تم اختيارها ضمن قائمة أكثـر مائة شخصية شبابية مؤثرة في مجالها.. مؤسس شريك لأول مشروع هندسي معماري من نوعه تحت اسم «استوديو تصميم 823 للاستشارات الهندسية».. أصغر بحرينية تطلق مؤسسة خيرية لصالح الأيتام.. من المساهمين في مبادرة إنشاء أكبر ملجأ للحيوانات الضالة بالمملكة.. عضو مجلس إدارة جمعية المستقبل الخيرية.... الأستاذة الجامعية ريانه صلاح سيار لــ«أخبار الخليج»:
يقول الزعيم الأمريكي مارتن لوثر كينغ جونيور: «يمكن لأي شخص أن يكون عظيما.. لأن كل شخص يمكنه أن يخدم»!
نعم، يصبح الإنسان عظيما بالقدر الذي يعمل فيه من أجل خدمة الآخرين، وهنا ينظر إلى العطاء على أنه ليس فقط عملا إنسانيا نبيلا بل هو مصدر سعادة ورضا لصاحبه، وهذا ما ينطبق فعليا على تجربة هذه المرأة التي اتخذت من البذل رسالة لها في الحياة، هذا إلى جانب تميزها وتألقها على الصعيد المهني الأمر الذي أهلها للاختيار من قبل منصة «شباب تايمز» ضمن قائمة أكثر مائة شخصية شبابية مؤثرة في مجال الهندسة المعمارية، والذي جاء تتويجا لمشوار طويل وثري من العطاء والإبداع والابتكار عمليا ومجتمعيا.
ريانه صلاح سيار، أحد مؤسسي مشروع أستوديو تصميم 823 للاستشارات الهندسية، وذلك بالشراكة مع المهندس باسم نادر برسوم، والمهندس محمد زيرة، ومهندسة التصميم الداخلي عائشة العباسي، وهو الأول من نوعه الذي يعتمد على طاقات شبابية بحرينية مبدعة في مختلف التخصصات ويقدم كافة الخدمات الهندسية، لذلك استطاع وخلال فترة وجيزة أن يصبح من الأسماء الرائدة في صناعة التصميم الهندسي ليس على مستوي المملكة فقط بل على الصعيد العالمي.
انطلاقا من دورها الاجتماعي البارز تم تكريمها في يوم الشباب البحريني كإحدى افضل المتطوعين في البحرين، وذلك تقديرا لجهودها البارزة في الخدمة المجتمعية، ولعل تأسيسها لجمعية «مسؤوليتنا» كأصغر بحرينية تحقق هذا الإنجاز هو ترجمة فعلية لما تشعر به من واجبات تجاه وطنها، هذا فضلا عن عضويتها في مجلس إدارة جمعية «المستقبل» ومساهمتها في مبادرة إنشاء أكبر مأوى للحيوانات الضالة في البحرين «ستاي فور سترايس».
لقد اتخذت لنفسها رسالة مهمة في الحياة من خلال عملها كأستاذة جامعية مفادها إلهام الأجيال القادمة من المهندسين المعماريين وتعزيز أهمية التصميم كأداة للتغيير المجتمعي، لتترك بذلك بصمة خاصة بها في عالم النساء البحرينيات المتميزات.
ولأنها قائدة ورائدة على مختلف الأصعدة، استحقت تجربتها وعن جدارة التوقف عندها وذلك في الحوار التالي:
حدثينا عن نشأتك؟
لقد نشأت في أسرة محبة للخير والعلم والعمل التجاري، وكان حلمي منذ الطفولة أن أصبح مهندسة في المستقبل، نظرا الى عشقي للفن بكل أنواعه وخاصة ما يتعلق بالتصميم، وقد ورثت هذا الشغف عن والدتي التي تملك محلات شهيرة لتجارة الأثاث وكذلك والدي الذي يعتبر من كبار رجال الأعمال، واذكر أن البعض لقبني بالأم تريزا لحبي للعمل الاجتماعي وسعيي الدائم لمساعدة الآخرين والدفاع عن حقوقهم.
كيف تحقق حلم المهندسة المعمارية؟
لقد قررت تحقيق حلمي بان أصبح مهندسة معمارية فسافرت إلى بوسطن لدراسة هذا التخصص هناك، وبرغم صعوبته الشديدة فإنني تخرجت بامتياز مع مرتبة الشرف، وأذكر ان دفعتي ضمت 300 طالب وطالبة تخرج منهم 90 فقط كنت من بينهم، وبعد العودة إلى وطني بدأت مشواري العملي بكل حماس.
بعد التخرج؟
بعد التخرج والعودة إلى البحرين بدأت مشواري العملي في شركة محمد صلاح الدين للاستشارات الهندسية صاحبة الخبرة الطويلة والجودة العالية الرائدة في مجالها، وذلك بهدف اكتساب الخبرة العملية اللازمة لتحقيق حلم اطلاق مشروعي الهندسي الخاص، وبالفعل بعد عدة سنوات قررت التفرغ لبلوغ هذا الهدف، وتزامن ذلك مع أزمة كورونا، حيث عرضت الفكرة على كل من المهندس باسم نادر برسوم والمهندس محمد زيرة ومهندسة التصميم الداخلي عائشة العباسي ، وقد جاء اختياري لهؤلاء الشركاء نظرا لتمتعهم بخبرة طويلة ومميزة من خلال عملهم لدي أهم وأكبر الشركات الهندسية بالمملكة، وبالفعل قررنا تأسيس مشروعنا تحت اسم «استوديو تصميم 823 للاستشارات الهندسية» والتي تقوم بعمليات التصميم والاشراف.
بماذا يتميز مشروعكم الهندسي؟
أهم ما يميز شركتنا الهندسية الخاصة هو اعتمادها على عناصر شبابية بحرينية تتمتع بخبرة عالية في مختلف التخصصات، فضلا عن تقديمها لكافة الخدمات الهندسية المطلوبة من الألف إلى الياء، ولذلك اعتبرت الاولى من نوعها، ومع الوقت اثبتنا وجودنا في السوق ونافسنا فيه بلمساتنا الخاصة، مع مراعاة الاقتراب من الزبون وفهم شخصيته ومن ثم احتياجاته وتحقيق أحلامه على ارض الواقع بما يتماشى مع كافة الأذواق وفي نفس الوقت الإبقاء على معالم ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وكم أنا فخورة بالعمل على عدة مشاريع وطنية واقليمية وعالمية مهمة تركنا من خلالها بصمة خاصة.
وما أهم تلك المشاريع؟
من أهم الأعمال التي صممناها واشرفنا على تنفيذها من خلال شركتنا على الصعيد الوطني مشاريع الامل تحت رعاية صاحب السمو الشيخ ناصر بن حمد ال خليفة ومشروع مدرسة المواهب العالمية، وكذلك تصميم مشاريع تجارية تابعة لنادي راشد للفروسية وسباق الخيل، وتصميم مكاتب لشركة بابكو، أما خارج البحرين فقد وصلنا إلى أسواق عديدة منها المملكة العربية السعودية حيث قمنا بتصميم داخلي لمركز سياحي في الربع الخالي تابع لشركة أرامكو وأشرفنا على تنفيذه، كما صممنا نموذجا من مشروع بيت المستقبل في دولة الامارات و فيلا ضخمة في دولة قطر، وشاليه في فرنسا وبذلك نكون قد خطونا أولى خطواتنا نحو العالمية.
التحدي الأصعب؟
كم انا فخورة بأننا بدأنا مشروع استوديو تصميم 823 للاستشارات الهندسية من الصفر وبدون راس مال، وكان ذلك أصعب تحدٍ لكننا كنا بقدره، ولله الحمد استطعنا خلال فترة وجيزة تحقيق مكانة مرموقة، وتطورنا وتوسعنا بالتدريج حتى أصبح لنا مقر خاص بل خرجنا من النطاق المحلي إلى الأسواق الخارجية، وقد رسمت إدارة الشركة لنفسها سياسة مهمة منذ البداية وهي عدم خلو جدول أعمالها من العمل على أي مشروع مجتمعي على مدار العام، وذلك انطلاقا من مسؤوليتي الاجتماعية التي نشأت عليها بالفطرة.
أقرب الإنجازات الخيرية إلى قلبك؟
من الأعمال الخيرية التي أنجزتها شركتنا مشروع ترميم دار الأيتام، وحاليا جارٍ العمل على ترميم مستشفى الطب النفسي بمجمع السلمانية الطبي، وأنا أرى أن هذه المسؤولية الاجتماعية التي اخذناها على عاتقنا نحن ملاك الشركة إنما تمثل السر وراء توفيقنا ونجاحنا، واذكر أن أول مهمة خيرية قمت بها كانت المساهمة في ترميم بيت لعائلة فقيرة كان قد احترق، حيث أعدت تصميمه وبناءه من جديد، وكان ذلك بالتعاون مع عماتي، هذا فضلا عن مساهماتي في بعض الاعمال التطوعية خارج البحرين.
مثل ماذا؟
لقد جاءت انطلاقتي في مجال العمل الخيري بعد مشاركتي في بناء مدرسة في إفريقيا وتزامن ذلك مع بداية مشواري العملي، حيث سافرت مع عدد من المتطوعين بصفة شخصية لتنفيذ هذا المشروع هناك، ومن هنا جاءت فكرة انشاء جمعية مسؤوليتنا التي نفذت من خلالها الكثير من الإنجازات والمساهمات الاجتماعية.
الهدف من جمعية مسؤوليتنا؟
فكرة انشاء جمعية مسؤوليتا تولدت بهدف خدمة فئة الأيتام، وذلك بعد الاحتكاك بهم عن قرب أثناء عملنا في مشروع ترميم حديقة دار الأيتام، الأمر الذي غير من نظرتي إلى الحياة بشكل عام، حيث شعرت حينئذ بأن الله سبحانه وتعالى قد منحني مسؤولية تفوق بكثير مسألة ترميم الدار تتمثل في أن أصبح صوت لهؤلاء وأن أسعى لتقديم كافة الخدمات التي يحتاجون اليها، بحيث تتحول عطاءاتي هذه إلى مبادرات مستدامة توفر الدعم والصحة والتعليم لهذه الفئة، ومن هنا اطلقت مشروع الجمعية كأصغر بحرينية تحقق هذا الإنجاز، وقد نفذنا الكثير من المشاريع لصالحهم بالتعاون مع أهل الخير في البحرين الذين بذلوا جهدا لدعمنا لما نتمتع به من مصداقية وشفافية.
مشروعك الخيري الحالي؟
من المشاريع الخيرية التي أعمل عليها حاليا مشروع إنشاء أكبر مأوى للحيوانات بالمملكة، وذلك بالتعاون مع صاحبة الفكرة السيدة آمال المؤيد، وهو من المبادرات الإنسانية المهمة التي تحمست لها بشدة، ولن ابخل بأي مساهمة في سبيل خروجه في أفضل صورة لضمان حماية الحيوانات الضالة.
ماذا علمتك الحياة؟
لقد تعلمت في مدرسة الحياة الكثير ويمكن القول بأن عملي الاجتماعي مدني بالقوة والصبر وبالحرص طوال الوقت على المحاربة من اجل إسعاد الآخرين، أما على الصعيد الشخصي فقد كان للتجارب الصعبة والمؤلمة التي مرت بي الفضل في صقل شخصيتي الجديدة وتكريس قناعة بداخلي مفادها أن القرب من الله سبحانه وتعالى هو مفتاح حل أي مشكلة او التعايش معها، وأود التأكيد هنا على الدور الكبير والمهم الذي لعبته والدتي في حياتي عبر مسيرتي ، فلولا تشجيعها ودعمها لما حققت ما وصلت إليه اليوم، وكم أنا فخورة باختياري ضمن قائمة أكثر مائة شخصية شبابية مؤثرة في مجالها، الأمر الذي يمثل لي حافزا قويا نحو مزيد من الإنجاز والعطاء والتميز.
رسالتك لأي امرأة؟
أقول لأي امرأة مرت بظروف صعبة أو قاهرة اشعرتها بالظلم في مرحلة ما من حياتها ألا تندب حظها، بل تحمد الله سبحانه وتعالى على كل ما صادفها من عثرات لأنها حين تنظر حولها ستتأكد أنها أفضل من غيرها، وكل ما عليها هو أن تواصل المسيرة وتحدد أهدافها وتسعى نحو تحقيقها بكل صلابة وإصرار.
طموحك القادم؟
أتمنى امتلاك مشروع خاص متكامل للطهي، نظرا الى حبي الشديد لهذا المجال، بحيث يضم مطعما، ويقدم دروسا تعليمية، وينظم مسابقات، وغيرها من الأمور والأنشطة التي تتعلق بهذا العالم الجميل المليء بالإبداعات.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك