ ‬قيود‭ ‬السفر‭ ‬بين‭ ‬الطرفين،‭ ‬وتُذلّل‭ ‬استيراد‭ ‬وتصدير‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬والمشروبات،‭ ‬وتنص‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬وحصص‭ ‬صيد‭ ‬متبادلة‭ ‬لمدة‭ ‬12‭ ‬عامًا‭ ‬أخرى،‭ ‬والتي‭ ‬وصفتها‭ ‬شبكة‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬‮«‬تُمثّل‭ ‬أكبر‭ ‬اتفاقية‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬منذ‭ ‬خروج‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬عام‭ ‬2020‮»‬‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬لاندلر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬نيويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إبرام‭ ‬صفقات‭ ‬متتالية‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬يُظهر‭ ‬أن‭ ‬بريطانيا‭ -‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تصاعد‭ ‬المنافسات‭ ‬الجيواقتصادية‭ ‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مضطرة‭ ‬الى‭ ‬الاختيار‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬شريكين‭ ‬تجاريين‭ ‬متعارضين،‭ ‬مضيفا‭ ‬أن‭ ‬الرغبة‭ ‬القوية‭ ‬لحكومة‭ ‬‮«‬ستارمر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬توقيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الاقتصادية؛‭ ‬تظهر‭ ‬في‭ ‬إصرار‭ ‬وزيرة‭ ‬الخزانة،‭ ‬‮«‬راشيل‭ ‬ريفز‮»‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الصفقة‭ ‬التالية‮»‬،‭ ‬ستضع‭ ‬إطارًا‭ ‬رسميًا‭ ‬لاتفاق‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬بريطانيا‭ ‬التاريخيين‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

ونظرًا‭ ‬لأن‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬هو‭ ‬سابع‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬تصدير‭ ‬للمملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬حاليًا؛‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬قيمة‭ ‬التجارة‭ ‬بينهما‭ ‬57‭ ‬مليار‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬سنويًا‭. ‬ومن‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يعزز‭ ‬تنفيذ‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬بنحو‭ ‬16%،‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬فرصة‭ ‬لتعظيم‭ ‬التعاون‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬والأغذية‭ ‬والمشروبات،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬تشجيع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتبادلة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬ستكون‭ ‬ذات‭ ‬أثر‭ ‬واضح‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية؛‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أيضًا‭ ‬تأكيد‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬تبسيط‭ ‬اللوائح‭ ‬الجمركية،‭ ‬وتعزيز‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين،‭ ‬مما‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تسهيل‭ ‬تدفق‭ ‬استثمارات‭ ‬أكبر‭ ‬بينهما‭.‬

وبدأت‭ ‬مفاوضات‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬و«دول‭ ‬الخليج‮»‬،‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عام‭ ‬2022‭. ‬وقد‭ ‬خضعت‭ ‬هذه‭ ‬المفاوضات‭ ‬لعدة‭ ‬جولات‭ ‬من‭ ‬المحادثات،‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭. ‬وفي‭ ‬يوليو‭ ‬2024،‭ ‬أكد‭ ‬وزير‭ ‬الأعمال‭ ‬والتجارة،‭ ‬‮«‬جوناثان‭ ‬رينولدز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يمثل‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬ضمن‭ ‬أجندته‭ ‬الاقتصادية‭ ‬‮«‬الطموحة‮»‬‭. ‬واستُؤنفت‭ ‬المفاوضات‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬العام،‭ ‬حيث‭ ‬زار‭ ‬وفد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬‮«‬لندن‮»‬،‭ ‬في‭ ‬أكتوبر،‭ ‬تبعته‭ ‬زيارة‭ ‬لوفد‭ ‬بريطاني‭ ‬إلى‭ ‬الرياض‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬التالي‭ ‬لمواصلة‭ ‬المحادثات‭.‬

وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬‭ ‬وخلال‭ ‬زيارته‭ ‬لسلطنة‭ ‬عمان‭ ‬وقطر‭ ‬‭ ‬جدّد‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬ديفيد‭ ‬لامي‮»‬،‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬بمواصلة‭ ‬العملية‭ ‬التفاوضية‭. ‬وصرّح‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬البريطاني‭ ‬عن‭ ‬‮«‬تحقيق‭ ‬تقدم‭ ‬جيد‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬مكالمة‭ ‬هاتفية‭ ‬بين‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬‮«‬كير‭ ‬ستارمر‮»‬،‭ ‬وولي‭ ‬العهد‭ ‬السعودي‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‮»‬،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬سابق‭ ‬من‭ ‬نفس‭ ‬الشهر‭. ‬ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬ريفز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إتمام‭ ‬مفاوضات‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات،‭ ‬يُعد‭ ‬‮«‬محورًا‭ ‬رئيسيا‮»‬،‭ ‬في‭ ‬استراتيجية‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬التجارية؛‭ ‬تبرز‭ ‬تساؤلات‭ ‬مهمة‭ ‬حول‭ ‬مضمون‭ ‬الاتفاقية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬المحتمل‭.‬

ووفقًا‭ ‬لما‭ ‬وثّقته‭ ‬‮«‬لجنة‭ ‬التجارة‭ ‬والأعمال‭ ‬البريطانية‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬غطّت‭ ‬المفاوضات‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬بين‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‮»‬،‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬23‭ ‬مجالًا‭ ‬مختلفًا‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬المعتمد‭ ‬للتصدير‭ ‬والتجارة‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أحد‭ ‬الآثار‭ ‬المباشرة‭ ‬لاتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة،‭ ‬سيكون‭ ‬خفض‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬التعريفات‭ ‬الجمركية‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬والخدمات‭ ‬الرئيسية‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬استفادة‭ ‬الشركات‭ ‬البريطانية‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬من‭ ‬صادرات‭ ‬الأغذية‭ ‬والمشروبات‭ ‬والسيارات‭ ‬والأدوية‭. ‬وفي‭ ‬المقابل،‭ ‬من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬تزداد‭ ‬القدرة‭ ‬التنافسية‭ ‬لصادرات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬الألمنيوم‭ ‬والطاقة‭ ‬والبتروكيماويات‭ ‬إلى‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬بفضل‭ ‬تخفيض‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭.‬

وإلى‭ ‬جانب‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية،‭ ‬ستتناول‭ ‬الاتفاقية‭ ‬كذلك‭ ‬قضايا‭ ‬التوافق‭ ‬التنظيمي،‭ ‬وتبسيط‭ ‬الإجراءات‭ ‬الجمركية‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬المعتمد‮»‬،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التأثير‭ ‬الحقيقي‮»‬‭ ‬لها‭ ‬سيؤثر‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الخدمات؛‭ ‬نظرًا‭ ‬لتفوق‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الخدمات‭ ‬المهنية،‭ ‬والاستشارات‭ ‬المالية،‭ ‬والخبرة‭ ‬القانونية،‭ ‬والتعليم،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تسعى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬النمو‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المجالات‭. ‬وبالتالي،‭ ‬قد‭ ‬توفر‭ ‬الاتفاقية‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الفرص‭ ‬لمقدمي‭ ‬الخدمات‭ ‬البريطانيين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تسهيل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬القطاع‭ ‬العام،‭ ‬والاعتراف‭ ‬القانوني‭ ‬بالمؤهلات‭ ‬المهنية،‭ ‬وتخفيف‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬ملكية‭ ‬الأعمال‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالآثار‭ ‬الإيجابية‭ ‬المحتملة‭ ‬لاتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬‮«‬الخليج‮»‬،‭ ‬و«المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬ترى‭ ‬الأخيرة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬قد‭ ‬يرفع‭ ‬حجم‭ ‬التجارة‭ ‬الثنائية‭ ‬بنسبة‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬16%،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعادل‭ ‬نحو‭ ‬8‭.‬6‭ ‬مليارات‭ ‬جنيه‭ ‬إسترليني‭ ‬إضافية‭ ‬سنويًا‭. ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬البريطاني‭ ‬نما‭ ‬بنسبة‭ ‬0‭.‬7%‭ ‬فقط‭ ‬خلال‭ ‬الربع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬فإن‭ ‬توقع‭ ‬إضافة‭ ‬نحو‭ ‬2.1‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬إلى‭ ‬الاقتصاد‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل؛‭ ‬يعد‭ ‬أمرًا‭ ‬مبشرًا‭ ‬لحكومة‭ ‬ستارمر‭. ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬الى‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬فإن‭ ‬تقليل‭ ‬الحواجز‭ ‬أمام‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬سيتكامل‭ ‬مع‭ ‬فرص‭ ‬متزايدة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬خبرات‭ ‬بريطانيا‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬التقنيات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬باحتجاز‭ ‬الكربون،‭ ‬وتوظيف‭ ‬الهيدروجين‭ ‬كمصدر‭ ‬بديل‭ ‬للطاقة‮»‬‭.‬

ومع‭ ‬تأكيد‭ ‬‮«‬ريفز‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المملكة‭ ‬المتحدة‮»‬‭ ‬حققت‭ ‬‮«‬أول‭ ‬وأفضل‭ ‬صفقة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب،‭ ‬و«أفضل‭ ‬صفقة‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬خارج‭ ‬الكتلة،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬‮«‬أفضل‭ ‬اتفاقية‭ ‬تجارية‮»‬‭ ‬مع‭ ‬الهند،‭ ‬أصبحت‭ ‬البلاد‭ -‬بحسب‭ ‬قولها‭- ‬‮«‬وجهة‭ ‬جاذبة‭ ‬للاستثمار‭ ‬والأعمال‮»‬‭ ‬بفضل‭ ‬امتلاكها‭ ‬صفقات‭ ‬تفضيلية‭ ‬مع‭ ‬أكبر‭ ‬اقتصادات‭ ‬العالم‭. ‬وبدوره،‭ ‬سيعزز‭ ‬هذا‭ ‬الزخم‭ ‬الإيجابي‭ ‬جهود‭ ‬إتمام‭ ‬الاتفاقية‭ ‬التجارية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭.‬

ورغم‭ ‬غياب‭ ‬إطار‭ ‬زمني‭ ‬رسمي‭ ‬لإنهاء‭ ‬الاتفاق‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أي‭ ‬من‭ ‬الطرفين،‭ ‬يؤكد‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬المعتمد‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬الشركات‭ ‬البريطانية‭ ‬جاهزة‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬بيئة‭ ‬تجارية‭ ‬أكثر‭ ‬تكاملاً‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭. ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬إتمام‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬لن‭ ‬يمثل‭ ‬نهاية‭ ‬الحوار‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬الجانبين،‭ ‬إذ‭ ‬تشير‭ ‬وكالة‭ ‬‮«‬بلومبرج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬قد‭ ‬تسعى‭ ‬لعقد‭ ‬اتفاقيات‭ ‬تجارية‭ ‬ثنائية‭ ‬إضافية،‭ ‬مثل‭ ‬اتفاقيات‭ ‬الشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الشاملة‭ (‬CEPA‭)‬،‭ ‬لتشمل‭ ‬مجالات‭ ‬التجارة‭ ‬والاستثمار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تغطيها‭ ‬اتفاقية‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭. ‬وبالتالي،‭ ‬سيشكل‭ ‬إتمام‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬جسراً‭ ‬أساسياً‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشراكات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والسياسية‭ ‬والدبلوماسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬القائمة‭ ‬والمتطورة‭ ‬بين‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا