العدد : ١٧٢٠٩ - الاثنين ٠٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٩ - الاثنين ٠٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

البحرين والسعودية.. نموذج للتعاون والتنسيق الأمني

بقلم: د. نبيل العسومي

الاثنين ٠٥ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬مسألة‭ ‬مهمة‭ ‬وذات‭ ‬أولوية‭ ‬قصوى‭ ‬توليها‭ ‬الدول‭  ‬جل‭ ‬اهتمامها‭ ‬باعتبارها‭ ‬ركيزة‭ ‬أساسية‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات‭ ‬وتطورها‭ ‬وثابت‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬سياسات‭ ‬الأنظمة‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الدول‭ ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬والعنف‭ ‬والتهديد‭ ‬السيبراني‭ ‬واستخدام‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬المتطورة‭ ‬في‭ ‬تهديد‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمعات،‭ ‬فبدون‭ ‬الأمن‭ ‬تسود‭ ‬الفوضى‭ ‬ويفقد‭ ‬المجتمع‭ ‬أمنه‭ ‬واستقراره‭ ‬فالمجتمعات‭ ‬الآمنة‭ ‬ينعم‭ ‬الناس‭ ‬فيها‭ ‬بالأمن‭ ‬والأمان‭ ‬ويمارس‭ ‬الناس‭ ‬حياتهم‭ ‬بصورة‭ ‬طبيعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حماية‭ ‬الدولة‭ ‬وتوفير‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬للمواطنين‭ ‬وعائلاتهم‭ ‬وأسرهم،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬الأمن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد‭ ‬والتنمية‭ ‬فلا‭ ‬تطور‭ ‬ولا‭ ‬تنمية‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أمن،‭ ‬ولذلك‭ ‬أولت‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة‭ ‬للجانب‭ ‬الأمني‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬يجتمع‭ ‬وزراء‭ ‬الداخلية‭ ‬بدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬بشكل‭ ‬دوري‭ ‬لتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬الخليجية‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬والتشاور‭ ‬حول‭ ‬الأمور‭ ‬الأمنية‭ ‬والتنسيق‭ ‬بشأنها،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬إيمان‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬المجلس‭ ‬بأن‭ ‬الأمن‭ ‬الخليجي‭ ‬كل‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬إن‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬مسألة‭ ‬تشاركية‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬تحملها‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬منطقتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬وانعكاساتها‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬دولنا‭ ‬للمحافظة‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬مخاطر‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬أيضا‭ ‬تم‭ ‬تشكيل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬اللجان‭ ‬الأمنية‭ ‬الخليجية‭ ‬المتخصصة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬مجالات‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬ومخاطرها‭ ‬فمنذ‭ ‬القمة‭ ‬الخليجية‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬عقدت‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬أبوظبي‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬الشقيقة‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1981‭ ‬والتي‭ ‬انبثق‭ ‬عنها‭ ‬تشكيل‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬أولى‭ ‬القادة‭ ‬الخليجيون‭ ‬مسألة‭ ‬الأمن‭ ‬أهمية‭ ‬قصوى‭ ‬خصوصا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬التهديدات‭ ‬الإقليمية‭ ‬مثل‭ ‬الإرهاب‭ ‬وانتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬بكافة‭ ‬أشكالها‭ ‬وأنواعها‭ ‬واحتضان‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬للإرهاب‭ ‬والجريمة‭ ‬المنظمة‭ ‬وغيرها‭.‬

ونعتقد‭ ‬أن‭ ‬الاجتماع‭ ‬الرابع‭ ‬للجنة‭ ‬التنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬المنبثقة‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬التنسيق‭ ‬السعودي‭ ‬البحريني‭ ‬الذي‭ ‬عقد‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬جدة‭ ‬بالمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬برئاسة‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬وصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬سعود‭ ‬بن‭ ‬نايف‭ ‬آل‭ ‬سعود‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬السعودي‭ ‬كان‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإطار‭ ‬لتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الأوضاع‭ ‬المتوترة‭ ‬التي‭  ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬المنطقة،‭ ‬مما‭ ‬يستدعي‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬وتنسيق‭ ‬المواقف‭ ‬خصوصا‭ ‬بعد‭ ‬تزايد‭ ‬الخطر‭ ‬الأمني‭ ‬بسبب‭ ‬التطورات‭ ‬الأخيرة‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬المنطقة‭.‬

وخلال‭ ‬الاجتماع‭ ‬ألقى‭ ‬الفريق‭ ‬أول‭ ‬معالي‭ ‬الشيخ‭ ‬راشد‭ ‬بن‭ ‬عبدالله‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وزير‭ ‬الداخلية‭ ‬كلمة‭ ‬عبر‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬اعتزازه‭ ‬بزيارة‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬لتعزيز‭ ‬وتطوير‭ ‬منظومة‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬الشقيقة‭ ‬تجسيدا‭ ‬للعلاقات‭ ‬التاريخية‭ ‬والأخوية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬القيادة‭ ‬الحكيمة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬يحفظهما‭ ‬الله‭ ‬ويرعاهما‭ ‬فأي‭ ‬تهديد‭ ‬للبحرين‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬وأي‭ ‬تهديد‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬هو‭ ‬تهديد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فالتنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬الشقيقين‭ ‬هو‭ ‬استكمال‭ ‬لما‭ ‬تم‭ ‬إنجازه‭ ‬والذي‭ ‬شكل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬الأمني‭.‬

وبحث‭ ‬الاجتماع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬للأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ويجب‭ ‬التصدي‭ ‬لها‭ ‬ومحاربتها‭ ‬مثل‭ ‬انتشار‭ ‬الفكر‭ ‬المتطرف‭ ‬بين‭ ‬الشباب‭ ‬وضرورة‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توعية‭ ‬الشباب‭ ‬بخطورة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬على‭ ‬المجتمعات‭ ‬والتعاون‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأمن‭ ‬السيبراني‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬توفره‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬من‭ ‬وسائل‭ ‬متطورة‭ ‬وسهولة‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬واستخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المتطرفين‭ ‬والقوى‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتي‭ ‬تشكل‭ ‬خطرا‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬والربط‭ ‬بين‭ ‬غرف‭ ‬العمليات‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬البلدين‭ ‬ومناقشة‭ ‬الآليات‭ ‬اللازمة‭ ‬لتنفيذ‭ ‬المبادرات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬الأمني‭ ‬وتوظيفها‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬والتهديدات‭ ‬التي‭ ‬نواجهها‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬أمننا‭ ‬واستقرارنا‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا