العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٣١ - الثلاثاء ٢٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ماذا بعد رفع العقوبات عن سوريا؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٦ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬القرارات‭ ‬المتتالية‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭ ‬والمنظمات‭ ‬برفع‭ ‬العقوبات‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬تمثل‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬ضمن‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬تشهدها‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬الحقبة‭ ‬الجديدة،‭ ‬ابتداءً‭ ‬بقرار‭ ‬بريطانيا‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬إلغاء‭ ‬تجميد‭ ‬أصول‭ ‬تتبع‭ ‬وزارتي‭ ‬الدفاع‭ ‬والداخلية‭ ‬السوريتين‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬المخابرات،‭ ‬مروراً‭ ‬بقرار‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬عن‭ ‬سوريا‭ ‬خلال‭ ‬جولته‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بقرار‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬في‭ ‬الإطار‭ ‬ذاته‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬مايو‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬ذاته،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الاقتصاد‭ ‬دائما‭ ‬هو‭ ‬قاطرة‭ ‬السياسة،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬استعادة‭ ‬سوريا‭ ‬لقدرتها‭ ‬على‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬الخارجي‭ ‬اقتصاديا‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬جذب‭ ‬الاستثمارات‭ ‬يعد‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار،‭ ‬ولكن‭ ‬التساؤل‭ ‬الذي‭ ‬يفرض‭ ‬ذاته‭ ‬هل‭ ‬تكفي‭ ‬تلك‭ ‬التحركات‭ ‬الدولية‭ ‬لنجاح‭ ‬مرحلة‭ ‬التحول‭ ‬الراهنة‭ ‬في‭ ‬سوريا؟‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬الاقتصادي‭ ‬يعد‭ ‬مصلحة‭ ‬استراتيجية‭ ‬داخلية‭ ‬وإقليمية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬تتنازعها‭ ‬ثلاث‭ ‬دوائر‭ ‬متشابكة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬أولها‭: ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الداخلي،‭ ‬فهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الملفات‭ ‬التي‭ ‬يتعين‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة،‭ ‬وفي‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الحالات‭ ‬تسود‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الجدل‭ ‬هل‭ ‬تكون‭ ‬الأولوية‭ ‬للأمن؟‭ ‬أم‭ ‬للسياسة؟‭ ‬أم‭ ‬للاقتصاد؟‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬مستوى‭ ‬المعيشة‭ ‬وضمان‭ ‬توفير‭ ‬المتطلبات‭ ‬الأساسية‭ ‬للمواطنين‭ ‬أمر‭ ‬حيوي‭ ‬وضروري‭ ‬ولكن‭ ‬بشكل‭ ‬متواز‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬وهو‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬يتضمن‭ ‬أيضاً‭ ‬تحديات‭ ‬هائلة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مواجهة‭ ‬أنصار‭ ‬النظام‭ ‬السابق‭ ‬أو‭ ‬مسألة‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬حيث‭ ‬تشير‭ ‬التقديرات‭ ‬أنهم‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬18‭ ‬دولة‭ ‬ويقدرون‭ ‬بالآلاف،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬مضمون‭ ‬المظلة‭ ‬السياسية‭ ‬للتحولات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬بشأنها‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬المجتمع‭ ‬السوري‭ ‬بما‭ ‬لا‭ ‬يتيح‭ ‬أي‭ ‬فرص‭ ‬للتدخلات‭ ‬الخارجية‭ ‬تحت‭ ‬دعاوى‭ ‬حماية‭ ‬ما‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬الأقليات‮»‬‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الذرائع،‭ ‬إذ‭ ‬لوحظ‭ ‬صدور‭ ‬تصريحات‭ ‬أوروبية‭ ‬مفادها‭ ‬أنه‭ ‬ربما‭ ‬‮«‬يُعاد‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هناك‭ ‬احترام‭ ‬لحقوق‭ ‬الأقليات‭ ‬وتعزيز‭ ‬الديمقراطية‮»‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحذير‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكي‭ ‬ماركو‭ ‬روبيو‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬سوريا‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬على‭ ‬بُعد‭ ‬أسابيع‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬انهيار‭ ‬محتمل‭ ‬وحرب‭ ‬أهلية‭ ‬شاملة‮»‬،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬سريعة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬وحدة‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الدعم‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬لمنع‭ ‬وقوع‭ ‬تلك‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية،‭ ‬وثانيها‭: ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الإقليمي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬لسوريا‭ ‬حدود‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬ألفي‭ ‬كم‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬خمس‭ ‬دول‭ ‬جوار‭ ‬وهي‭ ‬تركيا‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‭ ‬ولبنان‭ ‬وإسرائيل،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬فإن‭ ‬استقرار‭ ‬سوريا‭ ‬هو‭ ‬استقرار‭ ‬لدول‭ ‬الجوار،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬السياسة‭ ‬الأمر‭ ‬يبدو‭ ‬مختلفاً،‭ ‬فبعض‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬لها‭ ‬أجندات‭ ‬ومصالح‭ ‬داخل‭ ‬سوريا،‭ ‬صحيح‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬منطلقاً‭ ‬لأي‭ ‬تهديدات‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬ذريعة‭ ‬للانتقاص‭ ‬من‭ ‬السيادة‭ ‬السورية‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬سوريا‭ ‬مجالاً‭ ‬لتنافس‭ ‬مشروعات‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬واتخاذ‭ ‬تلك‭ ‬المشروعات‭ ‬مظاهر‭ ‬أمنية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬قواعد‭ ‬أو‭ ‬مناطق‭ ‬عازلة‭ ‬أو‭ ‬غيره،‭ ‬فسوريا‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬تماس‭ ‬استراتيجي،‭ ‬وحال‭ ‬تدهور‭ ‬الأوضاع‭ ‬الأمنية‭ ‬فيها‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يعني‭ ‬احتدام‭ ‬الصراع‭ ‬الإقليمي‭ ‬مجدداً‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬تقتصر‭ ‬أطرافه‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬بل‭ ‬ستكون‭ ‬الجماعات‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬المقترح‭ ‬التركي‭ ‬بتأسيس‭ ‬مجموعة‭ ‬مشتركة‭ ‬مقرها‭ ‬سوريا‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬تضم‭ ‬تركيا‭ ‬والعراق‭ ‬والأردن‭ ‬وسوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬يعد‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬وحال‭ ‬التوافق‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الخمس‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬تلك‭ ‬الآلية‭ ‬الإقليمية‭ ‬سيكون‭ ‬دورها‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬تحدياً‭ ‬مشتركاً‭ ‬لتلك‭ ‬الدول‭ ‬وكان‭ ‬دافعاً‭ ‬لتأسيس‭ ‬تحالفات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬ضد‭ ‬داعش‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬آليات‭ ‬للتعاون‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬ودول‭ ‬جوارها‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬سعي‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروعاتها‭ ‬وأجنداتها‭ ‬داخل‭ ‬سوريا‭ ‬وسوف‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬مثاراً‭ ‬للتنافس‭ ‬وتقاطع‭ ‬أجندات‭ ‬على‭ ‬الأراضي‭ ‬السورية‭ ‬بما‭ ‬يطيل‭ ‬أمد‭ ‬عملية‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وتقدم‭ ‬ليبيا‭ ‬نموذجاً‭ ‬واضحاً‭ ‬لذلك،‭ ‬وثالثها‭: ‬الدائرة‭ ‬الدولية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬علاقات‭ ‬سوريا‭ ‬الدولية‭ ‬مرتهنة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا،‭ ‬فمع‭ ‬أهمية‭ ‬الخطوات‭ ‬الدولية‭ ‬برفع‭ ‬العقوبات‭ ‬حيث‭ ‬تمتد‭ ‬تلك‭ ‬العقوبات‭ ‬عقودا‭ ‬مضت‭ ‬ولكن‭ ‬لوحظ‭ ‬كما‭ ‬تناقلت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الإدارة‭ ‬السورية‭ ‬خمس‭ ‬مطالب‭ ‬وهي‭: ‬الانضمام‭ ‬للاتفاقيات‭ ‬الإبراهيمية،‭ ‬إخراج‭ ‬المقاتلين‭ ‬الأجانب‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬ترحيل‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬حركات‭ ‬فلسطينية‭ ‬مسلحة،‭ ‬مساعدة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬منع‭ ‬عودة‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الحكومة‭ ‬السورية‭ ‬مسؤولة‭ ‬عن‭ ‬مراكز‭ ‬احتجاز‭ ‬مقاتلي‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬شمال‭ ‬شرقي‭ ‬سوريا،‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تلك‭ ‬شروط‭ ‬أمريكية‭ ‬لرفع‭ ‬العقوبات‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬مطالب‭ ‬سوف‭ ‬تحدد‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬السورية‭ ‬‭ ‬الأمريكية‭ ‬عموماً‭ ‬فإنها‭ ‬ليست‭ ‬بالأمر‭ ‬اليسير‭ ‬وتتقاطع‭ ‬مع‭ ‬ملفات‭ ‬سياسية‭ ‬وأمنية‭ ‬تعد‭ ‬تحديات‭ ‬لسوريا‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة،‭ ‬ولا‭ ‬يرتبط‭ ‬الأمر‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬فحسب‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تأكيد‭ ‬مصادر‭ ‬رسمية‭ ‬روسية‭ ‬في‭ ‬أبريل‭ ‬2025م‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الروسية‭ ‬باقية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬وأن‭ ‬هناك‭ ‬حواراً‭ ‬مستمراً‭ ‬مع‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬حول‭ ‬تلك‭ ‬القضية،‭ ‬ومع‭ ‬أهمية‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬والروسي‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يتوقع‭ ‬التصادم‭ ‬بينهما‭ ‬ولكن‭ ‬ستكون‭ ‬أطراف‭ ‬أخرى‭ ‬معنية‭ ‬بالمسألة‭ ‬السورية‭ ‬وخاصة‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬وكل‭ ‬الأطراف‭ ‬التي‭ ‬لديها‭ ‬مصالح‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولكن‭ ‬الدرس‭ ‬الأهم‭ ‬هو‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬سوريا‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬بما‭ ‬يتيح‭ ‬توظيف‭ ‬تلك‭ ‬العلاقات‭ ‬لاستقرار‭ ‬سوريا‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاتها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المرحلة‭ ‬الانتقالية‭ ‬والحيلولة‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬تحول‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬الدولي‭ ‬لحالة‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬السلبي‭ ‬وهناك‭ ‬صراعات‭ ‬إقليمية‭ ‬أخرى‭ ‬لم‭ ‬تنج‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الأمر‭.‬

وبمعيار‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬أوروبا‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬التي‭ ‬حسمت‭ ‬الأزمات‭ ‬واحدة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬فإن‭ ‬سوريا‭ ‬تواجه‭ ‬الأزمات‭ ‬ذاتها‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد‭ ‬ومنها‭ ‬التكامل‭ ‬والتنمية‭ ‬والأمن‭ ‬وإدارة‭ ‬علاقاتها‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭.‬

إن‭ ‬وضوح‭ ‬أطر‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ومشاركة‭ ‬الجميع‭ ‬فيها‭ ‬وفق‭ ‬خطط‭ ‬شاملة‭ ‬وحسن‭ ‬إدارة‭ ‬شراكات‭ ‬سوريا‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬يعني‭ ‬العبور‭ ‬بالدولة‭ ‬السورية‭ ‬نحو‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الذي‭ ‬يعني‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭.‬

توجد‭ ‬آليات‭ ‬عديدة‭ ‬لمساعدة‭ ‬الدول‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬التحول‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬ما‭ ‬أطلق‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬مؤتمرات‭ ‬المانحين‮»‬،‭ ‬‮«‬مؤتمرات‭ ‬الأصدقاء‮»‬‭ ‬وكان‭ ‬منها‭ ‬أصدقاء‭ ‬سوريا‭ ‬وليبيا،‭ ‬ومضمون‭ ‬تلك‭ ‬الآليات‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬الدعم‭ ‬المالي‭ ‬الدولي‭ ‬اللازم‭ ‬لجهود‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬تحولات،‭ ‬وتسهم‭ ‬فيها‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعهد‭ ‬بدفع‭ ‬مبالغ‭ ‬مالية،‭ ‬وكذلك‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬ودورها‭ ‬المهم،‭ ‬وسوريا‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬الآليات‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها‭.‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا