العدد : ١٧٢١٠ - الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٠ - الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

ترامب بعد مائة يوم في البيت الأبيض.. فوضى في سياسته الداخلية وتقلبات ومفاجآت في سياسته الخارجية

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٠٦ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خطاب‭ ‬تنصيبه‭ ‬الرئاسي‭ ‬الثاني‭ ‬في‭ ‬20‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬وعد‭ ‬‮«‬دونالد‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬ببدء‭ ‬‮«‬عصر‭ ‬ذهبي‮»‬‭ ‬جديد‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬سيتم‭ ‬الثأر‭ ‬مما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬الخيانات‭ ‬الرهيبة‮»‬،‭ ‬وإسقاط‭ ‬‮«‬المؤسسة‭ ‬الراديكالية‭ ‬والفاسدة‭ ‬في‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬و«ستبني‭ ‬أمريكا‭ ‬أقوى‭ ‬جيش‭ ‬شهده‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‮»‬؛‭ ‬حتى‭ ‬‮«‬تحظى‭ ‬بالاحترام‭ ‬والإعجاب‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭. ‬وعلق‭ ‬‮«‬جيف‭ ‬غرينفيلد‮»‬،‭ ‬في‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬بوليتيكو‮»‬،‭ ‬بأن‭ ‬عودته‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬جاءت‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬دراية‭ ‬بالسلطة،‭ ‬وكيفية‭ ‬استخدامها‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬نية‭ ‬واضحة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬برنامج‭ ‬سياسي‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭.‬

ومع‭ ‬انقضاء‭ ‬المائة‭ ‬يوم‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬السلطة،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬برونوين‭ ‬مادوكس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للشؤون‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الولاية‭ ‬‮«‬ليست‭ ‬كسابقتها‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬روث‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الجارديان‮»‬،‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬أسابيع‭ ‬حملت‭ ‬أحداثًا‭ ‬تستوعبها‭ ‬عقود‮»‬،‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬شهده‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي،‭ ‬والمشهد‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬على‭ ‬يديه‭. ‬وقال‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬ليندسي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬أقدم‭ ‬على‭ ‬فعل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬دفعة‭ ‬واحدة‭ ‬وفي‭ ‬كل‭ ‬اتجاه‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأولى‭ ‬فقط‭ ‬‮«‬غيّر‭ ‬تقريبًا‭ ‬كل‭ ‬جوانب‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬دعم‭ ‬داخلي‭ ‬لسياساته‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬حزبه‭ ‬الجمهوري؛‭ ‬فإن‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬المائة‭ ‬يوم‭ ‬الأولى‭ ‬حملت‭ ‬استياءً‭ ‬وإدانةً‭ ‬واسعة‭ ‬النطاق‭. ‬وأعرب‭ ‬‮«‬مارك‭ ‬لاندلر‮»‬،‭ ‬و«أندرو‭ ‬كرامر‮»‬،‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬يويورك‭ ‬تايمز‮»‬،‭ ‬عن‭ ‬أسفهما‭ ‬لـ«تراجع‭ ‬أمريكا‮»‬‭ ‬كقوة‭ ‬عالمية‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬ستيفن‭ ‬كوك‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬‮«‬تعهد‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬بإحلال‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشرق‭ ‬أوروبا؛‭ ‬فإنه‭ ‬‮«‬يبدو‭ ‬قد‭ ‬أخفق‭ ‬في‭ ‬إحداث‭ ‬زخم‭ ‬فعلي‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تعهّد‭ ‬بمعالجتها‮»‬‭.‬

وبالفعل،‭ ‬أحدثت‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬اضطرابات‭ ‬واسعة‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬المحلي‭ ‬والدولي‭. ‬فداخليا،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬مادوكس‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إدارته‭ ‬‮«‬تحدّت‭ ‬القيود‭ ‬الدستورية‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‮»‬،‭ ‬و«شنت‭ ‬هجومًا‭ ‬على‭ ‬مؤسسات‭ ‬الثقافة‭ ‬والتعليم‭ ‬والعلوم‭ ‬‭ ‬المصنفة‭ ‬ضمن‭ ‬النخبة‭ ‬‭ ‬مع‭ ‬بث‭ ‬الخوف‭ ‬بين‭ ‬المعارضين‮»‬‭. ‬ومن‭ ‬جهته،‭ ‬ندد‭ ‬‮«‬جوليان‭ ‬زيليزر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬برينستون‮»‬،‭ ‬بإصرار‭ ‬الرئيس‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬أجندته،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬استعداده‭ ‬‮«‬للمغامرة‭ ‬بدفع‭ ‬الاقتصاد‭ ‬نحو‭ ‬الفوضى‮»‬،‭ ‬لتحقيق‭ ‬تلك‭ ‬الغايات‭. ‬

وخارجيا،‭ ‬شهدت‭ ‬علاقات‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬تحولات‭ ‬جذرية‭ ‬طالت‭ ‬الحلفاء‭ ‬والخصوم‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬ووصف‭ ‬‮«‬إيفو‭ ‬دالدر‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬شيكاغو‭ ‬للشؤون‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬هذا‭ ‬‮«‬الاختلال‮»‬‭ ‬في‭ ‬علاقات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬بالعالم‭ ‬منذ‭ ‬20‭ ‬يناير،‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬ثوري‮»‬،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬رأسًا‭ ‬على‭ ‬عقب‮»‬‭. ‬واستشهدت‭ ‬‮«‬مادوكس‮»‬،‭ ‬بكيفية‭ ‬تخلّيه‭ ‬عن‭ ‬التزامات‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية،‭ ‬وانسحابه‭ ‬من‭ ‬اتفاقيات‭ ‬المناخ،‭ ‬وزرعه‭ ‬الشكوك‭ ‬حول‭ ‬التزامه‭ ‬تجاه‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي،‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬تهديد‭ ‬شركائه‭ ‬في‭ ‬الحلف‭ ‬بهجمات‭ ‬عسكرية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجلّى‭ ‬في‭ ‬إصراره‭ ‬على‭ ‬ضم‭ ‬جزيرة‭ ‬جرينلاند‭ ‬من‭ ‬الدنمارك‮»‬‭.‬

وكشف‭ ‬استطلاع‭ ‬للرأي‭ ‬أجرته‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬ذي‭ ‬إيكونوميست‮»‬،‭ ‬للشعوب‭ ‬الأوروبية،‭ ‬عن‭ ‬تراجع‭ ‬حاد‭ ‬في‭ ‬الآراء‭ ‬الإيجابية‭ ‬تجاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬منذ‭ ‬عودة‭ ‬ترامب‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬دالدر‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أساس‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكي‭ ‬كان‭ ‬الثقة»؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الثقة‭ ‬تلاشت‭ ‬مع‭ ‬سحب‭ ‬الدعم‭ ‬الأمريكي‭ ‬لأوكرانيا‭ ‬في‭ ‬حربها‭ ‬ضد‭ ‬روسيا،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬استعادتها‭ ‬مهمة‭ ‬‮«‬بالغة‭ ‬الصعوبة‮»‬،‭ ‬تتطلب‭ ‬وقتًا‭ ‬يتجاوز‭ ‬مدة‭ ‬بقائه‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭.‬

ورأى‭ ‬‮«‬ماثيو‭ ‬كرونيج‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬تصرفات‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬‮«‬متوقعة‭ ‬تمامًا‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬أمريكا‭ ‬أولًا‮»‬‭. ‬ووفقًا‭ ‬له،‭ ‬فإن‭ ‬جوهر‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وبقية‭ ‬الأطراف‭ ‬العالمية،‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬قناعته‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬بلاده‭ ‬تعرضت‭ ‬للخداع‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬تصحيح‭ ‬هذه‭ ‬الأخطاء‮»‬،‭ ‬وتأمين‭ ‬‮«‬صفقة‭ ‬أفضل‭ ‬للشعب‭ ‬الأمريكي‮»‬،‭ ‬مضيفا‭ ‬أنه‭ ‬يؤمن‭ ‬بفكرة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التصعيد‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬إلى‭ ‬التهدئة‮»‬،‭ ‬حيث‭ ‬يدفع‭ ‬الخصوم‭ ‬والمنافسين‭ ‬نحو‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬تهديدات‭ ‬صريحة،‭ ‬وفرض‭ ‬مطالب‭ ‬صارمة‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬المزايا‭ ‬المفترضة‭ ‬لتلك‭ ‬السياسات‭ ‬والحجج،‭ ‬اعتبر‭ ‬‮«‬ليندسي‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الخطوات‭ ‬الخاطئة‮»‬‭ ‬في‭ ‬رئاسته‭ ‬الثانية،‭ ‬‮«‬كانت‭ ‬ناجمة‭ ‬عن‭ ‬تماهيه‭ ‬مع‭ ‬الفوضى،‭ ‬وافتقار‭ ‬فريقه‭ ‬للخبرة‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تجلى‭ ‬بوضوح‭ ‬في‭ ‬سياساته‭ ‬التجارية‭. ‬وفي‭ ‬أسابيعه‭ ‬الأولى،‭ ‬كرر‭ ‬تهديداته‭ ‬بفرض‭ ‬رسوم‭ ‬جمركية‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬الأجنبية‭ ‬إلى‭ ‬بلاده،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬أقر‭ ‬تعريفة‭ ‬جمركية‭ ‬شاملة‭ ‬بنسبة‭ ‬10%‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الواردات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬رسوم‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬بلدان‭ ‬وأقاليم‭ ‬بعينها‭. ‬وهي‭ ‬الخطوة‭ ‬التي‭ ‬وصفها‭ ‬‮«‬أندرو‭ ‬جاوثورب‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬لايدن‮»‬،‭ ‬بأنها‭ ‬تمثل‭ ‬‮«‬تحولًا‭ ‬نحو‭ ‬الحمائية‭ ‬لم‭ ‬يشهده‭ ‬العالم‭ ‬منذ‭ ‬الكساد‭ ‬الكبير‮»‬‭. ‬في‭ ‬حين‭ ‬رأى‭ ‬‮«‬إدوارد‭ ‬ألدين‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬جامعة‭ ‬غرب‭ ‬واشنطن‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬هذه‭ ‬السياسات‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬بالغة‭ ‬السوء‮»‬،‭ ‬وأدت‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬اضطراب‭ ‬الأسواق،‭ ‬وتقويض‭ ‬ما‭ ‬تبقى‭ ‬من‭ ‬ثقة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الأمريكية‮»‬‭. ‬وتوقعت‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬تراجع‭ ‬حجم‭ ‬التعاملات‭ ‬الخارجية‭ ‬بنسبة‭ ‬0‭.‬2%‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬مع‭ ‬انخفاض‭ ‬الصادرات‭ ‬الأمريكية‭ ‬بنسبة‭ ‬12‭.‬6%‭. ‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أوضح‭ ‬‮«‬ألدين‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أخطر‭ ‬ضرر‮»‬،‭ ‬لهذه‭ ‬السياسات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬قد‭ ‬لحق‭ ‬بالعلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬الصينية،‭ ‬حيث‭ ‬دخل‭ ‬البلدان‭ ‬فيما‭ ‬أسماه‭ ‬‮«‬دوامة‭ ‬موت‭ ‬اقتصادي‮»‬،‭ ‬تبادلا‭ ‬خلالها‭ ‬فرض‭ ‬رسوم‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬245%‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬السلع،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬التوتر‭ ‬وأضر‭ ‬بالثقة‭ ‬المتبادلة‭. ‬وأشار‭ ‬‮«‬أنتوني‭ ‬هوبكنز‮»‬،‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬‮«‬كامبريدج‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬أضرت‭ ‬باقتصادها‭ ‬عبر‭ ‬تقييد‭ ‬استثمارات‭ ‬الصين،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬سندات‭ ‬الخزانة‭ ‬الأمريكية‭. ‬وأكدت‭ ‬توقعات‭ ‬‮«‬صندوق‭ ‬النقد‭ ‬الدولي‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬التأثير،‭ ‬بتخفيض‭ ‬توقعاته‭ ‬للنمو‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬8%،‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬الأثر‭ ‬السلبي‭ ‬الواسع‭ ‬لسياساته‭ ‬على‭ ‬الاقتصاد‭ ‬العالمي‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬لفتت‭ ‬‮«‬ستيفاني‭ ‬علي‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأطلسي‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬استُثنيت‭ ‬من‭ ‬أعلى‭ ‬الرسوم‭ ‬الجمركية‭ ‬في‭ ‬إجراءات‭ ‬ترامب،‭ ‬مرجعة‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وسعيها‭ ‬وراء‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬استفادة‭ ‬السعودية،‭ ‬والإمارات‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭.‬

ومع‭ ‬اقتراب‭ ‬زيارته‭ ‬للخليج‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬مايو‭ ‬الجاري،‭ ‬أكد‭ ‬‮«‬جورجيو‭ ‬كافييرو‮»‬،‭ ‬من‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جلف‭ ‬ستيت‭ ‬أناليتيكس‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬يسعى‭ ‬لتعزيز‭ ‬علاقاته‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ولفتت‭ ‬‮«‬هاوشير‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إحدى‭ ‬القضايا‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تشغل‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬هي‭ ‬احتمال‭ ‬منحها‭ ‬صفة‭ ‬‮«‬العملاء‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى»؛‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬رقائق‭ ‬أمريكية‭ ‬متقدمة،‭ ‬ما‭ ‬يوفر‭ ‬لها‭ ‬امتيازات‭ ‬تقنية،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬ذلك،‭ ‬يثير‭ ‬تساؤلات‭ ‬بشأن‭ ‬علاقاتها‭ ‬التقنية‭ ‬المتطورة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭.‬

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬بعثت‭ ‬‮«‬إدارة‭ ‬ترامب‮»‬،‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬برسائل‭ ‬متباينة‭ ‬بشأن‭ ‬إيران،‭ ‬إذ‭ ‬أعادت‭ ‬فرض‭ ‬العقوبات،‭ ‬وهددت‭ ‬بضرب‭ ‬مواقع‭ ‬نووية‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل؛‭ ‬لكنها‭ ‬بدأت‭ ‬أيضًا‭ ‬اتصالات‭ ‬لاستئناف‭ ‬مفاوضات‭ ‬حول‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭. ‬واعتبر‭ ‬‮«‬روس‭ ‬هاريسون‮»‬،‭ ‬و‮«‬أليكس‭ ‬فاتانكا‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يُعد‭ ‬سابقًا‭ ‬مستحيلًا‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬الإيرانية،‭ ‬بات‭ ‬ممكنًا‭ ‬لتعزيز‭ ‬الاستقرار‭ ‬الإقليمي‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هذا‭ ‬التواصل‭ ‬المؤقت‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬هشًا‭ ‬للغاية‭. ‬وأوضح‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬قدّم‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬قائمة‭ ‬مطالب؛‭ ‬شملت‭ ‬‮«‬تفكيك‭ ‬برنامجها‭ ‬النووي،‭ ‬وتقليص‭ ‬قدراتها‭ ‬الصاروخية،‭ ‬ووقف‭ ‬دعمها‭ ‬للوكلاء‭ ‬الإقليميين‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬شروط‭ ‬طُرحت‭ ‬حتى‭ ‬خلال‭ ‬أول‭ ‬تواصل‭ ‬رسمي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تحديد‭ ‬مهلة‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬شهرين‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ -‬بعد‭ ‬رسالته‭ ‬إلى‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬‮«‬علي‭ ‬خامنئي‮»‬‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬‭ ‬عكس‭ ‬نفاد‭ ‬صبر‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬وتجاهلها‭ ‬للمفاوضات‭ ‬المكثفة‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬المراقبون‭ ‬الغربيون‭ ‬ضرورية‭. ‬ورغم‭ ‬غياب‭ ‬‮«‬الرؤية‭ ‬الاستراتيجية‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬طغى‭ ‬على‭ ‬سياسة‭ ‬‮«‬واشنطن‮»‬،‭ ‬تجاه‭ ‬إيران،‭ ‬وأضعف‭ ‬موقعها‭ ‬المفترض‭ ‬كوسيط‭ ‬محتمل‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الروسية‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬عازم‭ ‬على‭ ‬انتزاع‭ ‬اتفاق‭ ‬نهائي‭ ‬في‭ ‬كلا‭ ‬الملفين،‭ ‬سعيًا‭ ‬لتحقيق‭ ‬إنجاز‭ ‬دبلوماسي‭ ‬مزدوج‭ ‬يعزز‭ ‬مكانتها‭ ‬الدولية‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التصميم‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬إعلان‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬منذ‭ ‬اليوم‭ ‬الأول‭ ‬لتوليه‭ ‬المنصب؛‭ ‬فإن‭ ‬إدارته‭ ‬تخلت‭ ‬عمليًا‭ ‬عن‭ ‬دعم‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬و«سمحت‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بتصعيد‭ ‬انتهاكاتها‭ ‬وهجماتها‭ ‬الوحشية‭ ‬على‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬دمار‭ ‬وقتل‭ ‬وتشريد‭ ‬عشرات‭ ‬الالاف‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الأبرياء‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬والأطفال‭. ‬وبينما‭ ‬تذبذب‭ ‬موقفه‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬مهاجمًا‭ ‬‮«‬زيلينسكي‮»‬،‭ ‬أحيانًا،‭ ‬ومشجعًا‭ ‬بوتين‭ ‬أحيانًا‭ ‬أخرى؛‭ ‬فقد‭ ‬أظهرت‭ ‬أولوياته‭ ‬عبر‭ ‬كبير‭ ‬مفاوضيه‭ ‬‮«‬ستيف‭ ‬ويتكوف‮»‬‭ ‬‭ ‬تركيزًا‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬ملفات‭ ‬أخرى،‭ ‬مع‭ ‬تجاهل‭ ‬ملف‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

ومع‭ ‬إقرار‭ ‬‮«‬كوك‮»‬،‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬في‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬المؤقت‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يستثمر‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭. ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬علي‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬ساهمت‭ ‬تهديداته‭ ‬بأن‭ ‬‮«‬الجحيم‭ ‬سيندلع‮»‬،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تطلق‭ ‬حماس‭ ‬سراح‭ ‬الرهائن‭ ‬المتبقين‭ ‬في‭ ‬‮«‬استئناف‭ ‬إسرائيل‭ ‬لمجازرها‭ ‬ضد‭ ‬المدنيين‭ ‬بكل‭ ‬وحشية،‭ ‬ومنع‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬منذ‭ ‬شهرين‭ ‬بدعم‭ ‬أمريكي‭ ‬واضح،‭ ‬تمثل‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬المساعدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لها؛‭ ‬مما‭ ‬فاقم‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬مزاعم‭ ‬عن‭ ‬خطة‭ ‬أمريكية‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬غزة،‭ ‬وتهجير‭ ‬سكانها،‭ ‬غذّتها‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬مصنوعة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬تُظهر‭ ‬القطاع‭ ‬وقد‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬فنادق‭ ‬ومنتجعات‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬‮«‬لاندلر‮»‬،‭ ‬و«كرامر‮»‬،‭ ‬أشارا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتحدث‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الخطة‮»‬،‭ ‬بعد‭ ‬رفضها‭ ‬عربيا،‭ ‬وإثارة‭ ‬الجدل‭ ‬حولها؛‭ ‬فإن‭ ‬إعادة‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬تسميته‭ ‬غزة‭ ‬بـ«منطقة‭ ‬الحرية‮»‬‭ ‬‭ ‬بعد‭ ‬تنفيذ‭ ‬مخطط‭ ‬التهجير‭ ‬‭ ‬خلال‭ ‬استقباله‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مطلع‭ ‬أبريل،‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬باتت‭ ‬تمثل‭ ‬سياسة‭ ‬أمريكية‭ ‬رسمية،‭ ‬وليست‭ ‬مناورة‭ ‬سياسية‭. ‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشارت‭ ‬‮«‬آنا‭ ‬جاكوبس‮»‬،‭ ‬من‭ ‬‮«‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬الخليج‭ ‬سيبذلون‭ ‬جهودًا‭ ‬كبيرة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬،‭ ‬لكبح‭ ‬تصعيد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬ووقف‭ ‬عملياتها‭ ‬العسكرية‭ ‬المتصاعدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬والتي‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬تأجيج‭ ‬الأوضاع،‭ ‬وتعميق‭ ‬الأزمات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬والدمار؛‭ ‬ما‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬الإقليميين‭. ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬توجهات‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬خلال‭ ‬المائة‭ ‬يوم‭ ‬الأولى‭ ‬المنقضية؛‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬مسار‭ ‬واضح‭ ‬لسياستها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬يتسم‭ ‬بدعم‭ ‬غير‭ ‬مشروط‭ ‬للمخططات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للفلسطينيين،‭ ‬والضم‭ ‬الكامل‭ ‬لأراضيهم؛‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬التزامًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬فاضحًا،‭ ‬بتوسيع‭ ‬نفوذ‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬حقوق‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬ينذر‭ ‬بمرحلة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬التوترات‭ ‬الإقليمية‭.‬

ومن‭ ‬منظور‭ ‬أوروبي،‭ ‬رأى‭ ‬السفير‭ ‬الألماني‭ ‬السابق‭ ‬لدى‭ ‬واشنطن‭ ‬‮«‬فولفغانغ‭ ‬إيشينغر‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬حلفاء‭ ‬أمريكا‭ ‬يواجهون‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الغموض‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬نهج‭ ‬‮«‬الصدمة‭ ‬والرعب‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يتبناه‭ ‬‮«‬البيت‭ ‬الأبيض‮»‬،‭ ‬سيتحول‭ ‬إلى‭ ‬سمة‭ ‬دائمة‭ ‬في‭ ‬سياسته‭ ‬الخارجية،‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬حالة‭ ‬طارئة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬منذ‭ ‬يناير‭ ‬دفعت‭ ‬الأوروبيين‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬نهج‭ ‬وقائي،‭ ‬والاستعداد‭ ‬لمختلف‭ ‬السيناريوهات‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬مع‭ ‬انقضاء‭ ‬أول‭ ‬مائة‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬ولاية‭ ‬ترامب‭ ‬الثانية،‭ ‬حدث‭ ‬تأثير‭ ‬عميق،‭ ‬يُضاهي‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬التحولات‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية،‭ ‬فيما‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬الانتظار‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬المليئة‭ ‬بالمفاجآت‭ ‬والتقلبات،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬رئيس‭ ‬جمهوري‭ ‬يصعب‭ ‬التنبؤ‭ ‬بخطواته،‭ ‬ويواصل‭ ‬فرض‭ ‬بصمته‭ ‬على‭ ‬المشهدين‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬العالمي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا