لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن نصبح على قصة غير مألوفة شغلت المحطات الاخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي الأسابيع الماضية. وهي قصة رحمي رجل تركي الجنسية فقد لغته الأم بعد تعرضه لجلطة دماغية، ليفيق من وعكته الصحية وهو يتحدث اللغة الدنماركية بدلا من التركية وسط ذهول المحيطين به.
الاطباء وصفوا الحالة بـ«الانعكاس اللغوي»، وهي ظاهرة نادرة الحدوث تصيب الأشخاص بعد إصابات الرأس والجلطات الدماغية.
وبسبب إصابات الرأس المختلفة قد تحدث في بعض الأحيان متلازمة أخرى وهي متلازمة «اللهجة الاجنبية»، وتتمثل في تغير لهجة الشخص وليس لغته. ويعتقد الكثيرون أن الشخص المصاب متصنع ولكن في الواقع هو أمر حقيقي وتستمر مع المصاب ما لم يتم علاجه. وتم وصف الحالة لأول مرة سنة 1907 من قبل طبيب الأعصاب الفرنسي بيير ماري.
إذًا السكتات الدماغية في بعض الحالات قد تصيب مركز الكلام وبالتالي نرى أمامنا شخصا آخر. تنحصر العلاجات في علاج المسببات والعلاج السلوكي مع علاج النطق واللغة.
قد يلفت ذلك انتباهنا جميعا لخطورة ومضاعفات السكتات الدماغية، ويحثنا على رفع نسبة التوعية حتى وإن كنا خارج اليوم العالمي للتوعية بالسكتة الدماغية. نتمنى على أطباء المخ والاعصاب دائمي التعاون مع الصفحة الطبية أن نسلط الضوء سويا على جلطات المخ والوقاية منها ومن مضاعفاتها وخصوصا مع زيادة نسبة المصابين في السنوات الأخيرة.
كما نفتح ايضا التواصل وزيادة التوعية بالمتلازمات السابق ذكرها وكيفية إدارة العارض الطبي.. متمنية للجميع دوام الصحة والتحدث بلغات مختلفة ونحن في أتمّ عافية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك