يُراودُني في الحُلْم وَجْهٌ
منْ خليطِ (العُودِ) والمِسْكِ
وَزَهْـرِ الأُقْحُوانْ..
وَجْهٌ شَفِـيـفُ المَلامحِ،
لَوَّحَتْهُ غُضُونُ السُّهادِ..
خَيالُ امْرَأةٍ تُشْبِهُ أُمّي..
وَيُشْبهُ وَجْهَ المُحبّينَ حينَ أُنادي.
* * *
يُراودُني خَيالُ امْرأةٍ،
كلَّما لاحَ لي..
أَحْسَسْتُهُ وَجْهَ بِلادي ..
إِذا مَـرَّ عَليهِ سَحابٌ،
وَبَلَّـلَـتُهُ بالحُنُوِّ الغَوادِي،
فَـأصْحُو عَلى نَغْمَةِ نَايٍ بَعـيـدٍ
يَجُرُّ لَحًنا غَريبَ التَّـنَـهُدِ،
يُشْبهُ نَقْرا حَزينا..
عَلى دُفُـوفٍ صَـوَادي..
وأَسْمَعُ رَجْعَ نَشِيدٍ لرجَالٍ وَنِساءٍ
مِنْ زَمانٍ قَـديـمٍ،
يَـتْـلَوْنَ شَيئًا حَبيباً..
كُلّما جَاءَ تَرانيمَ منَ البُعْدِ لي
يَفُتُّ بالذكْرياتِ مُهْجَةَ قَلبي
وَيأْخُذُ رُوحي لأَقْصَى زَمانِ البِعادِ .
* * *
أَيا وَجْهَ أُمٍ في الغِيابِ تَمَاهى
مَعَ الذِّكْر يُـتْـلى،
وَصُفُوفُ النِّساءِ بالطِّيبِ و(البَخُورِ)
في (المَوالدِ) بالذّكْـرِ سَـكْرى..
أَأَنْـتِ تأتينَ إليَّ لأُشْفى؟!
وَتُـكْـتَبُ لي تَـمِيمَةُ بُرْءٍ..
بمَاءٍ مُطَـيّبٍ يَمْسَحُ وَجْهَ زَمَاني،
وَيُوقُظُني مِنْ عَـتيـمِ اعْـتـقـادي؟!
akhalifa44@hotmail.com
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك