اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
تطبيق العري
إزالة الملابس بالذكاء الاصطناعي هي آخر الصيحات التكنولوجية التي أثارت الرعب بين النساء مؤخرا حيث يتم ذلك عبر برنامج جديد أطلق عليه «تطبيق تعرية النساء» وهو متاح حاليا بإمكانه أن يصنع صورا عارية بناء على تحليلات للصور العادية المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي لتبدو أنها حقيقية وبدرجة كبيرة.
هذا التطبيق المفزع يقوم بنشر صور مفبركة لأجساد النساء، الأمر الذي يفتح الباب لابتزازهن مثلما حدث مع أول تطبيق من هذه النوعية والذي أطلق تحت اسم «ديب نود» وتم سحبه بعد تعدد جرائم الابتزاز للفتيات والنساء حول العالم بعد أن اعترفت الشركة المالكة له بأنها ابتكرته لتسلية المستخدم وأنها لم تكن تتوقع أن ينشر بشكل فيروسي مؤكدة أنها لا تريد ربح المال بهذه الطريقة، علما بأن النسخة غير المجانية التي كانت توفر صورا واضحة خالية من أي شعارات تشير إلى أنها غير حقيقية يتم صناعتها مقابل خمسين دولارا.
مؤخرا فجرت البرلمانية المصرية مها عبد الناصر هذه القضية عبر الكشف عن مخطط بواسطة الذكاء الاصطناعي ابتكره مجموعة من المحتالين لابتزاز الفتيات، حيث يقوم بالترويج لوظائف وهمية في شركة ويتم من خلاله استغلال الصور المرسلة من الراغبات في العمل وكذلك أصواتهن المسجلة عبر مكالماتهن التليفونية في تركيب وجوههن على مقاطع إباحية مفبركة صوتا وصورة.
اليوم نعيش زمن بات فيه الوعي الذاتي والتسلح بالمعرفة المتجددة عاملا أساسيا في مواجهة ومواكبة تطور التقنية الرقمية ونمو ذكائها الاصطناعي اللاأخلاقي المتسارع، خاصة وأن الفبركة باتت وللأسف الشديد أكثر إقناعا من الحقيقة، حيث يميل الأشخاص إلى الاعتقاد بأن تلك الصور المصطنعة تبدو واقعية أكثر من كونها مزيفة، وهو ما كشفت عنه دراسة حديثة نشرتها صحيفة الغارديان البريطانية مؤخرا.
نعم، دخول تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى عالم صناعة الصور يشكل اليوم مفترقا مهما، وهذا ما أثبتته تلك الدراسة التي كشفت عن أن الوجوه البيضاء الناتجة عن الذكاء الاصطناعي تبدو واقعية أكثر من صور الأشخاص الحقيقيين، الأمر الذي له تداعيات خطيرة.
يحدث هذا في أغلب دول العالم في الوقت الذي لم يتم فيه حتى الآن التوصل إلى قوانين منظمة وحاكمة ورادعة لتلك التقنيات الوقحة وأدواتها السافلة!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك