العدد : ١٧٢٢٣ - الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٣ - الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الأهمية الاستراتيجية للقمة الخليجية- الأمريكية

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ١٩ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬الرابع‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬وضمن‭ ‬جولته‭ ‬الخليجية‭ ‬التي‭ ‬شملت‭ ‬ثلاث‭ ‬دول‭ ‬هي‭ ‬السعودية‭ ‬وقطر‭ ‬والإمارات،‭ ‬التقى‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬قادة‭ ‬وممثلي‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الستة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬خليجية‭- ‬أمريكية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬السعودية‭ ‬الرياض،‭ ‬اللقاء‭ ‬الذي‭ ‬أسهبت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬توصيفه‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬كونه‭ ‬تاريخيا‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬ذو‭ ‬طابع‭ ‬استراتيجي،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أنه‭ ‬لقاء‭ ‬مصارحة‭ ‬وشفافية‭ ‬بين‭ ‬طرفين‭ ‬يمثلان‭ ‬معادلة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والأمن‭ ‬العالمي،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تلاشت‭ ‬فيه‭ ‬الحواجز‭ ‬بين‭ ‬المستويين،‭ ‬فمع‭ ‬أهمية‭ ‬النتائج‭ ‬التي‭ ‬أسفرت‭ ‬عنها‭ ‬جولة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الثلاث‭ ‬والتي‭ ‬تضمنت‭ ‬قضايا‭ ‬أمنية‭ ‬وسياسية‭ ‬وعسكرية،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬يضمها‭ ‬تنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬وهو‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬الذي‭ ‬يعد‭ ‬أساسا‭ ‬لتحقيق‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬القمة‭ ‬الرابعة‭ ‬التي‭ ‬تعقد‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وقادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬لحوار‭ ‬مهم‭ ‬حول‭ ‬مجمل‭ ‬التحديات‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬اللغة‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬التي‭ ‬أحيانا‭ ‬لا‭ ‬تتضمن‭ ‬تفاصيل‭ ‬وقرارات،‭ ‬ويلاحظ‭ ‬أن‭ ‬كلمة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬تضمنت‭ ‬ثلاث‭ ‬رسائل‭ ‬مهمة‭ ‬أولها‭: ‬الإقرار‭ ‬بالإنجازات‭ ‬التنموية‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجا‭ ‬يحتذى‭ ‬وأن‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬تراقب‭ ‬وتهتم‭ ‬بذلك‭ ‬النموذج،‭ ‬والثانية‭: ‬رسم‭ ‬ملامح‭ ‬الخطوط‭ ‬العامة‭ ‬للسياسة‭ ‬الأمريكية‭ ‬تجاه‭  ‬بعض‭ ‬ملفات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ومنها‭ ‬حل‭ ‬المسألة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬عبر‭ ‬اتفاق‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فالبديل‭ ‬هو‭ ‬تشديد‭ ‬العقوبات،‭ ‬ورفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬سوريا،‭ ‬والتهدئة‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين،‭ ‬مع‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬بقية‭ ‬ملفات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والتي‭ ‬يجب‭ ‬حلها‭ ‬وإن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬بدرجة‭ ‬وضوح‭ ‬تلك‭ ‬المشار‭ ‬إليها،‭ ‬والثالثة‭: ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬مركزا‭ ‬ثقافيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬ودبلوماسيا‭.‬

بينما‭ ‬تضمنت‭ ‬كلمات‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬المشاركين‭ ‬والأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬إعادة‭ ‬تأكيد‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬مهمة‭ ‬أولها‭: ‬ضرورة‭ ‬إنهاء‭ ‬الصراع‭ ‬الفلسطيني‭- ‬الإسرائيلي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إحلال‭ ‬السلام‭ ‬العادل‭ ‬والدائم‭ ‬وفق‭ ‬حل‭ ‬الدولتين،‭ ‬وثانيها‭: ‬الترحيب‭ ‬بالمفاوضات‭ ‬الجارية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بضرورة‭ ‬حل‭ ‬الصراعات‭ ‬بالوسائل‭ ‬السلمية،‭ ‬وثالثها‭: ‬ضرورة‭ ‬ترسيخ‭ ‬أواصر‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬منظومة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬كلمات‭ ‬القادة‭ ‬بشأن‭ ‬أهمية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬الصراع‭ ‬الأخرى‭ ‬ومنها‭ ‬سوريا‭ ‬واليمن‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مؤسسة‭ ‬لحوار‭ ‬استراتيجي‭ ‬خليجي‭- ‬أمريكي‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تضطلع‭ ‬به‭ ‬بالفعل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬تجاه‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرات‭ ‬ومؤتمرات‭ ‬استهدفت‭ ‬دعم‭ ‬حل‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وفق‭ ‬القرارات‭ ‬الأممية‭ ‬لقناعتها‭ ‬بأنها‭ ‬أولوية‭ ‬ضمن‭ ‬تحديات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬استضافة‭ ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لجولات‭ ‬التفاوض‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬أدوار‭ ‬الوساطة‭ ‬تجاه‭ ‬بعض‭ ‬الصراعات‭ ‬الدولية‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬نتائج‭ ‬القمة‭  ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬جسرا‭ ‬مهما‭ ‬وجديدا‭ ‬للحوار‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشأن‭ ‬مختلف‭ ‬القضايا‭ ‬،ومع‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬الطابع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الذي‭ ‬ميز‭ ‬جولة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬مسعى‭ ‬لتعزيز‭ ‬الشراكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬متطلبات‭ ‬لاستثمار‭ ‬نتائج‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬لتعزيز‭  ‬الأهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ضمن‭ ‬ثلاث‭ ‬دوائر‭ ‬أولها‭: ‬الدائرة‭ ‬الخليجية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬لتطوير‭ ‬المسارات‭ ‬الأمنية‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬واضح‭ ‬وهو‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬توقيعها‭ ‬في‭ ‬أعقاب‭ ‬حرب‭ ‬تحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991م‭ ‬ولكن‭ ‬توجد‭ ‬أهمية‭ ‬لتعزيز‭ ‬دور‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬كتنظيم‭ ‬إقليمي‭ ‬يعكس‭ ‬المصالح‭ ‬الجماعية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬المدخل‭ ‬الأهم‭ ‬لتحقيق‭ ‬التوازن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وما‭ ‬يتطلبه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬حرص‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬وسبل‭ ‬مواجهتها‭ ‬وضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الإطار‭ ‬توجد‭ ‬عدة‭ ‬آليات‭ ‬منها‭ ‬الاجتماعات‭ ‬سواء‭ ‬بشكل‭ ‬مخصص‭ ‬لقضايا‭ ‬محددة‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاجتماعات‭ ‬الأممية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وثانيها‭: ‬الدائرة‭ ‬الإقليمية،‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬منظومة‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬دائمة‭ ‬وشاملة‭ ‬لكل‭ ‬التهديدات‭ ‬الإقليمية،‭ ‬حيث‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬مقاربة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬هي‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬على‭ ‬حدة‭ ‬وبمنظور‭ ‬مختلف،‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬واقع‭ ‬الأمر‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭ ‬بينها‭ ‬تداخل‭ ‬كبير،‭ ‬وربما‭ ‬لو‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬أولويات‭ ‬وتم‭ ‬حلها‭ ‬لكانت‭ ‬مدخلاً‭ ‬مهماً‭ ‬نحو‭ ‬حل‭ ‬بقية‭ ‬الملفات،‭ ‬وكان‭ ‬ذلك‭ ‬واضحاً‭ ‬في‭ ‬كلمات‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أولوية‮»‬،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬حلها‭ ‬يعني‭ ‬نزع‭ ‬الشرعية‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬وداعميها‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬إطلاق‭ ‬مبادرات‭ ‬شاملة‭ ‬للصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬مصالحات‭ ‬وطنية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬تستهدف‭ ‬تعزيز‭ ‬دور‭ ‬الدولة‭ ‬الوطنية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الانقسامات‭ ‬المناطقية‭ ‬والأيديولوجية،‭ ‬وثالثها‭: ‬الدائرة‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطية،‭ ‬والتي‭ ‬تعد‭ ‬جزءا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أيضاً،‭ ‬فالآن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬وشرق‭ ‬المتوسط‭ ‬وهي‭ ‬لاعب‭ ‬ووسيط‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصراعات،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬أكد‭  ‬أنه‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬إيجاد‭ ‬نموذج‭ ‬جديد‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬‮«‬جهود‭ ‬أبنائه‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدخلات‭ ‬خارجية‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬صحيح،‭ ‬فالمطلوب‭ ‬ليس‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬العسكرية‭ ‬ولكن‭ ‬إيجاد‭ ‬حلول‭ ‬للصراعات،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬فيه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬أدوار‭ ‬الوساطة‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والتي‭ ‬تقدم‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

تمتد‭ ‬الشراكة‭ ‬الخليجية‭- ‬الأمريكية‭ ‬لعقود‭ ‬مضت‭ ‬وشهدت‭ ‬تطورات‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الاتفاق‭ ‬أحياناً‭ ‬والاختلاف‭ ‬أحايين‭ ‬أخرى‭ ‬ولكنها‭ ‬في‭ ‬النهاية‭ ‬تبقى‭ ‬استراتيجية‭ ‬متوازنة‭ ‬وتؤسس‭ ‬على‭ ‬الاحتياج‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المتبادل‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أكدته‭ ‬الأحداث‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬لتؤكد‭ ‬مجدداً‭ ‬أن‭ ‬أهمية‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والثقافية‭ ‬تتعاظم‭ ‬بشكل‭ ‬متواز‭ ‬مع‭ ‬أهميتها‭ ‬النفطية‭ ‬والجيواستراتيجية‭ ‬وأتصور‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬هي‭ ‬القناعة‭ ‬التي‭ ‬ترسخت‭ ‬لدى‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬القمة‭ ‬وجولته‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الثلاث‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬شريك‭ ‬إقليمي‭ ‬مهم‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ويمكن‭ ‬حال‭ ‬مأسسة‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬والاتفاق‭ ‬على‭ ‬أولويات‭ ‬وسبل‭ ‬العمل‭ ‬أن‭ ‬نشهد‭ ‬عصرا‭ ‬جديدا‭ ‬للعلاقات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا