مثلت زيارة الرئيس صادير جاباروف رئيس جمهورية قرغيزستان إلى مملكة البحرين ولقائه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم لحظة مهمة في تاريخ العلاقات بين مملكة البحرين وجمهورية قرغيزستان هذه الجمهورية السوفيتية السابقة والتي نالت استقلالها في بداية التسعينيات من القرن الماضي بعد الانهيار المدوي لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السابقة حالها حال بقية الجمعيات السوفيتية، ولذلك كانت الزيارة فرصة طيبة لتعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين في ظل ما يجمع البلدين الصديقين من قواسم مشتركة وأهمها العقيدة الإسلامية حيث تبلغ نسبة المسلمين في قرغيزستان 88% من عدد السكان البالغ عددهم أكثر بقليل من 6 ملايين نسمة ولديها حدود مع ثلاث جمهوريات سوفيتية سابقة وهي كازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان بالإضافة إلى جمهورية الصين الشعبية.
وخلال زيارة ضيف البلاد الكبير تمت مناقشة العديد من القضايا والمواضيع ذات الاهتمام المشترك وسبل تعزيزها وتطويرها في كل المجالات لما فيه خير وصالح البلدين والشعبين الصديقين مع التركيز على تطوير التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والنقل والشباب والرياضة والصحة والتعليم والاستثمار والبيئة والقانونية والثقافية حيث عبر الجانبان عن ارتياحهما لتطور علاقات الثقة بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما في عام 1996 من خلال التوقيع على الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال الزيارة والتي قام بتوقيعها عدد من المسؤولين البحرينيين مع نظرائهم من الوفد المرافق للرئيس جاباروف شملت مختلف المجالات الثقافية والرياضية والخدمات الجوية والتعاون الاقتصادي والتعاون في مجال الصحة والرياضة والشباب والشؤون القانونية والعدلية بين وزارة العدل والشؤون الإسلامية ولجنة الدولة للشؤون الدينية ومذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة مملكة البحرين ونظيرتها غرفة صناعة وتجارة قرغيزستان لتشكل اللبنة الأولى وحجر الزاوية على طريق بناء علاقات اقتصادية وتجارية قائمة على الثقة والتفاهم المشترك للانطلاق إلى الأمام نحو آفاق أوسع لتكون العلاقات بين البلدين نموذجا للتعاون بين بلدين صديقين ذات سيادة في إطار الاحترام المتبادل.
جمهورية قرغيزستان هي إحدى جمهوريات آسيا الوسطى ولديها موارد طبيعية غنية مثل المعادن والغابات والأراضي الصالحة للزراعة وطبيعة خلابة وفيها الأنهار العذبة والشلالات والجبال فهي وجهة سياحية جاذبة وتشتهر بالذهب والقطن والصوف وفيها ثروة حيوانية وصناعات مختلفة كلها عوامل جذب بالنسبة إلى رجال الأعمال البحرينيين تشجع على الاستثمار من خلال تنفيذ وتفعيل الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تم التوقيع عليها على هامش زيارة الرئيس جاباروف لمملكة البحرين لزيادة التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وشبك المصالح وإقامة تحالفات اقتصادية قوية للمساهمة في تعزيز وجودهما المشترك على المستوى الإقليمي والدولي كحليفين اقتصاديين تجمعهما مصالح مشتركة، في المقابل تقدم البحرين تسهيلات اقتصادية واستثمارية ونظاما مرنا لعمل البنوك والشركات الأجنبية يمكن رجال الأعمال في قرغيزستان من الاستفادة من هذه التسهيلات.
وخلال الزيارة تم الإعلان أيضا عن بدء العمل المشترك بشأن إنشاء اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون وإقامة رحلة جوية مباشرة بين المنامة وبيشكيك وفقا للتعاون في مجال الطيران بين البلدين على أن تقوم الجهات المسؤولة في كلا البلدين بإجراءات مسبقة على الفور وتحديد الإطار الزمني لتنفيذ الاتفاقيات المذكورة وتنفيذ مشاريع زراعية مشتركة في جمهورية قرغيزستان وتوريدها لأسواق دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وفي المجال الدولي تم تأكيد أهمية احترام جميع الدول لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادي حسن الجوار وسلامة أراضي الدول وسيادتها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وأكد الجانبان أهمية إحلال السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط عبر التسويات السياسية والحلول الدبلوماسية وإنهاء كل الصراعات والنزاعات حفاظا على مصالح ومكتسبات شعوب المنطقة وحل القضية الفلسطينية بتسوية دائمة وفقا لحل الدولتين وأحكام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بما يلبي حقوق الشعب الفلسطيني وينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ويحفظ الأمن والاستقرار الإقليمي.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك