زاوية غائمة

جعفـــــــر عبــــــــاس
jafasid09@hotmail.com
ماذا تكسب من الانتحار؟
يتملكني العجب عندما أسمع أو أقرأ عن شخص انتحر أو حاول الانتحار لأن الطرف الآخر في العلاقة العاطفية هجره أو رفضه زوجا. في الكويت تم نقل شاب بالوانيت (الشاحنة نصف النقل وكان أول موديل وصل منها الى الكويت يحمل اسم ون إيت 18 أي ثمانية عشر بالإنجليزية). المهم تم نقل الشاب إلى المستشفى وهو مشرف على الموت، وفي غرفة العناية الفائقة، تم إخضاعه لغسيل المعدة بعد ان تبين انه تناول عددا كبيرا من الأقراص الدوائية بغرض الانتحار، أما ما دفعه الى الانتحار فهو أن حبيبة الفؤاد غيرت رأيها ورفضت الزواج به. طبعا هذا من حقها، بل يحدث كثيرا ان ترفض سيدة متزوجة استمرار العلاقة الزوجية وتطالب بالطلاق، وصبر الشاب رغم إحساسه بالألم وحاول أن ينسى الحب والحبيبة، ولكنّ تطورا مهما حدث: تزوجت الحبيبة سابقا، وهكذا حال الدنيا، ومن المألوف ان تتزوج واحدة كانت مخطوبة لزيد من عبيد بعد فسخ الخطبة، ولكن هناك «فرق»، فقد كان زوج الحبيبة غنيا وقدم لها مجوهرات تقدر قيمتها بنحو 80 ألف دولار... غير المهر الذي سبب لصاحبنا «القهر»، ولكن ما بط كبد الشاب وفقع مرارته هو ان العريس الشبعان أبو جيب مليان كان رجلا طاعنا في السن، فرأى صاحبنا أن الحبيبة «باعته»، وفضلت الفلوس على «العواطف»، فما كان منه إلا أن فتح الصيدلية المنزلية وتناول تشكيلة من الأقراص وقرمشها فدخل في غيبوبة، فنقل الى المستشفى حيث تم إسعافه وإنقاذ حياته.
وطالما أنه «طلع منها» هذه المرة بالسلامة، فإنني أود أن أخاطبه بشأن الحماقة التي أقدم عليها: هل كنت تحسب أنك ستغيظها بموتك؟ أو تجعلها تحس بالذنب؟ هب انها اغتاظت وبكت عليك! ثم ماذا بعد؟ ماذا تكسب من بكائها عليك؟ لماذا لم تفكر في إغاظتها بأسلوب فعال بأن تتزوج أنت أيضا بأخرى؟ وكي تغيظها بنفس طريقتها كان عليك أن تتزوج بواحدة تكبرك بثلاثين سنة!! واحدة بواحدة والبادي أظلم!! وما هو أهم من كل ذلك هو أنك يا صاحبي الفاشل حتى في الانتحار لا تحترم الرأي والرأي الآخر!! هي ما تبيك.. مش عايزاك.. لا ترغب في الارتباط بك، بدليل أنها فضلت عليك رجلا كهلا، فلماذا لا تحترم قرارها وتحترم نفسك وتستأنف حياتك؟!! أنا لا أستخف بعواطفك نحو فتاة أحلامك السابقة، وأعرف أن الكثيرين يصابون بصدمات نفسية مدمرة نتيجة هجر الطرف الثاني في العلاقة لهم، ولكنني أريد لك أن تكون إيجابيا، ولا أفهم كيف يحزن إنسان لدرجة أن يفكر في قتل نفسه لأن شخصا آخر هجره!! يعني مهما كانت درجة تعلقي بفتاة ما، فإنني ما كنت سأقتل نفسي إذا قررت الاقتران بغيري لأنه أكثر مني مالا أو جمالا أو بطيخا!! فإذا لم تكن راغبة في الاقتران بي وقررت هجري طوعا فبـ«الطقّاق»، لن أحزن على فقدان شخص لا يريدني، وقد أحزن وهذا أمر طبيعي وتنفيسي، ولكن ان أعاقب نفسي بقتلها او إيذائها فـ«يفتح الله»، هذا أمر غير وارد. بالعكس إذا تأكد لي ان خطيبتي فضلت علي شخصا ميزته الوحيدة هي أنه غني، فسأحمد الله الذي نجاني من الارتباط بإنسانة قبلت بي مؤقتا أو من باب الاحتياط. وبالتأكيد فإنني لو تزوجت بواحدة من تلك النوعية، سارت معي إلى آخر الشوط لأنها لم تعثر على بديل غني، فإن مآل العلاقة الى طلاق لأنها كانت ستعايرني ببؤس حالي المادي، فلا يبقى هناك مجال للتعايش بيننا لأن من يعاير شريك حياته بالفقر إنسان عينه زائغة وغير قانعة، ومن النوع الذي يشجع الطرف الآخر على الاختلاس أو حتى السرقة.. وحتى لو لم يفعل ذلك فإنه لا يؤتمن!
إقرأ أيضا لـ"جعفـــــــر عبــــــــاس"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك