العدد : ١٧٢١٩ - الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٩ - الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

وسائل التواصل الاجتماعي خطر يهدد الكبار والصغار

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

ينتابني‭ ‬شعور‭ ‬مخيف،‭ ‬ويراودني‭ ‬إحساس‭ ‬غريب‭ ‬بأنني‭ ‬أصبحت‭ ‬أعاني‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭ ‬الذكي‭ ‬وبرامج‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الكثيرة‭ ‬التي‭ ‬بداخل‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬الصغير‭ ‬والبسيط‭ ‬في‭ ‬هيئته،‭ ‬والكبير‭ ‬والمعقد‭ ‬في‭ ‬مضمونه‭ ‬ومحتواه،‭ ‬بحيث‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬الهاتف‭ ‬يرافقني‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت،‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬أوجد‭ ‬فيه‭. ‬فهذا‭ ‬الهاتف‭ ‬أصبح‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬رفيقي‭ ‬وصديقي‭ ‬ومؤنسي‭ ‬أينما‭ ‬كُنت،‭ ‬في‭ ‬السفر‭ ‬والحضر،‭ ‬فهو‭ ‬يلازمني‭ ‬وفي‭ ‬متناول‭ ‬يدي‭ ‬منذ‭ ‬الدقيقة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬استيقاظي‭ ‬من‭ ‬النوم،‭ ‬حتى‭ ‬آخر‭ ‬دقيقة‭ ‬قبل‭ ‬الخلود‭ ‬إلى‭ ‬النوم‭. ‬فهذا‭ ‬الواقع‭ ‬المقلق‭ ‬والمخيف‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬الذي‭ ‬أنا‭ ‬فيه،‭ ‬والملايين‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬جعلني‭ ‬أفكر‭ ‬في‭ ‬مدى‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬صحتي‭ ‬العضوية،‭ ‬والنفسية،‭ ‬والعقلية‭.‬

ولكن‭ ‬الانطباع‭ ‬العام‭ ‬لدي‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬وعند‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الناس،‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الكثيرة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬يقع‭ ‬تأثيرها‭ ‬في‭ ‬الأطفال،‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬المراهقين‭ ‬والشباب‭ ‬فقط،‭ ‬وأما‭ ‬الكبار‭ ‬فهم‭ ‬بمنأى‭ ‬عنها،‭ ‬فهم‭ ‬أكثر‭ ‬خبرة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬وأشد‭ ‬نضوجاً،‭ ‬وأكبر‭ ‬عقلاً‭ ‬وفكراً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يسقطوا‭ ‬ضحية،‭ ‬وفريسة‭ ‬سهلة‭ ‬لسلبيات‭ ‬وتهديدات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬

وتغير‭ ‬هذا‭ ‬الانطباع‭ ‬السائد‭ ‬عندما‭ ‬اطلعتُ‭ ‬على‭ ‬مقابلة‭ ‬شخصية‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬الخبراء‭ ‬والاختصاصيين‭ ‬أجرتها‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬التايمز‮»‬‭ ‬البريطانية‭ ‬في‭ ‬2‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬مع‭ ‬طبيبة‭ ‬خبيرة‭ ‬في‭ ‬شؤون‭ ‬وشجون‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬في‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭. ‬فقد‭ ‬أكدت‭ ‬وحذرت‭ ‬هذه‭ ‬الخبيرة‭ ‬البريطانية‭ ‬بأن‭ ‬ظاهرة‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال‭ ‬الذكي‭ ‬ووسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الاجتماعي‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬فيها‭ ‬الأطفال‭ ‬فحسب،‭ ‬وليست‭ ‬لصغار‭ ‬السن‭ ‬والمراهقين،‭ ‬وإنما‭ ‬يقع‭ ‬الكبار‭ ‬أيضاً‭ ‬فريسة‭ ‬سهلة‭ ‬لمغريات‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل،‭ ‬وبعض‭ ‬المحتويات‭ ‬الضارة،‭ ‬فتأثيراتها‭ ‬السلبية‭ ‬الخطرة‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬الصغار‭ ‬والكبار،‭ ‬والأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والشيوخ‭ ‬معاً‭. ‬

أما‭ ‬الأطفال‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬فتهديدات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬أصبحت‭ ‬واقعية‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬عدة،‭ ‬والإدمان‭ ‬عليها‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬لها‭ ‬تداعيات‭ ‬صحية‭ ‬تضرب‭ ‬بشدة‭ ‬الجانب‭ ‬العقلي‭ ‬والنفسي‭ ‬للمراهقين،‭ ‬فتعرضهم‭ ‬للإصابة‭ ‬بالقلق،‭ ‬والاكتئاب،‭ ‬والعزلة،‭ ‬والذي‭ ‬مع‭ ‬الوقت‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬مرض‭ ‬عضوي‭ ‬مزمن‭ ‬يصعب‭ ‬علاجه،‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الانتحار‭. ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬التهديدات‭ ‬والمخاطر‭ ‬تقع‭ ‬ضمن‭ ‬مصطلح‭ ‬جديد‭ ‬وشامل‭ ‬وعام‭ ‬هو‭ ‬التوتر،‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الاضطراب‭ ‬الرقمي‮»‬‭ (‬Digital‭ ‬Disorders‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬مرض‭ ‬عقلي‭ ‬ونفسي‭ ‬يصيب‭ ‬الذين‭ ‬يُفرطون‭ ‬في‭ ‬استخدام‭ ‬الإنترنت،‭ ‬والكمبيوتر،‭ ‬والهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ساعات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اليوم‭ ‬والليلة‭ ‬لسنوت‭ ‬طويلة‭. ‬فلهذا‭ ‬‮«‬الاضطراب‭ ‬الرقمي‮»‬‭ ‬أوجه‭ ‬كثيرة‭ ‬وأنواع‭ ‬مختلفة،‭ ‬منها‭ ‬المتعلق‭ ‬بالإدمان‭ ‬على‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬ومنها‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ومنها‭ ‬الهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬وما‭ ‬يحتويه‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬للتواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ومن‭ ‬أقدم‭ ‬الأنواع‭ ‬هو‭ ‬الإدمان‭ ‬على‭ ‬ألعاب‭ ‬الفيديو،‭ ‬واعتراف‭ ‬المجتمع‭ ‬الطبي‭ ‬رسميا‭ ‬بوجود‭ ‬مرض‭ ‬عقلي‭ ‬ونفسي‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬مرض‭ ‬‮«‬اضطراب‭ ‬الألعاب‮»‬‭ (‬Gaming‭ ‬Disorder‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬اعتمدت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬رسميا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬هذا‭ ‬التوتر‭ ‬والاضطراب‭ ‬كمرض‭ ‬خاص‭ ‬ضمن‭ ‬التصنيف‭ ‬الدولي‭ ‬للأمراض‭.‬

والدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬المنشورة‭ ‬تؤكد‭ ‬هذا‭ ‬الواقع‭ ‬الحالي‭ ‬المتعلق‭ ‬بالإفراط‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الوسائل‭ ‬الرقمية‭ ‬بمختلف‭ ‬أنواعها‭ ‬وأشكالها،‭ ‬وتعرض‭ ‬الجميع‭ ‬من‭ ‬صغار‭ ‬وكبار‭ ‬لأمراض‭ ‬عقلية‭ ‬ونفسية‭ ‬نتيجة‭ ‬لهذا‭ ‬الإدمان‭. ‬فهناك‭ ‬دراسة‭ ‬منشورة‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬في‭ ‬‮«‬مجلة‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬الأمريكيين‮»‬‭ ( ‬Journal‭ ‬of‭ ‬the‭ ‬American‭ ‬Medical‭ ‬Association‭) ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬نحو‭ ‬تعريف‭ ‬أنماط‭ ‬استخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬عند‭ ‬المراهقين‮»‬‭. ‬وقد‭ ‬أكدت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬الانتشار‭ ‬الواسع‭ ‬للاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬والسيء‭ ‬وغير‭ ‬الصحي‭ ‬لهذه‭ ‬الوسائل،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬15%‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬يقضون‭ ‬ويمضون‭ ‬قرابة‭ ‬9‭ ‬ساعات‭ ‬يومياً‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬رقمية،‭ ‬مثل‭ ‬الهاتف‭ ‬النقال،‭ ‬والآي‭ ‬باد،‭ ‬والكمبيوتر،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬95%‭ ‬من‭ ‬مراهقي‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬13‭ ‬إلى‭ ‬17‭ ‬استخدموا‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭. ‬ونظراً‭ ‬لشدة‭ ‬تفاقم‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬عامة،‭ ‬وفي‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والغربية‭ ‬المتقدمة‭ ‬والثرية‭ ‬خاصة،‭ ‬فإن‭ ‬جمعية‭ ‬الأطباء‭ ‬الأمريكية‭ ‬قارنت‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الإدمان‭ ‬الرقمي‭ ‬بالإدمان‭ ‬على‭ ‬شرب‭ ‬الكحوليات‭. ‬

وفي‭ ‬تحقيق‭ ‬نُشر‭ ‬في‭ ‬المحطة‭ ‬الإخبارية‭ ‬الأمريكية‭ ‬‮«‬سي‭ ‬إن‭ ‬إن‮»‬‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬المراهقون،‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬والصحة‭ ‬العقلية‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬أفاد‭ ‬التحقيق‭ ‬بأن‭ ‬نسبة‭ ‬مرتفعة‭ ‬من‭ ‬المستخدمين‭ ‬يقولون‭ ‬إن‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬تضر‭ ‬بصحتهم‭ ‬العقلية،‭ ‬وهذه‭ ‬النسبة‭ ‬في‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستمر‭ ‬مع‭ ‬الوقت،‭ ‬مما‭ ‬اضطر‭ ‬الجراح‭ ‬العام‭ ‬الأمريكي‭ ‬السابق‭ ‬‮«‬فيفك‭ ‬ميرثي‮»‬‭ (‬Vivek‭ ‬Murthy‭) ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬المتعاظمة‭ ‬بالأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬القومية‭ ‬الواقعية‭ ‬التي‭ ‬تهدد‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي‭ ‬للأطفال‭ ‬والمراهقين‭ ‬الأمريكيين‭. ‬فقد‭ ‬نشر‭ ‬في‭ ‬17‭ ‬يونيو‭ ‬2024‭ ‬مقالاً‭ ‬صحيفة‭ ‬النيويورك‭ ‬تايمز‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التقرير‭ ‬الاستشاري‭ ‬الصحي‭ ‬الموجه‭ ‬للشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والصحة‭ ‬العقلية‭ ‬للشباب‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬دعا‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬الصحة‭ ‬العامة‭ ‬الكونجرس‭ ‬الأمريكي‭ ‬إلى‭ ‬التدخل‭ ‬سريعاً‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سن‭ ‬قانون‭ ‬يلزم‭ ‬شركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الكبرى‭ ‬المنتجة‭ ‬لهذه‭ ‬الأدوات‭ ‬الحديثة،‭ ‬مثل‭ ‬جوجل،‭ ‬وفيس‭ ‬بوك،‭ ‬ومنصة‭ ‬أكس،‭ ‬وغيرها‭ ‬إلى‭ ‬إصدار‭ ‬ووضع‭ ‬علامات‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وملصقات‭ ‬توجيهية‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الوسائل‭ ‬والتطبيقات،‭ ‬ومنصات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ومن‭ ‬العبارات‭ ‬التحذيرية‭ ‬التي‭ ‬يقترحها‭ (‬الجراح‭ ‬العام‭) ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬صحة‭ ‬الشعب‭ ‬الأمريكي‭ ‬هي‭: ‬‮«‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬بوقوع‭ ‬أضرار‭ ‬جسيمة‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬للمراهقين‮»‬‭. ‬فوجود‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬العبارات‭ ‬التي‭ ‬تدق‭ ‬ناقوس‭ ‬الخطر،‭ ‬تُلفت‭ ‬عناية‭ ‬ورعاية‭ ‬المجتمع‭ ‬الأمريكي‭ ‬برمته،‭ ‬وتوقظ‭ ‬الآباء،‭ ‬وأوليا‭ ‬الأمور،‭ ‬والمسؤولين‭ ‬في‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬وغيرهما‭ ‬وترفع‭ ‬من‭ ‬إدراكهم‭ ‬ووعيهم‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬هبَّة‭ ‬جماعية‭ ‬مجتمعية‭ ‬لمكافحة‭ ‬هذا‭ ‬الوباء‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬ولج‭ ‬إلى‭ ‬بيوت‭ ‬كل‭ ‬مواطن،‭ ‬وخلق‭ ‬أزمة‭ ‬صحية‭ ‬كبيرة‭ ‬وطارئة‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬تدهور‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬والنفسية‭ ‬للأطفال‭ ‬والشباب‭ ‬والمراهقين،‭ ‬بل‭ ‬وكبار‭ ‬السن‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭.‬

وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬فقد‭ ‬دخل‭ ‬‮«‬المنتدى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬العالمي‮»‬‭ ‬المهتم‭ ‬عادة‭ ‬بالجانب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنموي‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬تأثيرات‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ووسائل‭ ‬التقنية‭ ‬الرقمية‭ ‬الكثيرة،‭ ‬ونَظَّم‭ ‬عدة‭ ‬حلقات‭ ‬نقاش‭ ‬وحوار‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬دورات‭ ‬منها‭ ‬الاجتماع‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬إلى‭ ‬19‭ ‬يناير‭ ‬2024،‭ ‬حيث‭ ‬طرح‭ ‬عدة‭ ‬أسئلة‭ ‬منها‭: ‬ما‭ ‬أهم‭ ‬العوامل‭ ‬الأكثر‭ ‬تأثيراً‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬العامة،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تسبب‭ ‬اضطراباً‭ ‬وتوتراً‭ ‬صحياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬على‭ ‬الفرد‭ ‬والأسرة‭.  ‬

فالأزمة‭ ‬الصحية‭ ‬العقلية،‭ ‬والنفسية،‭ ‬والجسدية‭ ‬التي‭ ‬تنجم‭ ‬عن‭ ‬الاستخدام‭ ‬المفرط‭ ‬وغير‭ ‬المسؤول‭ ‬للهاتف‭ ‬الذكي‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬تعاني‭ ‬منها‭ ‬كل‭ ‬المجتمعات‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬ولكن‭ ‬التأثيرات‭ ‬السلبية‭ ‬انكشفت‭ ‬أولاً‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية‭ ‬والمجتمعات‭ ‬المتقدمة‭ ‬الغنية‭ ‬التي‭ ‬تستطيع‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليف‭ ‬شراء‭ ‬الهواتف‭ ‬الذكية،‭ ‬وتمتلك‭ ‬بنية‭ ‬تحتية‭ ‬تقنية‭ ‬رقمية‭ ‬متطورة‭ ‬وثابتة‭ ‬ومستقرة،‭ ‬ولكن‭ ‬عدوى‭ ‬هذه‭ ‬التأثيرات‭ ‬بلغت‭ ‬اليوم‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬دون‭ ‬استثناء،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬أنها‭ ‬تحولت‭ ‬إلى‭ ‬قضية‭ ‬دولية‭ ‬عامة‭ ‬ومشتركة‭ ‬تستدعي‭ ‬جهوداً‭ ‬جماعية‭ ‬مشتركة،‭ ‬وتتطلب‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬حلولاً‭ ‬مشتركة‭ ‬أيضاً‭.  ‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا