وقت مستقطع

علي ميرزا
بنك البدلاء
ظهر الأهلي بمستوى متذبذب خلال مواجهة دار كليب في نصف النهائي الأول من كأس ولي العهد للكرة الطائرة، بل كان الفتور هو الوصف الأدق الذي كان عليه أداء زملاء محمد عنان قائد الفريق، ما جعل جماهير النسور الصفراء تعيش لحظات قلق وتوجس، وتضرب أخماسا في أسداس غير مصدقة ما تراه عيونها، إذ لم تعتد على مشاهدة فريقها بهذا الأداء الباهت.
كادت المباراة أن تذهب لمصلحة دار كليب لولا تدخل مدرب الأهلي أيمن المنصالي الذي لم يجد خيارا أمامه لإنقاذ الموقف إلا استثمار بنك البدلاء، إذ أدخل عناصر أحدثت الفارق في اللحظات الحاسمة، كما أن الفريق خدمته أخطاء دار كليب المباشرة وتحديدا في الشوط الفاصل، والتي ساهمت بشكل كبير في انقلاب مجريات اللقاء، وإنقاذ الأهلي من هزيمة شبه محققة.
ويتداول حديث بين أوساط المتابعين مفاده أن الأداء المتراجع للأهلي يعود لتأثر اللاعبين بخسارتهم لقب الدوري أمام المحرق. وإذا صح هذا الطرح، فإن السؤال المطروح: أين كانت التهيئة الذهنية؟ وأين دور المعنيين في إعادة شحن معنويات الفريق وتجهيزه لخوض معترك البطولات الجديدة بكل قوة؟
وقد منحنا نهائي النصف الأول من لقاء الأهلي ودار كليب دروسا وعبرا ينبغي ألا تمر علينا وعلى المعنيين مرورا عابرا، فدار كليب قدم أداء قويا وقاتل، ولكنه لم يستثمر تذبذب أداء منافسه وابتعاد لاعبيه عن فورمتهم ليترجم كل ذلك إلى انتصار مستحق، والأخطاء ليست في كثرتها أو قلّتها، ولكن في توقيتها، ودار كليب أخطأ في أوقات الأخطاء تكون فيها محرمة وممنوعة لأنها مكلفة وباهظة الثمن.
والأهلي بحاجة إلى مراجعة حالة لاعبيه الذهنية قبل أي استعداد فني أو تكتيكي، والاعتماد على بنك البدلاء دليل على وجود عمق في التشكيلة، ولكن لا يمكن المراهنة على هذا الخيار دائما، وإذا كان الفريق قد استفاد من أخطاء منافسه، فأخطاء المنافس ليست خطة معتمدة، بل فرصة مؤقتة قد لا تتكرر أمام خصم ومنافس آخر.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك