زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
طلّقته لأنه حي
هنالك مثل سوداني بليغ يقول: «السترة والفضيحة متباريات»، ويراد بذلك أن حال الستر وحال الانفضاح متباريات أي متجاورات أو بينهما خيط رفيع، ويقال المثل للحث على الصبر على الابتلاء، لأنك إذا جزعت ومارست لطم الخدود، فإنك تجلب على نفسك «الفضيحة».
هنالك عائلة أمريكية تضررت ضررا بليغا من أحداث الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001، التي نجمت عن قيام تنظيم القاعدة بتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، دون أن تكون تلك العائلة قد فقدت أحد أفرادها ضمن الضحايا، أو فقدت استثمارات أو عقارات، فقد تناقلت صحف أمريكا حكاية رجل كان مكتبه يقع في الطابق الثالث بعد المائة في المركز التجاري، وكان قد غادر يوم الحادث بيته متوجها إلى العمل، وودعته زوجته عند الباب بقبلة، ولكن «السفروت» لم يذهب الى المكتب بل توجه إلى بيت عشيقته في ضاحية بعيدة في نيويورك، ومن باب التحوط أغلق هاتفه الجوال، لأنه اعتاد أن يفعل ذلك كلما اختلى بالعشيقة موهما زوجته بأنه يغلق الهاتف عندما يكون مشاركا في اجتماعات طويلة في المكتب (طبعا لم يكن كاذبا تماما فقد كان يغلق الهاتف بالفعل عندما يكون في «اجتماع» ولكن مع العشيقة). المهم جاء محمد عطا ورفاقه أعضاء تنظيم القاعدة، وطربقوا الدنيا على رأس أمريكا، وانهار البرجان، تماما وكان واضحا حتى قبل صدور الإحصاءات أن الآلاف لقوا مصرعهم وأن العاملين في الطبقات العليا من البرجين لم ينج منهم أحد، بعد ارتطام طائرتين بالمبنيين، فيما أسماه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن «غزوة مانهاتن» وجلس العالم كله أمام شاشات سي ان يتابع الحدث، ولكن صاحبنا كان في واد آخر يمارس غزوة من نوع آخر بعيدا عن مانهاتن، وبعد أن مكث في كنف العشيقة بضع ساعات غادر بيتها، وفتح هاتفه الجوال ليواصل حياته العادية، وفي هذا الأثناء كانت زوجته في حالة انهيار كامل، لأنها حسبت أن زوجها مات ضمن من ماتوا عند انهيار البرجين، خاصة وأنه لم يرد على اتصالاتها المتكررة على هاتفه الجوال، وأيقنت أن الهاتف أيضا مات معه، خاصة وأن مكتب زوجها كان في الطابق الـ 103، الذي تحول إلى فتافيت، ولكن ومن باب عدم الاستسلام لليأس كررت الاتصال به، فإذا بالهاتف يرن وإذا بصوت زوجها يأتيها: نعم يا حلم حياتي بين ماض من الزمان وآت!! ولكن الزوجة كانت في حالة هستيرية لم يفهم لها مبررا، لأنه لم يكن يعرف أنه «يفترض» أنه مات بعد انهيار المبنى الذي يضم الشركة التي يعمل بها، ولما سألته: هل أنت بخير قال لها: طبعا أنا بخير. لماذا أنت مضطربة؟ ولكنها عاجلته بسؤال بريء عن مكان وجوده كي تأتي وتلتقيه وتعود به البيت وتحتفل بنجاته ولكن رده جعلها أكثر اضطرابا فقد صاح فيها بعصبية: ماذا تقصدين بالسؤال عن مكان وجودي؟ أنا في مكتبي بالطبع!! ولم يكن المسكين يعرف أن مكتبه الذي كان في الطابق الـ103 صار في الطابق الثالث عشر تحت الأرض، وما هي إلا دقائق حتى اكتشف الرجل أمر ما حدث لمركز التجارة العالمي، وعاد إلى البيت وقفاه يقمر عيش، ولكن هول الحادث أعجزه عن فبركة كذبة مناسبة يغطي بها «عدم وفاته» مع زملاء العمل. باختصار قالت له زوجته ما قاله أحمد بدير لريا وسكينة: كل شيقن انكشفن وبان، ورفعت عليه دعوى طلاق وخلال ثوان قضى القاضي بطلاقهما لأن الرجل انهار واعترف بأنه كان «يذاكر» من وراء ظهر زوجته، خلال ارتطام الطائرتين ببرجي المركز الذي كان يعمل فيه! وهكذا فإن هذه السيدة على الأقل تحفظ الجميل لتنظيم القاعدة الذي كشف لها أن امرأة أخرى استأثرت باهتمام زوجها!! شوف النسوان!! تطالب واحدة منهن بالطلاق لأن زوجها لم يمت!!!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك