وقت مستقطع
علي ميرزا
أخطاء قتلت السوبر
تابعت مثل غيري من متابعي كرة اليد نهائي كأس السوبر المحلي الذي جمع بين فريقي النجمة والأهلي، وهو لقاء كان منتظرا لما يحمله الفريقان من تاريخ وبطولات وعناصر مميزة، غير أن النهائي، الذي حظي بحضور جماهيري لافت، لم يخل من مشاهد سلبية غطت على الجوانب الفنية واللمحات الجمالية التي كان الجمهور يأمل مشاهدتها.
فقد امتلأت تفاصيل المباراة بالأخطاء الفردية، وأجبر طاقم التحكيم على اتخاذ قرارات حازمة تمثلت في استبعاد أكثر من لاعب من الفريقين، بل ووصل الأمر إلى إشهار البطاقات الحمراء في أكثر من مناسبة، ما زاد من توتر الأجواء داخل الصالة، كما شهد اللقاء توقفات متكررة، سواء لدخول الجهاز الطبي للاطمئنان على المصابين جراء الالتحامات، أو لمراجعة لقطات الألعاب عبر تقنية الفيديو (VAR) من قبل طاقم التحكيم، إضافة إلى إضاعة فرص سهلة كانت كفيلة بتغيير مجرى النتيجة في أكثر من لحظة.
وجاء الخطأ الأخير الذي ارتكبه لاعب الأهلي علي عيد ليختصر مشهد اللقاء بأكمله، إذ اضطر الحكم بعد مراجعة الفيديو إلى طرده بالبطاقة الحمراء ومنح النجمة رمية جزاء حاسمة سجل منها هدف الفوز في الرمق الأخير والمباراة تلفظ أنفاسها، لتكتب نهاية درامية لمباراة كانت تلفظ أنفاسها الأخيرة.
بعيدا عن الجوانب الفنية التي نتركها للمحللين والخبراء، إلا أن ما حدث يمكن قراءته من زاوية التهيئة الذهنية والنفسية للاعبين، إذ بدا واضحا أن الضغط والشحن النفسي المسبق أثرا في قراراتهم وأدائهم داخل الملعب، الأخطاء الباهظة الثمن التي ارتكبها اللاعبون لم تكن وليدة الصدفة، بل نتاج توتر وانفعال مفرطين في مباراة كان يفترض أن تكون نموذجا في الندية والانضباط وقمة التركيز.
لقد كنا ننتظر نهائيا يليق باسم الفريقين الكبيرين، لكن المردود الذهني والنفسي للاعبين لم يكن على مستوى الحدث، وهو ما يدعو الأجهزة الفنية والإدارية في الأندية إلى إعادة النظر في إعداد اللاعبين نفسيا قبل مثل هذه المناسبات المصيرية، فالعامل الذهني كثيرا ما يكون الفارق بين التتويج وخسارة اللقب.

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك