العدد : ١٧٢٠٧ - السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٧ - السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

القومية التوسعية تُبعث من جديد في أمريكا

بقلم: محمد المنشاوي {

السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬خطاب‭ ‬تنصيبه‭ ‬يوم‭ ‬20‭ ‬يناير2025،‭ ‬تحدث‭ ‬ترامب‭ ‬عن‭ ‬القومية‭ ‬الأمريكية‭ ‬الجريحة،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬الخيانة،‭ ‬وتحدث‭ ‬عن‭ ‬رؤية‭ ‬أكثر‭ ‬راديكالية،‭ ‬وكرس‭ ‬ترامب‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬خطابه‭ ‬الافتتاحي‭ ‬لفكرة‭ ‬‮«‬المصير‭ ‬الواضح‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬التوسع‭ ‬الأمريكي‭ ‬هو‭ ‬حقنا‭ ‬الإلهي‮»‬‭.‬

أعلن‭ ‬ترامب،‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬تنصيبه،‭ ‬‮«‬ستعتبر‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬أمة‭ ‬متنامية،‭ ‬دولة‭ ‬تزيد‭ ‬ثروتنا،‭ ‬وتوسع‭ ‬أراضينا،‭ ‬وتبني‭ ‬مدننا،‭ ‬وترفع‭ ‬سقف‭ ‬توقعاتنا،‭ ‬وتحمل‭ ‬علمنا‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬جديدة‭ ‬وجميلة‮»‬‭. ‬في‭ ‬غضون‭ ‬ذلك،‭ ‬قال‭ ‬مرارًا‭ ‬وتكرارًا‭ ‬إنه‭ ‬يعتزم‭ ‬استعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬قناة‭ ‬بنما،‭ ‬وأن‭ ‬كندا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬ولاية‭ ‬أمريكية،‭ ‬وأنه‭ ‬يجب‭ ‬شراء‭ ‬جزيرة‭ ‬جرينلاند‭ ‬التابعة‭ ‬لدولة‭ ‬الدنمارك،‭ ‬الدولة‭ ‬العضو‭ ‬بحلف‭ ‬الناتو‭.‬

استحضر‭ ‬ترامب‭ ‬فكرة‭ ‬عظمة‭ ‬أمريكا‭ ‬وضرورة‭ ‬استعادة‭ ‬هيبتها،‭ ‬رابطًا‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬صريح‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬التوسع‭ ‬الإقليمي‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تاريخًا‭ ‬طويلا‭ ‬في‭ ‬التوسع‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬لا‭ ‬يشكل‭ ‬سابقة‭ ‬تُبرر‭ ‬تصريحات‭ ‬ترامب‭ ‬الأخيرة،‭ ‬إذ‭ ‬لم‭ ‬يشمل‭ ‬التوسع‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬الماضي‭ ‬ضم‭ ‬دول‭ ‬مستقلة‭ ‬مجاورة‭ ‬بالقوة‭.‬

يرجع‭ ‬تاريخ‭ ‬آخر‭ ‬حديث‭ ‬لرئيس‭ ‬أمريكي‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬‮«‬جيمس‭ ‬بولك‮»‬‭ ‬الرئيس‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ (‬1845-1849‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ضم‭ ‬أراضٍ‭ ‬خارجية،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دول‭ ‬مستقلة‭ ‬ذات‭ ‬سيادة،‭ ‬وضم‭ ‬بولك‭ ‬ولاية‭ ‬تكساس‭ ‬وأجزاء‭ ‬من‭ ‬السواحل‭ ‬الغربية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬ولايات‭ (‬أوريجون،‭ ‬كاليفورنيا‭)‬،‭ ‬وهناك‭ ‬كذلك‭ ‬الرئيس‭ ‬ويليام‭ ‬ماكينلي‭ (‬1897-1901‭)‬،‭ ‬والذي‭ ‬يستدعيه‭ ‬ترامب‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬خطاباته،‭ ‬وحاول‭ ‬ماكينلي‭ ‬بعد‭ ‬الانتصار‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬إسبانيا‭ ‬الاستيلاء‭ ‬على‭ (‬كوبا،‭ ‬الفلبين‭) ‬بالقوة،‭ ‬لكنه‭ ‬فشل‭.‬

منذ‭ ‬نهاية‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬كان‭ ‬حظر‭ ‬التوسع‭ ‬الإقليمي‭ ‬القسري‭ ‬سمة‭ ‬مركزية‭ ‬لكل‭ ‬من‭: ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬الرئيس‭ ‬وودرو‭ ‬ويلسون‭ -‬لأول‭ ‬مرة‭- ‬على‭ ‬حظر‭ ‬الغزو‭ ‬عبر‭ ‬عصبة‭ ‬الأمم‭ ‬عقب‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الأولى،‭ ‬جعل‭ ‬الرئيسان‭ (‬فرانكلين‭ ‬روزفلت،‭ ‬وهاري‭ ‬ترومان‭) ‬السلامة‭ ‬الإقليمية‭ ‬مبدأ‭ ‬أساسيا‭ ‬لمنظومة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬عقب‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭. ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين،‭ ‬قادت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬جهودا‭ ‬لردع‭ ‬ومعاقبة‭ ‬الغزاة‭ ‬الساعين‭ ‬لضم‭ ‬أراضٍ‭ ‬دول‭ ‬مجاورة‭ ‬بالقوة،‭ ‬مثل‭: ‬حالة‭ ‬العراق‭ ‬مع‭ ‬الكويت،‭ ‬وحالة‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭.‬

أوضح‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬ضم‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬منطلقات‭ ‬اقتصادية‭ ‬بما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬موارد‭ ‬ضخمة‭ (‬مادية،‭ ‬ومعدنية،‭ ‬وبيئية‭) ‬ومنطلقات‭ ‬عسكرية؛‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬جرينلاند‭ ‬موطنًا‭ ‬لمنشأة‭ ‬فضائية‭ ‬أمريكية‭ ‬كبيرة،‭ ‬وقال‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬ضرورية‭ ‬للجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬لتعقب‭ ‬السفن‭ ‬الصينية‭ ‬والروسية‭ ‬المنتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‮»‬‭ ‬مؤكدا‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬حماية‭ ‬العالم‭ ‬الحر‮»‬‭.‬

ينظر‭ ‬ترامب‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬العلاقات‭ ‬الدولية‭ ‬منطلقا‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬مطورا‭ ‬عقاريا‭ ‬يؤمن‭ ‬بصفقات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬حتى‭ ‬بين‭ ‬أراضي‭ ‬الدول‭ ‬المستقلة‭ ‬ذات‭ ‬السيادة،‭ ‬ولا‭ ‬يُعد‭ ‬ترامب‭ ‬استثناء‭ ‬بين‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬لضمها‭ ‬للاتحاد‭ ‬الأمريكي‭. ‬دائمًا‭ ‬ما‭ ‬واجهت‭ ‬هذه‭ ‬العمليات‭ ‬الضخمة‭ ‬جدلا‭ ‬مجتمعيا‭ ‬وقانونيا‭ ‬واسعا،‭ ‬وأبرزها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1803،‭ ‬اشترى‭ ‬الرئيس‭ ‬الراحل‭ ‬توماس‭ ‬جيفرسون‭ ‬ولاية‭ ‬لويزيانا‭ ‬مما‭ ‬ضاعف‭ ‬حجم‭ ‬البلاد،‭ ‬وكان‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يتجاهل‭ ‬بعض‭ ‬البنود‭ ‬الدستورية‭ ‬المعرقلة‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬الصفقة‭. ‬ثم‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1867،‭ ‬اشترى‭ ‬وليام‭ ‬سيوارد‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬حينها،‭ ‬أراضي‭ ‬ألاسكا‭ ‬من‭ ‬روسيا‭ ‬مقابل‭ ‬7‭.‬2‭ ‬ملايين‭ ‬دولار‭ (‬162‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬بأسعار‭ ‬اليوم‭) ‬واعتبر‭ ‬الكثيرون‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬بمثابة‭ ‬حماقة‭ ‬كبيرة‭. ‬بعد‭ ‬الانتقادات‭ ‬الأولية،‭ ‬يُنظر‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬الصفقتين‭ ‬على‭ ‬أنهما‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬العظيمة‭.‬

منذ‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬الحكم‭ ‬للمرة‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬2025،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬ترامب‭ ‬يتبنى‭ ‬سياسة‭ ‬خارجية‭ ‬قومية‭ ‬يراها‭ ‬أكثر‭ ‬إنصافا‭ ‬للمصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬المادية‭ ‬التي‭ ‬تجاهلتها‭ ‬الإدارات‭ ‬السابقة،‭ ‬ولا‭ ‬يريد‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬تنفق‭ ‬واشنطن‭ ‬على‭ ‬تكلفة‭ ‬وجود‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية‭ ‬لحماية‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬خاصة‭ ‬الغنية‭ ‬منها،‭ ‬ولا‭ ‬ينتظر‭ ‬أن‭ ‬تغير‭ ‬الإدارات‭ ‬القادمة‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الذي‭ ‬يلقى‭ ‬دعمًا‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬والديمقراطيين‭. ‬وربما‭ ‬تدشن‭ ‬قومية‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬ترامب‭ ‬مبدأ‭ ‬أو‭ ‬عقيدة‭ ‬سياسية‭ ‬جديدة‭ ‬ينتهجها‭ ‬حكام‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭.‬

أظهرت‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬التي‭ ‬اتبعها‭ ‬ترامب‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬التزاما‭ ‬جادا‭ ‬بشعبوية‭ ‬أمريكية‭ ‬جديدة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتوسع‭ ‬والتدخل‭ ‬الخارجي،‭ ‬لا‭ ‬يتسق‭ ‬مع‭ ‬نهج‭ ‬ترامب‭ ‬العام‭ ‬المتعلق‭ ‬بـ«أمريكا‭ ‬أولًا‮»‬‭. ‬وبلا‭ ‬شك‭ ‬يمكن‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬العقبات‭ ‬أن‭ ‬تمنع‭ ‬أفكار‭ ‬ترامب‭ ‬التوسعية‭ ‬من‭ ‬التبلور‭ ‬بشكل‭ ‬عملي،‭ ‬وتتميز‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬بصنع‭ ‬سياساتها‭ ‬بطرق‭ ‬فوضوية‭ ‬ومسرحية؛‭ ‬حيث‭ ‬تعطي‭ ‬الأولوية‭ ‬للمكاسب‭ ‬السياسية‭ ‬قصيرة‭ ‬الأجل‭ ‬على‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬طويلة‭ ‬الأجل،‭ ‬ويقوض‭ ‬عدم‭ ‬الاستقرار‭ ‬هذا‭ ‬أي‭ ‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬للتوسع‭. ‬وستكون‭ ‬الخطوة‭ ‬الأولى‭ ‬لأي‭ ‬تحركات‭ ‬مضادة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خصوم‭ ‬ترامب‭ ‬الأجانب‭ ‬هي‭ ‬رؤية‭ ‬مخططات‭ ‬نظامه‭ ‬على‭ ‬حقيقتها‭: ‬فوضوية،‭ ‬ربما،‭ ‬ولكن‭ ‬توسعية‭ ‬خطيرة‭.‬

لخطاب‭ ‬ترامب‭ ‬التوسعي‭ ‬عدة‭ ‬عواقب،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭:‬

أولًا‭: ‬يوفر‭ ‬حديث‭ ‬ترامب‭ ‬مادة‭ ‬خصبة‭ ‬للقوى‭ ‬الساعية‭ ‬للتوسع‭ ‬الإقليمي‭ ‬غير‭ ‬الشرعي‭ ‬والمخالف‭ ‬للقانون‭ ‬الدولي‭ ‬وسيادة‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى،‭ ‬مثل‭: ‬روسيا‭ ‬في‭ ‬أراضي‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬وربما‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬أراض‭ ‬حدودية‭ ‬مع‭ ‬الهند‭ ‬وفيتنام،‭ ‬والحدود‭ ‬البحرية‭ ‬مع‭ ‬إندونيسيا‭ ‬والفلبين‭.‬

ثانيًا‭: ‬يقوض‭ ‬خطاب‭ ‬ترامب‭ ‬التوسعي‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إضعاف‭ ‬تحالفاتها‭ ‬الأمنية‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية،‭ ‬ودول‭ ‬جنوب‭ ‬وشرق‭ ‬آسيا،‭ ‬ويسهم‭ ‬خطاب‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬تشكيك‭ ‬الدول‭ ‬الحليفة‭ ‬لواشنطن‭ ‬في‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬دولة‭ ‬لا‭ ‬يستبعد‭ ‬رئيسها‭ ‬والقائد‭ ‬الأعلى‭ ‬لقواتها‭ ‬المسلحة‭ ‬استخدام‭ ‬القوة‭ ‬لغزو‭ ‬أراضي‭ ‬دولة‭ ‬حليفة‭ ‬عضو‭ ‬بحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ - ‬الناتو‭.‬

وربما‭ ‬يقول‭ ‬ترامب‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬كتكتيك‭ ‬تفاوضي‭ ‬للاستفادة‭ ‬من‭ ‬التنازلات‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬مثل‭: ‬الصفقات‭ ‬التجارية‭ ‬ورفع‭ ‬الإنفاق‭ ‬الدفاعي‭ ‬لحلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ (‬الناتو‭)‬،‭ ‬وضبط‭ ‬الحدود‭ ‬والتشدد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الصين‭.‬

ويرى‭ ‬بعض‭ ‬المراقبين‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يكرره‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬رغبته‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬بقعة‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية‭ ‬يعكس‭ ‬هدفين‭ ‬مشتركين‭: ‬الأول،‭ ‬طموح‭ ‬شعبوي‭ ‬لتوسيع‭ ‬حدود‭ ‬البلاد‭. ‬والثاني،‭ ‬طموح‭ ‬شخصي‭ ‬لزيادة‭ ‬الأراضي‭ ‬الأمريكية‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬إرثه‭ ‬الرئاسي‭. ‬ويرى‭ ‬آخرون‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬تمسك‭ ‬ترامب‭ ‬بالادعاءات‭ ‬التوسعية‭ ‬فستصبح‭ ‬حتما‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬أجندة‭ ‬الإدارة،‭ ‬لكن‭ ‬كبار‭ ‬مستشاريه‭ ‬بالسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬جنون‭ ‬رئاسي‭ ‬مع‭ ‬فرصة‭ ‬محدودة‭ ‬للنجاح‭.‬

 

{كاتب‭ ‬صحفي‭ ‬مختص

‭ ‬في‭ ‬الشؤون‭ ‬الأمريكية

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا