مسألة الأمن مسألة مهمة وذات أولوية قصوى توليها الدول جل اهتمامها باعتبارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار المجتمعات وتطورها وثابت من ثوابت سياسات الأنظمة لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه الدول مثل الإرهاب والعنف والتهديد السيبراني واستخدام التكنولوجيا الحديثة المتطورة في تهديد استقرار المجتمعات، فبدون الأمن تسود الفوضى ويفقد المجتمع أمنه واستقراره فالمجتمعات الآمنة ينعم الناس فيها بالأمن والأمان ويمارس الناس حياتهم بصورة طبيعية في ظل حماية الدولة وتوفير الأمن والأمان للمواطنين وعائلاتهم وأسرهم، كما أن الأمن يسهم في تطوير الاقتصاد والتنمية فلا تطور ولا تنمية من دون أمن، ولذلك أولت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية أهمية خاصة للجانب الأمني.
وفي هذا الإطار يجتمع وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل دوري لتنسيق المواقف الخليجية وتعزيز التعاون الأمني والتشاور حول الأمور الأمنية والتنسيق بشأنها، انطلاقا من إيمان قادة دول المجلس بأن الأمن الخليجي كل لا يتجزأ إن المحافظة على الأمن مسألة تشاركية يجب على الجميع تحملها لمواجهة التحديات التي تواجهها منطقتنا الخليجية في ظل تزايد التهديدات الأمنية وانعكاساتها السلبية على دولنا للمحافظة على أمن واستقرار مجتمعاتنا من تداعيات مخاطر التهديدات الأمنية.
وفي هذا الإطار أيضا تم تشكيل العديد من اللجان الأمنية الخليجية المتخصصة في مختلف مجالات التعامل مع التحديات الأمنية ومخاطرها فمنذ القمة الخليجية الأولى التي عقدت في مدينة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عام 1981 والتي انبثق عنها تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية أولى القادة الخليجيون مسألة الأمن أهمية قصوى خصوصا في ظل التهديدات الإقليمية مثل الإرهاب وانتشار الأسلحة بكافة أشكالها وأنواعها واحتضان بعض الدول للإرهاب والجريمة المنظمة وغيرها.
ونعتقد أن الاجتماع الرابع للجنة التنسيق الأمني المنبثقة من مجلس التنسيق السعودي البحريني الذي عقد في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية برئاسة الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود وزير الداخلية السعودي كان أيضا في هذا الإطار لتعزيز التعاون الأمني وتنسيق المواقف لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجه مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في ظل الأوضاع المتوترة التي تمر بها المنطقة، مما يستدعي المزيد من التعاون وتنسيق المواقف خصوصا بعد تزايد الخطر الأمني بسبب التطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة.
وخلال الاجتماع ألقى الفريق أول معالي الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية كلمة عبر فيها عن اعتزازه بزيارة المملكة العربية السعودية لتعزيز وتطوير منظومة التعاون الأمني بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية الشقيقة تجسيدا للعلاقات التاريخية والأخوية التي تربط بين البلدين الشقيقين في ظل القيادة الحكيمة في مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية يحفظهما الله ويرعاهما فأي تهديد للبحرين هو تهديد للمملكة العربية السعودية وأي تهديد للمملكة العربية السعودية هو تهديد لمملكة البحرين، فالتنسيق الأمني بين البلدين الشقيقين هو استكمال لما تم إنجازه والذي شكل نقلة نوعية في كل مجالات التعاون الأمني.
وبحث الاجتماع العديد من القضايا التي تشكل تهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة ويجب التصدي لها ومحاربتها مثل انتشار الفكر المتطرف بين الشباب وضرورة العمل على توعية الشباب بخطورة مثل هذه الأفكار على المجتمعات والتعاون في مجال الأمن السيبراني في ظل ما توفره التكنولوجيا الحديثة من وسائل متطورة وسهولة التعامل معها واستخدامها من قبل المتطرفين والقوى الإرهابية والتي تشكل خطرا على أمن واستقرار مجتمعاتنا، والربط بين غرف العمليات الرئيسية في البلدين ومناقشة الآليات اللازمة لتنفيذ المبادرات الجديدة التي تهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق الأمني وتوظيفها في حماية مجتمعاتنا من المخاطر والتهديدات التي نواجهها حفاظا على أمننا واستقرارنا.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك