يحتفل العمال ويحتفل العالم معهم في الأول من مايو بعيد العمال وهو يوم العمال العالمي الذي يرمز إلى نضالات عمال العالم من أجل نيل حقوقهم المشروعة وتحسين ظروف وبيئة العمل التي يعملون فيها ووضع حد لاستغلالهم من قبل أرباب الأعمال وأصحاب الشركات الكبرى، حيث ناضل العمال من أجل زيادة الأجور وتحديد ساعات العمل بحيث لا يتجاوز يوم العمل 8 ساعات يوميا وتحديد الإجازات وتحسين ظروف العمل والمساواة بين العمال. ففي هذا اليوم يحيي العمال في جميع أنحاء العالم ذكرى نضالات العمال ومكاسبهم الكبيرة التي حققتها الحركة العمالية، حيث يعود الاحتفال بهذا اليوم إلى عام 1869 عندما أسس عمال قطاع الملابس في مدينة فيلادليفا الأمريكية وعمال الأحذية والأثاث وعمال المناجم منظمة أطلق عليها اسم «فرسان العمل» كتنظيم نقابي يناضل من أجل زيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل الطويلة وحماية العمال من الاستغلال والدفاع عن حقوقهم المشروعة بظروف عمل افضل، حيث اتخذ هذا التنظيم الأول من مايو يوما لتجديد المطالب العادلة للعمال ولتأكيد شرعية هذه المطالب وإصرار العمال على تحسين ظروف العمل.
وفي الأول من مايو عام 1886 شهدت الولايات المتحدة الأمريكية أكبر عدد من الإضرابات العمالية في يوم واحد للمطالبة بتحديد ساعات العمل اليومي بـ8 ساعات فقط، حيث بلغ عدد الاضطرابات أكثر من 5000 إضراب شملت مختلف المدن الأمريكية تحت شعار واحد «8 ساعات عمل 8 ساعات نوم 8 ساعات راحة» حتى أصبح هذا اليوم يوما يحتفل فيه عمال العالم تأكيدا لوحدة الحركة العمالية العالمية وتمسكها بمطالبها العادلة، وللتذكير بنضالات الطبقة العاملة في أوروبا الصناعية من أجل حقوقها المشروعة، حيث تعم المظاهرات العمالية المدن الأوروبية لتجديد التضامن العمالي بين عمال العالم.
ومع مرور الوقت اتسع نطاق الاحتفال بيوم العمال العالمي وتحول إلى عطلة رسمية في العديد من دول العالم ومنها مملكة البحرين تقديرا واحتراما وعرفانا للطبقة العاملة ودورها الكبير في مسيرة التنمية والإنتاج، حيث يخرج ملايين العمال والبشر إلى الساحات والميادين العامة حاملين الأعلام معهم ومرددين الشعارات والهتافات العمالية التي تعظم دور العمال في عملية الإنتاج، إلا انه خلال فترة الحرب الباردة لم يسلم عيد العمال من التسييس، فقد اعتبرته الدول الغربية وحلفاؤها مؤيدا للاتحاد السوفيتي الذي اعتبر هذا العيد من أهم الأعياد التي يحتفل بها حيث تخرج جماهير العمال والفلاحين والنقابات والمثقفين في مظاهرات حاشدة تجوب الساحة الحمراء أمام ضريح لينين لتقديم الولاء لأعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي الذين يصطفون فوق الضريح لتحية الشغيلة في يومهم، إلا أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تراجع الاهتمام بعيد العمال رغم انه لا يزال يوم عطلة رسمية في روسيا وفي العديد من الدول، كما تراجع الاحتفال به على المستوى العالمي.
وفي مملكة البحرين أصبح يوم الأول من مايو عطلة رسمية وتنظم وزارة العمل احتفالا كبيرا برعاية ملكية سامية بهذه المناسبة تقديرا لعمال البحرين ومشاركة دول العالم، حيث يتم فيه تكريم العمال المبدعين والمتميزين، كما اتخذت البحرين العديد من الخطوات في إطار المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المعظم لتحقيق المزيد من المكاسب للعمال وتحسين ظروف العمل مثل تشكيل النقابات العمالية للمشاركة في إدارة شؤون الشركات الصناعية الكبرى وحماية حقوق العمال وتوفير التدريب العمالي لرفع الكفاءة المهنية للعمال ومراجعة التشريعات العمالية ووقف العمل خلال أشهر الصيف وقت الظهيرة من الساعة 12 ظهرا حتى 4 مساء حفاظا على حياة العمال ومن احتمال تعرضه لضربات الشمس وإنشاء المحاكم العمالية التي تتولى عملية فض النزاعات العمالية بأسرع وقت.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك