العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

جسور المعرفة التي صنعت العالم الحديث

بقلم: د. حامد عبدالرحيم عيد {

الاثنين ٢٦ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

انطلاقا‭ ‬من‭ ‬اهتمامي‭ ‬بتاريخ‭ ‬العلوم‭ ‬وفلسفته،‭ ‬وفي‭ ‬أحدث‭ ‬ورقة‭ ‬علمية‭ ‬نُشرت‭ ‬لي‭ ‬بالمجلة‭ ‬المصرية‭ ‬لتاريخ‭ ‬وفلسفة‭ ‬العلوم،‭ ‬التي‭ ‬صدرت‭ ‬مؤخرًا‭ ‬ويرأس‭ ‬تحريرها‭ ‬العالم‭ ‬الجليل‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬لبيب‭ ‬سالم‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬التيارات‭ ‬المتقاطعة‭: ‬النهضة‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬الإسلامي‭ ‬والنهضة‭ ‬الأوروبية

عملت‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬استكشاف‭ ‬التأثير‭ ‬العميق‭ ‬للعلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مسلطًا‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الترابط‭ ‬الوثيق‭ ‬بين‭ ‬هاتين‭ ‬الفترتين‭ ‬المحوريتين‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬العلوم‭ ‬والتطور‭ ‬الفكري‭. ‬

كما‭ ‬يتناول‭ ‬البحث‭ ‬التبادلات‭ ‬الثقافية‭ ‬والفكرية‭ ‬الثرية‭ ‬بين‭ ‬الحضارتين‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬المساهمات‭ ‬الجوهرية‭ ‬للعلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬العلمية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الرياضيات‭ ‬والفلك‭ ‬والكيمياء‭ ‬والطب‭ ‬والفلسفة‭. ‬

ومن‭ ‬خلال‭ ‬تحليل‭ ‬أعمال‭ ‬شخصيات‭ ‬بارزة‭ ‬مثل‭ ‬جابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‭ ‬وأبوبكر‭ ‬الرازي،‭ ‬نسعى‭ ‬إلى‭ ‬إظهار‭ ‬الأثر‭ ‬العميق‭ ‬للعلم‭ ‬الإسلامي‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬الفكري‭ ‬الأوروبي‭. ‬لقد‭ ‬كشفت‭ ‬نتائج‭ ‬البحث‭ ‬أن‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية‭ ‬تأثر‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬بالعلم‭ ‬الإسلامي‭. ‬فقد‭ ‬استلهمت‭ ‬أعمال‭ ‬علماء‭ ‬بارزين‭ ‬مثل‭ ‬كوبرنيكوس‭ ‬وفيبوناتشي‭ ‬من‭ ‬التقدم‭ ‬العلمي‭ ‬الذي‭ ‬أحرزه‭ ‬مفكرون‭ ‬مسلمون‭ ‬أفذاذ‭ ‬مثل‭ ‬البتاني‭ ‬والخوارزمي‭ ‬وأبو‭ ‬كامل‭. ‬كما‭ ‬لعبت‭ ‬ترجمة‭ ‬النصوص‭ ‬القديمة‭ ‬وحفظها،‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬استيعاب‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬دورًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المناهج‭ ‬العلمية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭.‬

‭ ‬وخلصت‭ ‬الورقة‭ ‬إلى‭ ‬إبراز‭ ‬الترابط‭ ‬العميق‭ ‬بين‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬للإسلام‭ ‬وعصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أهمية‭ ‬التبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬والحوار‭ ‬الفكري‭ ‬بين‭ ‬الحضارات‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالتراث‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬هاتين‭ ‬الحضارتين‭ ‬العظيمتين،‭ ‬نكتسب‭ ‬تقديرًا‭ ‬أعمق‭ ‬لتطور‭ ‬المعرفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والطابع‭ ‬التعاوني‭ ‬للتقدم‭ ‬الفكري‭ ‬عبر‭ ‬التاريخ‭.‬

لم‭ ‬تكن‭ ‬مكتبات‭ ‬الأندلس‭ ‬ومراكز‭ ‬الترجمة‭ ‬النشطة‭ ‬في‭ ‬طليطلة‭ ‬مجرد‭ ‬مبانٍ‭ ‬حجرية‭ ‬صامتة،‭ ‬بل‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬مختبرات‭ ‬حية‭ ‬لصناعة‭ ‬الحضارة‭. ‬وفي‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬الحكمة‮»‬‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وتحت‭ ‬الرعاية‭ ‬المستنيرة‭ ‬للخليفة‭ ‬المأمون‭ ‬تحولت‭ ‬أعمال‭ ‬فلاسفة‭ ‬اليونان‭ ‬الكبار‭ ‬مثل‭ ‬أرسطو‭ ‬وبطليموس‭ ‬إلى‭ ‬نصوص‭ ‬عربية‭ ‬بليغة‭.‬

‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمون‭ ‬مجرد‭ ‬ناقلين‭ ‬للمعرفة،‭ ‬بل‭ ‬كانوا‭ ‬مُجددين‭ ‬أضافوا‭ ‬إليها‭ ‬وطوروها‭ ‬وحولوها‭ ‬إلى‭ ‬علم‭ ‬تطبيقي‭ ‬يخدم‭ ‬الحياة‭. ‬فجابر‭ ‬بن‭ ‬حيان‭ (‬721-815م‭) ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬أسس‭ ‬علم‭ ‬الكيمياء‭ ‬التجريبية‭ ‬بتصنيف‭ ‬المواد‭ ‬وابتكار‭ ‬أدوات‭ ‬مخبرية‭ ‬متطورة‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬تشكل‭ ‬أساس‭ ‬المختبرات‭ ‬الحديثة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬وابن‭ ‬الهيثم‭ (‬965-1040م‭) ‬شكك‭ ‬بجرأة‭ ‬في‭ ‬نظريات‭ ‬الإغريق‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الضوء،‭ ‬ووضع‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الرائد‭ ‬‮«‬كتاب‭ ‬المناظر‮»‬‭ ‬أول‭ ‬منهج‭ ‬علمي‭ ‬حقيقي‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬التجربة‭ ‬الدقيقة‭ ‬والملاحظة‭ ‬المنظمة،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬الضوء‭ ‬ينعكس‭ ‬من‭ ‬الأجسام‭ ‬إلى‭ ‬العين،‭ ‬وليس‭ ‬العكس‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬يُعتقد‭ ‬سابقًا‭! ‬

والأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للدهشة‭ ‬هو‭ ‬التأثير‭ ‬العميق‭ ‬للنماذج‭ ‬الرياضية‭ ‬الإسلامية‭ ‬على‭ ‬عمالقة‭ ‬عصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية‭. ‬فنيكولاس‭ ‬كوبرنيكوس‭ ‬‭ ‬مؤسس‭ ‬نظرية‭ ‬مركزية‭ ‬الشمس‭ ‬‭ ‬استند‭ ‬في‭ ‬حساباته‭ ‬الفلكية‭ ‬المعقدة‭ ‬على‭ ‬‮«‬ازدواج‭ ‬الطوسي‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬نموذج‭ ‬هندسي‭ ‬بارع‭ ‬وضعه‭ ‬العالم‭ ‬الفلكي‭ ‬نصير‭ ‬الدين‭ ‬الطوسي‭ (‬1201-1274م‭) ‬لحل‭ ‬الإشكالات‭ ‬الفلكية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تعتري‭ ‬نموذج‭ ‬بطليموس‭. ‬التشابه‭ ‬بين‭ ‬النموذجين‭ ‬مذهل‭ ‬لدرجة‭ ‬تطابق‭ ‬الرموز‭ ‬الرياضية‭ ‬المستخدمة،‭ ‬لكن‭ ‬كوبرنيكوس‭ ‬لم‭ ‬يشر‭ ‬إلى‭ ‬مصدره‭ ‬الإسلامي‭! ‬وتتكرر‭ ‬القصة‭ ‬مع‭ ‬ليوناردو‭ ‬فيبوناتشي،‭ ‬الذي‭ ‬أدخل‭ ‬نظام‭ ‬الأرقام‭ ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬عبر‭ ‬كتابه‭ ‬الشهير‭ ‬‮«‬ليبر‭ ‬أباتشي‮»‬‭ (‬1202م‭)‬،‭ ‬لكنه‭ ‬تجاهل‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬العالم‭ ‬المسلم‭ ‬العظيم‭ ‬الخوارزمي،‭ ‬مؤسس‭ ‬علم‭ ‬الجبر،‭ ‬الذي‭ ‬استوحى‭ ‬منه‭ ‬فيبوناتشي‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحساب‭ ‬الأساسية‭. ‬

هذه‭ ‬‮«‬النزعة‭ ‬النسيانية‭ ‬المتعمدة‮»‬‭ ‬تعكس‭ ‬تحيزًا‭ ‬أوروبيًا‭ ‬سعى‭ ‬لطمس‭ ‬الإسهامات‭ ‬الهائلة‭ ‬للحضارة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬واختزال‭ ‬عصور‭ ‬الظلام‭ ‬الأوروبية‭ ‬في‭ ‬كونها‭ ‬‮«‬فجوة‮»‬‭ ‬زمنية‭ ‬ضائعة‭ ‬بين‭ ‬العصرين‭ ‬اليوناني‭ ‬وعصر‭ ‬النهضة،‭ ‬متجاهلًا‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭ ‬كان‭ ‬يحفظ‭ ‬شعلة‭ ‬المعرفة‭ ‬متوهجة‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬عام‭!‬

ولا‭ ‬تكتمل‭ ‬الصورة‭ ‬الزاهية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مدينة‭ ‬قرطبة‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العاشر‭ ‬الميلادي،‭ ‬حيث‭ ‬حولها‭ ‬المسلمون‭ ‬إلى‭ ‬عاصمة‭ ‬للتنوير‭ ‬العلمي‭ ‬والفكري‭ ‬وتفوقت‭ ‬على‭ ‬مدن‭ ‬أوروبية‭ ‬كبرى‭ ‬مثل‭ ‬باريس‭ ‬ولندن‭ ‬بقرون‭ ‬عديدة‭. ‬هنا،‭ ‬جمعت‭ ‬مكتبة‭ ‬الخليفة‭ ‬الحكم‭ ‬الثاني‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬مخطوط‭ ‬نفيس،‭ ‬وتلاقى‭ ‬علماء‭ ‬مسلمون‭ ‬ومسيحيون‭ ‬ويهود‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬فكري‭ ‬وثقافي‭ ‬فريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭.‬

‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬البيئة‭ ‬التعددية‭ ‬الخصبة،‭ ‬ظهرت‭ ‬إنجازات‭ ‬علمية‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬مثل‭: ‬الزراعة‭ ‬العلمية‭ ‬المتطورة‭: ‬عبر‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬الفلاحة‮»‬‭ ‬لابن‭ ‬العوام‭ ‬الذي‭ ‬نقل‭ ‬تقنيات‭ ‬الري‭ ‬المبتكرة‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭. ‬الجراحة‭ ‬الحديثة‭: ‬عبر‭ ‬أدوات‭ ‬الجراح‭ ‬العظيم‭ ‬أبي‭ ‬القاسم‭ ‬الزهراوي‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬نماذج‭ ‬منها‭ ‬تستخدم‭ ‬في‭ ‬كليات‭ ‬الطب‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭. ‬علم‭ ‬الاجتماع‭ ‬المبكر‭: ‬عبر‭ ‬مقدمة‭ ‬ابن‭ ‬خلدون‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬حللت‭ ‬بدقة‭ ‬صعود‭ ‬وسقوط‭ ‬الحضارات‭. ‬وعندما‭ ‬سقطت‭ ‬الأندلس،‭ ‬هرب‭ ‬آلاف‭ ‬العلماء‭ ‬المسلمين‭ ‬واليهود‭ ‬والمسيحيين‭ ‬حاملين‭ ‬معهم‭ ‬كنوزًا‭ ‬من‭ ‬المخطوطات‭ ‬القيمة‭ ‬إلى‭ ‬إيطاليا،‭ ‬ليكونوا‭ ‬البذرة‭ ‬الأولى‭ ‬لعصر‭ ‬النهضة‭ ‬الأوروبية‭ ‬الذي‭ ‬غير‭ ‬وجه‭ ‬القارة‭ ‬العجوز‭.‬

إن‭ ‬المعرفة‭ ‬جسر‭ ‬للتواصل‭ ‬والتعاون،‭ ‬لا‭ ‬ساحة‭ ‬حرب‭ ‬للصراع‭ ‬والنزاع‭. ‬واليوم،‭ ‬تذكرنا‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات‭ ‬المشرقة‭ ‬من‭ ‬تاريخنا‭ ‬المشترك‭ ‬أن‭ ‬العلم‭ ‬هو‭ ‬لغة‭ ‬عالمية‭ ‬سامية‭ ‬تتخطى‭ ‬الحدود‭ ‬الجغرافية‭ ‬والثقافية‭. ‬فالعلماء‭ ‬المسلمون‭ ‬لم‭ ‬يترجموا‭ ‬علوم‭ ‬اليونان‭ ‬لأنها‭ ‬كانت‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬ثقافة‭ ‬الغرب‮»‬،‭ ‬بل‭ ‬لأنهم‭ ‬اعتبروها‭ ‬جزءًا‭ ‬أصيلًا‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المشتركة‭. ‬إن‭ ‬التقدم‭ ‬الحقيقي‭ ‬لا‭ ‬يُبنى‭ ‬بالانغلاق‭ ‬على‭ ‬الذات،‭ ‬بل‭ ‬بالانفتاح‭ ‬الواعي‭ ‬للعقول‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مصادر‭ ‬المعرفة‭. ‬وأختم‭ ‬بأن‭ ‬تاريخ‭ ‬العلم‭ ‬هو‭ ‬تذكير‭ ‬دائم‭ ‬بأن‭ ‬كل‭ ‬حضارة‭ ‬هي‭ ‬حلقة‭ ‬ضرورية‭ ‬في‭ ‬سلسلة‭ ‬الحضارة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الطويلة‭ ‬والمتصلة‭.‬

 

{ أستاذ‭ ‬الكيمياء‭ ‬بكلية‭ ‬العلوم‭ ‬–‭ ‬جامعة‭ ‬القاهرة

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا