العدد : ١٧١٩٨ - الخميس ٢٤ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٨ - الخميس ٢٤ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٦ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

«الاستثناء الإسرائيلي» يهدد الحريات في الولايات المتحدة الأمريكية

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

كنت‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الممتدة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬إلى‭ ‬عام‭ ‬2017عضوا‭ ‬مُعيّنا‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬الأمريكية‭ ‬للحريات‭ ‬الدينية‭ ‬الدولية،‭ ‬حيث‭ ‬كنا‭ ‬نُراجع‭ ‬سنويًا‭ ‬كيفية‭ ‬تأثير‭ ‬ممارسات‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬مواطنيها‭ ‬وسكانها‭ ‬على‭ ‬ممارسة‭ ‬معتقداتهم‭ ‬بحرية‭.‬

كما‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مهمتنا‭ ‬نقوم‭ ‬بتحديد‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬توصياتنا‭ ‬بشأن‭ ‬الإجراءات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬للإدارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬اتخاذها‭ ‬لجعل‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬تلتزم‭ ‬بالقانون‭.‬

في‭ ‬البداية،‭ ‬لاحظتُ‭ ‬وجود‭ ‬مقاومة‭ ‬شديدة‭ ‬لأيّ‭ ‬دراسة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬بعض‭ ‬المفوضين،‭ ‬سواءً‭ ‬كانوا‭ ‬مُعيّنين‭ ‬من‭ ‬الحزبين‭ ‬الجمهوري‭ ‬والديمقراطي‭. ‬ففي‭ ‬شهري‭ ‬الأول‭ ‬كعضو‭ ‬مفوض،‭ ‬تم‭ ‬جري‭ ‬إلى‭ ‬معركة‭ ‬غريبة‭ ‬حول‭ ‬مقال‭ ‬رأي‭ ‬بمناسبة‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد،‭ ‬أرادت‭ ‬اللجنة‭ ‬نشره،‭ ‬يُعبّر‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المسيحيين‭ ‬في‭ ‬أرض‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح‭ ‬يخشون‭ ‬الاحتفال‭ ‬بعيد‭ ‬الميلاد‮»‬‭.‬

وكأمثلة‭ ‬على‭ ‬الأماكن‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬فيها‭ ‬المسيحيون‭ ‬للاضطهاد،‭ ‬ذكر‭ ‬المقال‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ (‬ومن‭ ‬الغريب‭ ‬أنها‭ ‬تشمل‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭)‬،‭ ‬وتمت‭ ‬إضافة‭ ‬باكستان‭ ‬ونيجيريا‭ ‬كدليل‭ ‬إضافي‭. ‬

عندما‭ ‬سألتُ‭ ‬عن‭ ‬وضع‭ ‬المسيحيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬كان‭ ‬الرد‭ ‬رفضًا‭ ‬هستيريًا‭ - ‬أشبه‭ ‬بـ«كيف‭ ‬تجرؤ؟‮»‬‭.‬

وعندما‭ ‬زارنا‭ ‬بطريرك‭ ‬الروم‭ ‬الكاثوليك‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬يلتمس‭ ‬دعمنا‭ ‬لبعض‭ ‬الطلبات‭ ‬الصغيرة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ــ‭ ‬مثل‭ ‬تأشيرات‭ ‬للكهنة‭ ‬والعبور‭ ‬عبر‭ ‬الممر‭ ‬غير‭ ‬المقيد‭ ‬للمسيحيين‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬عيد‭ ‬الميلاد‭ ‬وعيد‭ ‬الفصح‭ ‬ــ‭ ‬فوجئ‭ ‬عندما‭ ‬رفض‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬زملائي‭ ‬طلبه،‭ ‬بل‭ ‬أصرا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬أولويته‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المطالبة‭ ‬بنزع‭ ‬سلاح‭ ‬حركة‭ ‬حماس‭.‬

وبما‭ ‬أنني‭ ‬كنت‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬المهمة‭ ‬ستكون‭ ‬شاقة،‭ ‬فقد‭ ‬حرصتُ‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أفضل‭ ‬حجج‭ ‬ممكنة‭ ‬قبل‭ ‬اقتراح‭ ‬التحقيق‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬اللجنة‭. ‬لذلك‭ ‬فقد‭ ‬طلبتُ‭ ‬من‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬المحامين‭ ‬إعدادَ‭ ‬تقريرٍ‭ ‬مُفصّلٍ‭ ‬عن‭ ‬الإجراءات‭ ‬القمعية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬التي‭ ‬طالت‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬المسيحيين‭ ‬والمسلمين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬غير‭ ‬الأرثوذكس‭. ‬وقد‭ ‬استند‭ ‬التقرير‭ ‬إلى‭ ‬عدة‭ ‬دراسات‭ ‬أعدتها‭ ‬اللجنة‭ ‬ذاتها‭ ‬حول‭ ‬انتهاكات‭ ‬حالات‭ ‬احتلالٍ‭ ‬في‭ ‬دولٍ‭ ‬أخرى‭.‬

عندما‭ ‬قدّمتُ‭ ‬التقرير،‭ ‬مع‭ ‬عضو‭ ‬مُعيّن‭ ‬ديمقراطي‭ ‬آخر‭ (‬يهوديٌّ‭ ‬كان‭ ‬قلقًا‭ ‬للغاية‭ ‬بشأن‭ ‬معاملة‭ ‬اليهود‭ ‬غير‭ ‬الأرثوذكس‭ ‬في‭ ‬إسرائيل‭)‬،‭ ‬قوبلنا‭ ‬بعاصفة‭ ‬من‭ ‬الإساءات‭. ‬لم‭ ‬يُناقش‭ ‬تقريرنا،‭ ‬بل‭ ‬إنهم‭ ‬لم‭ ‬يكلفوا‭ ‬أنفسهم‭ ‬حتى‭ ‬قراءة‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭. ‬

بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬وُجهت‭ ‬إليّ‭ ‬تهمة‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬لأن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬المفوضين‭ ‬زعما‭ ‬أنني‭ ‬استهدف‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحديدًا‭ ‬بالنقد‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الاتهام‭ ‬سمة‭ ‬مميزة‭ ‬لتعريف‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬المحرقة‭ (‬الهولوكوست‭) ‬لمعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬والذي‭ ‬يساوي‭ ‬بين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬انتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬ومعاداة‭ ‬السامية،‭ ‬ويُستخدم‭ ‬هذا‭ ‬التعريف‭ ‬لإسكات‭ ‬منتقدي‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭.‬

كان‭ ‬ردي‭ ‬على‭ ‬زملائي‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬تذكيرهم‭ ‬بأنني‭ ‬صوّت‭ ‬معهم‭ ‬سنويًا‭ ‬لانتقاد‭ ‬ممارسات‭ ‬عشرين‭ ‬دولة،‭ ‬ولذلك‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬ينتقد‭ ‬إسرائيل‭ ‬تحديدًا،‭ ‬بل‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬ينتقدونها‭ ‬تحديدًا‭ ‬باعتبارها‭ ‬الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬انتقادها‭.‬

هذا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬استثناء‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأوساط‭ ‬الأمريكية‭. ‬يمكن‭ ‬لإسرائيل‭ ‬أن‭ ‬تنتهك‭ ‬الحريات‭ ‬الدينية،‭ ‬والقانون‭ ‬الدولي،‭ ‬والقانون‭ ‬الإنساني،‭ ‬والقوانين‭ ‬الأمريكية‭ ‬المتعلقة‭ ‬باستخدام‭ ‬المساعدات‭ ‬لانتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحياة‭ ‬المدنيين،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬تُنتقد‭ ‬أبدًا‭. ‬وإذا‭ ‬وُجهت‭ ‬إليها‭ ‬انتقادات،‭ ‬يُعتبر‭ ‬من‭ ‬يفعل‭ ‬ذلك‭ ‬معاديا‭ ‬للسامية‭.‬

لقد‭ ‬سمح‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬يثير‭ ‬السخط‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بالتصرف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عقاب،‭ ‬ولم‭ ‬يقتصر‭ ‬تأثيره‭ ‬على‭ ‬حياة‭ ‬ومصير‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬واللبنانيين‭ ‬والسوريين‭ ‬وغيرهم‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬يُستغل‭ ‬الآن‭ ‬كسلاح‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬مما‭ ‬يعرض‭ ‬الحريات‭ ‬الأساسية‭ ‬للأمريكيين‭ ‬للخطر‭.‬

لقد‭ ‬ظلّ‭ ‬هذا‭ ‬القبول‭ ‬لتعريف‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬المحرقة‭ (‬الهولوكوست‭) ‬قائمًا‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬اعتمدته‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬رسميًا‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الأولى‭. ‬كما‭ ‬شرّعت‭ ‬اثنتا‭ ‬عشرة‭ ‬ولاية‭ ‬أمريكية‭ ‬أيضا‭ ‬استخدامه‭. ‬وبعد‭ ‬عدة‭ ‬محاولات‭ ‬فاشلة‭ ‬لإقراره‭ ‬في‭ ‬الكونغرس،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬جدًا‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إقراره‭ ‬هذا‭ ‬العام‭.‬

وكان‭ ‬الأمر‭ ‬الأكثر‭ ‬إثارة‭ ‬للقلق‭ ‬هو‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬استغلت‭ ‬بها‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬الحالية‭ ‬استخدام‭ ‬وزارة‭ ‬التعليم‭ ‬لتعريف‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬المحرقة‭ (‬الهولوكوست‭) ‬لتهديد‭ ‬الجامعات‭ ‬ودفعها‭ ‬إلى‭ ‬اتخاذ‭ ‬تدابير‭ ‬تنتهك‭ ‬الحرية‭ ‬الأكاديمية‭ ‬وحرية‭ ‬التعبير‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي،‭ ‬وطرد‭ ‬بعض‭ ‬أعضاء‭ ‬هيئة‭ ‬التدريس،‭ ‬وإلغاء‭ ‬الدورات‭ ‬الدراسية،‭ ‬وتدمير‭ ‬أقسام‭ ‬دراسات‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.‬

وتستخدم‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬ووزارة‭ ‬الأمن‭ ‬الداخلي‭ ‬نفس‭ ‬تعريف‭ ‬التحالف‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬الهولوكوست‭ ‬لإلغاء‭ ‬التأشيرات‭ ‬والبطاقات‭ ‬الخضراء،‭ ‬مما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ترحيل‭ ‬أو‭ ‬إلغاء‭ ‬التأشيرات‭ ‬لمئات‭ ‬الأشخاص‭ ‬المؤيدين‭ ‬للفلسطينيين‭.‬

تتم‭ ‬إدانة‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يصدر‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬أمر‭ ‬بترحيلهم،‭ ‬كما‭ ‬يتم‭ ‬إلغاء‭ ‬البرامج‭ ‬الجامعية،‭ ‬وتهديد‭ ‬الطلبة‭ ‬بالطرد‭ ‬لمعاداتهم‭ ‬للسامية‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬خلق‭ ‬بيئةً‭ ‬معاديةً‭ ‬لليهود‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭. ‬لكن‭ ‬عند‭ ‬التدقيق،‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬‮«‬جرائمهم‮»‬‭ ‬لا‭ ‬تتجاوز‭ ‬انتقاد‭ ‬إسرائيل‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

لعل‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬القلق‭ ‬ويدفع‭ ‬للتساؤل‭ ‬صمت‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الليبراليين‭ ‬في‭ ‬الكونغرس‭ ‬والأوساط‭ ‬الأكاديمية،‭ ‬الذين‭ ‬سمحوا‭ ‬لهذا‭ ‬الوضع‭ ‬بالاستمرار‭ ‬بدافع‭ ‬الخوف‭. ‬لقد‭ ‬سمحوا‭ ‬لـ«استثناء‭ ‬إسرائيل‮»‬‭ ‬بأن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬استثناء‭ ‬فلسطين‮»‬‭.‬

في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬يُمكن‭ ‬انتقاد‭ ‬أي‭ ‬دولة‭ (‬حتى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬نفسها‭) - ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬إسرائيل‭. ‬يجب‭ ‬دعم‭ ‬ضحايا‭ ‬انتهاكات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والإبادة‭ ‬الجماعية‭ - ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬حتى‭ ‬السياسات‭ ‬الأمريكية‭ ‬يُمكن‭ ‬الاحتجاج‭ ‬عليها‭ ‬أو‭ ‬إدانتها‭ - ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬سياسات‭ ‬إسرائيل‭.‬

إن‭ ‬هذا‭ ‬التنفيذ‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬‮«‬استثناء‭ ‬إسرائيل‭/‬فلسطين‮»‬‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬والصمت‭ ‬الذي‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬تأييد‭ ‬مبطن‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الليبراليين‭ ‬في‭ ‬الكونجرس‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني‭ ‬قد‭ ‬ترك‭ ‬الكثيرين‭ ‬في‭ ‬مجتمعي‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬يشعرون‭ ‬بالضعف‭ ‬والعجز‭.‬

إنهم‭ ‬يشهدون‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتصرف‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عقاب‭ ‬وهي‭ ‬تدمر‭ ‬وتفرض‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وتًسرِّع‭ ‬وتيرة‭ ‬ما‭ ‬يصفه‭ ‬الخبراء‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬بأنه‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ومستويات‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬القمع‭ ‬والتطهير‭ ‬العرقي‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

يخشى‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم‭ ‬أو‭ ‬المشاركة‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬السياسية،‭ ‬ولا‭ ‬يقتصر‭ ‬القلق‭ ‬على‭ ‬حاملي‭ ‬التأشيرات‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يقلق‭ ‬المواطنين‭ ‬أيضًا‭ ‬بشأن‭ ‬السفر،‭ ‬إذ‭ ‬يجهلون‭ ‬كيفية‭ ‬معاملتهم‭ ‬عند‭ ‬عودتهم،‭ ‬وما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سيُسمح‭ ‬لهم‭ ‬بالعودة‭.‬

لقد‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬حدٍّ‭ ‬لا‭ ‬يُشوّه‭ ‬فيه‭ ‬‮«‬استثناء‭ ‬إسرائيل‭/‬فلسطين‮»‬‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية‭ ‬ويُقوّض‭ ‬التزاماتنا‭ ‬المعلنة‭ ‬بالقانون‭ ‬الدولي‭ ‬والمواثيق‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يُقوّض‭ ‬أيضًا‭ ‬حقنا‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والتجمع،‭ ‬وحقنا‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬التماسات‭ ‬لحكومتنا‭. ‬وكما‭ ‬شهدنا‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة،‭ ‬يُهدّد‭ ‬هذا‭ ‬الاستثناء‭ ‬الحرية‭ ‬الأكاديمية‭ ‬ومفهوم‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الأمريكية‭ ‬نفسها‭.‬

لعل‭ ‬ما‭ ‬يُثلج‭ ‬الصدر‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬التحالف‭ ‬الذي‭ ‬تضافر‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬لحقوق‭ ‬الأمريكيين‭ ‬واسع‭ ‬ومتنوع،‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬العرب‭ ‬الأمريكيين‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬يضم‭ ‬أيضًا‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المنظمات‭ ‬المدنية‭ ‬ومنظمات‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬والجماعات‭ ‬العرقية‭ ‬والدينية،‭ ‬والطلاب‭ ‬والأساتذة‭. ‬إنهم‭ ‬يجتمعون‭ ‬للمطالبة‭ ‬بإنهاء‭ ‬‮«‬استثناء‭ ‬إسرائيل‭/‬فلسطين‮»‬‭.‬

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا