العدد : ١٧٢٠٥ - الخميس ٠١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٥ - الخميس ٠١ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تحية لعـمـال العـالـم في عيدهم

بقلم: د. نبيل العسومي

الخميس ٠١ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يحتفل‭ ‬العمال‭ ‬ويحتفل‭ ‬العالم‭ ‬معهم‭ ‬في‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬بعيد‭ ‬العمال‭ ‬وهو‭ ‬يوم‭ ‬العمال‭ ‬العالمي‭ ‬الذي‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬نضالات‭ ‬عمال‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬نيل‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬وبيئة‭ ‬العمل‭ ‬التي‭ ‬يعملون‭ ‬فيها‭ ‬ووضع‭ ‬حد‭ ‬لاستغلالهم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أرباب‭ ‬الأعمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى،‭ ‬حيث‭ ‬ناضل‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الأجور‭ ‬وتحديد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬يوم‭ ‬العمل‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬يوميا‭ ‬وتحديد‭ ‬الإجازات‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬العمال‭. ‬ففي‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يحيي‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ذكرى‭ ‬نضالات‭ ‬العمال‭ ‬ومكاسبهم‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬حققتها‭ ‬الحركة‭ ‬العمالية،‭ ‬حيث‭ ‬يعود‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬1869‭ ‬عندما‭ ‬أسس‭ ‬عمال‭ ‬قطاع‭ ‬الملابس‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬فيلادليفا‭ ‬الأمريكية‭ ‬وعمال‭ ‬الأحذية‭ ‬والأثاث‭ ‬وعمال‭ ‬المناجم‭ ‬منظمة‭ ‬أطلق‭ ‬عليها‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬فرسان‭ ‬العمل‮»‬‭ ‬كتنظيم‭ ‬نقابي‭ ‬يناضل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬الأجور‭ ‬وتخفيض‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬الطويلة‭ ‬وحماية‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوقهم‭ ‬المشروعة‭ ‬بظروف‭ ‬عمل‭ ‬افضل،‭ ‬حيث‭ ‬اتخذ‭ ‬هذا‭ ‬التنظيم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬يوما‭ ‬لتجديد‭ ‬المطالب‭ ‬العادلة‭ ‬للعمال‭ ‬ولتأكيد‭ ‬شرعية‭ ‬هذه‭ ‬المطالب‭ ‬وإصرار‭ ‬العمال‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭.‬

وفي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬عام‭ ‬1886‭ ‬شهدت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬أكبر‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الإضرابات‭ ‬العمالية‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬واحد‭ ‬للمطالبة‭ ‬بتحديد‭ ‬ساعات‭ ‬العمل‭ ‬اليومي‭ ‬بـ8‭ ‬ساعات‭ ‬فقط،‭ ‬حيث‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬الاضطرابات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5000‭ ‬إضراب‭ ‬شملت‭ ‬مختلف‭ ‬المدن‭ ‬الأمريكية‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬واحد‭ ‬‮«‬8‭ ‬ساعات‭ ‬عمل‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬نوم‭ ‬8‭ ‬ساعات‭ ‬راحة‮»‬‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬يوما‭ ‬يحتفل‭ ‬فيه‭ ‬عمال‭ ‬العالم‭ ‬تأكيدا‭ ‬لوحدة‭ ‬الحركة‭ ‬العمالية‭ ‬العالمية‭ ‬وتمسكها‭ ‬بمطالبها‭ ‬العادلة،‭ ‬وللتذكير‭ ‬بنضالات‭ ‬الطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الصناعية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حقوقها‭ ‬المشروعة،‭ ‬حيث‭ ‬تعم‭ ‬المظاهرات‭ ‬العمالية‭ ‬المدن‭ ‬الأوروبية‭ ‬لتجديد‭ ‬التضامن‭ ‬العمالي‭ ‬بين‭ ‬عمال‭ ‬العالم‭.‬

ومع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت‭ ‬اتسع‭ ‬نطاق‭ ‬الاحتفال‭ ‬بيوم‭ ‬العمال‭ ‬العالمي‭ ‬وتحول‭ ‬إلى‭ ‬عطلة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ومنها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تقديرا‭ ‬واحتراما‭ ‬وعرفانا‭ ‬للطبقة‭ ‬العاملة‭ ‬ودورها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التنمية‭ ‬والإنتاج،‭ ‬حيث‭ ‬يخرج‭ ‬ملايين‭ ‬العمال‭ ‬والبشر‭ ‬إلى‭ ‬الساحات‭ ‬والميادين‭ ‬العامة‭ ‬حاملين‭ ‬الأعلام‭ ‬معهم‭ ‬ومرددين‭ ‬الشعارات‭ ‬والهتافات‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬تعظم‭ ‬دور‭ ‬العمال‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬الإنتاج،‭ ‬إلا‭ ‬انه‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬لم‭ ‬يسلم‭ ‬عيد‭ ‬العمال‭ ‬من‭ ‬التسييس،‭ ‬فقد‭ ‬اعتبرته‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬وحلفاؤها‭ ‬مؤيدا‭ ‬للاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬الذي‭ ‬اعتبر‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬الأعياد‭ ‬التي‭ ‬يحتفل‭ ‬بها‭ ‬حيث‭ ‬تخرج‭ ‬جماهير‭ ‬العمال‭ ‬والفلاحين‭ ‬والنقابات‭ ‬والمثقفين‭ ‬في‭ ‬مظاهرات‭ ‬حاشدة‭ ‬تجوب‭ ‬الساحة‭ ‬الحمراء‭ ‬أمام‭ ‬ضريح‭ ‬لينين‭ ‬لتقديم‭ ‬الولاء‭ ‬لأعضاء‭ ‬المكتب‭ ‬السياسي‭ ‬للحزب‭ ‬الشيوعي‭ ‬السوفيتي‭ ‬الذين‭ ‬يصطفون‭ ‬فوق‭ ‬الضريح‭ ‬لتحية‭ ‬الشغيلة‭ ‬في‭ ‬يومهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬انهيار‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭ ‬تراجع‭ ‬الاهتمام‭ ‬بعيد‭ ‬العمال‭ ‬رغم‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يوم‭ ‬عطلة‭ ‬رسمية‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬وفي‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬كما‭ ‬تراجع‭ ‬الاحتفال‭ ‬به‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

وفي‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬أصبح‭ ‬يوم‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬عطلة‭ ‬رسمية‭ ‬وتنظم‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬احتفالا‭ ‬كبيرا‭ ‬برعاية‭ ‬ملكية‭ ‬سامية‭ ‬بهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬تقديرا‭ ‬لعمال‭ ‬البحرين‭ ‬ومشاركة‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬تكريم‭ ‬العمال‭ ‬المبدعين‭ ‬والمتميزين،‭ ‬كما‭ ‬اتخذت‭ ‬البحرين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخطوات‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬المشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬لتحقيق‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المكاسب‭ ‬للعمال‭ ‬وتحسين‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬مثل‭  ‬تشكيل‭ ‬النقابات‭ ‬العمالية‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬شؤون‭ ‬الشركات‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬وتوفير‭ ‬التدريب‭ ‬العمالي‭ ‬لرفع‭ ‬الكفاءة‭ ‬المهنية‭ ‬للعمال‭ ‬ومراجعة‭ ‬التشريعات‭ ‬العمالية‭ ‬ووقف‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬أشهر‭ ‬الصيف‭ ‬وقت‭ ‬الظهيرة‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬12‭ ‬ظهرا‭ ‬حتى‭ ‬4‭ ‬مساء‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬العمال‭ ‬ومن‭ ‬احتمال‭ ‬تعرضه‭ ‬لضربات‭ ‬الشمس‭ ‬وإنشاء‭ ‬المحاكم‭ ‬العمالية‭ ‬التي‭ ‬تتولى‭ ‬عملية‭ ‬فض‭ ‬النزاعات‭ ‬العمالية‭ ‬بأسرع‭ ‬وقت‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا