العدد : ١٧٢٢٥ - الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٥ - الأربعاء ٢١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس

jafasid09@hotmail.com

بعض عجائب الدنيا والحياة

من‭ ‬الطبيعي‭ ‬ان‭ ‬يجزع‭ ‬الانسان‭ ‬وأن‭ ‬يضطرب،‭ ‬لبعض‭ ‬الوقت‭ ‬عند‭ ‬نزول‭ ‬نازلة‭. ‬وفي‭ ‬لحظات‭ ‬الضعف‭ ‬قد‭ ‬يصيح‭ ‬الواحد‭ ‬منا‭ ‬إزاء‭ ‬مواقف‭ ‬واحداث‭ ‬تؤلمه‭ ‬أو‭ ‬تحزنه‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تروق‭ ‬له‭: ‬هذا‭ ‬ظلم‭. ‬أين‭ ‬العدل‭.. ‬اشمعنى‭ ‬أنا؟‭ ‬ولكن‭ ‬لو‭ ‬تأملنا‭ ‬الأشياء‭ ‬والناس‭ ‬من‭ ‬حولنا‭ ‬لهانت‭ ‬علينا‭ ‬مصائب‭ ‬كثيرة،‭ ‬خذا‭ ‬مثلا‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬شركة‭ ‬مارلبورو‭ ‬للسجائر‭ ‬المعروفة‭ ‬وصار‭ ‬من‭ ‬أغنى‭ ‬أغنياء‭ ‬العالم،‭ ‬ذلك‭ ‬الرجل‭ ‬مات‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭. ‬لأنه‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬الشعبي‭ ‬المصري‭ ‬‮«‬طباخ‭ ‬السم‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يذوقه‮»‬‭! ‬فقد‭ ‬حارب‭ ‬الرجل‭ ‬بشراسة‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬ومؤسسات‭ ‬البحث‭ ‬الطبي‭ ‬التي‭ ‬قالت‭ ‬ان‭ ‬السجائر‭ ‬تسبب‭ ‬السرطان،‭ ‬واستعان‭ ‬بباحثين‭ ‬عديمي‭ ‬الضمير‭ ‬لإثبات‭ ‬ان‭ ‬السجائر‭ ‬مفيدة‭ ‬للصحة‭ ‬لأن‭ ‬التبغ‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النبات‭ ‬والنباتات‭ ‬غنية‭ ‬بفيتامين‭ ‬سي‭ ‬والألياف،‭ ‬وبموته‭ ‬بسرطان‭ ‬الرئة‭ ‬لم‭ ‬تستطع‭ ‬شركة‭ ‬تبغ‭ ‬أن‭ ‬تنفي‭ ‬مضار‭ ‬التدخين‭. ‬وفي‭ ‬المقابل‭ ‬انظر‭ ‬حال‭ ‬لاعب‭ ‬كرة‭ ‬السلة‭ ‬الأمريكي‭ ‬مايكل‭ ‬جوردان،‭ ‬الذي‭ ‬اعتزل‭ ‬اللعب‭ ‬وعمل‭ ‬فور‭ ‬اعتزاله‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الاعلانات‭ ‬الخاصة‭ ‬بشركة‭ ‬نايكي‭ ‬للمنتجات‭ ‬الرياضية‭ ‬وجنى‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ -‬أي‭ ‬نظير‭ ‬الظهور‭ ‬لنحو‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الإعلانات‭- ‬اكثر‭ ‬مما‭ ‬يجنيه‭ ‬جميع‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬مصنع‭ ‬نايكي‭ ‬في‭ ‬ماليزيا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬كاملة‭! ‬ثم‭ ‬صار‭ ‬ينتج‭ ‬أحذية‭ ‬رياضية‭ ‬تحمل‭ ‬اسمه‭ ‬وقيمة‭ ‬فردة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الحذاء‭ ‬تعادل‭ ‬راتب‭ ‬أبي‭ ‬الجعافر‭ ‬في‭ ‬أسبوع‭.‬

وخذ‭ ‬مثالا‭ ‬النجمة‭ ‬الفاتنة‭ ‬الراحلة‭ ‬مارلين‭ ‬مونرو‭ ‬التي‭ ‬دوخت‭ ‬الرئيس‭ ‬الامريكي‭ ‬الاسبق‭ ‬جون‭ ‬كنيدي،‭ ‬هذه‭ ‬الحسناء‭ ‬كانت‭ ‬بستة‭ ‬أصابع‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬رجل‭ ‬وكانت‭ ‬تحسب‭ ‬انها‭ ‬ملكت‭ ‬الكون‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬استدرجت‭ ‬كينيدي‭ ‬إلى‭ ‬فراشها،‭ ‬ولكن‭ ‬الكون‭ ‬ضاق‭ ‬بها‭ ‬فانتحرت‭! ‬ومن‭ ‬عجائب‭ ‬الأمور‭ ‬ان‭ ‬والت‭ ‬ديزني‭ ‬ذلك‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬أسس‭ ‬أكبر‭ ‬إمبراطورية‭ ‬للترفيه‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬وشيد‭ ‬مجده‭ ‬المالي‭ ‬بأفلام‭ ‬الكرتون‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بأدوار‭ ‬البطولة‭ ‬فيها‭ ‬الفأر‭ ‬الشهير‭ ‬ميكي‭ ‬ماوس،‭ ‬كان‭ ‬يخاف‭ ‬الفئران‭ ‬ويستنجد‭ ‬بسكرتيرته‭ ‬إذا‭ ‬رأى‭ ‬فأرا‭ ‬في‭ ‬مكتبه؟‭ ‬يعني‭ ‬الخوف‭ ‬من‭ ‬كائنات‭ ‬معينة‭ ‬ليس‭ ‬وقفا‭ ‬على‭ ‬النساء،‭ ‬رغم‭ ‬ان‭ ‬بعض‭ ‬النساء‭ ‬مخيفات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الفئران‭! (‬سامحوني‭ ‬فهذا‭ ‬مجرد‭ ‬مداعبة‭ ‬خشنة‭). ‬أنا‭ ‬شخصيا‭ ‬أخاف‭ ‬الجمال‭ (‬بكسر‭ ‬الجيم‭. ‬وأحيانا‭ ‬بفتح‭ ‬الجيم‭)‬،‭ ‬ولو‭ ‬قابلت‭ ‬قطة‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬ليلا‭ ‬لتراجعت‭ ‬تكتيكيا‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬اضطررت‭ ‬الى‭ ‬العودة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬أتيت،‭ ‬ولكن‭ ‬أكثر‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬يرعبني‭ ‬هو‭ ‬الوطواط،‭ ‬وكتبت‭ ‬عن‭ ‬تجربتي‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الكائن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة،‭ ‬ولا‭ ‬بأس‭ ‬من‭ ‬استحضار‭ ‬معاناتي‭ ‬في‭ ‬اول‭ ‬سنة‭ ‬لي‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬في‭ ‬أواسط‭ ‬السودان‭ ‬وكانت‭ ‬سقوف‭ ‬المدرسة‭ ‬وسكن‭ ‬الطلاب‭ (‬الداخليات‭) ‬موبوءة‭ ‬بالوطاويط،‭ ‬وكنت‭ ‬مشرفا‭ ‬على‭ ‬احد‭ ‬تلك‭ ‬المساكن‭ ‬ومقيما‭ ‬فيه،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ان‭ ‬أوفر‭ ‬الرعاية‭ ‬للطلاب‭ ‬كنت‭ ‬أستعين‭ ‬بهم‭ ‬لتطهير‭ ‬غرفتي‭ ‬من‭ ‬الوطاويط‭ ‬واستغل‭ ‬الملاعين‭ ‬نقطة‭ ‬ضعفي‭ ‬تلك‭ ‬فكانوا‭ ‬يسربون‭ ‬صغار‭ ‬الوطاويط‭ ‬الى‭ ‬غرفتي‭ ‬ثم‭ ‬يصطنعون‭ ‬النوم‭. ‬وذات‭ ‬مرة‭ ‬أضأت‭ ‬مصباحا‭ ‬كهربائيا‭ ‬صغيرا‭ ‬مثبتا‭ ‬على‭ ‬قرن‭ ‬ثور‭ ‬في‭ ‬غرفتي‭ ‬فاندفع‭ ‬منه‭ ‬وطواط‭ ‬وخبطني‭ ‬على‭ ‬وجهي،‭ ‬فاضطررت‭ ‬إلى‭ ‬اللجوء‭ ‬الى‭ ‬بيت‭ ‬احد‭ ‬الزملاء‭ ‬المعلمين،‭ ‬وهكذا‭ ‬كانوا‭ ‬يستعينون‭ ‬بالوطاويط‭ ‬لإبعادي‭ ‬من‭ ‬غرفتي،‭ ‬فيخلو‭ ‬لهم‭ ‬الجو‭ ‬فيسمرون‭ ‬ويهيصون‭ ‬حتى‭ ‬مطلع‭ ‬الفجر‭! ‬أما‭ ‬زوجتي‭ ‬فإنها‭ ‬تخاف‭ ‬الصراصير،‭ ‬ولحسن‭ ‬حظها‭ ‬فان‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬تعج‭ ‬بأنواع‭ ‬من‭ ‬الصراصير‭ ‬الفارهة‭ ‬ذات‭ ‬الكراديس‭ ‬الضخمة،‭ ‬وبعضها‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الطيار‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بمناورات‭ ‬أكروباتية،‭ ‬مما‭ ‬يعطيها‭ ‬العذر‭ ‬بعدم‭ ‬دخول‭ ‬المطبخ‭ ‬من‭ ‬حين‭ ‬إلى‭ ‬آخر‭ ‬بحجة‭ ‬وجود‭ ‬صرصار‭ ‬بداخله‭.‬

ومن‭ ‬عجائب‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬أم‭ ‬ادولف‭ ‬هتلر‭ ‬سعت‭ ‬للإجهاض‭ ‬عندما‭ ‬كانت‭ ‬حاملا‭ ‬به‭ ‬ولو‭ ‬فعلت‭ (‬لو‭!!!) ‬لما‭ ‬كانت‭ ‬المحرقة‭ (‬الهولوكوست‭)‬،‭ ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬اليهود‭ ‬يتاجرون‭ ‬بها‭ ‬ويستدرّون‭ ‬بها‭ ‬عطف‭ ‬الغرب‭ ‬الذي‭ ‬بات‭ ‬يعتبر‭ ‬الشهيد‭ ‬العربي‭ ‬مجرد‭ ‬‮«‬فطيس‮»‬‭. ‬وهكذا‭ ‬كتب‭ ‬علينا‭ ‬ان‭ ‬نتعايش‭ ‬مع‭ ‬الصراصير‭ ‬والفئران‭ ‬والخفافيش‭ ‬الصهيونية‭ ‬التي‭ ‬تخيفنا‭ ‬رجالا‭ ‬ونساء‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬ان‭ ‬تهشها‭ ‬أمريكا‭ ‬عنا‭!‬

إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا