العدد : ١٧٣٨٦ - الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

العدد : ١٧٣٨٦ - الأربعاء ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٧ جمادى الاول ١٤٤٧هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

أخطاء قتلت السوبر

تابعت‭ ‬مثل‭ ‬غيري‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬كرة‭ ‬اليد‭ ‬نهائي‭ ‬كأس‭ ‬السوبر‭ ‬المحلي‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬بين‭ ‬فريقي‭ ‬النجمة‭ ‬والأهلي،‭ ‬وهو‭ ‬لقاء‭ ‬كان‭ ‬منتظرا‭ ‬لما‭ ‬يحمله‭ ‬الفريقان‭ ‬من‭ ‬تاريخ‭ ‬وبطولات‭ ‬وعناصر‭ ‬مميزة،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬النهائي،‭ ‬الذي‭ ‬حظي‭ ‬بحضور‭ ‬جماهيري‭ ‬لافت،‭ ‬لم‭ ‬يخل‭ ‬من‭ ‬مشاهد‭ ‬سلبية‭ ‬غطت‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الفنية‭ ‬واللمحات‭ ‬الجمالية‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬الجمهور‭ ‬يأمل‭ ‬مشاهدتها‭.‬

فقد‭ ‬امتلأت‭ ‬تفاصيل‭ ‬المباراة‭ ‬بالأخطاء‭ ‬الفردية،‭ ‬وأجبر‭ ‬طاقم‭ ‬التحكيم‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬حازمة‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬استبعاد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لاعب‭ ‬من‭ ‬الفريقين،‭ ‬بل‭ ‬ووصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬إشهار‭ ‬البطاقات‭ ‬الحمراء‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مناسبة،‭ ‬ما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬توتر‭ ‬الأجواء‭ ‬داخل‭ ‬الصالة،‭ ‬كما‭ ‬شهد‭ ‬اللقاء‭ ‬توقفات‭ ‬متكررة،‭ ‬سواء‭ ‬لدخول‭ ‬الجهاز‭ ‬الطبي‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬المصابين‭ ‬جراء‭ ‬الالتحامات،‭ ‬أو‭ ‬لمراجعة‭ ‬لقطات‭ ‬الألعاب‭ ‬عبر‭ ‬تقنية‭ ‬الفيديو‭ (‬VAR‭) ‬من‭ ‬قبل‭ ‬طاقم‭ ‬التحكيم،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إضاعة‭ ‬فرص‭ ‬سهلة‭ ‬كانت‭ ‬كفيلة‭ ‬بتغيير‭ ‬مجرى‭ ‬النتيجة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬لحظة‭.‬

وجاء‭ ‬الخطأ‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬ارتكبه‭ ‬لاعب‭ ‬الأهلي‭ ‬علي‭ ‬عيد‭ ‬ليختصر‭ ‬مشهد‭ ‬اللقاء‭ ‬بأكمله،‭ ‬إذ‭ ‬اضطر‭ ‬الحكم‭ ‬بعد‭ ‬مراجعة‭ ‬الفيديو‭ ‬إلى‭ ‬طرده‭ ‬بالبطاقة‭ ‬الحمراء‭ ‬ومنح‭ ‬النجمة‭ ‬رمية‭ ‬جزاء‭ ‬حاسمة‭ ‬سجل‭ ‬منها‭ ‬هدف‭ ‬الفوز‭ ‬في‭ ‬الرمق‭ ‬الأخير‭ ‬والمباراة‭ ‬تلفظ‭ ‬أنفاسها،‭ ‬لتكتب‭ ‬نهاية‭ ‬درامية‭ ‬لمباراة‭ ‬كانت‭ ‬تلفظ‭ ‬أنفاسها‭ ‬الأخيرة‭.‬

بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الجوانب‭ ‬الفنية‭ ‬التي‭ ‬نتركها‭ ‬للمحللين‭ ‬والخبراء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬يمكن‭ ‬قراءته‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬التهيئة‭ ‬الذهنية‭ ‬والنفسية‭ ‬للاعبين،‭ ‬إذ‭ ‬بدا‭ ‬واضحا‭ ‬أن‭ ‬الضغط‭ ‬والشحن‭ ‬النفسي‭ ‬المسبق‭ ‬أثرا‭ ‬في‭ ‬قراراتهم‭ ‬وأدائهم‭ ‬داخل‭ ‬الملعب،‭ ‬الأخطاء‭ ‬الباهظة‭ ‬الثمن‭ ‬التي‭ ‬ارتكبها‭ ‬اللاعبون‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وليدة‭ ‬الصدفة،‭ ‬بل‭ ‬نتاج‭ ‬توتر‭ ‬وانفعال‭ ‬مفرطين‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬كان‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نموذجا‭ ‬في‭ ‬الندية‭ ‬والانضباط‭ ‬وقمة‭ ‬التركيز‭.‬

لقد‭ ‬كنا‭ ‬ننتظر‭ ‬نهائيا‭ ‬يليق‭ ‬باسم‭ ‬الفريقين‭ ‬الكبيرين،‭ ‬لكن‭ ‬المردود‭ ‬الذهني‭ ‬والنفسي‭ ‬للاعبين‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الحدث،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬الأجهزة‭ ‬الفنية‭ ‬والإدارية‭ ‬في‭ ‬الأندية‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬اللاعبين‭ ‬نفسيا‭ ‬قبل‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبات‭ ‬المصيرية،‭ ‬فالعامل‭ ‬الذهني‭ ‬كثيرا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬التتويج‭ ‬وخسارة‭ ‬اللقب‭.‬

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا