العدد : ١٧٢٠٧ - السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٧ - السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا ليس من الضروري هذه الأمور؟

بقلم: د. سعد الله المحمدي

السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

بعد‭ ‬نشر‭ ‬مقالي‭ ‬السابق‭ ‬بعنوان‭: (‬أمور‭ ‬ترفضها‭ ‬الحكمة‭ ‬والعقلانية‭) ‬في‭ ‬جريدة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬بتاريخ‭ ‬18‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬وردتني‭ ‬اتصالات‭ ‬ورسائل‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المشايخ‭ ‬والأحبة‭ ‬الذين‭ ‬أعتز‭ ‬بمحبتهم‭ ‬وصداقتهم‭ ‬وودّهم؛‭ ‬تفيد‭ ‬بأنّ‭ ‬المقالَ‭ ‬قد‭ ‬اشتمل‭ ‬على‭ ‬نقاطٍ‭ ‬إيجابية‭ ‬مهمة،‭ ‬وعناصر‭ ‬نافعة‭ ‬ومختصرة،‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬توضّح‭ ‬أنّ‭ ‬البصيرة‭ ‬والفِطنة‭ ‬تقتضيان‭ ‬أن‭ ‬نبتعد‭ ‬عن‭ ‬التورط‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحداث‭ ‬والمواقف،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نربح‭ ‬كلّ‭ ‬معركة،‭ ‬أو‭ ‬نكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬كلّ‭ ‬حكاية،‭ ‬أو‭ ‬نكون‭ ‬الرقم‭ ‬الأول‭ ‬الذي‭ ‬يُشار‭ ‬إليه‭ ‬بالبَنان،‭ ‬وتُدار‭ ‬نحوه‭ ‬الرؤوس‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الأحوال‭ ‬والمناسبات‭.‬

فكان‭ ‬ذلك‭ ‬دافعًا‭ ‬لتكميل‭ ‬بعض‭ ‬العناصر‭ ‬الأخرى‭ ‬للمقال‭ ‬المذكور‭:‬

1-‭ ‬العمل‭ ‬لله‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬الذكر

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬يُذكر‭ ‬اسمنا،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يَعرف‭ ‬الناس‭ ‬مَن‭ ‬نحن،‭ ‬وإلى‭ ‬أيّ‭ ‬عشيرة‭ ‬ننتسب؛‭ ‬المهمّ‭ ‬أن‭ ‬نعمل‭ ‬بإخلاصٍ‭ ‬لله‭ ‬تعالى‭ ‬الإله‭ ‬الحقّ‭ ‬المعبود،‭ ‬الذي‭ ‬يعطي‭ ‬دون‭ ‬حدود،‭ ‬ويمنح‭ ‬دون‭ ‬قيود،‭ ‬وبصدقٍ‭ ‬وحبٍّ‭ ‬ورحمةٍ‭ ‬ولطفٍ‭ ‬وإحسان‭ ‬إلى‭ ‬عباد‭ ‬الله‭ ‬تعالى،‭ ‬ولْنتذكّر‭ ‬أن‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬الأنبياء‭ ‬والرسل‭ ‬الكرام‭ ‬مع‭ ‬علوّ‭ ‬مرتبتهم‭ ‬ورفعة‭ ‬شأنهم‭ ‬لم‭ ‬تُذكر‭ ‬أسماؤهم‭ ‬في‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم؛‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭: (‬وَرُسُلًا‭ ‬قَدْ‭ ‬قَصَصْنَاهُمْ‭ ‬عَلَيْكَ‭ ‬مِن‭ ‬قَبْلُ‭ ‬وَرُسُلًا‭ ‬لَّمْ‭ ‬نَقْصُصْهُمْ‭ ‬عَلَيْكَ‭) ‬النساء‭: ‬164‭.‬

2-‭ ‬المبادرة‭ ‬إلى‭ ‬الفرص‭.‬

وليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬الفرص‭ ‬حتى‭ ‬تأتي،‭ ‬بل‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نصنعها‭ ‬بأنفسنا،‭ ‬ونبحر‭ ‬نحو‭ ‬السفينة‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننتظر‭ ‬قدومها‭ ‬إلى‭ ‬الشاطئ؛‭ ‬فالمبادرة‭ ‬أمرٌ‭ ‬مهمٌّ‭ ‬وعنصرٌ‭ ‬أساسٌ‭ ‬في‭ ‬النجاح؛‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬موسى‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭: (‬وَعَجِلْتُ‭ ‬إِلَيْكَ‭ ‬رَبِّ‭ ‬لِتَرْضَى‭) ‬طه‭: ‬84؛‭ ‬أي‭: ‬أسرعتُ‭ ‬وسبقتُ‭ ‬قومي‭ ‬إليك؛‭ ‬طلبًا‭ ‬لقُربك،‭ ‬ومسارعةً‭ ‬إلى‭ ‬رضاك،‭ ‬وشوقًا‭ ‬إليك‭.‬

يقول‭ ‬الشاعر‭: ‬

مُتنقِّلٌ‭ ‬من‭ ‬سُؤددٍ‭ ‬في‭ ‬سُؤددٍ‭ ‬

مثل‭ ‬الهلالِ‭ ‬جَرى‭ ‬إلى‭ ‬استكمالِه

3-‭ ‬البساطة‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬والتعامل

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نتكلّف‭ ‬في‭ ‬المشية‭ ‬والهندام،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الحديث‭ ‬ونبرة‭ ‬الصوت،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نتقمّص‭ ‬شخصيات‭ ‬غيرنا‭ ‬ونقلّد‭ ‬الآخرين؛‭ ‬فالعظماء‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يتميّزون‭ ‬بالبساطة،‭ ‬ويغلب‭ ‬عليهم‭ ‬حُسن‭ ‬المعشر،‭ ‬ولطافة‭ ‬الحديث،‭ ‬ويُسر‭ ‬التعامل،‭ ‬وبشاشة‭ ‬الوجه،‭ ‬وسماحة‭ ‬النفس،‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬التكلّف‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬المعنى‭ ‬يقول‭ ‬الشاعر‭:‬

ومَن‭ ‬يبتدع‭ ‬خُلقًا‭ ‬سوى‭ ‬خُلقِ‭ ‬نفسهِ

يدَعْه،‭ ‬وترجِعْه‭ ‬إليه‭ ‬الرواجِعُ

4-‭ ‬التثبّت‭ ‬قبل‭ ‬النشر‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نتسرّع‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬الأخبار‭ ‬أو‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يأتينا‭ ‬من‭ ‬رسائل،‭ ‬وعلينا‭ ‬ألا‭ ‬نصدّق‭ ‬كلّ‭ ‬ما‭ ‬يُنشر‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬من‭ ‬صُوَرٍ‭ ‬وفيديوهاتٍ‭ ‬ومقاطع؛‭ ‬فإنّ‭ ‬كثيرًا‭ ‬منها‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬التأكد‭ ‬والتثبّت‭ ‬والتأمّل‭ ‬قبل‭ ‬الإرسال،

وإنّ‭ ‬العَجلة‭ ‬والتسرّع‭ ‬والتهوّر‭ ‬في‭ ‬النشر‭ ‬يُنافيان‭ ‬الحكمة‭ ‬والفهم‭ ‬والمصلحة‭ ‬العامة؛‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭:‬

‭(‬وَإِذَا‭ ‬جَاءَهُمْ‭ ‬أَمْرٌ‭ ‬مِّنَ‭ ‬الْأَمْنِ‭ ‬أَوِ‭ ‬الْخَوْفِ‭ ‬أَذَاعُوا‭ ‬بِهِ‭ ‬وَلَوْ‭ ‬رَدُّوهُ‭ ‬إِلَى‭ ‬الرَّسُولِ‭ ‬وَإِلَى‭ ‬أُولِي‭ ‬الْأَمْرِ‭ ‬مِنْهُمْ‭ ‬لَعَلِمَهُ‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬يَسْتَنبِطُونَهُ‭ ‬مِنْهُمْ‭) ‬النساء‭: ‬83‭. ‬قال‭ ‬ابن‭ ‬كثير‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭: ‬‮«‬فيه‭ ‬إنكارٌ‭ ‬على‭ ‬مَن‭ ‬يُبادر‭ ‬إلى‭ ‬الأمور‭ ‬قبل‭ ‬تحقّقها،‭ ‬فيُخبر‭ ‬بها‭ ‬ويفشيها‭ ‬وينشرها،‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬صحة‮»‬‭. (‬تيسير‭ ‬العلي‭ ‬القدير‭ ‬1‭/‬416‭).‬

5-‭ ‬احترام‭ ‬خصوصيات‭ ‬الآخرين‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نعرف‭ ‬كلّ‭ ‬شيء‭ ‬عن‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬نطّلع‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يُحبّون‭ ‬أن‭ ‬نعرفه‭ ‬من‭ ‬أمورهم‭ ‬الخاصة‭ ‬وسرائرهم؛‭ ‬بل‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نحترم‭ ‬خصوصيات‭ ‬الناس،‭ ‬ونتخلّق‭ ‬بأدب‭ ‬التغافل‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬آداب‭ ‬السادة‭ ‬الكرام،‭ ‬وأن‭ ‬نتعامل‭ ‬بالظاهر‭ ‬مع‭ ‬كلّ‭ ‬أحد،‭ ‬ونترك‭ ‬السرائر‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭.‬

قال‭ ‬الشاعر‭: ‬

فإن‭ ‬أظهروا‭ ‬بِشْرًا‭ ‬فأظهِرْ‭ ‬جزاءَهُ

وإن‭ ‬ستروا‭ ‬عنك‭ ‬القبيحَ‭ ‬فلا‭ ‬تسلْ

6-‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬انتظار‭ ‬الشكر‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬ترجو‭ ‬الثناء‭ ‬الحسن‭ ‬وكلمات‭ ‬الشكر‭ ‬تنهال‭ ‬عليك‭ ‬بعد‭ ‬أدائك‭ ‬لعملٍ‭ ‬جليل؛‭ ‬احتسب‭ ‬النية‭ ‬لله‭ ‬تعالى،‭ ‬واعلم‭ ‬أنّ‭ ‬ثناء‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يقدّم‭ ‬ولا‭ ‬يؤخّر،‭ ‬وأنّ‭ ‬الأنبياء‭ ‬عليهم‭ ‬السلام‭ ‬دعوا‭ ‬إلى‭ ‬ربهم،‭ ‬وكان‭ ‬لسان‭ ‬حالهم‭ ‬قوله‭ ‬تعالى‭: (‬لَا‭ ‬نُرِيدُ‭ ‬مِنكُمْ‭ ‬جَزَاءً‭ ‬وَلَا‭ ‬شُكُورًا‭) ‬الإنسان‭: ‬9‭.‬

أي‭: ‬لا‭ ‬نريد‭ ‬منكم‭ ‬جزاءً‭ ‬ماليًّا‭ ‬ولا‭ ‬ثناءً‭ ‬قوليًّا‭.‬

7-‭ ‬الحذر‭ ‬من‭ ‬الشهادات‭ ‬الوهمية‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تحصل‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬العُليا‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الوهمية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬البلدان،‭ ‬التي‭ ‬تمنح‭ ‬الدرجات‭ ‬العلمية‭ ‬دون‭ ‬وازع‭ ‬أو‭ ‬رادع،‭ ‬وتُكتب‭ ‬فيها‭ ‬البحوث‭ ‬والنصوص‭ ‬مقابل‭ ‬مبلغٍ‭ ‬مادي،‭ ‬بلا‭ ‬جهد‭ ‬ولا‭ ‬أمانة‭ ‬ولا‭ ‬موضوعية؛‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تعرف‭ ‬معنى‭ ‬الشهادتين‭ ‬وتعمل‭ ‬بمقتضاهما،‭ ‬فهما‭ ‬أثقل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الميزان‭.‬

8-‭ ‬الاعتراف‭ ‬بحدود‭ ‬المعرفة‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موسوعةً‭ ‬علميةً‭ ‬تملك‭ ‬إجابةً‭ ‬عن‭ ‬كلّ‭ ‬شيء؛‭ ‬فكثير‭ ‬من‭ ‬أهل‭ ‬العلم‭ ‬كانوا‭ ‬يقولون‭: ‬‮«‬لا‭ ‬أدري،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‮»‬‭.‬

ورحم‭ ‬الله‭ ‬امرأ‭ ‬عرف‭ ‬قدر‭ ‬نفسه،‭ ‬وتحدّث‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬اختصاصه‭ ‬وعلومه‭.‬

9-‭ ‬عدم‭ ‬ربط‭ ‬الحياة‭ ‬بالأشخاص‭.‬

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تربط‭ ‬حياتك‭ ‬بأشخاص،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬تجد‭ ‬شخصًا‭ ‬كاملًا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬النواحي؛‭ ‬اربط‭ ‬حياتك‭ ‬بالأهداف‭ ‬النبيلة،‭ ‬وتذكّر‭ ‬أنّ‭ ‬كلّ‭ ‬واحدٍ‭ ‬منا‭ ‬كالقمر‭ ‬له‭ ‬جانبٌ‭ ‬مشرقٌ‭ ‬وآخر‭ ‬مظلمٌ‭.‬

قال‭ ‬بشار‭ ‬بن‭ ‬برد‭: ‬

إذا‭ ‬كنتَ‭ ‬في‭ ‬كلِّ‭ ‬الأمورِ‭ ‬معاتِبًا

صديقَك‭ ‬لم‭ ‬تلقَ‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تُعاتِبُه

شمعة‭ ‬أخيرة

ليس‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تهدم‭ ‬مباني‭ ‬الآخرين؛‭ ‬حتى‭ ‬تكون‭ ‬صاحب‭ ‬أعلى‭ ‬بناية‭ ‬في‭ ‬المدينة؛‭ ‬بل‭ ‬الأهم‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬تنافسك‭ ‬في‭ ‬البناء‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الهدم،‭ ‬في‭ ‬التصالح‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬العداء،‭ ‬في‭ ‬الخير‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الشر،‭ ‬في‭ ‬الحب‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الكره،‭ ‬في‭ ‬السِّلم‭ ‬لا‭ ‬في‭ ‬الحرب‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا