تُعد مجوهرات المغناطيس العلاجي نوعًا من الحُلي التي تحتوي على مغناطيسات تُرتدى مباشرة على الجلد، ويُعتقد بأنها تقدم فوائد صحية متنوعة، مثل تعزيز الدورة الدموية، وتخفيف الآلام، وزيادة مستويات الطاقة الحيوية.وتستند هذه الفكرة على مبدأ «العلاج بالمغناطيس»، وهو نهج طبي قديم تعود جذوره إلى آلاف السنين. فقد استخدم المعالجون الصينيون القدماء المغناطيس ضمن أساليب الطب التقليدي، إيمانًا منهم بتأثيره على تدفق «الطاقة الحيوية» أو ما يُعرف بـ»تشي”.
وفي مصر القديمة، يُروى أن الملكة كليوباترا كانت تضع مغناطيسًا على جبهتها اعتقادًا بأنه يحافظ على شبابها وصحتها. كما أشار الطبيب الإغريقي الشهير أبقراط إلى الخصائص العلاجية للأحجار المغناطيسية. أما في الهند، فقد اُستخدمت المغناطيسات في إطار تقنيات «الأيورفيدا»، حيث يُنظر إليها كوسيلة للمساعدة في تحقيق التوازن بين الجسد والروح.
تميل النظرية الأساسية لمجوهرات المغناطيس العلاجي إلى الاعتقاد بأن المغناطيس يؤثر في الجزيئات المشحونة كهربائيًا داخل الجسم، لا سيما خلايا الدم الحمراء، مما يُساهم في تحسين تدفق الدم وتحفيز عمليات الشفاء الطبيعية. ويُعتقد بأن الحقول المغناطيسية تُساهم في تحسين الدورة الدموية مما يُعزز من توصيل الأكسجين والمواد المغذية إلى خلايا الجسم بشكل أكثر كفاءة. كما يُشير البعض إلى أن للمغناطيس دورًا في تقليل الالتهابات، وذلك عبر تحفيز الأنسجة والمساعدة في تقليل تراكم السوائل في المناطق المصابة.
وتُظهر بعض الدراسات أن استخدام المغناطيس قد يساهم في تخفيف آلام المفاصل والعضلات. في المقابل، تستند بعض الفلسفات الشرقية إلى مفهوم أن المغناطيس قادر على إعادة التوازن للطاقة الداخلية في الجسم، مما ينعكس إيجابًا على الصحة العامة.
عادةً ما تُصنع هذه المجوهرات من معادن مغناطيسية مثل الهيماتيت أو النيوديميوم أو الفريت، وتُدمج في أشكال متنوعة من الحُلي.و تُعد الأساور المغناطيسية الأكثر شيوعًا، حيث تُرتدى حول المعصم بهدف تحسين تدفق الدم في اليدين والذراعين.
أما القلائد المغناطيسية، فيُعتقد أنها تُؤثر على الجهاز العصبي وتُسهم في تقليل التوتر وآلام الرقبة. وفي المقابل، يُقال بأن الخواتم المغناطيسية تساعد على تخفيف التهابات المفاصل في الأصابع، بينما يُستخدم الخلخال المغناطيسي لتقليل آلام الساقين والقدمين.
خضعت فعالية العلاج بالمغناطيس لعدد من الدراسات العلمية، إلا أن نتائج هذه الأبحاث جاءت متباينة، ولم يتمكن العلماء من التأكيد بشكل قاطع على أن التحسن الصحي ناتج مباشرة عن تأثير المغناطيس.ورغم أن المجال المغناطيسي الطبيعي في جسم الإنسان ضعيف جدًا، يرى بعض الباحثين أن الحقول المغناطيسية الخارجية قد تُحدث تأثيرًا طفيفًا عليه.ومن جهة أخرى، يُرجع البعض الشعور بالتحسن لدى مستخدمي مجوهرات المغناطيس إلى تأثير الدواء الوهمي، حيث يُعزز الإيمان بفاعلية هذه المجوهرات من الإحساس بالراحة حتى في غياب تأثير فيزيائي مباشر.كما أن بعض أنواع المجوهرات المعدنية قد تحتفظ بالحرارة وتُمارس ضغطًا خفيفًا على الجلد، ما قد يُسهم في تخفيف الآلام بشكل مؤقت.
توجد بعض المحاذير المتعلقة بارتداء المجوهرات المغناطيسية بصفة مستمرة، إذ لا ينبغي اعتبارها علاجًا أساسيًا لأي حالة صحية مزمنة. كما يُنصح الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة طبية مثل منظمات ضربات القلب بتجنب ارتداء هذه المجوهرات، نظرًا لاحتمال تأثير المغناطيس على أداء تلك الأجهزة. وينطبق هذا التحذير أيضًا على مستخدمي مضخات الأنسولين وبعض الأجهزة الطبية الأخرى.
في الختام، لا توجد أدلة علمية قوية تؤكد بأن مجوهرات المغناطيس العلاجي تقدم فوائد طبية مؤكدة. وإذا كنت تفكر في ارتداء هذه المجوهرات لأسباب جمالية أو بدافع التجربة، فلا مانع من ذلك، بشرط ألا تكون بديلاً عن العلاجات الطبية المعتمدة والمدعومة علميًا.
هل تؤمنون بفوائد المغناطيس العلاجية؟ شاركونا بآرائكم ونتطلع إلى مقترحاتكم للمواضيع القادمة والاجابة على تساؤلاتكم على البريد الالكتروني
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك