العدد : ١٧٢٩٩ - الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ صفر ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٢٩٩ - الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ صفر ١٤٤٧هـ

مقالات

سحابة رأي:
مدينة الشباب توليفة غنية تدمج الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا!

بقلم: إسراء القصاب

الأحد ٠٣ أغسطس ٢٠٢٥ - 02:00

من‭ ‬المعروف‭ ‬ان‭ ‬الاستثمارات‭ ‬تتخذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشكال‭ ‬والأنماط،‭ ‬وتصنف‭ ‬البشرية‭ ‬منها‭ ‬كأرقى‭ ‬أنواعها‭ ‬وأكثرها‭ ‬فاعلية‭ ‬ومردود،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬الى‭ ‬تحسين‭ ‬إنتاجية‭ ‬وكفاءة‭ ‬الفرد،‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنمو‭ ‬المطرد‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬ككل،‭ ‬لذلك‭ ‬يعد‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الشباب‭ ‬الواعد‭ ‬استثمارا‭ ‬مهما‭ ‬وواجبا‭ ‬وطنيا‭ ‬يستدعي‭ ‬تكاتف‭ ‬مختلف‭ ‬الجهات‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬تصنيف‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬بالخصب‭ ‬والمتجدد‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬ينضب‭.‬‮ ‬

والاستثمار‭ ‬فيه‭ ‬يعني‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬الأمم،‭ ‬فالشباب‭ ‬هم‭ ‬قادة‭ ‬الغد،‭ ‬وهم‭ ‬بناة‭ ‬المستقبل،‭ ‬وصناع‭ ‬التغيير،‭ ‬وهم‭ ‬الرهان‭ ‬الرابح‭ ‬الذي‭ ‬يستحق‭ ‬أن‭ ‬نعوّل‭ ‬عليه،‭ ‬وتوفير‭ ‬الفرص‭ ‬التعليمية‭ ‬والتدريبية‭ ‬الرامية‭ ‬لتمكينهم،‭ ‬وتطوير‭ ‬قدراتهم،‭ ‬وصقل‭ ‬مهاراتهم،‭ ‬والارتقاء‭ ‬بمواهبهم،‭ ‬هي‭ ‬فرصة‭ ‬ثمينة‭ ‬للتعرف‭ ‬على‭ ‬مناجم‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬الواعدة،‭ ‬وتوجيهها،‭ ‬وتغذية‭ ‬إبداعها،‭ ‬والأخذ‭ ‬بيدها‭ ‬نحو‭ ‬الأفضل‭.‬‮ ‬ومملكة‭ ‬البحرين‭ ‬كانت‭ ‬ومازالت‭ ‬سباقة‭ ‬في‭ ‬الاهتمام‭ ‬بتمكين‭ ‬شبابها؛‭ ‬عبر‭ ‬تنفيذ‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬والمشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬التي‭ ‬تترجم‭ ‬دعم‭ ‬القيادة‭ ‬البحرينية‭ ‬للشباب،‭ ‬بما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬وبدعم‭ ‬متكامل‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬وبمتابعة‭ ‬حثيثة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬ناصر‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ممثل‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬للأعمال‭ ‬الإنسانية‭ ‬وشؤون‭ ‬الشباب‭. ‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬عكفت‭ ‬وزارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬تمكين‭ ‬الشباب‭ ‬وتفعيل‭ ‬دورهم‭ ‬بصورة‭ ‬مستمرة‭ ‬عبر‭ ‬طرح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات،‭ ‬ومنها‭ (‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬2030‭) ‬التي‭ ‬انطلقت‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬عقد‭ ‬ونصف‭ ‬بشراكة‭ ‬إستراتيجية‭ ‬مثمرة‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ (‬تمكين‭)‬،‭ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬كمكمل‭ ‬لمسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الوطني‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬المملكة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030،‭ ‬لتخلق‭ ‬بيئة‭ ‬جاذبة‭ ‬للتدريب‭ ‬والتعليم،‭ ‬ومحفزة‭ ‬للإنتاج‭ ‬والابتكار،‭ ‬وممهدة‭ ‬للنماء‭ ‬والإنجاز،‭ ‬بما‭ ‬تقدمه‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬نوعية‭ ‬متوافقة‭ ‬مع‭ ‬التوجه‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬تنمية‭ ‬مستدامة‭ ‬شاملة؛‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬جاهزية‭ ‬الشباب‭ ‬وجودة‭ ‬أداءهم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭.‬‮ ‬إذ‭ ‬جاءت‭ ‬بتعاقب‭ ‬نسخها‭ ‬الأربعة‭ ‬عشر‭ ‬كمنظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬تتوافق‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬مع‭ ‬روح‭ ‬العصر،‭ ‬وبما‭ ‬يحقق‭ ‬احتياجات‭ ‬الأجيال‭ ‬الجديدة،‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬طرح‭ ‬البرامج‭ ‬والفرص‭ ‬التدريبية‭ ‬في‭ ‬مراكزها‭ ‬الرئيسية‭ ‬بما‭ ‬يضمن‭ ‬رصانة‭ ‬المضمون‭ ‬وجودة‭ ‬المخرجات؛‭ ‬لتأهيل‭ ‬الشباب‭ ‬بشكل‭ ‬يواكب‭ ‬التطور‭ ‬الذي‭ ‬يلبي‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭.‬‮ ‬

وتشهد‭ ‬نسخة‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬دمج‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬فيما‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬70‭% ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬المطروحة‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المراكز‭ ‬الرئيسية،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يؤكد‭ ‬على‭ ‬توجه‭ ‬الوزارة‭ ‬الواضح‭ ‬لطرح‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يتزامن‭ ‬مع‭ ‬المشهد‭ ‬العالمي،‭ ‬ويتواكب‭ ‬مع‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي،‭ ‬ويتسق‭ ‬مع‭ ‬الثورة‭ ‬التكنولوجية‭ ‬كلغة‭ ‬عصر‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يأتي‭ ‬مركز‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬بمنهجية‭ ‬علمية‭ ‬ملفتة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامجه‭ ‬البارزة‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتثقيف‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬في‭ ‬الفترتين‭ ‬الصباحية‭ ‬والمسائية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريبهم‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬الأساسيات‭ ‬التكنولوجية؛‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬لديهم‭ ‬مهارات‭ ‬التفكير‭ ‬الإبداعي‭ ‬والاستراتيجي‭ ‬ويساعدهم‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭.‬‮ ‬

وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬اللافتة‭ ‬للفئتين،‭ ‬منها‭: ‬مبادئ‭ ‬البرمجة‭ ‬والهندسة‭ ‬لتصميم‭ ‬وتشغيل‭ ‬الروبوتات،‭ ‬وأساسيات‭ ‬بناء‭ ‬وتصميم‭ ‬الألعاب‭ ‬والرسوم‭ ‬المتحركة‭ ‬بمحاكاة‭ ‬أسلوب‭ ‬تفكير‭ ‬المبرمج،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تطبيقات‭ ‬الفضاء‭ ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬تجارب‭ ‬تفاعلية،‭ ‬وبرنامج‭ ‬التطبيقات‭ ‬العلمية‭ ‬للفيزياء‭ ‬كأساس‭ ‬للابتكار‭ ‬والهندسة‭ ‬والتطور‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لبرنامج‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬دمج‭ ‬المعرفة‭ ‬النظرية‭ ‬بالتجريب‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬مفاهيم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬عبر‭ ‬تعلّم‭ ‬الآلة‭ ‬وتحليل‭ ‬البيانات‭ ‬وتطوير‭ ‬الحلول‭ ‬واكتشاف‭ ‬القضايا‭ ‬الأخلاقية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتقنيات‭ ‬الحديثة،‭ ‬وبرنامج‭ ‬تعليم‭ ‬الناشئة‭ ‬أسس‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬باستخدام‭ ‬ألعاب‭ ‬تعليمية‭ ‬وتجارب‭ ‬واقعية‭ ‬وأنشطة‭ ‬برمجية‭ ‬تنمي‭ ‬التفكير‭ ‬المنطقي،‭ ‬وأيضًا‭ ‬برنامج‭ ‬أسس‭ ‬صناعة‭ ‬الروبوتات‭ ‬وبرمجتها‭ ‬بطرق‭ ‬تفاعلية‭ ‬ممتعة،‭ ‬كما‭ ‬تطرح‭ ‬برنامج‭ ‬لتعليم‭ ‬أهم‭ ‬التقنيات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالفضاء‭ ‬بطريقة‭ ‬مبسطة‭.‬‮ ‬‭ ‬ومن‭ ‬البرامج‭ ‬المطروحة‭ ‬أيضًا؛‭ ‬برنامج‭ ‬رفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬الرقمي‭ ‬لدى‭ ‬الشباب،‭ ‬الذي‭ ‬يشتمل‭ ‬على‭ ‬مفاهيم‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬الأساسية‭ ‬وأنواع‭ ‬التهديدات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬وأفضل‭ ‬ممارسات‭ ‬الحماية،‭ ‬والذي‭ ‬يخول‭ ‬المشاركين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬شهادة‭ ‬رقمية‭ ‬من‭ ‬شركة‭ (‬سيسكو‭) ‬التكنولوجية،‭ ‬وبرنامج‭ ‬لغات‭ ‬البرمجة‭ ‬المتقدمة‭ ‬والذي‭ ‬يشمل‭ ‬تصميم‭ ‬روبوت‭ ‬بأبسط‭ ‬المفاهيم،‭ ‬وبرنامج‭ ‬مهارات‭ ‬تصميم‭ ‬وتصنيع‭ ‬وتشغيل‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬المصغرة‭ ‬الذي‭ ‬يتيح‭ ‬المجال‭ ‬لتنفيذ‭ ‬مشروع‭ ‬علمي‭ ‬جماعيّ،‭ ‬وبرنامج‭ ‬بيانات‭ ‬نظم‭ ‬الأرض‭ ‬الذي‭ ‬يحوي‭ ‬المهارات‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬تحليل‭ ‬البيانات‭ ‬ونظم‭ ‬المعلومات‭ ‬الجغرافية،‭ ‬وكذلك‭ ‬برنامج‭ ‬الأدوات‭ ‬التحليلية‭ ‬في‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬التوليدي‭ ‬للمبتدئين‭ ‬والذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬تعلم‭ ‬أساسيات‭ ‬البرمجة،‭ ‬وغيرها‭.‬

هذا‭ ‬التكامل‭ ‬النوعي‭ ‬والتطبيق‭ ‬الاحترافي‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬من‭ ‬مدينة‭ ‬الشباب‭ ‬مشروع‭ ‬وطني‭ ‬أبعد‭ ‬من‭ ‬الأحلام‭! ‬لما‭ ‬تشكله‭ ‬من‭ ‬توليفة‭ ‬غنية‭ ‬وفريدة‭ ‬تدمج‭ ‬التعليم‭ ‬بالترفيه،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬طرح‭ ‬أحدث‭ ‬البرامج‭ ‬التدريبية‭ ‬التي‭ ‬تحقق‭ ‬طموحات‭ ‬الشباب‭ ‬وترتقي‭ ‬بها،‭ ‬لتضعهم‭ ‬على‭ ‬المسار‭ ‬الصحيح‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬هندسة‭ ‬المستقبل‭ ‬لبنة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭ ‬بدءً‭ ‬من‭ ‬الحاضر،‭ ‬ليكونوا‭ ‬بذلك‭ ‬شركاء‭ ‬حقيقيين‭ ‬وفاعلين‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتغيير‭ ‬وتطوير‭ ‬الوطن‭ ‬بكل‭ ‬تمكّن‭ ‬واقتدار‭.‬‮ ‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا