العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الوقف الخيري: بوابة للتنمية المستدامة ودعم للمجتمع البحريني

بقلم: د. جاسم بونوفل

السبت ٠٣ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

تُعد‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬أحد‭ ‬مظاهر‭ ‬الهوية‭ ‬الإسلامية‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وتشير‭ ‬الكتابات‭ ‬والشواهد‭ ‬التاريخية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الوقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قديم،‭ ‬وقد‭ ‬نشأ‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬الفتح‭ ‬الإسلامي‭ ‬لها،‭ ‬ويعود‭ ‬صاحب‭ ‬أول‭ ‬وقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬عهد‭ ‬الصحابي‭ ‬العلاء‭ ‬بن‭ ‬الحضرمي‭ ‬الذي‭ ‬فتح‭ ‬البحرين،‭ ‬فولاه‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬إمارتها،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أعماله‭ ‬بعد‭ ‬الفتح‭ ‬إنشاء‭ ‬مسجد،‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬أول‭ ‬وقف‭ ‬إسلامي‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬التاريخ‭ ‬والأعمال‭ ‬الوقفية‭ ‬مستمرة‭ ‬ولم‭ ‬تتوقف‭ ‬إلى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭. ‬وقد‭ ‬تعددت‭ ‬مجالات‭ ‬الوقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬المراحل‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬بها،‭ ‬وكان‭ ‬معظمها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العقارات‭ ‬والمزارع‭ ‬والبيوت‭ ‬وبناء‭ ‬المساجد‭ ‬وغيرها‭. ‬

في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الوقف‭ ‬غائباً‭ ‬عن‭ ‬اهتمامات‭ ‬أصحاب‭ ‬الخير‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وحرصهم‭ ‬الشديد‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬البذل‭ ‬والعطاء‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬مبادئ‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامي‭. ‬ولما‭ ‬كان‭ ‬الوقف‭ ‬تحكمه‭ ‬مبادئ‭ ‬وأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية؛‭ ‬فكانت‭ ‬الأوقاف‭ ‬تدار‭ ‬من‭ ‬أصحابها‭ ‬أو‭ ‬النظار‭ ‬المعينين‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الواقف‭ ‬نفسه‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬القضاة‭ ‬الشرعيين،‭ ‬ونظراً‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬الأوقاف،‭ ‬استشعر‭ ‬حاكم‭ ‬البحرين‭ ‬الشيخ‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ (‬1932‭ ‬‭ ‬1942‭ ‬م‭) ‬أهمية‭ ‬الإشراف‭ ‬على‭ ‬الأوقاف‭ ‬خوفاً‭ ‬من‭ ‬تعرضها‭ ‬للضياع‭ ‬والتبديد،‭ ‬فأطلق‭ ‬مبادرته‭ ‬باتخاذ‭ ‬التدابير‭ ‬الاحترازية،‭ ‬الغرض‭ ‬منها‭ ‬حصر‭ ‬وتسجيل‭ ‬الأوقاف‭ ‬القائمة‭ ‬آنذاك،‭ ‬فأصدر‭ ‬الإعلان‭ ‬رقم‭ ‬69‭/‬17‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬محرم‭ ‬سنة‭ ‬1346‭ ‬هـ‭ - ‬1927م‭. ‬وكان‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬ورائِه‭ ‬إنشاء‭ ‬إدارة‭ ‬تكون‭ ‬مهمتها‭ ‬تسجيل‭ ‬الأوقاف‭ ‬وتدبيرها‭ ‬أحسن‭ ‬تدبير‭ ‬وفقاً‭ ‬لأحكام‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

إن‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬مقالنا‭ ‬اليوم،‭ ‬ليس‭ ‬سرد‭ ‬تاريخ‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬لكن‭ ‬تعمدنا‭ ‬كتابة‭ ‬هذه‭ ‬المقدمة‭ ‬لنؤكد‭ ‬حقيقة‭ ‬تاريخية‭ ‬هي‭: ‬ان‭ ‬الوقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬قديم‭ ‬قدم‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬المعطاءة،‭ ‬وناسها‭ ‬الطيبين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ - ‬ولا‭ ‬يزالون‭ - ‬يقبلون‭ ‬على‭ ‬عمل‭ ‬البر‭ ‬والخير‭ ‬غايتهم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مرضاة‭ ‬الله‭ ‬واتباع‭ ‬هدي‭ ‬رسوله‭ ‬الكريم‭. ‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق،‭ ‬سار‭ ‬أهل‭ ‬الخير‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الحاضر‭ ‬على‭ ‬نهج‭ ‬آبائهم‭ ‬وأجدادهم‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬ثرواتهم‭ ‬وممتلكاتهم‭ ‬لأعمال‭ ‬البر‭ ‬والإحسان‭. ‬إن‭ ‬المتابع‭ ‬لأعمال‭ ‬الوقف‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬تلك‭ ‬الأعمال‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬المساجد‭ ‬ومراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم،‭ ‬والمدارس‭ ‬الوقفية‭ ‬لتدريس‭ ‬الفقه‭ ‬والحديث،‭ ‬وهي‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أعمال‭ ‬جليلة‭ ‬يثابون‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬الدينا‭ ‬والآخرة‭ ‬ويستحقون‭ ‬الشكر‭ ‬والثناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يقدمونه،‭ ‬وهي‭ ‬أعمال‭ ‬مطلوبة‭ ‬ومستحبة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر،‭ ‬نرى‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬قد‭ ‬تطور‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬عدد‭ ‬سكانه،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تعدد‭ ‬حاجاته‭ ‬ومتطلباته،‭ ‬وبات‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬مشاريع‭ ‬خيرية‭ ‬تسد‭ ‬تلك‭ ‬الحاجات‭ ‬ويمكن‭ ‬للوقف‭ ‬أن‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬توفيرها؛‭ ‬لأنها‭ ‬أصبحت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضرورية‭. ‬نقول‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الترف،‭ ‬وإنما‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الضرورات‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬مشاريع‭ ‬خيرية‭ ‬جديدة‭ ‬لم‭ ‬يتصد‭ ‬لها‭ ‬الوقف‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬مثل‭: ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬ورعاية‭ ‬ذوي‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬والسكن‭ ‬وغيرها‭ ‬التي‭ ‬بات‭ ‬المجتمع‭ ‬في‭ ‬أمس‭ ‬الحاجة‭ ‬إليها‭.‬

ولما‭ ‬كان‭ ‬الأصل‭ ‬في‭ ‬أغراض‭ ‬الوقف‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تلمس‭ ‬الواقف‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬أو‭ ‬البيئة‭ ‬المحيطة‭ ‬به؛‭ ‬فبالنتيجة‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تنوع‭ ‬في‭ ‬الوقف‭ ‬نظراً‭ ‬الى‭ ‬تنوع‭ ‬حاجات‭ ‬المجتمع،‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأنه‭ ‬آن‭ ‬الأوان‭ ‬أن‭ ‬تنتقل‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬حقبة‭ ‬النمط‭ ‬الواحد‭ ‬في‭ ‬الوقف‭ ‬إلى‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬الوقف‭ ‬وأن‭ ‬تتحرر‭ ‬من‭ ‬النمطية‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬الوقف،‭ ‬لتصبح‭ ‬تجربتها‭ ‬رائدة‭ ‬يحتذى‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الوقف‭ ‬الإسلامي‭. ‬فالوقف‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬عمل‭ ‬خيري‭ ‬وإنما‭ ‬بات‭ ‬ركيزة‭ ‬من‭ ‬ركائز‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬الشاملة‭. ‬

من‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬نؤكد‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬والكبير‭ ‬الذي‭ ‬يضطلع‭ ‬به‭ ‬مجلس‭ ‬الأوقاف‭ ‬في‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬ونشد‭ ‬على‭ ‬أيدي‭ ‬أعضائه‭ ‬الكرام‭ ‬في‭ ‬إطلاق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬الارتقاء‭ ‬بالوقف‭ ‬وتنوعه‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬أولاً‭ ‬والمجتمعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬الأخرى‭ ‬ثانياً‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬فإننا‭ ‬نضع‭ ‬بين‭ ‬أيدي‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬باقة‭ ‬من‭ ‬الاقتراحات‭ ‬التي‭ ‬نراها‭ ‬ضرورية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الوقف،‭ ‬كما‭ ‬يأتي‭: ‬

أولا‭: ‬توسيع‭ ‬مفهوم‭ ‬الوقف،‭ ‬ويعني‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الوقفية‭ ‬التقليدية‭ ‬التي‭ ‬تشبّع‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬إلى‭ ‬الأعمال‭ ‬الوقفية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬إرادات‭ ‬الواقفين،‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬مصارف‭ ‬جديدة‭ ‬للوقف‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬إطلاقاً‭ ‬الاستغناء‭ ‬عن‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬التقليدية‭ ‬كبناء‭ ‬المساجد‭ ‬ومراكز‭ ‬تحفيظ‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم؛‭ ‬فهذه‭ ‬أعمال‭ ‬جليلة‭ ‬ومطلوبة‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ندعو‭ ‬إليه‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تتم‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬حاجات‭ ‬المجتمع‭.‬

وإذا‭ ‬كنا‭ ‬ندعو‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬مفهوم‭ ‬الوقف‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬متنوعا؛‭ ‬فإن‭ ‬قدوتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬هو‭: ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬قائد‭ ‬مسيرتنا‭ ‬الخيرة‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬قصب‭ ‬السبق‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬تنويع‭ ‬مصارف‭ ‬الوقف‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادراته‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه؛‭ ‬فقد‭ ‬أمر‭ ‬جلالته‭ ‬بإنشاء‭ ‬وقف‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬التعليمي،‭ ‬ووقف‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للأعمال‭ ‬الخيرية،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأوقاف‭ ‬تتناغم‭ ‬مع‭ ‬توجهات‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬العلمية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬للمجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

ثانيا‭: ‬البناء‭ ‬على‭ ‬التجارب‭ ‬البحرينية‭ ‬السابقة‭: ‬

المتابع‭ ‬للأعمال‭ ‬الوقفية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬سيكتشف‭ ‬أن‭ ‬للبحرين‭ ‬تجارب‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تنوع‭ ‬الوقف،‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التجارب‭ ‬التي‭ ‬يشار‭ ‬إليها‭ ‬بالبنان‭ ‬ما‭ ‬يلي‭:‬

التجربة‭ ‬الأولى‭: ‬وقف‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬التعليمي‭ ‬الذي‭ ‬انطلق‭ ‬عام‭ ‬2013م،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الطلبة‭ ‬المتفوقين‭ ‬من‭ ‬الذكور‭ ‬والإناث‭ ‬غير‭ ‬القادرين‭ ‬على‭ ‬مواصلة‭ ‬دراساتهم‭ ‬الجامعية‭ ‬والعليا‭ ‬في‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬وخارجها‭. ‬وقد‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الوقف‭ ‬منذ‭ ‬إنشائه‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬طالب‭.‬

التجربة‭ ‬الثانية‭: ‬وقف‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬وكان‭ ‬بدايته‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2021م،‭ ‬وما‭ ‬يميز‭ ‬هذا‭ ‬الوقف‭ ‬هو‭ ‬التنوع‭ ‬في‭ ‬أنشطته‭ ‬الخيرية‭ ‬التي‭ ‬تشمل‭ ‬احتياجات‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭ ‬من‭ ‬الخدمات،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تنميته‭.‬

بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬التجارب،‭ ‬فإننا‭ ‬نرى‭ ‬أنها‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬الوقف‭ ‬وتعدد‭ ‬مجالاته،‭ ‬وقد‭ ‬حققت‭ ‬أهدافاً‭ ‬تنموية‭ ‬انعكست‭ ‬ايجاباً‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني‭.‬

ثالثاً‭: ‬دراسة‭ ‬التجارب‭ ‬الخليجية‭ ‬والاستفادة‭ ‬منها‭: ‬

تُعد‭ ‬تجربة‭ ‬الكويت‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬الناجحة‭ ‬والرائدة‭ ‬في‭ ‬الأعمال‭ ‬الوقفية؛‭ ‬نتيجة‭ ‬تميزها‭ ‬بتنويع‭ ‬أنشطتها‭ ‬الوقفية‭ ‬التي‭ ‬تلامس‭ ‬حاجات‭ ‬المجتمع‭ ‬الكويتي،‭ ‬وتسهم‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬حضارياً‭ ‬وثقافياً‭ ‬واجتماعياً‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬المتميز‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الاغاثية‭ ‬في‭ ‬خارج‭ ‬الكويت‭. ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬جديرة‭ ‬بالاطلاع‭ ‬عليها،‭ ‬والاستفادة‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المشاريع‭ ‬الوقفية‭ ‬التي‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬النهوض‭ ‬بالمجتمع‭.‬

إن‭ ‬المبادرة‭ ‬في‭ ‬تنويع‭ ‬الوقف‭ ‬وتعدد‭ ‬مصارفه،‭ ‬باتت‭ ‬حاجة‭ ‬ضرورية‭ ‬وليست‭ ‬ترفاً،‭ ‬والكرة‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬ملعب‭ ‬مجلس‭ ‬الأوقاف‭ ‬ليأخذ‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬الانطلاق‭ ‬نحو‭ ‬استراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬للوقف‭ ‬تنقله‭ ‬من‭ ‬الصورة‭ ‬التقليدية‭ ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬الابتكارية‭ ‬التي‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬فائدة‭ ‬تنمية‭ ‬المجتمع‭ ‬وتطويره‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا